صحة الحامل

كيف تتأقلمي مع سكري الحمل حتى ولادة طفلكِ بصورة طبيعية؟

مرض السكري واحدا من أكثر الأمراض المزعجة التي تلازم الإنسان حتى وفاته فنجد أن نسبة قليلة جدا من المرضى استطاعوا الشفاء من المرض تماما، وفيما يتعلق بمرض سكري الحمل فإن الأمر يختلف كثيرا من حيث الخطورة والتأثير والأسباب وطرق العلاج.


تعاني نسبة كبيرة من السيدات من مشكلة سكري الحمل وخاصة في الشهور الأولى من حملها نتيجة لاضطراب مستوى السكر في الدم أو عدم قدرة جسمها على إنتاج الأنسولين بشكل كاف، ويعد هذا أمرا طبيعيا مع اضطراب هرمونات الجسم في فترة الحمل، ولكن تتمثل خطورة المرض في التأثير سلبا على صحة الجنين أو استمرار المرض حتى بعد انتهاء الحمل، ومن خلال المقال التالي سوف نعرض لكم ملف شامل عن مرضي السكري أثناء الحمل، وكيفية تجنب الإصابة به وأهم طرق العلاج الآمنة.

متى يظهر سكر الحمل؟

في الحقيقة أن مرض السكر المرتبط بالحمل ليس له وقت ثابت للظهور فالبعض أصبن بالمرض منذ الشهر الثالث، وأخريات تفاجئن بارتفاع نسبة السكر في الدم منذ الشهر السادس، ولكن يرجح الأطباء أن ظهوره في مرحلة متقدمة من الحمل يعني الإصابة بالمرض فعليا قبل فترة الحمل، كما أثبتت التقارير الطبية العالمية أن هذا المرض يصيب 10% على الأقل من بين النساء الحوامل وبخاصة لدى سكان الدول الفقيرة للغذاء والرعاية.

كما تعتبر الفئات الأكبر سنا عرضة للإصابة دون غيرهن أيضا، وهناك عوامل أخرى تزيد من احتمالية الإصابة، والتي من أهمها وجود تاريخ وراثي للإصابة أو وجود تكيسات أو أورام على الرحم أو عند الإصابة بالسمنة المفرطة أو ارتفاع ضغط الدم، وبالطبع تحدث بعض الاضطرابات الهرمونية في منتصف الحمل وبخاصة في المشيمة أو الرحم وتعمل على مقاومة رد فعل الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس.

سكري الحمل وتأثيره على الجنين

تكمن المشكلة الأكبر في أن سكري الحمل لا يقع تأثيره على الأم فقط، ولكنه يمثل خطورة كبيرة على الجنين فعندما يرتفع مستوى السكر بشكل أكبر من اللازم لدى الأم تنتقل كمية كبيرة منه إلى الجنين عبر المشيمة، ونظرا لأن الجنين لا يستطيع هضم السكريات في هذه الفترة تتحول إلى دهون في جسمه، وبالتالي ينمو طفلك بدينا مصابا بالسمنة، ويعاني من ارتفاع نسبة الكولسترول في دمه، كما يعتبر هذا المرض سببا من أسباب إصابة الجنين بمرض الصفراء، وبضيق التنفس وربما يحتاج للخضوع لجلسات التنفس الصناعي لعدة أيام متتالية بعد الولادة، مع وجود انخفاض حاد في عنصري الكالسيوم والماغنسيوم، ويرجح بعض الأطباء من أن إصابة الأم بمرض السكر أثناء الحمل يزيد من فرص إصابة الجنين بالمرض عند الكبر، كما تزداد احتمالية فشل الحمل وإجهاض الجنين أو موته بداخل الرحم، وفي الحالات النادرة يصاب الجنين بتشوهات وعيوب خلقية.

سكري الحمل بعد الولادة

ذكرنا فيما سبق أن ارتفاع السكر في الدم قد يحدث بشكل طبيعي لدى النساء الحوامل نتيجة لاضطراب هرمونات المشيمة والرحم، إلا أنه في الغالب تعود الهرمونات إلى المستوى الطبيعي بعد انتهاء أشهر الحمل مباشرة، ويعود السكر إلى معدلاته الطبيعية بعد ذلك، ولكن في بعض الأحيان تستمر معدلات السكر في الارتفاع لعدة أشهر بعد انقضاء الحمل، وهذا قد ينذر بالإصابة بالمرحلة الثانية من مرض السكر وحينئذ ينبغي التأكد من الإصابة عن طريق قياس معدل السكر في الدم أو في البول واستشارة الطبيب حول العلاج والتغذية المناسبة، وفي غالبية الأحوال تضطر المرأة إلى الاستمرار في تناول الأنسولين بعد الحمل.

سكري الحمل والصيام

قد يشكل الصيام خطرا عليك إذا كنت تعانين من سكري الحمل من النوع الثاني أو الثالث، لأنك ستحتاجين في هذه الحالة إلى تناول ما يزيد عن ثلاث جرعات من الأنسولين موزعة على اليوم، وبالتالي فإن الامتناع عن تناول جرعة منهم قد يؤدي إلى ارتفاع معدل السكر في الدم، وبالتالي ينصح في هذه الحالة بالامتناع عن الصيام، وأيضا ينصح بعدم الصيام إذا كانت المرأة مصابة بمشاكل أخرى مع السكر مثل الضغط أو أمراض القلب، وبصورة عامة يجب استشارة الطبيب، وفي حالة السماح بالصيام للمريضة ينصح بتأخير السحور حتى آخر وقت مع التركيز على الأطعمة المناسبة لمريضة السكري أثناء الحمل.

أعراض السكري

بالنسبة للأعراض فهي تختلف من شخص لآخر، فالبعض لا يؤمن بوجود أعراض لسكري الحمل لأن أعراضه تشبه الأعراض التي تظهر على المرأة مع تغيرات الهرمونات نتيجة الحمل، وربما لا تظهر على المريضة أية أعراض حتى نهاية الحمل وأحيانا تظهر بعضا منها منذ بداية الشهر الخامس أو السادس من الحمل، والتي من أهمها ما يلي:

  • الرغبة في التبول لمرات عديدة خلال اليوم قد تصل إلى 10 مرات فأكثر.
  • الشعور بجفاف شديد في الحلق وخاصة في ساعات الصباح.
  • ارتفاع الشهية والرغبة الشديدة في تناول الطعام.
  • الإحساس بوخز شديد في الجسم بالكامل وخاصة عند الأطراف.
  • الشعور بالتعب الشديد والميل إلى فقدان الوعي مع وجود رغبة شديدة في النوم لساعات طويلة.
  • آلام شديدة في الرأس مع جود تعرق في الجسم، وفي سكري الحمل تميل المرأة للانفجار العصبي لأتفه الأسباب.

فحص سكري الحمل

بالنسبة للفحص فهو ضروري للغاية لكل من لديها مخاوف من الإصابة به نتيجة عوامل وراثية على سبيل المثال، أو إذا كانت قد واجهت بالفعل بعض أعراضه خلال الحمل، وينصح بعض الأطباء بإجراء الفحص منذ الشهر الأول من الحمل لتجنب المخاطر التي قد تحدث بعد ذلك، فقد يتأثر الكبد والكلى والجهاز الهضمي، كما قد يمتد الضرر للجنين مثلما ذكرنا سابقا، يتم إجراء الفحص عن طريق جهاز مخصص للقياس به شريحة مخصصة لقياس نسبة الجلوكوز في الدم، ثم بعد ذلك يتم وخز أحد أطراف الأصابع بواسطة إبرة الجهاز، ويجب أن يكون الجهاز معقما والإبرة لم تستخدم من قبل حتى لا تتسبب في نقل الأمراض نتيجة التلوث، وبعد ذلك يتم الضغط على الإصبع لخروج الدم، وبعدها يتم ملامسة الدم مع الشريحة لقياس مستوى السكر في الدم والذي يظهر بعد ثوان قليلة من إجراء الفحص، ويعتبر هذا التحليل هو الأسرع والأدق في إظهار النتائج في حين أن أخذ عينة من الدم وفحصها بالمختبر بالطريقة التقليدية قد يحتاج إلى بعض الوقت لإظهار النتائج.

علاج سكري الحمل

  1. إن اكتشاف سكري الحمل والبدء في علاجه في مرحلة متقدمة يمنع من امتداد الخطر للجنين، ولذلك يجب الاهتمام بالعلاج الذي يعتمد على تناول حقن الأنسولين قد لا تزيد عادة عن 4 جرعات يوميا، مع الخضوع لبرنامج علاجي خاص بالحمل وبرنامج غذائي مناسب لمريضة سكري الحمل ، يتضمن التقليل من تناول النشويات والأطعمة السكرية والغنية بالدهون، وكوسيلة للوقاية من مضاعفات المرض يفضل شراء جهاز فحص نسب السكر للمتابعة الدورية للمرأة الحامل في المنزل.
  2. ومن أهم الأطعمة التي تنصح المريضة بسكري الحمل بالتركيز عليها هي الأطعمة الغنية بالألياف بشكل عام مع المعادن والفيتامينات، والخضروات بكافة أنواعها والبقوليات ومنتجات الألبان خالي الدسم، وبعض أنواع الفواكه المحتوية على نسبة قليلة من السكريات مثل الجوافة والبرتقال واليوسفي والفراولة، مع ضرورة ممارسة أنواع الرياضات الخفيفة إن أمكن كالمشي أو السباحة، فهي تساهم بنسبة كبيرة في رفع نسبة الشفاء.

إن علاج سكري الحمل يتوقف على وعي المريضة بصورة كبيرة، فالمريضة تحتاج إلى مراقبة العادات الغذائية في كل وقت، والانتباه إلى تناول جرعات العلاج في الوقت المحدد، مع مراقبة معدل السكر في الدم بشكل دوري، والابتعاد عن أي توتر أو ضغط نفسي، وعند الالتزام بنصائح الطبيب يمكن تخطي المرض دون تجلي العواقب.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: منال محمد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى