أعراض الحمل

الحمل الكاذب : علامات حدوثه وكيفية التفريق بينه وبين الحمل الحقيقي

ليست مشكلة الحمل الكاذب بالمشكلة الهينة؛ فهي مشكلة تنتج عن مرض نفسي؛ وقد تتسبب في أمراض نفسية أكثر تعقيدا. وعلى الرغم من أنها حالة نادرة، إلا أن عدم علاجها قد يؤدي إلى تفاقمها؛ طالما أن سببها نفسي بدرجة كبيرة.


الحمل الكاذب هو ظهور أعراض تشبه الحمل الحقيقي تجعل المرأة تظن بأنها حاملا؛ ثم مع مرور الوقت تكتشف أنه ليس هناك حملا برحمها. والحقيقة أن ظاهرة الحمل الكاذب هي ظاهرة قديمة، اكتشفت منذ العصور القديمة؛ على الرغم من أن أسبابها اليقينية لم يتم التوصل إليها حتى الآن. ولأن الحمل الكاذب يتسبب في الكثير من المشاكل الأسرية والمجتمعية؛ وخاصة لأولئك الذي يتوقون لرؤية طفل ينتمي إليهم، فإنه لابد من الوقوف على أسبابه، التي توصل إليها الطب حتى الآن، وعلاجها في أسرع وقت؛ حتى لا ندع المريضة تعاني وتعاني دون أي جدوى.

علامات الحمل الكاذب

الحمل الكاذب علامات الحمل الكاذب

هناك بعض العلامات التي قد تدل على الحمل أو غيره؛ مثل اقتراب موعد الدورة الشهرية. وبمجرد أن ترى المرأة هذه العلامات تظن أنها حاملا؛ ثم ما تلبث أن تكتشف أنه ليس هناك حملا ولا غيره. والنتيجة أنها تتأذى نفسيا؛ وقد تصاب بالإحباط إذا كانت حريصة على حدوث الحمل. وهذه العلامات تشمل الآتي:

تأخر الدورة الشهرية

وهنا تظن المرأة أنه انقطاع لها؛ لا تأخر. والحقيقة أن الدورة الشهرية قد تتأخر عن موعدها أو تنقطع لدورة أو أكثر لأسباب أخرى غير الحمل؛ مثل التغير الهرموني؛ الذي قد يتسبب عن تناول بعض العقاقير التي تؤدي إلى ذلك أو تغير الحالة النفسية والمزاجية؛ أو حتى الزواج؛ الذي يحدث في بدايته بعض التغيرات الجسدية.

التقلصات الرحمية

وهي آلام تشعر بها المرأة في منطقة أسفل البطن. وهذه الآلام قد تأتي بسبب الحمل أو قرب موعد الدورة الشهرية أو التوقف عن أخذ حبوب منع الحمل. وفي بعض الحالات تكون المرأة متشوقة لسماع خبر الحمل ويتسبب لها هذا الأمر في الشعور بالتوتر؛ وخاصة قرب موعد دورتها الشهرية؛ التي تتمنى أن لا تأتي. هنا تكون الآلام التي تسبق الدورة الشهرية أشد وطأة، ويكون ذلك مصاحبا لتأخرها بسبب الحالة النفسية؛ وبالطبع تظن المرأة أنها حاملا.

انتفاخ البطن

عادة ما يسبق الدورة الشهرية اضطرابات في الجهاز الهضمي؛ مثل الانتفاخ والإمساك والإسهال وغيره؛ إضافة إلى احتباس الماء في الجسم كله. وكل هذه من العلامات التي قد توهم المرأة التي تنتظر الحمل بأنه قد حدث بالفعل. والحقيقة أن الحمل في أوله غالبا لا يسبب انتفاخ بالبطن؛ والبطن لا ترتفع قبل ارتفاع الجنين إلى الأعلى وتركه لمنطقة أسفل الحوض بسبب كبر حجمه. وهذا يحدث غالبا بداية من الشهر السادس أو السابع من الحمل.

التهيؤ بأعراض الحمل الأساسية

عادة ما تصاب المرأة التي تريد الإنجاب بالهوس تجاه أي عرض يشبه أعراض الحمل؛ ولو بنسبة قليلة. فقد يحدث أن تكون المرأة مجهدة لأي سبب من الأسباب؛ وقد تتقيأ بسبب اضطراب معوي أو غيره؛ وقد تشعر بألم في الظهر؛ ثم يهيأ لها أنها حاملا بمجرد الشعور بهذه الأعراض.

أسباب الحمل الكاذب

غالبا ما تكون أسباب الحمل الكاذب هي أسباب نفسية؛ فعلى سبيل المثال، قد تكون المرأة تريد الحمل بشدة، أو سبق وأن تعرضت للإجهاض مرة واحدة أو أكثر أو قاربت على سن اليأس وكانت تشعر بالاستياء من ذلك؛ كل هذه عوامل وأسباب نفسية تسبب تغيرا في هرمونات الجسم وتجعله يوهم صاحبته بأنها حاملا عن طريق ظهور بعض أعراض الحمل الطبيعية. وعندما ترى المرأة أعراض تشبه أعراض الحمل؛ كأن يكون هناك انتفاخ ببطنها أو تغير في حجم الثديين، عندما ترى ذلك وتشر بأنها حاملا، يؤيد جسمها هذا الشعور الذي يتملكها، فيبدأ في إفراز هرمونات الحمل، التي تجعل الأعراض تظهر بصورة أكثر وضوحا. وهنا يزداد يقين المرأة بأن هناك حملا في رحمها؛ وقد تستمر على هذا الحال لفترة طويلة؛ وقد تقوم بعمل اختبارات الحمل التي تؤيد وجوده بسبب وجود هرمونات الحمل في الدم؛ وفي نهاية المطاف يمر الوقت، ثم ما تلبث المرأة أن تكتشف بأنها مجرد أعراض وهمية، وأنه ليس هناك حملا.

كيفية التأكد من الحمل الكاذب

الحمل الكاذب كيفية التأكد من الحمل الكاذب

في حال شعرت المرأة بأعراض الحمل ولم تشعر بأي تطورات بحملها، فالأفضل التوجه إلى الطبيب لكشف ما إذا كان هناك حملا بالفعل أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد وهم. ويقوم الطبيب بإجراء الكشف الموجات الصوتية، السونار، ليرى ما إذا كان هناك جنينا داخل الرحم أم لا. وبالطبع لا يمكن أن يكون هناك جنينا داخل الرحم في حالة الحمل الكاذب؛ الأمر الذي يظهر بوضوح على شاشة الجهاز. نعم، يحدث أحيانا في حالات الحمل الكاذب أن يزداد حجم الرحم ويلين عنق الرحم؛ وكل هذه ما هي إلا استجابات من جسم المرأة للرسائل التي يرسلها المخ والهرمونات التي ارتفع مستواها داخل الجسم. إذن، لا يمكن أن يتم الفصل في وجود الحمل من عدمه، في حالات الحمل الكاذب، عن طريق تحليل الدم؛ لأن النتيجة لن تكون يقينية؛ وقد يؤدي وجود هرمونات الحمل في الجسم إلى أن تكون النتيجة إيجابية؛ والأمر ليس كذلك. أما بالنسبة لتحليل البول، فإنه يظهر ما إذا كان هناك حملا أو لا. والسبب في ذلك أن هناك هرمون تفرزه المشيمة، في حال وجود الحمل الحقيقي، يظهر في البول ويدلل على وجود الحمل. وفي حالات الحمل الكاذب لا يظهر هذا الهرمون نتيجة عدم وجود المشيمة من الأساس.

إصابة الحمل الكاذب للرجل

كما أنه قد ثبت علميا أن كثيرا من الرجال يشعرون بأعراض الحمل التي تشعر بها زوجاتهم أثناء حملهن، فإن الشيء نفسه يحدث في حالة الحمل الكاذب. وهذه الأعراض تشمل الشعور بآلام بمنطقة البطن والقيء والغثيان في وقت الصباح والتغيرات الهرمونية التي تتسبب في التغيرات المزاجية التي تشبه تلك التي تشعر بها المرأة. وتزول هذه الأعراض بمجرد التيقن بعدم وجود الحمل.

علاج مشكلة الحمل الكاذب

ذكرنا سلفا أن من أهم أسباب الحمل الكاذب هي الأسباب النفسية والتغيرات الهرمونية. وما دام السبب نفسيا، فالعلاج لابد وأن يكون نفسيا. فعلى سبيل المثال، إذا كانت المرأة تعاني من مشكلة تتمثل في اشتياقها لحدوث الحمل أو خوفها من الدخول في سن اليأس قبل الإنجاب، فلابد من تقديم الرعاية والدعم النفسي لها؛ وذلك حتى تتخلص من الشعور بالقلق؛ والذي يتسبب لها في كل هذه المشاكل. وفي بعض الحالات يكون من الضروري الخضوع للعلاج النفسي على يد طبيب مختص؛ لأن التهيؤات التي تأتي للمرأة قد تكون ناتجة عن مرض الذهان أو الفصام أو الاكتئاب. كذلك فإنه لابد من تقديم العلاج الجسدي كذلك؛ بمعنى أن اضطراب هرمونات الجسم تسهم في الشعور بالحمل الكاذب؛ وبالتالي، لابد من التخلص من هذه الاضطرابات وضبط هرمونات الجسم ومواعيد الدورة الشهرية.

وفي العموم، فإنه في الوقت الحالي عادة ما تتجه المرأة للطبيب بمجرد الشعور بوجود الحمل؛ وأظن أن هذا أمر يمنع الشعور بالحمل الكاذب؛ فالخبر اليقين بوجود الحمل من عدمه سيظهر في بداية الأمر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى