تسعة
الرئيسية » العمل » ادارة العمل » كيف تتقن فن اختيار الموظفين وتحصل على أفضل الكفاءات؟

كيف تتقن فن اختيار الموظفين وتحصل على أفضل الكفاءات؟

نجاح الشركات في اختيار الموظفين يعد بمثابة خطوة إيجابية لدعم مقومات نجاحها بالسوق وتحقيق النمو والتطور المطلوب، إليك بعض الإرشادات هنا.

اختيار الموظفين

تعد عملية اختيار الموظفين لشغل مناصب ووظائف معينة في أية مؤسسة بالدولة هي واحدة من الأمور التي تؤرق وبشدة أصحاب العمل، باعتبار أن اختيار الموظفين تعتبر في كثير من الأوقات العامل المؤثر في زيادة إنتاجية ورفع معدلات النمو السنوية للمؤسسات والشركات، ورغم صعوبة اختيار الموظفين إلا أن الخيار أصبح متاحًا بشكل جيد أمام أصحاب العمل للمفاضلة بين عدد كبير من المتقدمين لشغل تلك المناصب في ظل التزاحم الشديد بين الشباب للالتحاق بالعمل في كبرى المؤسسات لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم التي يسعون إليها في مدة زمنية قصيرة، فالأمر أصبح متاحًا لتقييم ودراسة كافة السير الذاتية للمتقدمين للعمل ومعرفة كافة الخبرات السابقة والمؤهلات التي يتمتع بها الموظف المناسب لشغل الوظيفة التي أعلنت عنها الشركة أو المؤسسة، الأمر لا يتوقف عند ذلك فقط، بل أصبح بإمكان صاحب العمل أن يقوم بإجراء أكثر من مقابلة للأشخاص المتقدمين لشغل الوظيفة المعلن عنها للوقوف على شخصية كل فرد منهم وتحديد أيهما أفضل وأجدر للالتحاق بهذه الوظيفة، كي يستطيع أن يحقق أهداف المؤسسة أو الشركة والتي تسعى إلى زيادة العائد الاقتصادي من أعمال هذا الموظف، كي يسهم مع باقي زملائه في العمل على تحقيق كامل الخطط والاستراتيجيات التي تعلن عنها الشركات مع بداية كام عام جديد، لتحقيق زيادة في رأسمالها ومعدلات نموها بنهاية كل عام مالي، وهو ما يزيد من قدرة الشركة على الاستمرار في المنافسة داخل السوق في ظل تعدد الشركات وتسابقها في إثبات أفضليتها كي تتمكن من السيطرة والاستحواذ على مختلف الأعمال في نطاق عملها بالسوق الذي تعمل به، وبالتالي يبقى اختيار الموظف الكفء هو أحد العناصر المؤثرة وبشدة في نجاح المؤسسات.

اختيار الموظفين وتعيينهم

قبل البدء في عملية اختيار الموظفين داخل أية مؤسسة لابد من أن يتم تحديد أولا متطلبات الوظيفة، وإجمالي الأعمال التي سيتم إسنادها إلى الموظف الجديد كي يتم اختيار الموظف الذي تبحث عنه الشركة وتعيينه، فالأشخاص الذين يتمتعون بقدر كبير من الكفاءة والقدرة على تحمل الصعوبات التي تظهر باستمرار داخل المؤسسات أعدادهم قليلة، وتتنافس عليهم مختلف الشركات وبالتالي فإن إقناع أحد منهم على الانضمام إلى مؤسستك يتطلب منك تعيينه بشكل فوري كي تظفر بخدماته ومهاراته في التطور وتنمية المؤسسة التي يعمل بها، وربما من خلال المقابلات التي يجريها رئيس العمل مع الموظفين قبل اختيارهم للانضمام إلى الشركة يكون بمقدوره الوقوف على الأشخاص الذين يتمتعون بطاقة إيجابية وقدرة على الإبداع وإنجاز الأعمال تحت ضغوط العمل، وفي المقابل أيضًا يمكن لصاحب العمل تحديد الشخصيات السلبية والتي تعاني من لامبالاة شديدة في العمل وبالتالي يفضل عدم اختيارهم للانضمام لمؤسسة العمل كي يتم الحفاظ على المناح المناسب للعمل والابتكار بالشركة، وينصح البعض بسؤال المتقدمين لشغل الوظائف المتاحة، عدة أسئلة تتعلق بالأسباب التي دفعته للتقدم للالتحاق بالعمل داخل هذه المؤسسة، وسيتم من خلال ذلك الوقوف على الرغبات الحقيقة لديه ومن خلال ذلك سيتحدد عما إذا كانت تلك الأهداف تتماشى وتتسق مع أهداف الشركة أم لا، وعلى هذا الأساس يتم اختيار الموظفين وتعيينهم.

نموذج تقييم المتقدم للوظيفة

هناك معايير عديدة يتم أخذها في الاعتبار حال تقييم عدد من المتقدمين لوظيفة معينة، وتعتبر معاير الكفاءة والخبرات السابقة التي يتمتع بها الشخص هي إحدى الأساسيات التي يتم الارتكاز عليها لاختيار الموظفون الجدد بالشركة، فقد يكون الموظف صاحب الكفاءة العالية هو المورد الأهم بالنسبة للشركة باعتباره هو العنصر القادر على زيادة معدلات نمو الشركة، لذا تقوم كثير من الشركات بتسريح عدد من العمال الذين يتمتعون بقدر كبير من الإهمال في أدائهم اليومي بالمؤسسة نظرًا لقدرتهم على نشر كم كبير من الإحباط بين باقي الموظفين، وبناء على مجموعة من القواعد المتبعة في تقييم المتقدمين للوظائف فينصح البعض بضرورة تقييم السيرة الذاتية بشكل مفصل للوقوف على الخبرات والمؤهلات التي يمتلكها الشخص، بجانب ذلك فهناك دور كبير يتعلق بحسن المظهر خاصة في الوظائف المرموقة التي تتطلب تمتع من يعمل بها بقدر كبير من حسن المظهر، ويعتبر إجادة التحدث بطلاقة وبطريقة جذابة هي واحدة من مزايا الموظفون أصحاب الكفاءات العالية، خاصة حينما يجيدون التحدث بأكثر من لغة وهو الأمر الذي يدعم اقتناصهم كبرى المناصب لبراعتهم في التواصل بكفاءة مع عملاء الشركة من مختلف الجنسيات، ويساند ذلك بشكل كبير الشركة على فتح أسواق عمل جديدة لها في دول مختلفة، وبالتالي زيادة مستهدفات الشركة ورفع معدلات النمو السنوية وذلك كله بفضل تقييم المتقدمين لوظائف الشركة بشكل جيد واختيار من يدعموها في عملها.

خطوات تعيين موظف جديد

مع بدء أولى خطوات الإعلان عن وجود وظائف شاغرة في إحدى الشركات يقوم عدد من الأشخاص بالتقدم لتلك الوظيفة، وهنا تمر خطوات تعيين الموظف بعدة مراحل، التي يمكن تلخيصها في إجراء المقابلات الأولية للوظيفة مع مسئولين من الشركة، وإجراء عمليات تقييم للسيرة الذاتية الخاصة بكل شخص منفردًا، ثم إجراء بعض الفحوصات الطبية التي تشترطها كثير من الشركات كي تتأكد من عدم إصابة الشخص بأية أمراض قد تعيقه عن العمل، يضاف إلى ذلك فهناك خطوة أخرى قبل اختيار الموظفين الجدد وهي المتعلقة بإجراء مقابلات شخصية مرة ثانية كي يتم الوقوف بشكل أوضح على مختلف نقاط القوة والضعف التي تتواجد بشخصية كل فرد من المتقدمين للوظيفة، ورغم وجود مجموعة من الخطوات الثابتة في تعيين الموظفين الجدد بالمؤسسات المختلفة إلا أن هناك عدة خطوات ثابتة تعتمد عليها مختلف المؤسسات والتي يتم الاختيار بناء عليها وهي الكفاءة والمؤهلات والخبرات السابقة في مجال العمل.

الموظف المناسب في المكان المناسب

من المهم أن تقوم كل مؤسسة وشركة بحسن اختيارها للشخص المناسب لشغل الوظيفة التي أعلنت عنها، فقد يكون هناك شخص ذو كفاءة ويتمتع بقدر كبير من المقومات والذكاء لكنه حينما يتم وضعه في وظيفه معينة لا يستطيع أن يُخرج كامل طاقاته الإبداعية، ويتحول إلى عنصر سلبي بالشركة، لذا بات اختيار الموظفين الجدد لا يتعلق فقط بعملية اختيار جميع من هم يمتلكون قدر كبير من المؤهلات للوظيفة التي تم الإعلان عنها، لكن أصبح الأمر يتعلق بمدى القدرة على اختيار الأشخاص الذين يستطيعون أن يبدعوا في المهام التي ستُستند إليهم، وفي كثير من الأحيان تكون توصيات اللجان التي تشكلها المؤسسات لتقييم المتقدمين للوظيفة هي المُحدد بشكل دقيق للأشخاص الذين يستطيعون أن يحققوا طفرات إنتاجية في وظيفتهم وعملهم داخل الشركة.

الاختيار والتعيين في الموارد البشرية

بمجرد أن تقوم الشركة بإنهاء كافة مراحل اختبار المتقدمين لوظائف الشركة تقوم بإعداد قائمتين؛ الأولى تتعلق بكل من تم قبولهم بشكل مبدئي، والثانية تتعلق بمن هم غير مقبولين والذين يتم استبعادهم نهائيًا، وعقب ذلك تبدأ الشركة باختيار وتعيين من هم قد حصلوا على أعلى نسبة تقييم من الذين تم قبولهم، حيث يتم المفاضلة بين جميع من تم قبولهم بالاختبارات كي يتم الوقوف على الشخصيات والكوادر التي تستطيع أن تعطي قيمة مضافة للشركة في حالة انضمامها إليها.

اهتمام الشركات وكبرى المؤسسات بالعنصر البشري هو بمثابة استثمار حقيقي في كوادر الشركة، لذا تعطي كثير من الشركات اهتمام واضح في عمليات اختيار الموظفين كي يمثلوا نقطة تحول إيجابية بالنسبة للشركة والاستناد عليهم في تحقيق معدلات نمو مضاعفة بما يدعمها في الاستحواذ على كافة أعمال القطاع الذي تتواجد به الشركة.

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.

أضف تعليق

19 + 11 =