صحة الحامل

وقاية الحامل من نزلات البرد : لماذا يعد أمرا شديد وبالغ الأهمية ؟

لأن الوقاية خير من العلاج، فإن وقاية الحامل من نزلات البرد والإنفلونزا هي أفضل كثيرا من التخبط في دائرة العلاج، حتى ولو كان مناسبا لفترة الحمل؛ حيث أن الحامل تزداد متاعبها الملازمة لها بأي مشكلة أخرى تتعرض لها، مثل البرد وغيره.


من الأهمية بمكان وقاية الحامل من نزلات البرد طيلة فترة الحمل. والسبب في ذلك هو أنها تعاني من كثير من أعراض الحمل المزعجة، وهي لا تكون لديها الطاقة الجسمانية لتحمل نزلات البرد والإنفلونزا. وإذا كانت الإصابة بنزلات البرد في غير حالات الحمل تسبب بعض الألم والانزعاج، فإن هذا الألم يتزايد في حالة وجود الحمل. إضافة إلى ذلك، لا يمكن للحامل تناول المضادات الحيوية التي تساعد على التغلب على أعراض نزلات البرد وتسكين آلامها؛ وهنا لا يكون أمامها خيار آخر سوى تحمل التعب حتى تمر فترة الإصابة بالبرد بسلام. ومن خلال سطور هذا المقال سنسرد لكم أهم الأمور المتعلقة بالبرد وكيفية وقاية الحامل من نزلات البرد وكيفية التعامل معها عند الإصابة بها.

أسباب إصابة الحامل بنزلات البرد

على الرغم من أن نزلات البرد من الممكن أن تصيب أي إنسان بسهولة، وما من شخص إلا وقد مر بتجربة الإصابة بها، ترتفع احتمالية إصابة الحامل بها. والسبب في ذلك هو أن التقلبات المزاجية التي تشعر بها منذ حدوث الحمل تؤدي إلى انخفاض كفاءة قدرة جهازها المناعي والأجهزة الحيوية الأخرى على التصدي للميكروبات والعدوى. وهنا من السهل جدا الإصابة بالبرد والإنفلونزا.

كذلك، فإن الجهاز المناعي للحامل يكون في أسوأ حالاته وأضعفها، لأنه لو كان بحالته الطبيعية لتعامل مع الجنين على أنه جسم غريب دخيل ولحاول طرده من الجسم. وهذا هو رد الفعل الطبيعي للجسم عندما تقوم المرأة مثلا بتركيب اللولب، فعندها تشعر بانقباضات رحمية شديدة، سببها أن الجسم تعامل مع اللولب على أنه جسم غريب وحاول طرده للخارج. وهنا يتم التعامل مع الأجسام الميكروبية والفيروسية الأخرى بنفس الطريقة وتقل مقاومة الجسم لها. لهذه الأسباب من المهم للغاية وقاية الحامل من نزلات البرد بطرق أخرى خارجية، طالما أنه لا يمكن مقاومتها من الداخل.

هل البرد يؤثر على الحمل؟

على الرغم من أهمية وقاية الحامل من نزلات البرد والإنفلونزا، لا يؤثر البرد على الحمل ولا يمثل أي خطورة على الجنين. ولكن الحامل تشعر بالتعب والإعياء الشديد بسبب البرد، وقد يحدث خلل بنظامها الغذائي حتى تتعافى منه. ولابد من علاج نزلات البرد بطريقة تساعد على التخلص منه في أسرع وقت مع عدم وجود تأثير للعلاج على الحمل.

علاج نزلات البرد للحامل في الشهور الأولى

في الشهور الأولى من الحمل تعاني المرأة من كثير من الأعراض المزعجة، والتي تزداد وطأتها في حالة الإصابة بنزلة برد. ولابد من إيجاد العلاج الآمن على الحمل، والذي يساعد على التعافي منه في فترة وجيزة. وأفضل أدوية نزلات البرد خلال فترة الحمل هي: الباراسيتامول الذي يعمل على تسكين الألم ويخفف من أعراض البرد دون وجود أي آثار جانبية تؤثر على الحمل، والفيكس الذي يساعد وضعه على الصدر قبل النوم على التقليل من الرشح ومخاط الأنف وفتح الجيوب الأنفية وتسهيل عملية التنفس وتهدئة الجهاز التنفسي ككل، والكلاريتين الذي يساعد على تخفيف أعراض حساسية الجيوب الأنفية المصاحبة للبرد ، والسودافيد الذي يساعد على التخلص من أعراض البرد في وقت وجيز، ولكن لابد من أخذ الحذر والحيطة عند استخدامه وعدم الإكثار منه، وكربونات الكالسيوم التي تساعد على تخفيف آلام المعدة المتسببة عن نزلات البرد.

وكما ذكرنا الأدوية الآمنة على الحامل لعلاج نزلات البرد، نذكر أهم الأدوية التي لا يمكن الاقتراب منها أثناء الحمل، والتي تشكل خطرا على الحمل. وهذه الأدوية هي الأسبرين الذي لا ينصح بأخذ جرعات منه أثناء الحمل إلا بعد التحدث إلى الطبيب، خاصة لو كانت الحامل تأخذه بانتظام، والأيبوبروفين الذي لا يمكن للحامل تناوله أثناء الثلث الأول من الحمل بتاتا، حيث أنه يسبب الإجهاض في كثير من الحالات، والعلاج العشبي الذي، على الرغم من كونه فعالا في حالات البرد ولا يسبب الكثير من الأعراض الجانبية، يفضل تجنبه أثناء الحمل وعدم استخدامه إلا بعد استشارة الطبيب، حيث أن بعض الأعشاب تسبب انقباضات بالرحم، وهذا الأمر خطير جدا في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل ولا يمكن مقارنة خطر عدم وقاية الحامل من نزلات البرد بخطره.

علاج نزلات البرد دون أدوية

على الرغم من أن هناك العديد من أدوية نزلات البرد الآمنة على صحة الحامل والجنين، تفضل الكثيرات العزوف عنها وتحمل متاعب البرد واستخدام علاج منزلي للتخفيف من أعراضه بدلا عنها. وأهم هذه الطرق التي تساعد على تخفيف أعراض البرد هي ما يلي:

  • أخذ حمام ساخن: حيث يساعد البخار المتصاعد من الماء الساخن على تفتيح الجيوب الأنفية ومساعدة الحامل على التنفس بشكل جيد والتخلص من الصداع الناتج عن انسداد هذه الجيوب. ولكن يراعى عدم مكوث الحامل في الحمام لمدة تزيد على ربع ساعة، حيث أن ارتفاع درجة الحرارة في مكان مغلق يتسبب في انخفاض ضغط الدم، وقد تتعرض الحامل لفقدان الوعي.
  • عمل الغرغرة: وهي تكون باستخدام الملح مع بعض الماء الدافئ لتخفيف حدة التهاب الحلق الذي يسبب الكثير من الألم ويمنع الحامل من تناول طعامها بشكل طبيعي. ويكون ذلك بإضافة ملعقة صغيرة من الملح على كوب من الماء، حوالي 200 مل، والغرغرة به.
  • شرب السوائل بكثرة: حيث يساعد الماء والسوائل الأخرى على رفع كفاءة الجسم المناعية والتصدي للأمراض التي قد تصيبه وأيضًا وقاية الحامل من نزلات البرد ، كما أنه لابد من تعويض جسم الحامل عما يفقده من سوائل بسبب نزلات البرد. ويمكن كذلك شرب حساء الخضار واللحوم لنفس الغرض.
  • أخذ المزيد من الراحة: حيث أن الجسم كلما أخذ قسطا من الراحة كلما شعرت المريضة بأن آلام البرد تصير أقل حدة. ويمكن أخذ قسط من النوم بعد كل بضعة ساعات خلال اليوم.
  • تناول فيتامين سي: والذي يكون موجودا بكثرة في أنواع من الفواكه، مثل البرتقال والليمون والجوافة والبطيخ والفراولة والمانجو والكيوي والطماطم، كما يوجد في بعض الخضروات، مثل السبانخ والبروكلي. وهو يرفع القدرة المناعية للجسم ويساعده على التخلص من المرض.
  • تناول عنصر الزنك: وهو عنصر هام للغاية لمحاربة الأمراض والفيروسات والجراثيم، وهناك بعض الأطعمة الغنية بعنصر الزنك، مثل الديك الرومي والشوفان والزبادي والمحار المطهي واللحوم بأنواعها.
  • استخدام البخاخات المملحة: وهي بخاخات تساعد على ترطيب الأنف وجيوبه وتخليصه من الجفاف الناتج عن نزلة البرد. ولكن يراعى أن لا تكون هذه البخاخات طبية، حيث أن لها آثار جانبية على الحمل، خاصة لو كانت الحامل لم تتجاوز الثلث الأول من الحمل بعد.
  • تناول المكملات الغذائية: ويقصد بها تلك التي يصفها الطبيب على مدار فترة الحمل، والتي تحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم. ولاحتوائها على فيتامين سي والزنك، فهي تساعد الجسم على محاربة الجراثيم والتصدي لها.
    تناول الغذاء الصحي: والذي لا يمكن خلوه من الخضروات والفواكه التي تقوي جهاز المناعة وتساعده على الدفاع عن الجسم ضد الأمراض الدخيلة.

علاج و وقاية الحامل من نزلات البرد بالأعشاب

كما يمكن التعامل مع نزلات البرد بطرق طبيعية، يمكن كذلك استخدام الأعشاب التي تساعد على وقاية الحامل من نزلات البرد والعلاج منها. وأهم هذه الأعشاب هي ما يلي:

  1. الزنجبيل والليمون الدافئ والشاي الأخضر: وهي أعشاب آمنة على الحمل وتساعد الحامل على التخفيف من أعراض البرد لديها. وهي تساعد على تخفيف احتقان الحلق، كما يمكن استنشاق البخار الدافئ المتصاعد من هذه الأعشاب لتفتيح الجيوب الأنفية وتسهيل عملية التنفس والتخلص من الصداع.
  2. العسل الأبيض مع الليمون: وهذه الوصفة تعتبر مضادا حيويا طبيعيا؛ حيث تساعد الجسم على التخلص من نزلات البرد في وقت قصير، ودون الحاجة إلى مضادات حيوية علاجية. ويمكن مزج ملعقة كبيرة من العسل الأبيض مع عصير ليمونة كاملة وتناولها مرة أو أكثر من مرة على مدار اليوم.
  3. الثوم الطازج: وهو يحتوي على مضادات حيوية طبيعية تجعله مقاوما للفيروسات، ويساعد كثيرا في وقاية الحامل من نزلات البرد والتعافي منها كذلك في حالة الإصابة بها.
  4. الحبهان والقرنفل: ويمكن إضافة هذه التوابل أو الأعشاب للحساء أو الأطعمة التي تتناولها الحامل عند الإصابة بنزلات البرد.
  5. الملح مع الخميرة: وهذه تعتبر من أفضل وصفات الأعشاب الطبيعية للتخلص من البرد. ويتم تحضيرها عن طريق إذابة ربع ملعقة ملح مع قليل من الخميرة الفورية أو العادية في كوب ماء، حوالي 200 مل، ثم وضع المزيج في بخاخ وتنظيف الأنف به.

وقاية الحامل من نزلات البرد

بعد تناولنا للطرق الصحيحة والفعالة للقضاء على نزلات البرد إذا ما أصابت المرأة الحامل، نذكر أهم إجراءات وطرق وقاية الحامل من نزلات البرد والإنفلونزا. وهذه الطرق تتمثل فيما يلي:

  1. أخذ مصل الإنفلونزا، والذي يساعد كثيرا في وقاية الحامل من نزلات البرد والإنفلونزا. وفي حال أتى على الحامل موسم الشتاء أو الربيع، وهي المواسم التي تكثر فيها الإصابة بالبرد، فالأفضل التوجه إلى الطبيب وأخذ هذا المصل. ولا يتسبب هذا المصل في أي مشكلة بالحمل، بل هو آمن تماما على الحامل والجنين. وهذا المصل لا يحمي الأم أثناء الحمل فقط، بل إنه يحمي الطفل بعد الولادة من نزلات البرد، حيث أن الأجسام المضادة التي دخلت إلى جسم الأم عن طريق المصل يتسرب جزء منها إلى الجنين عبر المشيمة. وهذا يفيد جدا في حال تمت الولادة في الشتاء. وما يميز ذلك هو أن الطفل لا يمكنه أخذ مصل الإنفلونزا قبل مرور ستة أشهر على ميلاده، وعند قيام الأم بأخذه أثناء الحمل فإنه يكون محصن ضد نزلات البرد حتى يحين وقت إعطائه المصل. ولكن قبل أن تأخذ الحامل مصل الإنفلونزا لابد من التأكد من أنه مصنوع من فيروس غير فعال، أي غير نشط، لضمان كونه آمنا على الحمل والجنين. كذلك إذا كانت الحامل لديها حساسية من تناول البيض فعليها استشارة الطبيب قبل الشروع في أخذ المصل.
  2. تناول كميات كافية من الفيتامينات، وأهمها فيتامين ج وفيتامين سي والزنك، واحتواء النظام الغذائي لها على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والتقليل من تناول السكر المكرر الذي يضعف المناعة.
  3. تجنب التعرض للانخفاض المفاجئ في درجة الحرارة أو العكس، والحفاظ على عمل التوازن في درجة حرارة الأماكن التي تنتقل الحامل منها وإليها. وعند الجلوس في التكييف الدافئ مثلا، لابد من غلقه وشرب كوب من الماء البارد قبل مغادرة المكان إلى مكان أكثر برودة منه.
  4. ارتداء الملابس الكافية التي تشعر الحامل بالدفء، والحرص على تدفئة الأطراف بصفة خاصة؛ ففيروس البرد والإنفلونزا لا يمكنهما الدخول إلى الجسم إلا عن طريق مكان بارد، والدفء يقتلهما. ولذا نجد الأنف من أكثر الأماكن التي يدخل البرد من خلاله في فصل الشتاء، حيث أنه يكون باردا في معظم الأوقات.
  5. الحرص على تنظيف التكييف بشكل دوري، حيث أن هناك بعض الميكروبات التي تكون عالقة به، والتي تنتشر في الجو بمجرد تشغيله.
  6. الحرص الدائم على أخذ القسط الكافي من النوم، حتى يرتاح الجسم وتكون لديه القدرة على مهاجمة الأجسام الغريبة.

هذه هي أهم النصائح التي تساعد على وقاية الحامل من نزلات البرد والإنفلونزا. ويراعى دوما استشارة الطبيب قبل أخذ أي من الأدوية، أو حتى الأعشاب؛ فربما تكون غير مناسبة لحالة الحامل.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى