تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » كيف تبدأي الاستعداد للحمل من الناحية الجسدية والنفسية؟

كيف تبدأي الاستعداد للحمل من الناحية الجسدية والنفسية؟

إن كنتِ تخططين للحمل فعليكِ أولًا معرفة بعض الأمور الهامة، الحمل ليس سهلًا إذا لم تكونين على استعدادٍ له، فعليك عزيزتي الاستعداد للحمل لتكوني في مأمن أنت وطفلك من أي مُضاعفات صحية، لكن هل تعلمين كيف يكون الاستعداد للحمل وما يجب على المرأة عمله قبله؟

الاستعداد للحمل

الاستعداد للحمل هو أحد الخطوات التي يجب عليكِ اتباعها في حال التفكير والرغبة في إنجاب مولودٍ جديد، فغالبًا ما يحدث الحمل بدون تخطيطٍ مُسبق من قِبل الزوجين ولكن ينصح الكثير من الأطباء بضرورة استعداد المرأة لتلك الخطوة الهامة حتى تتجنب حدوث أي مُضاعفات نفسية أو صحية لها أو للجنين ويمر حملها بسلام، لذا إليك ملف شامل ومُفصل عن كل ما يتعلق بالاستعداد للحمل سواءً كان ذلك بعد الإجهاض أو سن الأربعين بل وفي حال الرغبة في إنجاب توأم.

الاستعداد للحمل الثاني

الاستعداد للحمل الاستعداد للحمل الثاني

تشعر الأم بسعادة عارمة فور معرفتها بحدوث الحمل الذي لطالما انتظرته طويل وعلى الاستعداد لتحمل الآلام والعناء طوال التسعة أشهر القادمة حتى يحين موعد ولادته، بل وتتضاعف سعادتها بمرور الأيام عند رؤية بطنها تكبُر ما يُعني كبر حجم طفلها بين أحشائها، ولكنها تجهل تأثير ذلك على صحتها إذا لم يتم الاستعداد للحمل على النحو المطلوب لكي لا، حيث أن المرور بأشهر الحمل ومن ثمّ الولادة والرضاعة على مدار ثلاث سنواتٍ تقريبًا يفقد جسم الأم فيها الكثير من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن، مما يتطلب عدة سنواتٍ أخرى لاستعادة تلك العناصر.

ولهذا دائمًا ما يوصي الأطباء إنه على الأم ترك مساحة كافية بين كل مولودٍ وآخر تصل إلى أربعة سنواتٍ على الأقل بما في ذلك فترة الرضاعة حتى تُعطي كل طفلٍ حقه فضلًا عن استعادة قوتها وعافيتها مرة أخرى، أما عن خطوات الاستعداد للحمل الثاني فيُمكنك التحضير قبلها على الأقل بثلاثة أشهر مع الالتزام ببعض الإرشادات:

تناول طعام صحي ومُتوازن مُعتمد على الألياف والفيتامينات والمعادن كالخضروات والفاكهة واللحوم البيضاء ومنتجات الألبان بمُختلف أنواعها، وعلى الجانب الآخر يتم البعد تمامًا عن تناول الأطعمة الدسمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون، مع تقليل النشويات والسكريات التي تتحول إلى جلوكوز وبالتالي تُصيب الأم بالكثير من الأضرار الصحية، شرب الماء والسوائل بكميات كافيه مع النوم مُبكرًا حتى يُساعد ذلك على تحسين وظائف الجسم.

كذلك يتم التوقف عن بعض العادات اليومية الخاطئة مثل تناول المشروبات الغازية أو التي تحتوي على كافيين مثل القهوة والشاي، مع التوقف تمامًا عن التدخين.

كل ما سبق إلى جانب المُتابعة الدورية مع الطبيب المتابع الذي يقوم بعمل بعض الفحوصات الطبية اللازمة لتحديد حالة الجسم لاستقبال ذلك المولود، وكذلك حالة الرحم ونشاط البويضات والكشف عن وجود أي مشاكل في الجهاز الهضمي أو الجسم، وإذا كانت السيدة ممن يُعانين مرض مُعين يقوم الطبيب أيضًا بوصف العلاج المُناسب في الفترة القادمة لمرور فترة الحمل بسلام على الأم والجنين.

أما عن خطوات الاستعداد للحمل الأكثر أهمية والتي يجب الانتباه لها هي تهيئة الطفل الأول لذلك من خلال الشرح بأسلوبٍ مُبسط بالرُسومات أو أفلام الكرتون التي تُحي بأن هُناك طفلًا جديد سوف ينضم إلى الأسرة، ويُمكنك مُشاركة طفلك أيضًا في شراء بعض الملابس والاحتياجات الخاصة بالمولود حتى يشعر بالمسئولية تجاهه ويتخلص من أي مشاعر سلبية قد تراوده مثل الغيرة أو الأنانية.

الاستعداد للحمل بتوام

وبالنسبة لخطوات الاستعداد للحمل بتوام فهي تختلف نوعًا ما عن الخطوات السابقة، فعلى الرغم من سعادة الأم حين معرفتها بأنها سوف تنجب توأم، إلا إنها تشعر برهبة شديدة وخوفٍ من المسئولية الكبيرة والمُضاعفات الصحية التي ستمر بها طوال فترة الحمل، حيث يتطلب ذلك جهد مُضاعف من آلام سواءً في فترة الحمل من تغذية وخلافه مرورًا بفترة رضاعة الطفلين إلى رعايتهما والسهر بجانبهما لساعاتٍ طويلة، أو الضغط النفسي والإنهاك الجسدي خاصةً في ظل وجود أطفالٍ آخرين بالمنزل.

لكن لا داعي للقلق إذا كنتِ على استعداد لتلك اللحظة، فبإمكانك الاستعداد بكل بساطة فور معرفتك بحدوث الحمل في توأم من خلال إحضار كافة المُستلزمات الأساسية، مثل الملابس المُناسبة لوقت الولادة مع عربة الأطفال المُزدوجة التي تُساعدك كثيرًا أثناء الخروج من المنزل، بإضافة إلى تأهيل باقي أفراد الأسرة لذلك بطلب المُساعدة سواءً كان الزوج أو الجدة، أو الاستعانة بمُربية أطفال إذا أمكن ذلك لمساندتك بعد الولادة في البقاء مع الطفلين أو الاهتمام ببعض شئون المنزل مثل التنظيف والطهي في حالة انشغالك مع الطفلين.

أما عن الاستعداد من الناحية الجسدية فمن المهم جدًا المتابعة الدورية مع الطبيب في حال مُلاحظة أي أعراضٍ جانبية خلال فترة الحمل، مع تناول كمياتٍ مُناسبة من الحديد وجرعات الفوليك أسيد بتناول الخضروات الورقية والباذنجان الأسود والبلح والعسل أو بتناول العقار الذي يصفه الطبيب، لتعويض ما ينقص الجسم العناصر بسبب تغذية الطفلين طوال فترة الحمل، أما بالنسبة للزوج فإن توفير النفقات هو أهم الأدوار التي تقع على عاتقه في تلك الفترة بجانب تقديم الدعم النفسي والمعنوي للزوجة.

الاستعداد للحمل بعد الإجهاض

بالطبع يُعد الإجهاض أحد التجارب السيئة التي قد تمر بها المرأة خاصةً خلال الثلث الأخير من الحمل، يكون فيه الجنين قد تشكّل وأصبح مُكتمل الهيئة، وغالبًا ما تدخل الأم في نوبات من الاكتئاب خاصةً إذا كان مولودها الأول، ولكن سرعان ما ترغب في التخلص من تلك الحالة بالحمل مرة أخرى حتى بعد مرور أيامٍ قليلة من حدوث الإجهاض، ولكن ينصح الكثير من الأطباء إنه في مثل هذه الحالة على الأم الانتظار ما بين تسعة أشهر حتى عام لكي يستعيد الجسم عافيته مرة أخرى، ويستطيع إمداد الطفل الجديد بما يحتاج إليه من عناصر غذائية وفيتامينات ومعادن.

وأن يتم البحث في أسباب الإجهاض حتى تفادي ذلك فيما بعد، فقد يكون الإجهاض بسبب مجهودٍ شاق قامت به الأم أو التعرض لضغط عصبي ونفسي مما أدى إلى فقد الجنين، وفي بعض الحالات الأخرى يكون السبب خارج عن إرادتها مثل حدوث ضعف في المشيمة أو تعرض الطفل للتسمم أو الإصابة ببعض الفيروسات أو البكتريا التي أدت إلى ضعف الجهاز المناعي للمرأة، ولكن بشكلٍ عام يمكنك الاستعداد للحمل بعد الإجهاض من خلال تفادي الأسباب المؤدية لذلك قدر الإمكان بعد الرجوع إلى الطبيب الذي يصف بعض العقاقير والمُكملات الغذائية التي تُساعد على تثبيت الحمل مرة أخرى، والانشغال بممارسة بعض الأنشطة أو الهوايات المفضلة أو الاشتراك في نشاطٍ اجتماعي خاص بالأطفال فذلك من شأنه أن يُساعدك على تحسين حالتك النفسية.

الاستعداد للحمل في سن الأربعين

الاستعداد للحمل الاستعداد للحمل في سن الأربعين

وبالحديث عن حدوث الحمل في سن الأربعين نجد أن هُناك الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تسود في مجتمعاتنا العربية وهي صعوبة حدوث الحمل للمرأة فوق سن الأربعين، ولكن في حال تكرار مرات الحمل للمرأة من قبل وصولها إلى سن الأربعين فلا مانع أبدًا من الحمل طالما كانت تتمتع بالصحة والعافية ولا تُعاني من أي مشاكل صحية.

لذا فإن الخطوات الأساسية عند الاستعداد للحمل في سن الأربعين هي التوجه على الفور للطبيب المختص حتى يتم عمل فحوصات شاملة، للتأكد من الحالة الصحية للمرأة وعدم وجود طبقاتٍ من الدهون على الرحم أو وجود خللٍ في نسبة السكر في الجسم، حيث يقوم بإعطاء جرعات من منشطات التبويض مع مجموعة من الفيتامينات والمُكملات الغذائية، وعند حدوث الحمل بالفعل يجب عليك المتابعة الدورية مع الطبيب على الأقل مرتين في الشهر.

وأخيرًا عزيزتي لا تتعجلي وخذي الأمور بروية وتأني، واستعدي أولًا صحيًا ونفسيًا لقدوم طفلك ليشاركك الحياة، ويتقاسم معك النوم والغذاء والراحة، وبعد الاستعداد للحمل بشكلٍ جيد أتمنى لكش حظًا موفقًا، وأن يرزقك الله بمولودٍ تقر به عينك وتشعرين بالقرب منه بلذة الحياة.

حسناء محمد

احب القراءة والكتابة والانترنيت والسفر. اكتب في مجالات عديدة وخاصة المواضيع التي تندرج تحت هذه الفئات : الحمية والنظام الغذائي والتغذية السليمة والصحة والعناية الذاتية والديكور وغيرها.

أضف تعليق

15 − 5 =