الرضاعة

كيف تجمعين بين الرضاعة الطبيعية والحمل بطريقة فعالة وأمنة؟

قد يتسبب الحمل المفاجئ للأم المرضعة في شعورها بالارتباك والذنب تجاه طفلها الرضيع المولود حديثًا، وتتساءل هل من الممكن أن أجمع بين الرضاعة الطبيعية والحمل بشكل آمن لا يؤثر بالسلب على الجنين والطفل الرضيع معًا؟ إليك الإجابة في هذا المقال.


كثيرا ما يحدث أن تضطر بعض النساء إلى الجمع بين الرضاعة الطبيعية والحمل في فترة من حياتها. وقد يكون السبب الشائع لحدوث ذلك هو الاعتماد على الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل والاقتناع بأن فترة الرضاعة هي فترة أمان ولا يمكن أن يحدث التبويض فيها، طالما أن هرمونات الرضاعة مرتفعة. وهذا ليس بصحيح؛ فمن أين تعلمين بمستويات الهرمونات في جسمك؟ وما الذي يضمن لك عدم حدوث تبويض طلية هذه الفترة؟ نعم، هناك سيدات تنقطع عنهن الدورة الشهرية لمدة قد تصل إلى عامين كاملين خلال فترة الرضاعة، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على جميع النساء. وعلى كل حال، ليست هناك مشكلة؛ فمن خلال سطور هذا المقال ستعرفين كيفية الجمع بين الرضاعة الطبيعية والحمل بشكل يضمن لك الحفاظ على صحة جنينك وطفلك الرضيع وصحتك بالتأكيد.

إمكانية الحمل مع الرضاعة

هل يمكنني إرضاع طفلي وأنا حامل؟ يعتبر هذا ضمن الأسئلة التي تجيب عنها الكثير من النساء بشكل بديهي، ولكنه خاطئ في نفس الوقت؛ فالكثير منا يعتقد أنه بمجرد حدوث الحمل لا يمكن للمرأة الاستمرار في إرضاع طفلها على الإطلاق. والصحيح أنها تتمكن من استكمال الرضاعة بشكل طبيعي حتى تماما الشهر الرابع من الحمل. والسبب في ذلك هو أن حليب الأم يبقى على حالته، من حيث الطعم والكمية والفائدة حتى تبلغ الشهر الرابع من الحمل. وهذا يعتمد بالطبع على حالة الأم الصحية وطبيعة حملها وإمكانية الاستمرار في الرضاعة دونما تعب وحالة الجنين العامة. وفي حال كانت الأم تعاني من مشكلة صحية أو لا تستطيع تناول غذائها بشكل طبيعي بسبب أعراض الفترة الأولى من الحمل، من قيء وغثيان وغيرها، فهي لن يمكنها أبدا الاستمرار في الرضاعة.

وفي كل الأحوال تتوقف الرضاعة الطبيعية بتمام الشهر الرابع من الحمل لأن الحال يكون قد تبدل كثيرا؛ فالحليب يكون قد تغير من ناحية الفائدة والكمية والمذاق، وجسم الأم لا يستطيع تحمل إعطاء جنينها ما يحتاج مع الرضاعة. وبداية من الشهر الخامس من الحمل يلحظ الطفل الرضيع ذلك التغيير الذي يطرأ على حليب أمه فيبدأ بالنفور منه والابتعاد عنه شيئا فشيئا. ويبدأ حليب الأم كذلك في أن تقل كميته بالتدريج حتى يتوقف نهائيا. وعموما لا تنصح الأم بالاستمرار في إرضاع طفلها بعد تماما الشهر الرابع من الحمل.

أمور تساعد على الجمع بين الرضاعة الطبيعية والحمل

بالطبع تكون صحة المرأة الحامل على المحك في الشهور الأولى من الحمل. وقد تتسبب الأعراض التي تعاني منها إلى اضطرارها إلى فطام طفلها، حتى مع وجود الحليب وعدم وجود خطورة على الطفل من الاستمرار في عملية الرضاعة. ويمكن للأم حينذاك اتباع بعض النصائح التي تساعدها على الجمع بين الرضاعة الطبيعية والحمل بشكل آمن. وهذه النصائح هي:

  • على الأم أن تكون مستعدة نفسيا قبل أي شيء لتحمل متاعب الحمل مع الرضاعة؛ فمن ضمن الأعراض الشائعة للفترة الأولى من الحمل وجود ألم في الثدي والحلمات والتحسس من لمس هذه المناطق من جسم الأم.
  • لابد من الاهتمام بمنطقة الحلمات، وذلك عن طريق ترطيبها بكريم خاص يصفه الطبيب والابتعاد عن استخدام الصابون واللوشن والمرطبات العادية والتأكد من أن الطفل أثناء الرضاعة يلتقم الجزء الأكبر من الحلمة بفمه، حتى لا تتعرض للالتهابات إذا كان لا يأخذ إلا طرفها.
  • لابد من متابعة طبيعة الحليب، من حيث اللون والكمية ومدى إقبال الطفل عليه.
  • في حال كان الطفل لم يتم الستة شهور الأولى من عمره وكان يعتمد على حليب الرضاعة بشكل كلي، فلابد من متابعة وزنه ونموه بشدة؛ حتى إذا لوحظ قصور في أي من هذه الأشياء تبدأ الأم بالاستعانة بالحليب الاصطناعي أو الطعام الصلب.
  • أخذ القسط الكافي من الراحة، سواء عن طريق النوم أو عدم إجهاد الأم لنفسها وتحملها للأعمال الشاقة أو بتناول الطعام الصحي قدر المستطاع.
  • الحرص على تناول المكملات الغذائية والفيتامينات التي يصفها الطبيب، الذي يجب إعلامه بالطبع باستمرارك في الرضاعة الطبيعية.
  • لابد من زيادة كميات منتجات الألبان والأطعمة المحتوية على الكالسيوم في هذا التوقيت؛ فالطفل الرضيع يأخذ من جسم الأم كميات من الكالسيوم في كل رضعة له.
  • لابد من الحرص على شرب الكميات الكافية من الماء. وإذا كانت الحامل تحتاج إلى ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميا، فالتي ترضع طفلها أثناء الحمل لابد وأن تزيد على هذا العدد من الأكواب.
  • لابد من الابتعاد عن التدخين والكحول وتناول الأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة والألوان الصناعية والنكهات غير الطبيعية.
  • الحذر من تناول المأكولات البحرية التي تشتمل على الزئبق، مثل التونة والسالمون.

هل تتضرر الأم من الجمع بين الرضاعة الطبيعية والحمل ؟

بالطبع تكون الأم هي المتضرر الوحيد من عملية الجمع بين الرضاعة الطبيعية والحمل الجديد؛ في حال لم يمكنها الحمل من اتباع النظام الغذائي الذي يعطيها وطفليها ما يحتاجون من غذاء. والسبب في ذلك هو أن جسمها يضطر إلى بذل مجهود مضاعف لتلبية احتياجات كلا من الجنين والطفل الرضيع. كذلك تكون الحالة النفسية للأم غير مستقرة مع بداية الحمل؛ وهذا يجعلها تبذل مجهودا مضاعفا للتحكم بأعصابها وتلبية احتياجات طفلها الرضيع، النفسية والجسدية. ولابد من متابعة الأم التي تجمع بين الرضاعة الطبيعية والحمل لحالتها الصحية عن كثب وتعويض نقص العناصر الغذائية التي يعاني جسمها منها في هذا التوقيت؛ فهناك الكثير من الأمهات يصبن بنقص الكالسيوم أو أنيميا نقص الحديد في هذه الحالة.

متى يجب على التوقف عن الرضاعة الطبيعية؟

أثناء الحمل يجب على المرأة التوقف عن الرضاعة الطبيعية في بعض الحالات، وهي كالآتي:

  1. إتمام الشهر الرابع من الحمل وبداية الشهر الخامس منه.
  2. تسبب الرضاعة الطبيعية في حدوث انقباضات بالرحم في الفترة الأولى من الحمل.
  3. مرور الأم بتجربة الولادة المبكرة قبل ذلك مرة أو أكثر.
  4. إصابة الأم بنزيف في الرحم أو ألم شديد به.

أعراض ترافق الرضاعة الطبيعية والحمل الجديد

هل أعراض الحمل أثناء الرضاعة هي نفس أعراض الحمل الطبيعية الشائعة؟ بالطبع يرد هذا السؤال في ذهن كل امرأة قد دخلت لتوها في بدايات الحمل. ولابد من معرفة هذه الأعراض حتى تتمكن الأم من اتخاذ الإجراءات اللازمة عند معرفتها بخبر حملها للحفاظ على الجنين وتغذية الطفل الرضيع جيدا. وأعراض الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية تتمثل فيما يلي:

  1. الشعور بألم مفاجئ واحتقان بحلمات الثدي والتأذي عند إرضاع الطفل.
  2. غياب الدورة الشهرية بشكل مفاجئ، إذا كانت منتظمة خلال فترة الرضاعة.
  3. الشعور بأعراض مثل القيء والغثيان والدوار وعدم القدرة على بذل أقل مجهود.
  4. حدوث خلل في النوم وتناول الطعام، وذلك بالنوم عدد ساعات أكبر من المعتاد والميل إلى تناول كميات أكبر أو أقل من الطعام.
  5. كثرة الحاجة إلى دخول الحمام، وبصفة خاصة خلال وقت الليل.
  6. المعاناة من الصداع والتقلبات النفسية والمزاجية الحادة.
  7. بداية رفض الطفل الرضيع للرضاعة الطبيعية وبكاؤه كلما بدأت إرضاعه، وذلك بسبب تغير طبيعة الحليب المفاجئ.

خطر الرضاعة أثناء الحمل

ذكرنا في الفقرات السابقة أنه لا حرج على الأم من إرضاع طفلها رضاعة طبيعية حال كونها حاملا، طالما أنها لم تتجاوز الشهر الرابع من الحمل. وخلال هذه الفترة لا تمثل الرضاعة أي خطورة على الطفل الرضيع أو على الجنين، طالما أن الحالة الصحية للأم على ما يرام. وأما عن الاستمرار في الجمع بين الرضاعة الطبيعية والحمل بعد تمام الشهر الرابع، فبالطبع يعرض ذلك كلا من الطفل الرضيع والجنين والأم لبعض المخاطر. وأهم هذه المخاطر هي ما يلي:

  1. تعرض الأم لنقص كميات كبيرة من الكالسيوم المخزن في عظامها؛ فهي تعطي كلا من الجنين والطفل الرضيع ما يحتاجان من كالسيوم. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى معاناة الأم من مشاكل في العظام والأسنان، سواء في القريب العاجل أو المستقبل.
  2. تعرض الأم لأنيميا نقص الحديد، بسبب عدم قدرتها على تناول غذائها بشكل طبيعي في الفترة الأولى من الحمل وتحملها لعبء إطعام طفلين.
  3. وقوع الأذى على الجنين والتأثير على تكوينه بسبب فقدان جسم الأم للكثير من العناصر الغذائية اللازمة لنموه.
  4. تعرض الطفل الرضيع للصدمة النفسية الناتجة عن عدم قدرته على الرضاعة الطبيعية.
  5. عدم استيفاء الطفل الرضيع لحاجته من الغذاء؛ الأمر الذي يؤثر على سير عملية النمو لديه.

هذه هي أهم النقاط التي تتعلق بالجمع بين الرضاعة الطبيعية والحمل في آن واحد. وعلى الأم مراعاة الاحتياجات النفسية لطفلها الرضيع قبل أي شيء؛ فتغيرها من ناحيته وعدم قدرتها على معاملته مثلما كانت تعامله قبل الحمل يؤثر عليه كثيرا ويجعله يشعر بالبغض تجاه أخيه المستقبلي.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى