تسعة
الرئيسية » العمل » في العمل » كيف تحل نزاعات العمل بطريقة تضمن رضا كل الأطراف؟

كيف تحل نزاعات العمل بطريقة تضمن رضا كل الأطراف؟

لكثير من الأسباب قد تحدث نزاعات العمل وتتطور لتصل إلى حد مشاكل كبيرة تهدد سير العمل. فكيف يتم حل نزاعات العمل بالطرق الأسلم؟

نزاعات العمل

من المعروف أن أكثر الأوساط التي قد تشهد حدوث نزاعات بين أطرافها هي أوساط العمل؛ فنتيجة للاحتكاك والتعامل المستمر بين العديد من الموظفين والرؤساء في مكان عمل واحد وطبيعة الاحتكاك التي تشمل وجود طلبات ومستجدات ومهمات عمل يكلف بها الموظفون تنشأ نزاعات العمل والتي قد تكون إما بين موظف وموظف آخر أو بين موظف ومديره ( وهي الأكثر شيوعاً). لكن على العموم ومهما اختلف نوع نزاعات العمل يظل دائماً حلها هو السؤال الأهم تجنباً لحدوث العديد من المشاكل والصراعات.

تعريف النزاع وأسبابه وطرق حله

يعرف النزاع بأنه خلاف بين طرفين على قضية ما أو شيء مشترك أو هدف معين حيث يتطور الأمر بناء على رغبة كل من الطرفين في التوصل إلى حل يرضي وجهة نظره هو فقط إلى مستويات أعلى من مجرد الاختلاف في الرأي. وتتعدد أسباب النزاع لتشمل النقاط التالية:

العمل تحت ضغوط

تشهد ساحات العمل المختلفة قدراً كبيراً من الضغوط النفسية والعصبية التي تقع على عاتق الموظفين على اختلاف درجاتهم الوظيفية. فبداية من الموظف الصغير والحديث ومروراً بالدرجات الأعلى وظيفياً وانتهاء بالمدير يمر الجميع بالتوتر العصبي والنفسي رغبة منهم في إنجاز العمل المكلف به في الوقت المحدد؛ ومع تزايد حدة الضغط النفسي قد تنشأ نزاعات العمل خاصة إن لم يتحلى أي طرف بالقدرة على تفهم الوضع الذي يقع فيه الطرف الآخر.

تكالب المهام والأعباء

لأسباب عديدة قد يجد الموظف نفسه مكلفاً بعدة مهام وظيفية من وجهة نظره لا تتناسب مع الوقت المحدد لها خاصة مقارنة بالمهام الأخرى التي يكلف بها بقية الموظفين؛ وبالتالي يشعر الموظف بغياب العدالة في توزيع المهام على الموظفين مما يشعل فتيل نزاعات العمل.

القدرة التنافسية العالية

على الرغم من أن التنافس في العمل يصب في مصلحة العمل في النهاية حيث يسرع كل فرد أو موظف بكسب رضا رئيسه عبر إنجاز ما يكلف به من مهام في وقتها المحدد كي ينال ترقية أو مكافأة ما إلا أن وجود قدر عالي من التنافس بين الموظفين يخلق جواً من التشاحن والغضب فيما بينهم مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث النزاعات المختلفة.

نزاعات العمل الفردية

تعرف نزاعات العمل الفردية على أنها تلك النزاعات التي تقع بين فردين فقط ولا يتدخل فيهما أي أطراف أخرى. وعلى الأرجح أن الطرفين سيكونان المدير ومرؤوسه عندما يكلف الطرف الأول الثاني ببعض المهام التي لا تتناسب مع قدراته أو مع الوقت المطلوب تنفيذها به وبالتالي يقصر الموظف في إنهاء تلك المهام ويفشل فيها بشكل كلي أو جزئي مما يخلف نزاعات العمل الفردية. ولكن على جانب آخر قد تنشأ النزاعات الفردية بين موظفين بينهما تنافس عالي على منصب معين أو مكافئة خاصة مرصودة لأحدهما.

نزاعات العمل الجماعية

أما فيما يخص نزاعات العمل الجماعية فهي تلك النزاعات التي تنشأ بين عدة أطراف في نفس الوقت كمجموعة من الموظفين أو مجموعة من المتنافسين على سلعة معينة أو هدف تجاري ما بما يخلق جواً من التشاحن المستمر فيما بين الأطراف وهو ما يعتبر مناسباً بدرجة مثالية لخلق نزاعات العمل. وتعتبر النزاعات الجماعية هي الأصعب في حلها حيث يتطلب ذلك محاولة إرضاء كافة الأطراف وهو ما يعتبر أمراً شبه مستحيل.

مبادئ عامة لحل نزاعات العمل المختلفة

مهما كان نوع النزاع أو طبيعته فإن هنالك مبادئ عامة لا يختلف عليها أي شخص يجب توافرها حتى تتمكن من حل نزاعات العمل بكل ودي مسالم وهي:

تقريب وجهات النظر

في كثير من الأحيان قد تنتج نزاعات العمل عن وجود سوء تفاهم بين طرفين وبالتالي لا يتمكن أي طرف من تفهم موقف أو مبررات الطرف الآخر إلا بعد أن يقوم طرف ثالث بتولي المبادرة ومحاولة تقريب وجهات النظر فيما بين الطرفين.

تفهم المشكلة جيداً

قبل أن تحاول حل النزاع أو المشكلة يجب عليك أن تتفهم طبيعتها جيداً وألا تحكم على المشكلة من حديث طرف واحد فقط أو تنحاز لطرف دون الآخر.

تولي المبادرة

بمجرد أن يتولى شخص ما مهمة حل نزاعات العمل فإنه يتعين عليه أن يتولى المبادرة في كل شيء بدء من الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة أو التفكير في المشكلة بعمق أو محاول تقديم حلول أو حتى تقريب وجهات النظر حيث يجب ألا يترك تلك الأمور لأطراف النزاع بل يقوم هو بتوليها بشكل خاص لنجاح في حلها.

البحث عن مواقف مشتركة

من أنجح الحلول العملية التي تنجح في إنهاء كافة نزاعات العمل المختلفة هو البحث عن هدف مشترك أو مهمة وظيفية واحدة يكلف بها كلا طرفي النزاع بحيث يجد كل طرف نفسه مجبراً على التعاون مع الطرف الآخر للوصول إلى هدفهم وبالتالي ينجحوا في تجاوز قضية النزاع الشائكة فيما بينهم؛ لذلك يجب على من يتولى مهمة حل النزاع أن يقوم أولاً بتقريب وجهات النظر ومحاولة توعية كل طرف بموقف الطرف الآخر ومبرراته في النزاع القائم ومن ثم يقوم بوضع الطرفين سوياً في موقف مشترك يبحثان فيه عن حلول مشتركة فيما بينهم.

المحافظة على هدوء الأعصاب

بمجرد أن يسيطر الغضب والانفعال على أحد الأشخاص فإنه يستحيل في تلك الحالة حل نزاعات العمل سواء أكان هذا الشخص الغاضب أحد أطراف النزاع أو الفرد الذي يتولى حله؛ لذلك حاول دائماً أن تبقي كل من تشملهم دائرة الحوار في حالة المن الهدوء والسلام النفسي وذلك عبر اتخاذ الاحتياطات التالية:

اختيار المكان والوقت المناسب

يجب اختيار مكان ملائم للحوار بحيث يتسم بالهدوء كي لا يعكر صفو الحديث أحاديث أخرى جانبية أو مارة مزعجين أو ضوضاء بالإضافة إلى أن الإضاءة المناسبة وتجهيز المكان تساهم بشكل كبير في تسهيل مهمة حل نزاعات العمل. وتعتبر غرف الاجتماعات مكاناً مثالياً للقيام بتلك المهمة.

ترك الفرصة كاملة لكل طرف ليروي وجهة نظره

لن يوافق أي طرف من أطراف النزاع على حل النزاع أو التصالح مع الطرف الآخر إلا قبل أن يقوم بعرض وجهة نظره وجهة نظره كاملة والتأكد من أن جميع الحضور قد استوعبوا حديثه وتفهموه جيداً خاصة وإن كان حل النزاع سيتطلب من أحد الأطراف التنازل عن شيء ما؛ لذلك اترك الفرصة في البداية لكل طرف لكي يروي قصته كاملة دون أن يقوم أي شخص بمقاطعته وبالأخص الطرف الآخر.

إدارة الجلسة بنظام ثابت

في العديد من الدول وعلى رأسها الهند تعتبر جلسات حل نزاعات العمل لها بروتوكول خاص يلتزم الجميع بتطبيقه حيث تحل النزاعات المختلفة عبر سلسلة من الجلسات المتتابعة يقوم فيها كل طرف بالإدلاء بروايته أو وجهة نظره ثم يتجه الحكام إلى الطرف الآخر وهكذا. وربما قد يتطلب الأمر القيام بجلسات منفردة مع كل طرف على حدة للتأكد من استيعاب كل ما في جعبته.

هشام بكر

طالب مصري مهتم بالشعر والتاريخ والأدب.

أضف تعليق

واحد × 3 =