تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمية والنظام الغذائي » نحافة الجسم : كيف يمكن علاج مشكلة النحافة بسهولة ؟

نحافة الجسم : كيف يمكن علاج مشكلة النحافة بسهولة ؟

يعاني الكثيرون من مشكلة السمنة، لكن البعض يعانون من المشكلة المقابلة، وهي مشكلة نحافة الجسم ، نقدم بعض الاستشارات لعلاج نحافة الجسم والحصول على جسم مثالي.

نحافة الجسم

نحافة الجسم من المستغرب أن نتحدث عنها في عصر أصبحت السمنة فيه وباءً، والبحث عن سبل إنقاص الوزن مستمر بلا انقطاع. لكن هناك كثير ممن يعانون من نقص الوزن عن المعدل الطبيعي، لأسباب عديدة؛ منها الأسباب النفسية أو لمرض جسدي يؤثر على هضم وامتصاص الغذاء أو هم بطبيعتهم ذوو أجساد نحيفة للغاية أو رياضيون يريدون بناء أجسامهم.

علاج مشكلة نحافة الجسم

غرض الحصول على الجسم المثالي

الحصول على وزن مثالي ليس لأغراض جمالية فقط، بل هو لأغراض صحية كذلك، فنقص الوزن عن المعدل الطبيعي كزيادته يستتبع مشكلات صحية كبيرة، من أمثلتها:

  • الإجهاد الدائم ونقص العلامات الحيوية للجسم.
  • الشعور بالبرد بسهولة.
  • تساقط الشعر وسوء حالة البشرة.
  • توقف النمو والتطور البدي والنفسي.
  • هشاشة العظام وسهولة كسرها.
  • الأنيميا وضعف القدرة الإنجابية.
  • وفي حالات أسوأ يؤدي لنقص المناعة تعرض الجسم لمختلف أنواع الأمراض وعدم قدرته على مواجهتها.

وكما أن هناك العديد من العلاجات والنصائح الغذائية للتعامل مع السمنة، توجد غيرها للتعامل مع نحافة الجسم، منها طرق سهلة وبسيطة وطبيعية وهي ما سنعرضه هنا. لكن عليك أن تعرف أن الأساس ككل العلاجات الغذائية يعتمد على تغيير في نمط الحياة، وتثبيت روتين، وهذا يحتاج جهدا ومثابرة في البداية، وعليك بالصبر لأن اكتساب الوزن عملية صعبة وتحتاج وقتا.

عليك البدء بتروي

من المتوقع طبعا أن تكون نصائحنا دائرة حول زيادة نسب تناولك للطعام، لكن هذا ينبغي التروي فيه، فلا تقفز من معدل يومي تتناول فيه 1000 سعر حراري إلى 3000 سعر حراري فجأة! سيؤدي هذا لعسر هضم مرعب. ترفق وتروى في زيادة كمية الطعام التي تتناولها، فلتكن الزيادة تدريجية، معطيا المجال لمعدتك كي تتمدد وتتسع أكثر ولجسدك كي يعتاد على كميات السعرات الحرارية الجديدة.

ابحث عن الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية

تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب كبيرة من السعرات الحرارية، من أمثلتها: زيت جوز الهند، الجوز، الحبوب، الأفوكادو، زيت الزيتون، لبن جوز الهند، الفاكهة، الفواكه المجففة، البطاطا والبطاطس، الزبدة، الخبز، الأرز، المعكرونة.

يعني كل الأطعمة التي سمعت عن ضرورة تجنبها في حالة السمنة، هي ما نبحث عنه في علاج نحافة الجسم، لكن لا تبالغ في تناول الأطعمة المحتوية على الدهون الغير مشبعة أو الصودا والوجبات السريعة، فهذه ستزيد من ضغط دمك وتراكم الدهون في أوعيتك الدموية فقط.

وجبات أصغر

قلل حجم وجباتك واجعلها أصغر، لكن أكثر عددا، انتقل من ثلاث وجبات في اليوم لخمس أو ست، هكذا لن تشعر بامتلاء كبير عند كل وجبة، وستسهل مهمة جسدك للتأقلم مع كميات الطعام الجديدة.

أبدع في إضافة السعرات

على المعانين من نحافة الجسم أن يبدعوا في الإضافات الجديدة للأطعمة المعتادة، فإضافة الجبنة للبيض مثلا يعطي طعما ممتازا ويزيد السعرات الحرارية كثيرا، كذلك إضافة كريمات الخفق والألبان لخلطات وصوص اللحوم. كل الأفكار الجديدة مرحب بها هنا!

فكر في الطعام أكثر

زيادة الوقت المخصص للتفكير في الطعام وإعداده ومتابعة برامج ومجلات الطهي سيزيد من شهيتك كثيرا، ويجعلك تعرف أن الطعام وإعداده هو فعل جمالي يخاطب كافة الحواس من بصر وشم ولمس وتذوق، وهذا سيجعل تقبلك له أفضل وتقبل جسدك وتفاعله معه أيضا.

كافيء نفسك

من الصحي مكافأة أنفسنا على إنجازاتنا الجميلة بشكل عام، فلتكن مكافآتك لنفسك في صورة أطعمة لذيذة وخروجات لطيفة إلى المطاعم مثلا أو محلات الآيس كريم والمعجنات والحلويات، هكذا ستفرح وفي نفس الوقت تكسب بعض السعرات الحرارية!

شرب المياه

اشرب كميات كبيرة من المياه، المياه تساعد على حرق الطعام وإفادة جسدك منه بشكل عام، كما تساعد على تنظيم باقي العمليات الحيوية في جسدك. الإفادة القصوى من الطعام هي الهدف الذي تسعى إليه كي تتخلص من مشكلة نحافة الجسم. عليك إذن بشرب من 6 إلى 8 أكواب من المياه يوميا.

العصائر فيما بين الوجبات

هذه النصيحة عكس ما نعطيه لمرضى السمنة بالذات، فهناك ننصحهم بتقليل الطعام والمشروبات التي يتناولونها فيما بين الوجبات، لكن هنا تأتي النصيحة بالاستزادة، بل والبحث عن المكونات التي تزيد نسب السعرات الحرارية مثل زبدة الفول السوداني وزيت جوز الهند والفواكه والأفوكادو.

راقب مشروباتك

إذا كنت ممكن تذهب المشروبات رغبتهم في تناول الطعام، فراقب نفسك كيلا تشرب ماءً أو عصيرا قبل تناول الطعام مباشرة. من الأفضل في هذه الحالة أن تضع عصيرا عالي السعرات الحرارية بجانب الوجبة، أو تتناول العصير بعد الوجبة بحوالي نصف ساعة مثلا.

غير نظامك الرياضي

إذا كنت تمارس الكثير من التمرينات التي تزيد عمل القلب مثل الجري والأيروبكس، فعليك تقليلها وملاءمتها هذه الفترة حتى تحصل على الوزن الذي تطمح إليه. في المقابل ستعتمد على تمرينات زيادة الوزن ورفع الأثقال والمقاومة كي تساعد على بناء العضلات.

ابحث عن الدعم النفسي

شارك تجربتك وهدفك مع أصدقائك وعائلتك حتى يساعدوك في الوصول إليه بمراقبة عدد وجباتك وتشجعيك على تناول العصائر والمقبلات والكعك فيما بين الوجبات، وكذلك ممارسة الرياضة اللازمة.

دوّن ما تتناوله

أن تقوم بتدوين ما تأكله وتسجيل عدد السعرات الحرارية التي تدخل جسمك كل يوم سيعطيك فكرة عن مسارك وعن مسافتك من هدفك، وسيوفر الإنجاز لك تشجيعا كذلك. هذه الفكرة مناسبة للباحثين عن زيادة الوزن كرياضيين أو بعد مرض عضوي أو أي سبب آخر، ما عدا هؤلاء المصابين بالأمراض النفسية الخاصة بالطعام، فالتدوين سيزيد من هوسهم بالأمر وهو فكرة سيئة في هذه الحالة وعليهم تجنبها.

اذهب إلى أخصائي تغذية

المتابعة مع أخصائي تغذية هي حل عملي وجيد، فهو سيوفر لك نظاما غذائيا مناسبا وستعرف منه الأطعمة التي يجدر بك تناولها وكم السعرات الحرارية المناسب يوميا لك وسيتابع معدلات تطورك. الأهم من كل هذا أنه سيدرك أسباب عدم الاستجابة سواء أكانت عضوية أم نفسية وسيحولك إلى الطبيب المناسب لك.

الأمراض العضوية

عليك بفحص جسدك جيدا، خصوصا الغدة الدرقية، فقد تكون إصابتك بمرض عضوي هي السبب في نحافة الجسم التي تعانيها بالأساس، وعليه، تجب معالجة الحالة العضوية أولا، وقد يكون علاجها هو الحل لكل ما تعانيه، فاعرف السبب قبل بداية أيّ طريق.

عاطفيا ونفسيا

قد تكون نحافة الجسم ناتجة عن مشكلة نفسية أو عاطفية، وعليك في هذه الحالة استشارة طبيب نفسي كي تقوم بحل السبب الرئيسي قبل الشروع في علاج أعراضه. كما أن الحل النفسي قد يسهل عليك علاج نحافة الجسم كثيرا. واستشارة الأطباء النفسيين لم تعد أزمة كما كانت في الماضي، بل الأمر سهل جدا حاليا وهو متوفرون في كل مكان.

لا تخجل من جسدك

عملية إضافة الوزن شاقة ومرهقة وتتطلب الصبر عليها. ويجب أن تتخلص في سبيل ذلك من أية مشاعر سلبية تجاه جسدك وأن تتعلم تقبله كما هو، كيلا تفاقم الأزمة بإضافة عقد نقص أو اكتئاب إليها، والمشاكل النفسية ستجعل المهمة أصعب كثيرا وأشد تعقيدا.

كما أوضحنا، نحافة الجسم مشكلة كبيرة كما هي السمنة، وهي تؤثر على الصحة الجسدية وعلى المقدرة النفسية كذلك حيث تساهم في رسم صورة سلبية عن النفس، والحل يكمن في تغيير كامل في نمط الحياة، وكذلك في البحث عن الدعم النفسي سواء من طبيب أو من الأهل والأصدقاء، كذلك البحث عن الأسباب العضوية إذا استمرت المشكلة بغير مبرر واضح. وكما هو معروف لكل أخصائيي التغذية، التحدي هو تغيير نمط الحياة بالكامل، لا اكتساب بضعة كيلوغرامات أو خسارتها فقط.

سارة إبراهيم

طبيبة وكاتبة ومترجمة من مصر

أضف تعليق

أربعة + ثمانية عشر =