تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » تقنيات التعلم » شرح الدروس : كيف تتعلم مهارة شرح الدروس للآخرين ؟

شرح الدروس : كيف تتعلم مهارة شرح الدروس للآخرين ؟

شرح الدروس هي مهارة تحتاج إلى الكثير من الإجادة من أجل إتقانها، في السطور التالية نعلمك خطوة بخطوة كيفية اكتساب مهارة شرح الدروس للآخرين بسهولة.\

شرح الدروس

طرق عديدة ومختلفة من أجل شرح الدروس يحرص المعلمين وعدد كبير من الأشخاص على تعلمها لإتقان عملية إلقاء الدروس على الطلبة وخاصة في المراحل العمرية الصغيرة، وذلك على اعتبار أن التعليم هو أحد المهن التي تحتاج باستمرار إلى عملية تجديد وتطوير مختلف طرق شرح الدروس وأساليب العمل، ولأن الظروف البيئية تختلف من منطقة لأخرى على حسب ظروفها الخاصة فيؤثر ذلك بشكل مباشر العملية الاستيعابية لدى الأفراد، وبالتالي لابد من تعلم العديد من طرق إلقاء الدروس وعدم الاعتماد على طريقة واحدة حتى يتمكن الشخص المتلقي من استيعاب كافة ما يتم شرحة وتفسيره، بجانب ذلك فإن التطور الكبير الذي أصبحنا نعيش فيه الآن، بجانب اختلاف اهتمامات الأفراد عن الأجيال السابقة قد زاد من ضرورة مواكبة الطرق الحديثة في توصيل الرسالة التعليمية أو المعلومات المستهدفة إلى الطلاب، فما كان يتم اتباعه قبل ذلك لتوصيل معلومات أو شرح دروس لبعض الأشخاص منذ عدة عقود لا يمكن اتباع نفس الطريقة حاليًا؛ خاصة مع الأشخاص الذين باتوا يعتمدون بدرجة أساسية على التطور التكنولوجي الكبير الذي انتشر في مختلف الدول حول العالم.

عوامل تساعدك على إتقان شرح الدروس

الاعتماد على وسائل تعليمية حديثة

شرح الدروس باحترافية تعد أحد أبرز العوامل التي يتوقف عليها درجة استيعاب الأشخاص وبخاصة الطلاب للمادة التعليمية التي يتلقوها، لذا يحرص عدد كبير من المعلمين على الاعتماد على وسائل تعليمية حديثة لتسهيل وصول المعلومات إلى الطلاب، فهناك من يلجأ في بعض الأحيان إلى استخدام بعض الملصقات التعليمية وأيضًا هناك من يعتمد بشكل مكثف على اللوحات المعبرة إلى جانب بعض مقاطع الفيديو التي تتعلق بالمادة التعليمية التي يتم شرحها، وفي بعض الأحيان يشدد البعض على أهمية ودور الفيديوهات المصورة التي تعرض على الطلاب في قدرتهم على جذب انتباه الطلاب أثناء الحصص المدرسية وبالتالي تلعب دورًا في استيعاب الأفراد للمقررات الدراسية، وتعد الوسائل التعليمية الحديثة أحد أهم الوسائل التي يتم الاعتماد عليها حاليًا حتى تتواكب مع التطور التكنولوجي الكبير الموجود حاليًا في مختلف المجتمعات حول العالم.

طرح سؤال جوهري في بداية شرح الدرس

كثير من المعلمين يعتمدون بدرجة كبيرة على نظم تعليمية مختلفة أثناء شرح الدروس لكن هناك شريحة كبيرة من الأفراد يحاولون خلق جو من التناقش والتحاور بين المعلم والطلاب في بداية الحصة الدراسية، وذلك من خلال طرح مجموعة من الأسئلة المشوقة والجوهرية على الطلاب ويتم بدء التحاور حول هذه الأسئلة، الأمر الذي يزيد بدرجة كبيرة من تفاعل الطلاب مع المعلم وبالتالي استيعابهم للمادة الدراسية التي يتم إلقائها بسرعة كبيرة، وفي هذا الإطار يلجأ بعض الأشخاص إلى تدوين سؤال يدور حوله موضوع ومحاور الدرس الذي سيتم شرحه، ثم يقوم المدرس بالحصول على إجابات منفردة من الطلاب بحيث يكون كل شخص منفرد عن الآخر، وهناك يبدأ التفاعل والتناقش حول تلك الإجابات المتعلقة بالدرس.

جذب الانتباه من خلال التحدث إلى جماد

طرق مختلفة يلجأ إليها كثير من المعلمين للفت انتباه كافة الطلاب المتلقيين للدروس التعليمية، حيث يلجأ البعض إلى القيام بالتحدث إلى أي جماد حوله مثل السبورة وذلك في محاولة منه لجذب انتباه الطلاب إلى حديثه وتصرفاته، ثم يبدأ في شرح كامل المحاور التعليمية، وفي بعض الأحيان يلجأ بعض المعلمين إلى هذه الطريقة حينما يكون هناك عدم تركيز أو اهتمام من الطلبة، حيث سرعان ما تجعلهم هذه الطريقة ينتبهون لما يحدث أمامهم ويستعيدوا درجة تركيزهم من جديد لاستيعاب الشرح التعليمي.

تغيير نبرة الصوت أثناء الشرح

تعتبر نبرة صوت المعلم أثناء الشرح هي المحرك والمتحكم في كافة الطلاب الذين يجلسون أمامه، فرفع الصوت أو خفضه يعطي مؤشرات عديدة أثناء عمليات الشرح، حيث يلجأ البعض إلى رفع نبرة الصوت على اعتبار أنه دليل أن الجميع مُطالب بالتركيز والاهتمام بدرجة عالية، يضاف إلى ذلك فإن المعلم مطالب بفهم جميع طلابه؛ حيث أن هناك من يفضل الصوت الهادئ والمنخفض أثناء الشرح حتى يتمكنوا من استيعاب وفهم كامل المحتوى التعليم، وعلى العكس من ذلك فهناك بعض الأشخاص لابد من إفاقتهم ورفع درجة تركيزهم كل فترة من خلال تغيير نبرة الصوت وارتفاعها، والتي تدلل في هذه الحالة أن هناك حالة من الكسل وبالتالي لابد أن يدرك جيدًا كل معلم أهمية استخدام نبرات الصوت في توصيل كامل المعلومات بطريقة جيدة ولرفع درجة تركيز جميع المتلقيين.

مراعاة الفروق الفردية

من الأمور التي من الواجب توافرها لدى المعلم الناجح أو أي شخص يقوم بإلقاء وشرح الدروس التعليمية هو أن لديه القدرة على مراعاة الفروق الفردية للطلاب، وذلك على اعتبار أن القدرات العقلية والاستيعابية لكافة المتلقيين ليست واحدة وهناك فروق فردية مختلفة من شخص لآخر، فالتلاميذ في المرحلة التعليمية الواحدة يختلفون بدرجة كبيرة في النواحي التحصيلية بسبب اختلاف قدراتهم العقلية، وبالتالي فإن أي معلم يكون مطالب بالمرونة في امتلاك الطرق المختلفة لتوصيل المعلومات إلى كافة الطلاب والمتلقيين باختلاف قدراتهم، بجانب ذلك وكما هو معلوم فإن أي طالب ذكي يحتاج إلى طرق تعليمية تعتمد على أنشطة التحدي حتى يدخل في تحدي مباشر مع قدراته التي يمتلكها وبالتالي يزيد من إبداعاته ومقومات النجاح لديه، وعلى العكس من ذلك فإن الطلاب أصحاب القدرات الضعيفة أو البطيئة فإنهم يحتاجون باستمرار إلى شرح تفصيلي ومكثف حتى تثبت المعلومة لديهم وذلك من خلال الاعتماد على طرق شرح تناسب قدراتهم وإمكانياتهم.

اجعل الطلاب يبتكرون ويبدعون

كما هو معلوم أن هناك فارق في القدرات العقلية للطلاب فهناك اختلاف وفارق في إمكانيات المعلمين أيضًا، فهناك من يشجع طرق التعليم التقليدية التي تعتمد على الحفظ وهناك من يدعم تشجيع الطلاب على الابتكار والإبداع، فكثير ما يُطلب من المعلمين تشجيع الطلاب واستثارتهم حتى يخرجوا كافة الأفكار الجديدة التي بداخلهم لدعم تحولهم إلى أشخاص مبتكرين بالمجتمع، من خلال تشجيعهم على استكشاف مختلف الأمور الحياتية، وبالتالي يقع على المعلم عبء كبير من خلال دعم الطلاب بطرق التفكير العلمية التي تزيد من قدراتهم وتنمي لديهم الثقة الكبيرة بالنفس وبقدراتهم الشخصية، بجانب ذلك فهناك بعض الأشخاص يلعبون دائمًا على محاولة إقناع تلاميذهم على أنه قد يكون من بينهم أحد العلماء الذي سيعلو نجمه في المستقبل في مجال ما، لكن ذلك يحتاج إلى مزيد من التفكير بطرق علمية مبتكرة ومختلفة وهذه الطريقة تؤتي ثمارها في أحيان كثيرة حيث تلعب دورًا في بعض الأحيان في تشجيع الطلاب على اتباع أساليب عصرية لتطوير تفكيرهم بما يضمن وصولهم إلى مكانة علمية جيدة بالمستقبل.

كانت وما زالت العملية التعليمية هي واحدة من أهم المراحل في حياة الإنسان، سواء كان طالبًا أو مدرسًا، فكما هو متفق عليه فأن الطلاب مطالبين باتباع مجموعة من الطرق المبتكرة لتعلُم كل ما هو جديد حتى يطوروا من قدراتهم وإمكانياتهم التي تؤهله للتحول إلى شخصية علمية رفيعة بالمجتمع، وعلى الجانب الآخر فإن المعلمين مطالبين أيضًا بامتلاك مجموعة من المقومات التي تدفعهم إلى التأثير بدرجة كبيرة في الطلاب وحثهم على التطور وتلقي المعلومات بدرجة أسهل وأفضل تساعدهم في تطوير قدراتهم الشخصية.

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.

أضف تعليق

19 − 15 =