أثلاث الحمل

الثلث الأول من الحمل : ما يحصل لك وللجنين في أول ثلث؟

يبدأ الثلث الأول من الحمل في اليوم الأول من دورة الطمث الأخيرة ، ويستمر حتى الأسبوع 13. الحمل في الثلث الأول قد يضيف الأثارة والسعادة عليك؛ ولكنك مع ذلك قلقة متوترة من تلك المرحلة التي يخبرك البعض بأنها عصيبة ويخبرك البعض الآخر بأنها لا تختلف عن غيرها. ونقدم لك في هذا المقال كل ما يتعلق بهذا الثلث؛ فتابعي القراءة لتحضري نفسك لهذه المرحلة الهامة.


يلعب الثلث الأول من الحمل دورا كبيرا في تكوين الجنين نفسيا وجسمانيا. ويتضمن هذا الثلث من الحمل الشهر الأول والشهر الثاني والشهر الثالث من الحمل. ولأن الثلث الأول من الحمل يكون بداية مرحلة جديدة على الأم، فيها ما فيها من أشياء تراها غريبة؛ وخاصة إذا كان هذا هو حملها الأول، فلابد من معرفة كل ما يتعلق بهذا الثلث؛ حتى يكسبك ذلك الهدوء النفسي وعدم الفزع مما تواجهين. كذلك عليك معرفة الأسلوب الصحيح الذي تتعاملين به مع جميع الأعراض؛ حتى تكتسبي ثقة تمرين بها من هذه المرحلة بأمان.

الشهر الأول من الحمل

الثلث الأول من الحمل الشهر الأول من الحمل

يكون الشهر الأول من الحمل هو بداية لرحلة يخلق فيها ذلك المخلوق الجميل الذي تحلم به كل أم. نعم، الآن قد بدأت أولى خطوات نمو صغيرك الجميل؛ وما هي إلا بضعة أشهر حتى تضميه إليك وتستمتعي بصحبته. والحقيقة أنه هناك الكثير من السيدات اللاتي يخضن تجربة الحمل في الشهر الأول ويقطعوا شوطا كبيرا في هذا الشهر دون أن يعرفوا بحملهم؛ والسبب في ذلك أن الأعراض التي تظهر خلال هذا الشهر تكون مربكة بعض الشيء؛ فهي قد تشير إلى وجود حمل، وقد تشعر المرأة من خلالها بأنه ليس هناك أمر غريب على الإطلاق؛ بل هي الأعراض الطبيعية التي تأتيها في بداية دورتها الشهرية. ومن المتوقع في بداية الثلث الأول من الحمل أن تلاحظي بعض الأعراض الغريبة عليك كذلك؛ مثل عدم نزول دم الدورة الشهرية ونزول بقع من الدم بنية اللون والشعور بالإعياء غير المبرر والقيء صباحا والشعور بتقلبات غريبة في نظامك الغذائي؛ وذلك بالميل إلى تناول بعض الأطعمة بكثرة وتجنب البعض الآخر دون سبب واضح والشعور بالحرقة والانتفاخ والدوخة والدوار والتحسس من جميع الروائح والشعور بالألم والصداع بمناطق مثل الرأس وأسفل البطن والظهر وغير ذلك من الأعراض التي تتفاوت من امرأة لأخرى. وعلى كل حال، فإنه من الأفضل أخذ الحيطة والحذر عند الشكوك في وجود حمل، والتعامل على هذا الأساس، حتى يتبين لك بنهاية هذا الشهر أو بداية الشهر الثاني من الحمل الخبر اليقين بحملك من عدمه.

الشهر الثاني من الحمل

الثلث الأول من الحمل الشهر الثاني من الحمل

وغالبا ما تعرف الأم بأنها حاملا مع بداية الشهر الثاني من الحمل؛ والذي يعتبر منتصف رحلة الثلث الأول من الحمل . والسبب في ذلك أن هرمونات الحمل ترتفع بشكل يجعل من السهل قياسها في البول أو الدم عند إجراء اختبار الحمل؛ كما أن الأعراض التي تظهر عليك خلال الشهر الأول من الحمل، والتي يكون ظهورها بشكل طفيف، تشتد وتزداد وتيرتها بشكل قد يجعلك تجزمين بأنك حاملا، حتى دون اللجوء إلى اختبارات الحمل. ويكفي انقطاع الدورة الشهرية ومرور بعض الوقت الذي يؤكد لك حملك. ومن الآن فصاعدا، لن تكوني أنت المتحكم الرئيسي في جسمك، وإنما ستأخذ هرمونات الحمل منك هذا الدور وستتحكم في حالتك الجسمانية والمزاجية. ونقصد بهرمونات الحمل هرمون الأستروجين وهرمون البروجستيرون، اللذان يقوما بتهيئة جسم الأم وتسخيره لتكوين الجنين والحفاظ عليه وحمايته مما قد يضر به حتى يحين موعد الولادة.

الشهر الثالث من الحمل

الثلث الأول من الحمل الشهر الثالث من الحمل

يعتبر الشهر الثالث من الحمل هو نهاية الثلث الأول من الحمل الذي قد بدأ منذ شهرين مضيا. وخلال هذا الشهر قد تتصاعد الأعراض التي كنت تشعرين بها منذ بضعة أسابيع، أو تبدأ في الاختفاء والتلاشي شيئا فشيئا. وفي كل الأحوال، لا داعي للقلق؛ فهذا الشهر سيكون بداية نهاية شعورك ومعاناتك من هذه الأعراض. وكل ما تحتاجين إليه في هذه الفترة هو أن تفهمي ويفهم من حولك ما يحدث بجسمك؛ وذلك حتى لا تستغربي ما يحدث أو ينزعج من حولك من تأثرهم بما تمرين به وتعانين منه. وعلى الرغم من أن التعب قد يكون مهيمنا عليك، حاولي قدر الإمكان الحفاظ على صحتك واتباع نظام حياة يناسب الحمل ويناسبك.

التغييرات التي تطرأ على الأم خلال الثلث الأول من الحمل

الثلث الأول من الحمل التغييرات التي تطرأ على الأم خلال الثلث الأول من الحمل

في الثلث الأول من الحمل هناك الكثير من التغيرات التي تطرأ على الأم، من الناحية النفسية والجسمانية؛ فالحمل لا يأتي وحده، وإنما يحمل في جعبته الكثير والكثير. ونقدم لك، عزيزتي المرأة أهم هذه التغيرات فيما يلي:

ارتفاع مستوى الهرمونات

بمجرد حدوث الحمل، يرتفع مستوى هرمونات الحمل في جسم الأم بشكل كبير. والحقيقة أن هذا لا يحدث بشكل مفاجئ، وإنما يتدرج مستوى الهرمونات في الزيادة خلال الثلث الأول من الحمل حتى يصل إلى ذروته في مرحلة معينة من الحمل. وتؤدي هرمونات الحمل الكثير من الوظائف، أهمها تحقيق راحة جسم الأم الذي يقوم بمهمة شاقة طيلة فترة الحمل، وحماية الحمل مما قد يضر به؛ حيث تحمي الجنين من أن يصل إليه ما يؤذيه عن طريق المهبل أو المشيمة، كما أنها تعطي إشارات للجسم حتى يتقبل الجنين الجديد ولا يتعامل معه على أنه جسم غريب فيضر به أو يطرده من الرحم، وتعمل هرمونات الحمل كذلك على تهيئة الجسم لتحمل عملية الحمل والولادة وما بعد الولادة؛ فعلى سبيل المثال، يقوم الجسم خلال فترة الحمل بإعطاء الجنين احتياجاته كاملة بفضل الهرمونات، ثم قبيل موعد الولادة تعطي الهرمونات إشارات للجسم بقرب موعد الولادة عن طريق انقباضات بالرحم تشبه انقباضات الولادة، وبعد الولادة يكون جسم الأم على أتم الاستعداد للقيام بعملية الرضاعة الطبيعية لأن الأعراض التي تتسبب فيها هرمونات الحمل تشمل تهيئة جسم الأم لذلك بداية من فترة حملها وحتى نهايته.

ارتخاء عضلات جسم الأم

في بداية الثلث الأول من الحمل يحدث تغير كبير لعضلات جسم الأم كاملة؛ فهي ترتخي بشكل كبير وتصبح أكثر مرونة؛ وذلك استعدادا للولادة التي تحتاج للكثير من المرونة التي تساعد على تمرير الجنين إلى الخارج. ومن الآثار الجانبية التي تسبب انزعاجا كبيرا للأم طوال فترة الحمل ارتخاء عضلات الجهاز الهضمي، وخاصة تلك العضلات الخاصة بالمعدة والأمعاء. وعند ارتخاء عضلات المعدة وفم المعدة تشعر الأم دوما بالحرقة في منطقة الصدر وبالحموضة والطعم المر في فمها؛ ذلك أن انفتاح فم المعدة يجعل من السهل خروج الطعام ثانية من المعدة وصعوده إلى الأعلى ناحية الفم. كذلك يؤدي ارتخاء الأمعاء إلى بطء عملية الهضم ومكوث الطعام لفترة طويلة في جسم الأم؛ الأمر الذي يؤدي بها إلى الشعور بالانتفاخ والإصابة بالإمساك شبه الدائم.

زيادة حجم الدم

كذلك يحدث ازدياد لحجم الدم خلال فترة الحمل؛ الأمر الذي يسبب العديد من المتاعب للأم في هذه الفترة. ومن أهم هذه المتاعب تورم الشرايين بالقدمين والساقين، والذي يظهر من خلال لونها الذي يتحول للأحمر أو الأزرق. وقد تسبب زيادة حجم الدم زيادة معدل ضربات القلب بشكل مستغرب.

حدوث طفرة في الوزن

عادة ما يحدث طفرة في وزن الأم، فيزيد أو ينقص، على حسب بعض العوامل. ففي حال كنت تعانين مثلا من القيء والغثيان والشعور بالتعب الدائم والعزوف عن تناول الكثير من أصناف الأطعمة، فحتما ستفقدين الكثير من الوزن؛ أما لو لم تعاني كثيرا من هذه الأعراض المزعجة وكانت شهيتك مفتوحة طيلة الثلث الأول من الحمل ووجدت نفسك مقبلة على تناول الطعام بكميات كبيرة، فبالطبع ستزيدين في الوزن.

تغيرات تظهر على الجلد

وهناك الكثير من التغيرات الملحوظة، والتي من الممكن أن تظهر لك على الجلد خلال الثلث الأول من الحمل أو بعده. فعلى سبيل المثال، من الوارد أن تظهر علامات تمدد الجلد، في حال حدثت زيادة في حجم البطن وزيادة في الوزن عموما، ولم يكن هذا هو الحمل الأول لك. كما يمكن أن يظهر في منتصف البطن خط داكن اللون؛ والذي يظهر بسبب شد الجلد، إضافة إلى الهرمون الذي تفرزه المشيمة. ويؤدي شد الجلد وجفافه الناتج عن قلة المياه في الجسم إلى الشعور بالحكة والجفاف في الجلد.

تغيرات في الثدي

بالطبع ستلاحظين، عزيزتي الأم، بعض التغيرات في منطقة الثدي؛ فعلى سبيل المثال، هناك شعور بالألم والامتلاء والتورم الذي سيبدأ مع بداية حدوث الحمل. ومع كبر حجم الثدي، يزداد حجم الحلمة وتصير داكنة أكثر من ذي قبل. وبسبب زيادة حجم الدم في الجسم، يبدأ خلال الثلث الأول من الحمل ظهور للعروق الموجودة تحت الجلد.

الأعراض الشائعة خلال الثلث الأول من الحمل

الثلث الأول من الحمل الأعراض الشائعة خلال الثلث الأول من الحمل

بمجرد حدوث الحمل، تبدأ ظهور بعض الأعراض التي تستمر طيلة الثلث الأول من الحمل حتى نهايته. ونذكر في السطور القادمة أهم الأعراض التي تميز هذه الفترة من الحمل:

الشعور بالانتفاخ

وغالبا ما يلازم الأم هذا الشعور طيلة فترة الحمل؛ وتكون بدايته مع بداية الثلث الأول من الحمل بسبب الهرمونات التي تعمل على إرخاء جميع عضلات الجسم؛ الأمر الذي يؤدي إلى بطء عملية الهضم وبقاء الطعام بالأمعاء لساعات طوال.

الشعور بالدوار والدوخة

وتشعر الأم بالدوار والدوخة بسبب انخفاض ضغط الدم الناتج عن زيادة حجم الدم وقلة نشاط الدورة الدموية.

الشعور بالغثيان

يعتبر هذا العرض من أكثر الأعراض التي تحدث في الثلث الأول من الحمل شيوعا. وعادة ما يتسبب فيه عدم تقبل رائحة المكان والتقاط الأنف للروائح غير الظاهرة بالنسبة للمحيطين بالأم الحامل؛ وذلك بسبب تضاعف حاسة الشم لديها خلال فترة الحمل.

الشعور بالقيء

في بداية الثلث الأول من الحمل تشعر الأم بالقيء، أو الرغبة في القيء، مرات قليلة؛ وكلما تقدم بها الحمل خلال هذا الثلث تزداد عدد مرات التقيؤ لديها وتزداد حدتها كذلك. وفي بعض الحالات تقل وتيرة هذا العرض بنهاية الثلث الأول من الحمل أو بعده بأسبوع أو أسبوعين.

انقطاع الدورة الشهرية

ويعتبر هذا العرض من ضمن الأعراض التي تؤكد على وجود الحمل. ويكون انقطاع الدورة الشهرية بعد حدوث الحمل بنحو أسبوع أو أسبوعين.

نزف الغرس

بعد انقطاع الطمث، أو الدورة الشهرية، بأيام قلائل، سترين بقع من الدم التي تكون مختلفة بعض الشيء عن دم الطمث، والتي تسمى بنزف الغرس أو الانغراس؛ ويقصد به انغراس الجنين في جدار الرحم، كخطوة من خطوات نموه خلال فترة الحمل.

حدوث نزف وإفرازات مهبلية

بعد نزول دم نزف الغرس، قد تلاحظين بعض الدم أو الإفرازات المهبلية التي تتسبب عنها هرمونات الحمل. وفي حال كانت الإفرازات المهبلية غريبة اللون أو ذات رائحة كرية أو تسبب الشعور بالحكة أو كان الدم غزيرا بشكل مقلق، فيفضل استشارة الطبيب، للتأكد من أن الحمل بخير.

الشعور بالتعب والإعياء

على الرغم من أن الشعور بالتعب والإعياء يلازم الأم خلال فترة الحمل كلها، يستأثر الثلث الأول من الحمل بالنسبة الكبيرة من هذا العرض؛ فالأم تشعر بقلة نشاطها الجسدي وعدم قدرتها على بذل مجهود ولو صغير، وعند بذل مجهود بسيط تضطر للتوقف عما تقوم به.

زيادة عدد ساعات النوم

ومع المجهود الجبار الذي يقوم به الجسم لتكوين الجنين وحمايته مما قد يضر به، تشعر الأم بكثرة حاجتها إلى النوم وتستغرق في ذلك ساعات طويلة للغاية. والحقيقة أن النوم أمر بالغ الأهمية خلال الثلث الأول من الحمل كاملا؛ فهو يساعد على نمو الجنين وزيادة حجمه، كما يساعد الأم على الصمود أمام المهمة الصعبة التي يقوم بها جسمها.

حرقة المعدة والحموضة

ذكرنا من قبل أنه مع بداية الثلث الأول من الحمل يرتفع منسوب هرمونات الحمل التي تقوم بإرخاء عضلات الجسم ليكون أكثر استعدادا للولادة. وطالما أن عضلات المعدة تكون مرتخية، فإنه من السهل أن يخرج الطعام منها ثانية إلى البلعوم والمريء مسببا الشعور بالحرقة في منطقة الصدر. وقد يصل الطعام إلى الفم لتشعري وقتها بالحموضة. وفي بعض الأحيان، عندما يصل الطعام إلى الفم، فإنك تشعرين بطعم مر لاذع بالفم.

الشعور بالألم في مناطق متفرقة من الجسد

على الرغم من أن جسم الأم ككل يكون منهكا للغاية، فإنه غالبا ما يداهمها الشعور بآلام بالثدي وأسفل البطن والظهر. والسبب في أنك تشعرين، عزيزتي الأم، بالألم في الثدي هو أنه يستعد منذ الثلث الأول من الحمل إلى القيام بعملية الرضاعة؛ أما بالنسبة للآلام التي تأتيك بأسفل الظهر والبطن، فإنها تحدث لعدة أسباب؛ منها شد الرحم لأوتار الظهر والبطن وتقلصات الرحم وغيرها.

حدوث تغير في وزن الأم

ومن الأشياء التي يتسبب فيها الحمل حدوث طفرة في وزن الأم؛ فقد يزيد وزنك بشكل ملفت للنظر بسبب كثرة الإقبال على تناول كميات كبيرة من الطعام التي يحتاجها الجسم والجنين لإكمال المهمة، وقد تعزفين عن تناول أنواع عديدة من الأطعمة وتصابين في نفس الوقت بآلام بالمعدة وشعور بالقيء والغثيان. وفي هذه الحالة ستلاحظين أنه خلال الثلث الأول من الحمل يقل وزنك بصورة تدريجية.

التقلبات المزاجية

يعتبر من الأعراض والتغيرات النفسية التي تبدأ مع الثلث الأول من الحمل وتستمر حتى نهاية فترة الحمل، وقد تستمر معك أثناء الرضاعة. وهذا يعتبر من الأمور الطبيعية للغاية؛ فهرمونات الحمل ترتفع بشكل كبير وتسبب الكثير من الاضطرابات.

اضطرابات المعدة

زيادة على شعورك، سيدتي، بالقيء والغثيان والحرقة والحموضة، قد تشعرين باضطرابات أخرى بالمعدة، كالآلام التي تمنعك من تناول طعامك بشكل طبيعي.

زيادة الضغط على المثانة

يعتبر حدوث الضغط على المثانة من أكثر الأمور التي تتعرض لها المرأة الحامل شيوعا، والذي يسبب لها الضيق. ولذا يفضل عدم البقاء خارج المنزل لفترات طويلة حتى لا يسبب لك هذا الأمر ضيقا ولا تعبا.

الإصابة بالإمساك

بسبب أن هرمونات الحمل ترخي أنسجة الجسم وعضلاته، يتسبب الحمل في إصابة الأم بالإمساك. وقد يسهم عدم شرب الكميات الكافية من الماء أو عدم تناول الألياف التي تحتوي عليها الخضر والفاكهة في زيادة المشكلة والإصابة بالإمساك المزمن. وفي بعض الحالات تتسبب التقلصات التي تحدث بالرحم في حدوث اضطرابات بالجهاز الهضمي الذي يقع خلف الرحم مباشرة، ومنها الإسهال والإمساك.

ما سيحدث في زيارتك الدورية للطبيب خلال الثلث الأول من الحمل

الثلث الأول من الحمل ما سيحدث في زيارتك الدورية للطبيب خلال الثلث الأول من الحمل

هناك بعض الأمور الهامة للغاية التي يهتم الطبيب بالكشف عنها خلال الثلث الأول من الحمل ومتابعتها بشكل دوري. وأهم الخطوات التي لابد وأن تأخذينها في بداية حملك هو البحث والاستقرار على طبيب أهل للثقة. وعند التوجه إلى الطبيب سيعمد إلى طلب بعض التحاليل الطبية التي يطمئن من خلالها على أن الأمور تسير على ما يرام؛ مثل تحليل هرمونات الحمل وتحليل نسبة الهيموجلوبين في الدم ونسبة السكر في الدم ونسبة البروتين في البول وغيرها مما يطلبه الطبيب ويراه لازما للمتابعة. وفي حال كان الحمل يسير في الطريق الصحيح، يطلب الطبيب منك عمل زيارة له مرة واحدة من كل شهر. وفي حال حدث ما يسوء أو كانت هناك بعض الأعراض التي تثير القلق، لا تنتظري حتى يأتي ميعاد الزيارة، بل توجهي فورا إلى الطبيب للاطمئنان.

وفي كل زيارة تقومين بها خلال الثلث الأول من الحمل يقوم الطبيب بالكشف عن بعض الأشياء التي تخص الجنين، إضافة إلى بعض ما يتعلق بك كأم. فعلى سبيل المثال، يقوم الطبيب بالكشف على البطن عن طريق الموجات الصوتية حتى يطمئن على الحمل والجنين، من حيث الحجم والطول والتطورات التي تطرأ عليه وضغط الدم في الحبل السري المتصل بالمشيمة وغير ذلك مما يهم الطبيب. كما أن الطبيب عادة ما يهتم بقياس ضغط دمك في كل زيارة؛ إضافة إلى قياس الطول والوزن.

كيف تعتني بنفسك خلال الثلث الأول من الحمل؟

بمجرد حدوث الحمل والتأكد من وجوده، تبدأ الأم وضع نظام جديد لحياتها يلائم الحمل والجنين الجديد. ويشمل هذا النظام أهم مناحي الحياة، مثل الطعام الذي تحتاجه والعادات اليومية التي تنصح بها والعادات الأخرى التي لابد وأن تبتعد عنها وممارسة التمارين الرياضية المناسبة لها في الثلث الأول من الحمل كذلك. ونقدم لك، عزيزتي الأم، أهم هذه الأمور، حتى تسير الأمور بشكل سلس ويسهل عليك التعامل مع الحمل بلا خوف أو وجل.

الطعام المناسب في الثلث الأول من الحمل

الثلث الأول من الحمل الطعام المناسب في الثلث الأول من الحمل

على الرغم من أن هرمونات الحمل، التي ترتفع خلال الثلث الأول من الحمل حتى تصل إلى ذروتها، تعتبر هي المتحكم الرئيسي في جميع ما يتعلق بحياتك كأم؛ وأول هذه الأمور هو الغذاء الذي تتناولينه، هناك بعض الأطعمة التي لابد من الحصول عليها؛ كما أن هناك من الأطعمة ما يستحب تجنبه خلال هذه الفترة، حفاظا على الحمل. ولتعرفي الأطعمة التي تحتاجينها خلال الثلث الأول من الحمل عليك أولا معرفة العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك وجنينك طوال هذه الفترة؛ وإليك إياها:

حمض الفوليك

ليس من الصحيح أن نقول للمرأة الحامل أنه بمجرد العلم بوجود الحمل لابد من تناول الأطعمة التي تحتوي على حمض الفوليك؛ إضافة إلى حمض الفوليك الذي يؤخذ عن طريق الحبوب. ولكن الصحيح هو أنه في حال كنت تخططين للحمل أو تتوقعين حدوثه، فابدئي بأخذ حمض الفوليك. والسبب في ذلك أن المخ والجهاز العصبي للجنين يبدأ تكوينه بالاستعانة بحمض الفوليك قبل اكتشاف الحمل من الأساس؛ ولذا لابد وأن يكون جسم الأم جاهزا لذلك وفيه مخزون يكفي الجنين. وخلال الثلث الأول من الحمل تحتاج الأم إلى 400 ميكروجرام في اليوم من حمض الفوليك الذي يساعد على منع تشوهات الجنين الخلقية، كما يعمل على نموه بشكل صحي وسليم. وبالنسبة لك أنت، عزيزتي الأم، فإن حمض الفوليك يمنع إصابتك بالأنيميا ويساعدك على عيش حياة طبيعية خلال فترة الحمل ككل. وهناك من الأطعمة ما يحتوي على نسبة جيدة من حمض الفوليك، مثل العدس والسبانخ والبروكلي والأفوكادو والمكسرات، مثل اللوز والبندق والفستق، والحمضيات، مثل الليمون والبرتقال. وأنصحك بمتابعة الطبيب لعمل التحاليل اللازمة والتأكد من أنك تأخذي كفايتك من حمض الفوليك.

الحديد

يعتبر من أهم العناصر الغذائية التي يخشى على الأم من نقصانه بجسمها خلال فترة الحمل. ونظرا لأنه خلال الثلث الأول من الحمل تتسبب هرمونات الحمل في الكثير من الاضطرابات المتعلقة بعملية تناول الغذاء؛ بمعنى أن الأم قد لا تستطيع تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة وقت الحمل، ومنها الحديد، نظرا لذلك يعمد الطبيب المتابع عادة إلى الكشف عن نسبة الحديد في الدم في بداية الحمل ويكرر الشيء نفسه على مدار فترة الحمل. ومن باب الحرص، على الأم الحامل الاستعاضة عن المأكولات التي لا تحب تناولها بمأكولات أخرى تتقبلها، بحيث تكون غنية بالحديد؛ فليس من السهل الخروج من الثلث الأول من الحمل وأنت تعانين من أنيميا نقص الحديد، وليس من المقبول أصلا أن يتأثر الحمل بهذا الشيء. ومن أهم الأطعمة التي تحتوي على عنصر الحديد البطيخ والكرز والخوخ والتمر والتوت الأحمر والزبيب والمشمش الطازج والمجفف والطماطم المجففة بالشمس.

الكالسيوم

يحتاج الجنين إلى كميات كبيرة من الكالسيوم التي يسحبها من جسم أمه مع بداية تكوين العظام لديه. وفي حال كان جسم الأم يحتوي على كفايته من عنصر الكالسيوم، فإن الحمل سيسير بشكل طبيعي، ولن تكون هناك مشكلة بالنسبة للأم ولا الجنين. أما لو كان هناك نقص في عنصر الكالسيوم في جسم الأم، فإن ذلك سيؤدي حتما إلى زيادة هذا النقص؛ لأن الجنين سيسحب ما هو موجود، كما أنه سيؤدي إلى ضعف وهشاشة عظام الصغير وعدم نموه بالشكل السليم؛ وذلك في حال كان المخزون قليل للغاية، بحيث أنه لا يكفيه. ويمكن الحصول على الكالسيوم من منتجات الألبان، مثل الحليب والرائب والزبادي والأجبان وغيرها، وبعض الأطعمة الأخرى كالعنب والزبيب والطماطم والخيار والفاصوليا والخضروات الورقية الداكنة، كالبقدونس والسبانخ، والمنتجات المصنعة من الصويا والبامية والبروكلي واللوز والأسماك والمأكولات البحرية والكيوي والبرتقال والتمر والخوخ والتوت بنوعيه، الأزرق والأحمر، والكرنب الأخضر واللفت.

فيتامين د

عليك عزيزتي أن تعلمي أن تناول عنصر الكالسيوم دون فيتامين د لن يجدي ولن يغني من جوع. والسبب في ذلك أن فيتامين د يعمل على ترسيب الكالسيوم في العظام؛ وفي حال أخذت كفايتك من الكالسيوم دون فيتامين د، فإن الكالسيوم سيخرج من الجسم ثانية عن طريق البول، ولن تستفيدي منه أبدا. وتستطيعين، عزيزتي الأم، الحصول على عنصر فيتامين د عن طريق تناول بعض الأطعمة، مثل سمك السالمون وسمك التونة والبيض وحليب الصويا والمشروم الأبيض والتوفو (جبن نباتي يصنع من حليب الصويا) والبرتقال والزبد الذي يستخدم في الطبخ والزبادي.

الألياف

طيلة فترة الحمل، تحتاج الأم، وبشدة، إلى تناول كميات كافية من الأطعمة التي تحتوي على الألياف؛ فهي تساعدها كثيرا على التغلب على بعض مصاعب الحمل ومشاكله المزعجة، مثل الإمساك وعسر الهضم. وهناك الكثير من الأطعمة التي تحتوي على الألياف، ومنها الأفوكادو والبرتقال والمشروم والبلح الأحمر والأصفر والقرع العسلي والكرفس والخس والكرنب والبروكلي.

البروتين

يعتبر عنصر البروتين هو العنصر الأهم لبناء عضلات الجسم، بالنسبة للكبير والصغير. ويحتاج الجنين لكميات كافية من البروتين لبناء عضلات جسمه بالشكل السليم؛ كما تحتاج الأم للبروتين حتى لا تصاب بأنيميا نقص الحديد؛ فالحديد ينقص في حال نقصان البروتين أو الكالسيوم. ومن أهم الأطعمة التي تحتوي على البروتين الحبوب الكاملة والمكسرات والحليب الحيواني والنباتي والزبادي والأجبان وبياض البيض واللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك.

زيت الأوميجا 3

تنصح الأم الحامل بتناول الأطعمة التي تحتوي على زيت الأوميجا 3 طيلة فترة الحمل عامة، وفي الثلث الأول من الحمل بصفة خاصة. والسبب في ذلك أن خلايا مخ الجنين تتكون وتبدأ طريق نموها في هذا الثلث من الحمل. ومن المعلوم أن زيت الأوميجا 3 يساعد على زيادة معدل ذكاء الطفل. ومن أهم الأطعمة التي تحتوي على زيت الأوميجا 3 سمك التونة والسردين والسالمون والأرز البري والسبانخ وفول الصويا والكافيار والمكسرات وزيت بذور الكتان.

الماغنسيوم

يعتبر الماغنسيوم من العناصر الغذائية التي يحتاجها الإنسان بوجه عام، وتحتاجها المرأة الحامل بشدة. والحقيقة أن تقصيرك في تناول العناصر الغذائية التي تحتوي على هذا العنصر قد يسبب لك الكثير من المشاكل خلال فترة الحمل، منها ارتفاع ضغط الدم وزيادة وتيرة القيء والغثيان، كما أنك تعانين كثيرا من الشعور بالتعب والإرهاق، وكذلك الشعور بتقلصات بجميع أجزاء الجسم؛ وخاصة وقت النوم؛ بل قد يؤدي نقص الماغنسيوم إلى حدوث تسمم الحمل. وهناك العديد من الأطعمة المتوفرة التي تحتوي على هذا العنصر الغذائي الهام للغاية؛ ومنها اللب السوري والكاجو وزبدة الفول السوداني واللوز والشوكولاتة البنية اللون والكينوا والفاصوليا البيضاء والشوفان واللوبيا والأرز البني وجميع المنتجات المصنعة من القمح وفول الصويا والسبانخ والفول الأخضر والطماطم المجففة في الشمس وغيرها من الأطعمة.

هذا إلى جانب الكثير من الفيتامينات والمعادن الأخرى التي تتوفر في جميع الأطعمة التي تتناولينها؛ والتي يمكن الحصول عليها عند اتباع نظام غذائي قائم على التنويع. وفي حال كانت الحالة الصحية خلال الثلث الأول من الحمل تمنعك من تناول معظم الأطعمة التي تحتوي على ما تحتاجين من عناصر غذائية، فمن الممكن أن تطلبي من الطبيب أن يصف لك بعض الفيتامينات والعناصر المهمة؛ والتي يحتاجها جسمك وجنينك بشدة خلال هذه الفترة من الحمل. وعادة ما يصف الطبيب للمرأة الحامل حبوب الحديد والكالسيوم والأوميجا 3؛ حتى يضمن كفاية جسمها مما يحتاجه من هذه العناصر المهمة.

العادات اليومية المنصوح بها والممنوعة خلال الثلث الأول من الحمل

الثلث الأول من الحمل العادات اليومية المنصوح بها والممنوعة خلال الثلث الأول من الحمل

هناك الكثير من العادات التي ننصحك بالالتزام بها، والعادات الأخرى التي ننصحك بالابتعاد عنها وتجنبها قدر الإمكان؛ وإليك ذلك كله بالتفصيل:

  • عليك بالحد من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين المنبهة؛ والتي تشمل القهوة والشوكولاتة وغيرها. والسبب في ذلك أن هذه المادة قد تتسبب في نقص وزن الجنين أو حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة. وفي حال كنت لا تستطيعين قضاء يومك دون شرب القهوة، فلا تكثري منها عن كوب واحد ( ما يعادل 200 مل).
  • لا تتناولي اللحوم النيئة أو غير مكتملة النضج بحال من الأحوال؛ فهذا قد يؤدي إلى إصابتك بفيروس التاكسو بلازما، الذي يتسبب في حدوث تشوهات خلقية للجنين أو إجهاضه.
  • ابتعدي قدر الإمكان عن تناول أنواع الأجبان القابلة للدهن، أو الجبن الفيتا؛ فهي شديدة الضرر للحمل والجنين.
  • حاولي الالتزام بتناول الأطعمة الطازجة، وابتعدي عن كل ما يحتوي على المواد الحافظة أو الألوان الصناعية أو النكهات غير الطبيعية.
  • قللي قدر الإمكان من استخدام الأواني والأشياء البلاستيكية؛ فهناك أنواع كثيرة من البلاستيك الذي يشبه السم في تأثيره السيئ على الحمل. وهناك دراسات حديثة تقول بأن استخدام المرأة الحامل للبلاستيك خلال فترة الحمل يعد أحد أسباب إصابة الطفل بمرض الصفراء.
  • للتغلب على الحرقة التي تلازمك خلال الثلث الأول من الحمل عليك بتقسيم وجباتك إلى وجبات صغيرة وشرب الماء على رشفات صغيرة؛ كما يستحب تناول طعام العشاء قبل النوم بساعتين أو أكثر.
  • عليك باستشارة الطبيب عند ملاحظة أي من الأعراض الغريبة؛ فرب مشكلة تعتقدين أنها بسيطة تخلف وراءها ذيلا من المشاكل.
  • ولأنه خلال الثلث الأول من الحمل تعانين من القيء بشكل متكرر، يمكنك تناول طعاما حلوا عند استيقاظك، وقبل أن تنهضي من السرير. وفي حال كنت لا تستطيعين تناول الطعام بسبب هذه المشكلة، فيمكنك شرب كمية من الماء ومحاولة التقيؤ قبل تناول الطعام.
  • كذلك يمكنك التعامل مع مشكلة الإمساك التي تبدأ مع بداية حدوث الحمل عن طريق شرب كميات كافية من المياه وتناول الألياف؛ كما أنه من المهم التحرك حتى تساعدي الجهاز الهضمي على القيام بمهمته بشكل أسرع.
  • وعليك تجنب الوقوف طويلا والجلوس في الأماكن المغلقة لفترات طويلة حتى تتلافي الشعور بالدوخة والدوار وانخفاض ضغط الدم. وفي حال شعرت بالدوار، فاجلسي على الفور حتى لا تصابي بالإغماء.
  • ولأن القيء والغثيان من أعراض الثلث الأول من الحمل المعروفة للجميع، ننصحك بالبعد عن الأطعمة التي لا تحبينها وتجنب دخول الأماكن التي لا تتقبلي رائحتها. ويمكنك تعطير المكان الذي تجلسين فيه بعطر تحبينه.
  • وللتغلب على مشكلة التقلبات المزاجية التي تسببها هرمونات الحمل، عليك بالقيام بنشاط تحبينه فور الشعور بالضجر أو الضيق. دللي نفسك ولا تدعيها للمشاعر السيئة تتلاعب بها.
  • عليك تجنب المأكولات البحرية التي تحتوي على عنصر الزئبق؛ مثل التونة. فهو من أهم مسببات تشوهات الأجنة.
  • وهناك بعض الأطعمة التي يؤدي تناولها إلى تكسير الكالسيوم وعدم الاستفادة منه، مثل الردة والكافيين. ولذا تنصح المرأة الحامل بصفة خاصة بعدم تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ كما تنصح كذلك بعدم تناول المأكولات التي يدخل في تكوينها الردة، مثل بعض المخبوزات، والشوكولاتة بعد تناول الطعام الذي يحتوي على الكالسيوم مباشرة؛ بل يفضل الفصل بينهما بحوالي ساعتين.
  • كذلك لا يستحب أخذ الحديد مع الكالسيوم؛ ففي هذه الحالة لن يستفيد الجسم من أي منهما.
  • وعليك اتباع نظام صحي متوازن خلال فترة الحمل ككل، وخلال الثلث الأول من الحمل بصفة خاصة؛ وكذلك الالتزام بشرب الكميات الكافية من الماء لجسمك وجنينك؛ وذلك تجنبا لحدوث الإمساك أو الجفاف أو غير ذلك من المشاكل التي تنتج عن نقص المياه.
  • خصصي 10 دقائق من كل يوم ترخي فيها جسمك وترفعي قدميك للأعلى؛ فذلك يخفف الضغط عليهما ويقيك من الإصابة بتورم وتضخم الشرايين.
  • وعلى الرغم من أن علامات تمدد الجلد لا تظهر في بداية الحمل، عليك بالقيام ببعض الممارسات التي تقيك ظهورها فيما هو قادم؛ ففي الثلث الأول من الحمل عليك بشرب الكثير من المياه، وترطيب جسمك بالزيوت الطبيعية والكريمات المرطبة وصابون الجليسرين.

التمارين الرياضية الملائمة في الثلث الأول من الحمل

الثلث الأول من الحمل التمارين الرياضية الملائمة في الثلث الأول من الحمل

على عكس ما تعتقد الكثير من السيدات من أن الحمل يستلزم الحبس في الفراش وعدم الحركة مطلقا، ثبت أن ممارسة الرياضة للمرأة الحامل في الثلث الأول من الحمل أو غيره له الكثير من الفوائد، كما أنه يبعدها عن الكثير من المشاكل التي تسببها قلة الحركة أثناء الحمل. وهناك الكثير من السيدات اللاتي يقمن في وقتنا الحالي بممارسة الرياضة بهدف التخلص من بعض أعراض الحمل المزعجة؛ كالإمساك والإصابة بالاكتئاب وزيادة الوزن والسمنة وعدم القدرة على الولادة الطبيعة وغيرها. هذا غير أن ممارسة الرياضة وقت الحمل تفيد لما بعد الحمل؛ فهناك ما يسمى بذاكرة العضلات التي تتحكم في مدة تعافي الأم من الولادة والحمل وعودة جسمها لما كان عليه؛ فإذا كانت الأم تمارس الرياضة قبل الحمل وخلاله، فسيساعد ذلك على التعافي بشكل أسرع مما لو لم تكن ممن يمارسن الرياضة.

والمهم في هذا الأمر أن تختاري التمارين المناسبة لكل فترة من الحمل؛ فعلى سبيل المثال، يمكنك في الثلث الأول من الحمل ممارسة رياضة المشي، على أن يكون مشيا هادئا متزنا لا تشعرين بسببه بالإرهاق. أما المشي الذي يسبب ضيق النفس أو اللهاث، فإنه يمثل خطورة كبيرة على حملك وعلى الجنين. ويفضل ممارسة رياضة المشي ثلاث مرات بالأسبوع لمدة 15 إلى 20 دقيقة. كذلك تستطيعين القيام برياضة السباحة؛ وذلك في حال كنت تجيدينها وتقومين بها بشكل هادئ لا يسبب لك الإرهاق. هذا غير الكثير من الرياضات الأخرى، مثل رياضات شد العضلات ومرونة المفاصل وغيرها.

ومن التمارين المهمة للغاية خلال فترة الحمل ككل، وخلال الثلث الأول من الحمل بصفة خاصة، رياضة اليوجا والتمدد، التي تتميز بالحفاظ على مرونة العضلات؛ مما يساعد على عملية الولادة، وفي نفس الوقت لا تشكل ضغطا على الجنين ولا الأم. ومن المميزات الأخرى لليوجا هي أنها تساعد على تحسين الحالة المزاجية وإرخاء الذهن وصفاؤه للمرأة الحامل وعدم الدخول في نوبات الاكتئاب التي عادة ما تصاحبها طيلة فترة الحمل.

تطور الجنين خلال الثلث الأول من الحمل

الثلث الأول من الحمل تطور الجنين خلال الثلث الأول من الحمل

خلال الثلث الأول من الحمل يمر الجنين بالكثير من التطورات التي لا يكاد يمر يوم إلا ويتم البعض منها. وفي البداية يكون الجنين هذا عبارة عن بويضة ساكنة بالمبيض وحيوان منوي يبحث عن طريقه إليها. ولا يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة إلا بعد انتقالها من المبيض إلى إحدى قناتي فالوب المتصلتين بالرحم والمبيضين في نفس الوقت. وتظل البويضة في مكانها تنتظر تخصيبها، في حين تأخذ مجموعة من الحيوانات المنوية طريقها متجهة إليها من الرحم. وعند التقاء كلا منهما البويضة والحيوانات المنوية تتصارع عليها حتى يفوز أحدها وينغرس بالبويضة مضيعا الفرصة على بقية الحيوانات المنوية. ويتم تخصيب البويضة داخل قناة فالوب، أو أنبوب فالوب، ثم تنزل منها إلى الرحم نفسه لتزرع نفسها في جداره. وبعد عملية الغرس، تتم عملية انقسام الخلايا بالبويضة وتطورها حتى تصل إلى حجم بذرة التفاحة.

وبالطبع يتم في الثلث الأول من الحمل تكوين القلب والأعضاء الحيوية الأخرى، مثل الأعصاب والرئتين وغيرها؛ كما تبدأ المشيمة التي قد تشكلت في بداية هذا الثلث عملها بنقل الغذاء والأكسجين الذي يحتاجه الجنين من أمه. وتستطيعين، عزيزتي الأم، متابعة نمو جنينك أولا بأول عن طريق زيارة الطبيب والكشف بالموجات الصوتية، أو السونار؛ وستجدي أن جنينك يتحول في الشكل ويقترب شيئا فشيئا من الهيئة الآدمية؛ كما أنك ستجدي أطراف جنينك تظهر وتكون أكثر وضوحا مرة بعد مرة، وستتمكنين كذلك من سماع دقات قلبه .

وأما عن حجم الجنين، فإنه يصل إلى حجم حبة بذر التفاح، كما ذكرنا سلفا، بنهاية الشهر الأول من الحمل، ثم يكبر قليلا حتى يصير مثل حبة العنب، ثم يستمر في الزيادة حتى يصل بنهاية الثلث الأول من الحمل إلى حجم حبة المشمش الكبيرة؛ أي ما يساوي 3,5 إنش طولا، و1,5 أوقية وزنا.

وبنهاية الثلث الأول من الحمل تكون الكثير من الأعضاء قد بدأ تكوينها أو تم تكوينها بالفعل؛ مثل العينين والأذنين والجفنين والفم والأنف والحنجرة والحبل الشوكي والأعضاء التناسلية وبصمات الأصابع، التي تعتبر فريدة ولا تشبه بصمات أصابع أي شخص آخر في العالم، والجهاز العضلي الهيكلي ونخاع العظام والبنكرياس والكلى والمثانة والأوعية الدموية والشرايين وغير ذلك من الأعضاء الحيوية الهامة بجسم الجنين.

وبالنسبة للتطور الحركي للطفل، فإنه بنهاية الثلث الأول من الحمل يكون قادرا على القيام بعدة حركات، مثل مص أصابعه وتحريك يديه ولمس الأشياء حوله وتحريك جسده في الفراغ حوله مثل الفراشة التي ترفرف في الهواء الطلق والركل بقدميه والضرب بيديه. ولا تتعجبي، عزيزتي الأم، إذا لم تشعري بأي من هذه الحركات طيلة الثلث الأول من الحمل؛ فالمساحة الفارغة حول الجنين وخلو جسمه من العظام في هذه الفترة من الحمل يمنعك من الشعور بحركات جنينك وتحسسها.

ونبشرك نهاية بأن كل المتاعب التي تواجهيها خلال الثلث الأول من الحمل ترتاحين منها بنهايته، لتبدئي مرحلة جديدة من الحمل تحبها جميع السيدات الحوامل.

أسابيع الثلث الأول :

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى