اشهر الحمل

الولادة في الشهر الثامن : الخطورة المتوقعة على الأم والجنين

ليس هناك ما هو أفضل من إتمام فترة الحمل وولادة الطفل في ميعاده الطبيعي. ولكن قد تكون هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ولادة مبكرة، مثل الولادة في الشهر الثامن أو حتى السابع. اعرفي مدى خطورة ذلك على الجنين وكيفية الوقاية منه.


يتردد كثيرا على ألسنة الناس أن الولادة في الشهر الثامن تشكل خطرا على الجنين، على الرغم من كونها لا تسبب له أي مشكلة في حال حدثت في الشهر السابع. والواقع أنه خلال الشهر الثامن من الحمل يكتمل نمو جميع أعضاء الجنين، ويكون آخرها الرئتين؛ حتى أن الجلد يتحول لونه من الأحمر إلى الوردي ويصبح مستعدا للتعرض لدرجة الحرارة خارج رحم الأم. ومن هنا يتبين أن الجنين في هذا الشهر يكون أكثر تطورا من الشهر السابع، فهل بعد ذلك كله يكون من الخطورة ولادته في الثامن؟ اعرفي ذلك وأكثر من خلال سطور هذا المقال.

أسباب الطلق المبكر في الشهر الثامن

تحدث الولادة في الشهر الثامن من الحمل لأسباب عدة. وهذه الأسباب تتلخص فيما يلي:

  • التعرض للولادة المبكرة أو الطلق المبكر بسبب زيادة الوزن أو بذل مجهود كبير، وهنا تكون الولادة طبيعية في الغالب.
  • وجود مشكلة صحية تستدعي التدخل الجراحي في البطن، مثل استئصال الزائدة الدودية. وهنا يعمد الطبيب إلى إجراء عملية الولادة، والتي تكون في الغالب قيصرية.
  • وجود بعض التشوهات الخلقية بالجهاز الداخلي للحامل، وخاصة الرحم.
  • إصابة الحامل بأنيميا نقص الحديد.
  • إصابة الحامل بالتهابات في مجرى البول.
  • إصابة الحامل بتسمم الحمل.
  • إصابة الحامل بالنزف الشديد من الرحم.
  • إصابة لحامل بعدوى بكتيرية أو التهابات في المهبل تتسبب في انفتاح كيس الماء المحيط بالجنين.
  • انفصال المشيمة قبل حلول الشهر التاسع.
  • سقوط المشيمة وأسبقيتها للجنين داخل الرحم، مما يؤدي للنزف عند حدوث الطلق الكاذب واتساع عنق الرحم، ولو قليلا.
  • تناول بعض الأطعمة التي تحدث انقباضات رحمية، مثل القرفة والحلبة والتمر والبقدونس والأطعمة الحارة.

أعراض الولادة في الشهر الثامن

لا تختلف أعراض الولادة في الشهر الثامن كثيرا عن الولادة في موعدها الطبيعي. ولكن لأن الحامل قد تظن أن هذه الأعراض لا علاقة لها بالولادة لأن وقتها لم يحن بعد، فمن الضروري معرفتها للتعرف عليها إذا ما حدثت جميعها أو البعض منها، والتوجه فورا إلى الطبيب أو محادثته إذا ما رأت ذلك. وهذه الأعراض تشمل الآتي:

  1. الشعور بانقباضات وتقلصات في أسفل البطن وأسفل الظهر، والتي تستمر لدقيقة واحدة ثم يزول ألمها لفترة من الوقت ثم تعاود الكرة.
  2. نزول ماء الرأس، وهو السائل الأمينوسي المحيط بالجنين. وهو سائل أصفر اللون كالبول ولا رائحة له.
  3. نزول بعض نقاط من الدم، والتي قد تتزايد بمرور الوقت.
  4. نزول إفرازات مهبلية مختلفة عن الطبيعية، وفي الغالب يكون لونها أبيض مشبع بالحمرة أو أحم قاتم قد يصل إلى درجة اللون البني.
  5. الشعور بضغط شديد بمنطقة أسفل الحوض، وكأن الجنين يدفع بجسده ليخرج من الرحم.
  6. الإصابة بالإسهال أو القيء أو الغثيان.

هل الولادة في الشهر الثامن خطيرة؟

هناك الكثير من الأقاويل التي تتردد على السنة الناس بأن هناك خطورة قد يتعرض لها الجنين إذا ما تمت الولادة في الشهر الثامن من الحمل. والأمر كله يتوقف على أسبوع الولادة. فإذا حدثت الولادة بعد الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، فإن الطفل يكون قد عبر إلى بر الأمان، وليس من المتوقع أن تحدث له أي مشاكل. وأما إذا تمت الولادة قبل ذلك، فمن المحتمل تعرضه للعديد من المشاكل الصحية، وعلى رأسها مشاكل الجهاز التنفسي، حيث يؤدي عدم اكتمال نمو الرئتين داخل الرحم إلى وجود صعوبة في التنفس، ومشاكل الرضاعة، حيث لا يكون الطفل قادرا على القيام بعملية المص التي يتعلمها داخل الرحم في الشهر التاسع من الحمل، ومشاكل في درجة حرارة جسمه، حيث أن الدهون التي تتراكم تحت جلده في الفترة الأخيرة من الحمل تجعله أكثر تحملا لدرجات الحرارة الخارجية، والمختلفة عن درجة حرارة الرحم. وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي عدم اكتمال نمو القنوات المرارية بالكبد إلى إصابة الرضيع بالصفراء، وقد يضطر إلى دخول حضانة خارجية حتى يكتمل نمو رئتيه ويتم علاجه من الصفراء. وقد تحتاج بعض الحالات إلى العناية المركزة، ولكنها حالات قليلة نادرة.

الولادة في الشهر الثامن أخطر من السابع

بالطبع تعد الولادة في الشهر السابع أكثر أمانا من الشهر الثامن. ولهذا السبب قد يعجل الطبيب بالولادة في الشهر السابع إذا رأى أن الحامل تعاني من بعض المشاكل الصحية التي ربما تتسبب في حدوث الولادة مبكرا، وذلك تخوفا من أن تحدث في الشهر الثامن، فيتعرض الجنين للمضاعفات الصحية التي ذكرناها في السابق.

الولادة في نهاية الشهر الثامن

من الأفضل احتساب فترة الحمل بالأسابيع وليس بالشهور؛ حيث أنه لو تم احتسابها بالشهور لكانت ناقصة حوالي أسبوعين. ومدة الحمل في الغالب تكون 40 أسبوعا، وقد تصل إلى 42 أسبوع كذلك. وفي بداية الشهر الثامن تكون الحامل لا زالت في منطقة خطرة، لأنها لا تكون قد تجاوزت الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. وبعد تجاوز هذا الأسبوع لا توجد مشكلة من الولادة، سواء على الأم أو الجنين.

تجنب الولادة في الشهر الثامـن

على الرغم من أن الولادة في الشهر الثامن قد تكون لأسباب خارجة عن إرادة الأم، هناك بعض الطرق التي تساعد على تجنبها بنسبة كبيرة. وهذه الطرق هي:

  1. الاهتمام بالراحة التامة خلال الشهر السابع والثامن من الحمل، وعدم بذل الكثير من الجهد أو الحركة، خاصة في حالة سقوط المشيمة.
  2. الاستجابة لمطالب جسم الأم في هذه الفترة بالذات؛ فلو شعرت بأنها تحتاج إلى النوم فلابد من أن تأخذ قسطا كافيا منه.
  3. عدم السفر وركوب المواصلات لمسافات بعيدة قبل بلوغ الشهر التاسع من الحمل.
  4. اتباع النظام الغذائي الصحي الذي يوفر لكل من الأم والجنين احتياجاتهما من العناصر الغذائية الهامة.
  5. المتابعة الدورية مع الطبيب والالتزام بتعليماته بحذافيرها.
  6. تناول الأدوية التي تحتاجها الحامل، خاصة لو كانت تعاني من مشكلة ما، لها علاقة بالحمل أم لا.
  7. التخلص من الشعور بالقلق والتوتر، والذي يتزايد لدى الحامل كلما اقترب موعد الولادة وقد يسبب الولادة في الشهر الثامن .
  8. الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالحديد وأقراص الحديد، وعلاج الأنيميا، في حال كانت الحامل تعاني منها.
  9. تناول الأطعمة الغنية بعنصر أوميجا 3 الذي يعزز نمو الجنين وتطوره بشكل طبيعي.
  10. شرب الكميات الكافية من السوائل لتعويض جسم الأم عما يستمده الجنين منها وتجنيبها كثيرا من المشاكل التي يتسبب فيها الجفاف.
  11. تناول الأطعمة والمشروبات الحمضية، مثل المانجو والبرتقال والليمون، للحفاظ على مستوى الماء المحيط بالجنين.
  12. تجنب السمنة ومراقبة الوزن على مدار فترة الحمل. ومن المفترض أنه يظل في ازدياد حتى بلوغ الشهر التاسع، عندها تتوقف زيادة الوزن ويصبح ثابتا لحين الولادة.

وأنصح كل حامل في النهاية بأخذ ما يسمى بحقنة الرئة في حال شعرت بأعراض الولادة في الشهر الثامن أو قبله، والتي ذكرناها في السابق. وهي عبارة عن حقنة كورتيزون قصير المدى، والتي تعطى للحامل في حال كانت هناك أعراض ولادة مبكرة، ولا يمتد مفعولها لأكثر من 48 ساعة. وتساعد هذه الحقنة على تحسين وظائف المخ والرئتين وتهيئتهم للعمل بكفاءة خارج الرحم، وهو ما يساعد الطفل على تفادي المشاكل الصحية الناتجة عن الولادة المبكرة بنسبة كبيرة وتقليل احتمالية دخوله الحضانة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى