تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » كيف يحدث انخفاض الصفائح الدموية للحامل وما مضاعفاتها؟

كيف يحدث انخفاض الصفائح الدموية للحامل وما مضاعفاتها؟

انخفاض الصفائح الدموية للحامل هو أحد الأمراض المناعية التي تُصيب الكثير من السيدات أثناء فترة الحمل، فما هي أعراضه وأسبابه وطرق الوقاية منه؟ إليك ملف شامل عن نقص الصفائح الدموية خلال فترة الحمل وطرق علاجها عن طريق الأعشاب الطبيعية.

انخفاض الصفائح الدموية للحامل

ترتبط فترة الحمل دومًا بتغيُّرات في بنية وآلية عمل الجسم الوظيفية والهرمونية بعضها يكون طبيعي سهل العلاج أو الزوال بعد الولادة وبعضها طارئ خطير أو تزداد خطورته ما لم يتم التعامل معه بشكل سليم. ويُعد انخفاض الصفائح الدموية للحامل من الأمور المؤرقة لغالبية الحوامل رغم إنها عرض طبيعي مؤقت ورغم كلام الأطباء المُطمئن عادةً، ولكن هذا لا يعني التعامل مع الأمر باستهانة.

ولأن أغلب الحوامل أو المُقبلين على الحمل قد لا يكونن على دراية كافية بماهية نقص الصفائح الدموية بل قد يُعانين من أعراضه دون معرفة أو اهتمام بأسبابها جئنا إليكم بهذا الموضوع للتوعية بعرض أو مرض انخفاض الصفائح الدموية للحامل والتعرف على أهم أسبابه أعراضه ومُضاعفاته، وكذلك سبل العلاج والوقاية المُتعددة.

ماذا يعني نقص الصفائح الدموية عند الحامل؟

انخفاض الصفائح الدموية للحامل ماذا يعني نقص الصفائح الدموية عند الحامل؟

نقص الصفائح الدموية هو عبارة عن انخفاض في عدد خلايا الدم المسئولة عن تجلطه في حالات النزيف أو الإصابات، وهو اضطراب ثانوي مُتعدد الأسباب عادةً ما يكون بسيطًا ويشتد في حالات نادرة. في الحالات الطبيعية يتراوح عدد الصفائح الدموية عديمة اللون ما بين 150 ألف وحتى 450 ألف صفيحة لكل ميكرو لتر من الدم تتجدد كل 10 أيام في نخاع العظام.

أسباب انخفاض الصفائح الدموية للحامل

عادةً ما يُسبب الحمل في مرحلته الأخيرة “القسم الثالث من الحمل” انخفاض الصفائح الدموية للحامل بشكل بسيط بسبب سرعة استهلاك الجنين لخلايا الدم المُغذّية له، وهو عرض عادةً ما يتحسن ويختفي بعد الولادة مُباشرة، إلا أن هُناك مجموعة من الأسباب الأخرى تتسبّب في حدوث نقص الصفائح الدموية بشكل عام إن اجتمعت مع الحمل فقد يكون الوضع أكثر خطورة عما يكون عليه في الحالات الطبيعية، ولعل من أهم هذه الأسباب:

  • تضخم الطحال واحتباس الصفائح الدموية فيه ما يعني قلتها في الأوعية الدموية، أو إدمان المشروبات الكحولية.
  • الإصابة ببعض الأمراض مثل اللوكيميا “سرطان الدم”، بعض حالات فقر الدم مثل انحلال الدم البوريمي أو ذاك الناتج عن نقص مستويات الحديد وفيتامين ب 12 بالدم، العدوى الفيروسية أو البكتيرية مثل فيروس سي أو الإيدز أو تسمم الدم أو الإنفلونزا والجديري، أمراض مناعية مثل الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتيزمي، جلطات الدم المُفاجئة أو النزيف المُفاجئ من الأنف أو تحت الجلد والتي تستنزف الصفائح الدموية وتُقلّل عددها في خلايا الدم، تسمم الحمل، زيادة إنزيمات الكبد.
  • بعض أنواع الأدوية مثل العلاج الكيماوي للسرطان، مُضادات الاكتئاب، المُضادات الحيوية التي تحتوي على مُركبات السلفا، أدوية تسييل الدم الذي يمنحها الطبيب عادةً لمرضى الجلطات السابقين أو المُحتملين أو الحوامل من أجل تدفق أفضل للدم المُغذّي للجنين، مُسكنات الألم التي تحتوي على الأسبرين والبروفين.

أعراض ومُضاعفات انخفاض الصفائح الدموية للحامل

يُصاحب انخفاض الصفائح الدموية للحامل عدة أعراض أو علامات مثل: سهولة وفرط النزف تحت الجلد مثل: الكدمات المُفاجئة غير المُبررة أو من أحد أعضاء الجسم مثل الأنف أو اللثة، وقد يكون فرط النزف مُرتبطًا بتوقيتات أو أحداث معينة مثل التبول أو التبرز أو الدورة الشهرية لدى النساء. صعوبة التئام الجروح، حُمرة الساقين نتيجة حدوث نزيف سطحي تحت الجلد يُسبّب بقع أُرجوانية ذات حُمرة. تضخم الطحال وزيادة مُعدلات الصفراء في الجسم.

كما قد يترتب عليه مجموعة من المُضاعفات والمخاطر أشهرها: الولادة المُبكرة، الإجهاض، انفصال المشيمة، وفاة الطفل فور الولادة، النزيف المُفرط أثناء أو بعد الولادة، مُعاناة الطفل من نقص الصفائح الدموية الوراثي المُزمن.

تشخيص نقص الصفائح الدموية لدى الحامل

يتم تشخيص نقص الصفائح الدموية لدى الحامل بإحدى أو كلا طريقتين:

الأولى

الفحص السريري للتأكد من مدى وجود كدمات مُفرطة تحت الجلد، مع فحص البطن للتأكد من وجود تضخم بالطحال من عدمه، والسؤال عن التاريخ المرضي والعائلي للمريض وأنواع الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها.

الثانية

إجراء فحص أو صورة دم كاملة للتأكد من عدد الصفائح الدموية، فإن كانت ما بين 150 إلى 450 مليون لكل ميكرولتر من الدم فهي طبيعية، وإن كانت ما بين 100 إلى 150 مليون فهناك نقص بسيط، أما إن كانت أقل من 100 مليون فهو نقص شديد يحتاج إلى مُتابعة طبية.

كيفية علاج انخفاض الصفائح الدموية للحامل

انخفاض الصفائح الدموية للحامل كيفية علاج انخفاض الصفائح الدموية للحامل

عادةً لا تحتاج الحامل علاجًا لنقص الصفائح الدموية لديها طالما كان في حدوده المعقولة، فالأمر مؤقت يزول بالولادة في أغلب الحالات، كل ما عليكِ تجنب الأنشطة أو الرياضات العنيفة التي قد ينتج عنها كدمات طوال فترة الحمل، مع استشارة الطبيب في الإقلاع عن الأدوية غير الضرورية التي قد تُسبّب لكِ نقص في الصفائح الدموية أو على الأقل استبدالها بأخرى لا ينتج عنها هذا الأثر الجانبي، إلى جانب الإقلال أو تجنب شرب الكحوليات إن كنتِ ممن يتعاطونها.

أما الحالات الشديدة والخطيرة من انخفاض الصفائح الدموية للحامل فقد تتطلب نقل أو استبدال للصفائح الدموية أو البلازما، استئصال الطحال جراحيًا إن كانت حالة حملك تسمح بذلك. وفي حالة كون نقص الصفائح الدموية لديكِ عرض ثانوي مُرتبط بمرض آخر مثل الأمراض المناعية أو أمراض الدم أو الكبد فتكون نهايته بعلاج السبب الرئيسي لحدوثه.

علاج انخفاض الصفائح الدموية للحامل بالكورتيزون

تُساعد أقراص الكورتيزون في علاج نقص الصفائح الدموية المُزمن المُرتبط باعتلالات مناعية أو سيولة الدم المُفرطة والمُحاربة للصفائح الدموية إلا أن العلاج بالكورتيزون لا يجب أن يستمر لفترة طويلة تجنبًا لآثاره الجانبية الخطيرة المُتمثلة في هشاشة العظام وسهولة تكسّرها، زيادة الوزن المُفرطة والموضعية، ارتفاع مُعدلات السكر وضغط الدم، ما يتطلب ضرورة تناول مُكملات الكالسيوم وفيتامين د طيلة فترة الحمل، مع ضرورة عدم تناول أقراص الكورتيزون بدون مشورة طبية والالتزام بتعليمات الطبيب والجرعات المُقررة.

علاج نقص الصفائح الدموية عند الحامل بالأعشاب

ولأن أغلب السيدات لا يُفضّلن تناول أي أدوية خلال فترة الحمل خوفًا على حياة وصحة أجنتهن من التأثر بها، كما لا يُحبّذ الأطباء ذلك أيضًا، فقد لاقى علاج انخفاض الصفائح الدموية للحامل بالأغذية والأعشاب إقبالًا وشعبية واسعة بين فئة الحوامل المُصابات به. ولعل من أهم الأغذية والأعشاب الغنية بالعناصر الغذائية التي تُساعد في علاج نقص الصفائح الدموية لدى الحامل:

  • الفواكه والخضروات الطازجة الغنية بفيتاميني ك و أ وحمض الفوليك والحديد مثل الكرنب، السبانخ، البروكلي، البرتقال، البنجر، نبات الهليون، البطاطا الحلوة، القرع “اليقطين”، الجزر، المشمش.
  • حبوب القمح الكاملة “باستثناء مرضى الحساسية ضد الجيلوتين”، اللحوم والدواجن قليلة أو منزوعة الدهن والبيض وسمك السلمون لغناها بفيتامين ب 12، ثمار الجوز “عين الجمل” وزيت بذور الكتان وزيت السمسم وأسماك التونة والماكريل والسردين لغناها بالأوميجا 3 والمحار الغني بالزنك.
  • تناول كميات كافية من الماء خلال اليوم مع تجنب الأطعمة الدسمة أو الغنية بالدهون المُشبّعة وكذلك السكريات والنشويات.
  • تناول مشروب أو أقراص العرقسوس الدوائية بانتظام خلال اليوم يُساعد على علاج نقص الصفائح الدموية ولكن لا يُنصح به لمرضى ارتفاع ضغط الدم المُزمن أو المُعرّضين لارتفاع ضغط الدم، لذا إن تناولته الحامل فعليها مُتابعة مستويات ضغط دمها باستمرار.

الوقاية من نقص الصفائح الدموية أثناء الحمل

تأتي الوقاية من نقص الصفائح الدموية المُفرط لدى الحامل من خلال: تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية التي تُحفّز إنتاج الصفائح الدموية وتُقاوم تكسّرها ونقصها، مع شرب كميات كافية من المياه. علاج الأسباب الرئيسية التي تقف وراء الإصابة بهذا العرض، مع وقف أو استبدال الأدوية التي تُسبّب انخفاض الصفائح الدموية للحامل بأخرى لا تُسبّبه حتى وإن كانت ذات فائدة لسلامة الحمل والجنين على أن يتم ذلك تحت الإشراف الطبي. التعرّف وفهم حالتك المرضية بشكل جيد والتعامل معها بشكل أفضل بالابتعاد عما يُفاقمها وتنفيذ تعليمات الطبيب وكل ما قد يؤدي لتحسُّن الحالة. تجنب الرياضات والأنشطة البدنية العنيفة التي قد تُسبب النزيف والكدمات.

نقص الصفائح الدموية بعد الولادة

انخفاض الصفائح الدموية للحامل نقص الصفائح الدموية بعد الولادة

عادةً ما ترجع نسبة وعدد الصفائح الدموية في بنية الدم لمُعدلاتها الطبيعية بعد الولادة، فهي كما لاحظنا خلال المقال عرض مؤقت مُرتبط بالحمل لأسبابٍ معروفة، ولكن في بعض الحالات يستمر انخفاض الصفائح الدموية للحامل حتى ما بعد الولادة وذلك في حال لم يكن السبب الرئيسي له الحمل وما يترتب عليه من تغيرات في آلية عمل الجسم كما هو الحال في النقص الوراثي أو المناعي لصفائح الدم، تضخم الطحال والأمراض الفيروسية والبكتيرية الخطيرة والمُزمنة أو أورام الدم والنخاع الخبيثة، ما يتطلب رعاية طبية عاجلة للأم والطفل خلال فترة الحمل وبعد الولادة في مُحاولة لتجنب المُضاعفات التي قد تحدث لهما.

وختامًا عزيزتي نتمنى أن يكون مقالنا حول انخفاض الصفائح الدموية للحامل أسبابه أعراضه وسُبل علاجه قد ألمك بالمعلومات والخبرة الكافية لفهم المرض وآلية التعامل معه، ولكن وجب علينا التنبيه بعدم التعامل مع أي أدوية أو أعشاب طبيعية بدون استشارة الطبيب أولًا حرصًا على صحتك وصحة جنينك .. نتمنى لك ولطفلك السلامة وولادة يسيرة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

كاريمان أنور

حاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق، كاتبة مُحتوى عربي في جميع المجالات، أعشق القراءة والاطلاع، شغوفة بقصص الخيال العلمي.

أضف تعليق

18 + 2 =