تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف تتعالج من رهاب الدم وما هي أعراضه ومُسبباته؟

كيف تتعالج من رهاب الدم وما هي أعراضه ومُسبباته؟

رهاب الدم مرض يُصاب به البعض نتيجة لأسباب أغلبها نفسية، والحاملون لهذا المرض ينفرون من رؤية الدم وقد تحدث لهم أعراض جانبية تصل إلى الإغماء، فما هو العلاج؟

رهاب الدم

يُعتبر رهاب الدم أحد أبرز أنواع الأمراض التي تُصيب الأشخاص وتؤدي بهم إلى مصير سيء يتمثل في الخوف والهلع من مجرد رؤية الدم، الأغرب من ذلك والأكثر حرجًا للشخص في نفس الوقت أنه لا يخاف من الدم الصادر عنه فقط، وإنما أيضًا ذلك الذي يراه من أشخاص آخرين، وحتى دم الحيوانات والكائنات الأخرى يُسبب له هذه الحالة مما يضعه في إحراج كبير، ناهيك عن الإحراج الذي يتعرض له أيضًا عند حدوث حالة الرهاب تلك أثناء مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تحتوي على مشاهد الدم، وبالطبع يجد الشخص المصاب بالرهاب صعوبة بالغة في الانخراط بالمجتمع، بل إنه يُفضل دائمًا الابتعاد عن المجتمع كيلا يتعرض لكل هذا الإحراج، ولذلك، دعونا في السطور القادمة نتعرف على رهاب الدم وأعراضه ومُسبباته، والأهم من كل ذلك بالتأكيد الطريقة المُثلى لعلاجه من أجل الخروج من هذا المأزق.

ما هو رهاب الدم؟

إذا ما أردنا تعريف رهاب الدم تعريفًا دقيقًا فإننا أولًا مُطالبون بوضع تعريف أدق للنصف الأول من هذا المُصطلح، فالرهاب هو اسم عربي لكلمة شهيرة نعرفها جميعًا، وهي كلمة فوبيا، والفوبيا كما هو معروف عنها حالة خاصة من الخوف والفزع تُصيب الإنسان، وعلى الرغم من كون الخوف والفزع أشياء عادية ووارد جدًا إصابة أي إنسان بها إلا أن أهم ما يُميز الفوبيا هو أن الخوف الذي يكون بها يأتي من أشياء عادية جدًا ومن المُفترض أنها لا تُسبب الفزع لأي شخص، عدا ذلك الذي يُعاني من الفوبيا أو الرهاب، وهو موضوعنا الذي نتحدث عنه.

رهاب الدم، وبتحديد أكثر، هو الخوف والهلع من رؤية الدم، وعلى الرغم من أن رؤية الدم أمر طبيعي ووارد في أي وقت إلا أن المُصاب بذلك النوع من الفوبيا يجن جنونه فور رؤية الدم وقد تحدث له تشنجات وتطورات نفسية أخرى يتعجب منها الإنسان العادي الغير مُصاب بفوبيا أو رهاب الدم، والذي يعتقد طبعًا أن رؤية الدم أمر طبيعي لا يستحق كل هذا الصخب، لكن يا تُرى، ما هي الأعراض التي يُمكننا عند رؤيتها الجزم بوجود رهاب الدم؟

أعراض رهاب الدم

بالنسبة للشخص الطبيعي فسوف يعرف أن الشخص الذي أمامه مُصاب بمرض رهاب الدم عند رؤيته يتغير تغيرًا كبيرًا فور حضور الدم بأي صورة من الصور أو طريقة من الطرق، لكننا الآن نريد أن نعرف كيفية اكتشاف الإنسان المصاب برهاب الدم إصابته بهذا المرض، ويحدث ذلك ببساطة مع متابعته لنفسه عند رؤية الدم، فالشخص المصاب بالرهاب سوف تبدأ نبضات قلبه في الانخفاض بصورة غريبة فور رؤية الدم، وأيضًا سوف ينخفض ضغط دمه إلى الحد الذي قد يسمح بوجود حالات من الإغماء الفوري المفاجئ.

ضيق التنفس كذلك من أكبر الدلائل على وجود رهاب الدم، كما أن الجهاز الهضمي سوف يجد صعوبة في ممارسة مهامه فجأة، بالإضافة إلى حالة الضعف الشديد التي ستضرب كل شبر في الجسم وتؤدي لفقدانه السيطرة على نفسه، ببساطة شديدة، سوف يتغير كل شيء فور رؤية الدم، ولهذا يجب عليك التعرف على الأسباب المؤدية لحدوث ذلك.

أسباب الإغماء عند رؤية الدم

في الحقيقة رهاب الدم أو الإغماء عند رؤية الدم أمر خادع جدًا، فالجميع يعتقد أن الأمر عضوي يحدث لمجرد رؤية الدم، لكنه في الحقيقة ليس كذلك، فهو أمر نفسي بحت يتعرض له الشخص كحالة نفسية لا تظهر أمام العيان، لكن تلك الحالة النفسية تُتبع داخليًا ببعض التفاعلات التي تؤدي في النهاية إلى حدوث الإغماء تلك التفاعلات أو التطورات بالتأكيد ليست سرًا من الأسرار الطبية، بل إن جميع المرضى يعرفون بها، لكنهم لا يستطيعون السيطرة عليها.

عندما تحدث الحالة النفسية الناجمة عن رؤية الدم يضطرب ما يُسمى بالعصب الحائر نتيجة للتوتر والقلق الشديدين، وطبعًا ذلك العصب مُتصل بطريقة أو بأخرى بعضلات القلب، مما يؤدي اضطرابها وتناقصها، ويُصاحب ذلك نقص شديد أيضًا في الأكسجين الواصل إلى الدماغ، فيقل الدم في الدم ويبدأ الإنسان في فقدان وعيه تدريجيًا أو حدوث حالة الإغماء، إنه وضع صعب جدًا بالتأكيد يجعلنا نتحرك أسرع نحو علاج رهاب الدم مهما كلف الأمر.

علاج الدوخة عند رؤية الدم

بعد أن تعرفنا على أسباب رهاب الدم وأعراضه بالتأكيد نحن الآن في حاجة إلى التعرف على الشيء الأهم في هذا الموضوع، وهي الطريقة المُثلى للتخلص من رهاب الدم أو علاجه والحد من خطورته، والحقيقة أن المتخصصين قد اقترحوا الكثير من طرق العلاج لكننا سنذكر فقط أبرز تلك الطرق وأكثرها قابلية للأخذ بها، وعلى رأس طرق العلاج البديهية لشيء مثل رهاب الدم زيارة أخصائي نفسي.

زيارة أخصائي نفسي

الحل البديهي الأول، الذي لا خلاف عليه من أي شخص يعرف أنك مصاب بمرض رهاب الدم، هو أن تذهب إلى طبيب أو أخصائي نفسي يقوم بدراسة المشكلة التي تتعرض ودراسة السلوكيات والعادات الخاصة بك، فربما تكون هي المُتسبب الأول فيما تمر به، لأنه من المعروف أن نفسية الأشخاص تتأثر أكثر بالبيئة التي يعيش بها أو الظروف المحيطة به، في كل الحالات ذلك الأخصائي سوف يُساعدك كثيرًا على الأقل في تحديد سبب ما تمر به، ومن ثَّم وضع العلاج الملائم.

التعود على رؤية الدم

إذا أردت التغلب على شيء ما فإن أفضل طريقة لفعل ذلك هي مواجهته، وهذا هو الحال بالضبط بالنسبة لمرض رهاب الدم، فإذا ظللت خائف من الدم ومصر على الابتعاد عنه فإنك سوف تبقى كثيرًا في حالة معاناة شديدة منه، لكن، بمجرد أن تُقدم على خطوة المواجهة وتتعرض لصور دم كثيرًا مُتحاملًا على نفسك فإن هذا طريق مُختصر سوف يصل بك في النهاية إلى التخلص من حالة الرهاب تلك نهائيًا، لذلك حاول أن تخصص وقت لمشاهدة صور الدم قدر الإمكان.

ممارسة التمارين للتخلص من التوتر

التوتر بالطبع من أكثر الأشياء التي تؤرق الإنسان عمومًا وتتسبب في رهاب الدم بشكل خاص، بل إن التوتر المصحوب بالقلق قد يكون عرضًا من أعراض الرهاب، ولهذا نجد أنه لا مفر من التخلص منه مهما كلف الأمر، وهو في الحقيقة لن يُكلف كثيرًا، فكل ما عليك هو الاهتمام بممارسة بعض التمارين المُخصصة في تخليص الجسم من التوتر والقلق الزائدين.

رفع ضغط الدم لتجنب الإغماء

قلنا من قبل أنه من أبرز تبعات رهاب الدم وأكثرها تأثيرًا هي حالة الإغماء التي تُصيب الشخص فور تعرضه للرهاب، والحقيقة أنه من أهم طرق معالجة ومقاومة الرهاب منع ذلك الإغماء، وهو أمر ممكن جدًا من خلال السيطرة على انقباض بعض العضلات الضخمة بالجسم، فهذا يُسهم رفع ضغط الدم الموجود في جسمك وبالتالي تقليل نسبة الإغماء.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

تسعة عشر + 8 =