أعراض الحمل

الولادة المتعسرة : أسبابها وكيفية التعامل معها بكفاءة وبشكل جيد

على الرغم من وجود الإمكانيات الطبية التي جعلت عملية الولادة أمرا لا داعي للخوف منه، لا زال هاجس الولادة المتعسرة يطارد الكثير من السيدات طيلة فترة الحمل. والحل الأمثل هو معرفة أسبابها وطرق الوقاية منها وكيفية التعامل معها بشكل جيد.


الولادة المتعسرة هي عدم قدرة الجنين على الخروج من قناة الولادة الطبيعية، على الرغم من وجود الطلق الشديد الذي يعمل على انقباض الرحم ودفع الجنين خارجه. وأثناء الولادة يساعد الطلق على أن يقوم الجنين بالضغط والطرق على منطقة عنق الرحم حتى تلين شيئا فشيئا وتتسع حتى يخرج منها. ولكن في بعض الأحيان تتعسر الولادة ويظل الطلق موجودا دون أي جدوى. وفي حال كانت الولادة متعسرة، لابد من التعامل الماهر من قبل الطبيب أو المشرف على الولادة، حتى يتفادى حدوث أي مضاعفات للأم أو طفلها، وإلا قد يحدث ما ليس في الحسبان وتتضرر الأم، وقد تلفي حتفها، أو يقع أي ضرر على الجنين أيضا. وتستمر الولادة المتعسرة لأكثر من 20 ساعة في حال كانت هذه هي التجربة الأولى للولادة، وفي الولادات الثانية قد تستمر الولادة لأكثر من 14 ساعة.

تعسر الولادة الطبيعية

في قديم الزمان لم يكن هناك ما يسمى بالولادة المتعسرة. والسبب في ذلك هو أن النساء كن يعتمدن في غذائهن خلال وقت الحمل على ما يتم التقاطه من الشجر. وكانت النتيجة أن الأجنة لم تكون كبيرة الحجم كما هو حالها الآن؛ وبالتالي كانت الولادة الطبيعية أسهل بكثير وكان حجم الحوض لدى السيدة يكفي لمرور الجنين وزيادة. ولكن مع توفر الغذاء وزيادة حجم الجنين، إضافة إلى قلة الإمكانيات الطبية، ظهرت الولادة المتعسرة وتعرضت لها الكثير من النساء. وكثيرا ما كانت الولادة في هذه الحالة تسبب وفاة الأم أو حتى وفاتها وجنينها معا. كما أن هناك الكثير من الأجنة الذين ولدوا بعاهات مستديمة وعيوب خلقية نتجت عن الولادة المتعسرة . وعلى الرغم من التقدم العلمي والطبي في وقتنا الحالي ووجود الأدوات والطرق التي تساعد على تسهيل الولادة ووجود ما يسمى بالولادة بدون ألم ووجود العمليات القيصرية كحل سريع عند تعذر الولادة الطبيعية، لا زالت هناك العديد من حالات الولادة المتعسرة تحدث، سواء داخل المستشفيات أو المنازل.

أسباب الولادة المتعسرة

بالطبع تكون هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى تعسر الولادة الطبيعية وتعيقها تماما. وأهم هذه الأسباب هي ما يلي:

  • زيادة قطر رأس الجنين عن حوض الأم. والطبيعي أن يكون حجم الرأس 9 إلى 10 سم. وغالبا ما يكون حوض الأم أصغر من حجم الجنين الطبيعي بسبب سوء التغذية.
  • زيادة وزن جسم الجنين عن 3,5 كيلو جراما بسبب إصابة الأم بسكري الحمل.
  • ضعف الطلق الطبيعي وعدم نجاح الطلق الصناعي في أن يقوم مقامه.
  • عدم مناسبة وضعية الجنين للولادة الطبيعية، كأن يكون منحني الرأس أو متجها للأسفل بقدميه أو متقدما بكتفيه بدلا من رأسه مما يزيد من فرصة حدوث الولادة المتعسرة .
  • ولادة التوأم في حال كانا متشابكين.
  • توجه الجنين للأسفل بمقعدته بدلا من رأسه، مما يصعب سحبه للخارج.
  • معاناة الأم من وجود بعض الأورام الليفية بمنطقة الحوض، والتي تأخذ حيزا كبيرا وتسبب ضيقه وعدم قدرته على استيعاب الجنين.
  • تعرض الأم لأحد أشكال الختان التي تسبب تشوه منطقة المهبل وتجعل من الصعب إتمام الولادة الطبيعية.

نتائج الولادة المتعسرة

تتوقف نتيجة الولادة المتعسرة على مهارة الطبيب؛ فقد يستخدم مهارته وأدواته الطبية للانتهاء من الولادة بأقصر وقت ممكن وقد يعجز عن ذلك فيسبب الكثير من المضاعفات لكلا من الأم والجنين. ولهذا السبب لا يفضل أبدا الولادة في المنزل أو بمستشفى قليل الإمكانيات، لأن الأمر لا يسلم من تعسر الولادة التي تحتاج لرعاية خاصة، وقد يتطلب الأمر إجراء ولادة قيصرية لعدم المجازفة.

أضرار الولادة المتعسرة

في حال استمرت الولادة المتعسرة لمدة تصل إلى 12 ساعة أو يزيد، قد يؤدي ذلك إلى العديد من المضاعفات التي تقع على الأم أو الجنين. وأهم هذه المضاعفات هي ما يلي:

  1. تمزق أغشية الرحم التي تتعرض للضغط لفترة طويلة، مما يسبب حدوث التهابات به.
  2. تسبب الضغط من رأس الطفل في حدوث مشاكل صحية بالمثانة أو المستقيم. وقد تؤدي هذه الإصابات إلى التهابات شديدة بهما.
  3. إصابة الأم بسلس البول بعد الولادة بسبب إصابة المثانة.
  4. إصابة الأم بالبواسير وعدم قدرتها على التبرز بسبب الإصابات الموجودة بالمستقيم.
  5. تسبب الضغط من رأس الجنين في إصابة الأم بالناسور في المنطقة التي تقع بين المهبل والمثانة أو المهبل والمستقيم. وهذا يتسبب في موت الأنسجة الموجودة في هذه المنطقة.
  6. تسبب الطلق الشديد لفترات طويلة في حدوث انفجار برحم الأم وحدوث نزيف شديد به.
  7. موت الأم وعدم قدرتها على الصمود أمام الولادة المتعسرة .
  8. اختناق الطفل بسبب ضغط الرحم الشديد عليه لفترة طويلة وولادته ميتا.
  9. تبرز الطفل داخل رحم أمه بسبب شدة الضغط عليه. وقد يدخل جسمه بعضا من هذا البراز عن طريق الفم ويؤثر على حالته الصحية.
  10. وفاة الطفل بعد الولادة بفترة قصيرة.
  11. حدوث مشاكل في مخ الجنين بسبب الضغط الذي تعرض له.

علاج عسر الولادة

الحل الأمثل للتعامل مع الولادة المتعسرة هو متابعة الأم قبل الولادة بشكل جيد والتنبؤ بقدرتها على الولادة الطبيعية من عدمها أثناء فترة الحمل. وعادة ما يقوم الطبيب بالقيام بذلك عن طريق ما يلي:

  1. ملاحظة الحالة الصحية للأم وبنيتها الجسدية ومدى قدرتها على تحمل الولادة الطبيعية.
  2. عمل فحص لمرات عديدة لمنطقة الحوض وعنق الرحم لمعرفة ما إذا كان متسعا بشكل كاف للجنين أم لا.
  3. التأكد من أن الطفل يأخذ الوضعية السليمة للولادة الطبيعية، بأن تكون رأسه متجهة للأسفل وقدميه للأعلى.
  4. التأكد من قطر رأس الجنين ومدى مناسبة حوض الأم وسماحه بمروره منه.
  5. متابعة مراحل الولادة الأولية، مثل وجود الطلق قبل الولادة بفترة أو استمرار الجنين في النزول للأسفل والاستقرار في الحوض أو اتساع عنق الرحم وقلة سماكته أو نزول السدادة المخاطية لعنق الرحم.
  6. عدم السماح بامتداد فترة الحمل لأكثر من 40 أسبوعا.
  7. ملائمة المكان الذي تلد فيه الأم للتعامل مع الحالات الطارئة ووجود الأدوات التي قد يحتاجها المشرف على الولادة، مثل الجفت والأدوات التي تستخدم في الولادة القيصرية في حال تعسر الولادة الطبيعية.
  8. وجود إشراف طبي على الولادة بدلا من التهاون بها والتعامل معها وكأنها شيء طبيعي لا يحتاج للرعاية الطبية.

طرق التعامل مع الولادة المتعسرة

في حال حدثت الولادة المتعسرة بالفعل يلجأ الطبيب إلى أحد أمرين:

  1. إما مساعدة الأم بالأدوات الطبية التي تساعد على تسريع الولادة وفتح عنق الرحم في وقت قصير، مثل المحاليل والطلق الصناعي، ومحاولة توجيه الطفل إلى الوضع الصحيح للولادة.
  2. اللجوء إلى الولادة القيصرية، كحل أخير، في حال استحال إجراء ولادة طبيعية.

وعموما لا داعي للقلق. فمشكلة الولادة المتعسرة عادة ما تحدث في المناطق الفقيرة التي لا تستطيع الحامل فيها الحصول على الغذاء الكافي والرعاية الصحية اللازمة أثناء فترة الحمل ومتابعته خطوة بخطوة وعدم وجود الإمكانيات اللازمة للولادة وعدم توفر الطبيب الماهر الذي يساعد على تقليص وقتها.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى