تسعة
الرئيسية » العمل » ادارة العمل » كيف تزرع حب العمل في نفوس موظفيك وتجعلهم أكثر إقبالًا عليه؟

كيف تزرع حب العمل في نفوس موظفيك وتجعلهم أكثر إقبالًا عليه؟

حب العمل هو هدف في حد ذاته ولا عجب؛ فإن أقصى مراحل التميز هي الاستمتاع بما نقوم به من أعمال مما سينعكس حتمًا على النمو الجمعي والازدهار العام في المؤسسة أو الشركة، فهو أهم ركائز للتقدم، فما هو ودور المدير وما هي شروط حب العمل.

حب العمل

إن حب العمل حتمًا سينعكس يدوره على النمو الجمعي والازدهار العام في المؤسسة أو الشركة، وانطلاقًا من هذه القاعدة التي أسست ضمنيًا لكون حب العمل ركيزة ضرورية للمنافسة والتقدم، نجد أنه يحدو بالعامل أو الموظف السعي لحب مهنته لتحقيق التميز الشخصي والمهني، ويجدر على صاحب العمل ومديره غرس هذا الحب في نفوس موظفيه إن أراد لشركته الاستمرارية.

شروط حب العمل

قبل الحديث عما على المدير فعله ليغرس حب العمل في نفوس موظفيه، ينبغي الإشارة إلى أن الوصول لدرجة حب العمل يحكمها مجموعة من الشروط، بعضها يتمثل في اختيار الموظف للتخصص أو المجال الذي يشبع رغباته ويوقد شغفه بتفاصيله وتعلم دقائقه. وعلى الجانب الآخر توجد شروط يجب توفرها في صاحب العمل أو المدير حتى يُقبل المرؤوسين عليه ويتشربون منه خصال حب العمل، وعلى رأس هذه الصفات الإخلاص، التمكن، التواضع، حسن التصرف، العدل، الاهتمام بالموظف وتقدير مجهوده.

هذا إلى جانب مجموعة ثالثة من العوامل الحاكمة ترتبط في معظمها ببيئة العمل نفسها، من حيث توفير عوامل الأمن والسلامة، وجود فرص للترقي والصعود، رفض أجواء الشللية والمشاحنات والتجسسية بين الموظفين.

كيفية زرع حب العمل في نفوس الموظفين

حب العمل كيفية زرع حب العمل في نفوس الموظفين

المدير الكفؤ وصاحب العمل الذي يسعى لوضع مؤسسته على رأس القائمة التنافسية للسوق المحلية بل والعالمية عليه التعامل مع موظفيه وفق مجموعة من المعايير، وقبل سرد ما عليه فعله يجب عليه أولًا الاقتناع التام الذي لا ريب فيه أبدًا أن الموظف هو الوحيد القادر على علو شأن المؤسسة إن أحبها.

عامل موظفك كما تحب أن تُعامَل

اتباع هذه القاعدة في الحياة العملية والشخصية أيضًا يحجب كثيرًا من سوء المعاملة بين الناس، ويخلق بيئة عمل لائقة وطيبة يحبها الموظف ويهتم لشأنها، وهو ما سيلقي بظلاله على أداءه للمهام الوظيفية.

اعطِ الموظف مساحة للتعبير

مجرد اهتمام الموظف بالحديث عن المشاكل التي تعيق أداء مهامه هو دليل حاسم وقاطع عن مدى حبه لما يقوم به، وسعيه لأداءه على أكمل وجه وأحسن حال، فكيف لا يأخذ مثل هذا الموظف مساحته للتعبير؟! أو كيف يواجه بديكتاتورية في إصدار الأحكام؟! الاستماع الجيد هنا يعزز حب العمل في نفس الموظف.

كن مديرًا عادلًا

عادلًا في كل شيء من أدناه إلى أعلاه، ولا تستهين بتمييز موظف عن آخر، أو قيم عن غيره، فهذا مدخل كبير لكراهية وبغض الشركة، وعند هذه النقطة سيصبح الموظف الكاره عنصر هدم لا عنصر بناء مستقبل واعد لشركته.

اعلم أن الموظف مسئول

من الصحيح أن طبيعة الموظفين تختلف من حيث درجة تحمل المسئولية والقدرة على إنجاز الأعمال، ولكن المدير الواعي هو الذي يخلق لكل موظف مسئولية تناسب قدراته وطموحه، فههنا يشعر الموظف بأنه جزء من الخطط الاستراتيجية للشركة، فيَجِد ويكدح وتتقد بداخله مشاعر حب العمل، لكن شعوره بأنه كتلة مهمشة لا مسئوليات ولا صلاحيات تحوله إلى موظف روتيني يقضي ساعات مملة وثقيلة، ولنا في الموظفين الحكوميين في الدولة النامية أكبر عظة.

موظفي الشركة الواحدة أفراد عائلة واحدة

تغليب روح العائلة الواحدة على بيئة العمل يوقد حب العمل في النفوس، أما أرباب الأعمال المتشبعين نفسيًا بمبدأ فرّق تسد فهؤلاء لا مجال للحديث معهم، فهم بالأساس مرضى نفسيين شفاهم الله، وسيجنون هم وشركاتهم مغبة هذا المبدأ ولو بعد حين.

الموظف كالبطارية

لا تستغرب من العنوان، فعلًا الموظف يحتاج من وقت لآخر شحن حماسة وشغفه وولعه وحبه للعمل وللمؤسسة، كما البطارية تمامًا، فالإنسان بطبيعته يدخل من وقت لآخر في حالات من الملل، أو الإرهاق النفسي، أو السلبية، وكلها نواتج الروتين اليومي، فبذلك على المدير تفريغ كل هذه الشحنات السلبية وإحلالها بأخرى إيجابية، وكل مدير على طريقته وحسب تقييمه، وكذلك بحسب طبيعة نشاط المؤسسة، فقد يصلح تجديد الطاقة بالخروج إلى إجازة فردية، وقد يكون من المستحسن تنظيم يوم ترفيهي رياضي سياحي للموظفين أجمع، وهكذا إلى أن يعود الموظف إلى سابق عهده.

ومن ناحية أخرى تسهم هذه النشاطات في إعلاء مبادئ العائلة، الترابط، حب العمل، شعور الموظف باهتمام المديرين.

الحب منبعه الأمان

كيف تزرع حب العمل في نفس الموظف وهو حائر وخائف على نفسه وأسرته من المستقبل، بل امنحه الحوافز والمميزات الاجتماعية في حالات الزواج والوفاة والرزق بمولود.. إلخ، وافتح له أبواب التأمين الصحي والمالي بعد سن التقاعد، واجعل للشركة دور في رعايته وأسرته صحيًا وحال الكوارث، فكلها عناصر تُشعر بالأمان المهني والمستقبلي، ومن ثَم تتولد طاقة حب جارفة.

التواصل المباشر يخلق ودًا

ذلك الرئيس الذي لا يتعامل مع مرؤوسيه إلا من خلال التقارير الورقية والأوامر الكتابية سيسقط، لكن المسئول أو صاحب العمل الذي يتواصل مباشرةً مع الموظفين يُدعم ويوطد العلاقات العملية، ويعزز حب العمل وحب المدير في نفوس العاملين.

خلاصة القول، إن منح الموظف الحوافز والمميزات الاجتماعية وتغلب روح العائلة الواحدة على بيئة العمل وتواصل المدير مباشرةً مع الموظفين يُدعم ويوطد العلاقات العملية، وذلك من خلال الحديث عن المشاكل التي تعيق أداء مهام الموظف، هي مسؤولية المدير الواعي هو الذي يخلق لكل موظف مسئولية تناسب قدراته وطموحه، وحتمًا سينعكس ذلك على المؤسسة ككُل لتصبح مؤسسة ناجحة تُتوج بحب العمل لا الإكراه فيه.

حسناء محمد

احب القراءة والكتابة والانترنيت والسفر. اكتب في مجالات عديدة وخاصة المواضيع التي تندرج تحت هذه الفئات : الحمية والنظام الغذائي والتغذية السليمة والصحة والعناية الذاتية والديكور وغيرها.

أضف تعليق

تسعة − أربعة =