تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » التربية الخاطئة : كيف تكون التربية سبب في تشوه نفسية البشر عمومًا؟

التربية الخاطئة : كيف تكون التربية سبب في تشوه نفسية البشر عمومًا؟

التربية هي مهمة صعبة جدًا، و التربية الخاطئة تدمر حياة الإنسان كلها. فكيف تكون التربية خاطئة، وما هي أضرارها التي يجب أن نتجنبها؟ تابع المقال لتتعلم كيف؟

التربية الخاطئة

التربية الخاطئة مشكلة لا تغتفر في حق الأولاد وفي حق الأسرة كمؤسسة اجتماعية هامة جدًا في حياة البشر. فأولويات الإنسان هي الرغبة في الزواج والاستقرار، ومن ثم إنجاب الأطفال وإنشاء أسرة سعيدة يجد فيها الأب والأم الشبع والشعور بالكمال، من خلال الإحساس الأسري الفطري في الإنسان. ولكن التربية الخاطئة تأتي وتفعل كلما هو عكس ذلك، بل تنتج جيل مشوه نفسيًا. هل تعلم عزيزي القارئ أن أكثر من 50% من السفاحين على مر التاريخ حدثت لهم مشاكل نفسية بسبب التربية. هل تعلم أن الكثير من حالات انتحار الشباب في العالم سببها عدم اهتمام الأب والأم بالأولاد كما يجب. المشكلة كبيرة جدًا فمثل الأكل والشرب هما احتياجات جسدية حتى يقدر أن يعيش الإنسان بطريقة طبيعية، هكذا أيضًا التربية بالنسبة للأطفال والمراهقين. حيث إن التربية هي تغذية النفس في هذا العمر لدى الأطفال. لذلك الحذر كل الحذر في تربية الأطفال لأنهم مسئولية كبيرة جدًا يجب أن يتحملها كل أب وأم كما يجب.

لماذا تكون طريقة تربية الطفل مهمة جداً، وما هي التربية الخاطئة ؟

أساليب التربية الخاطئة

في هذا المقال عزيزي القارئ سنتكلم عن أساليب التربية الخاطئة للأولاد، وسنتكلم على أثرها النفسي الذي قد يسببه ما فعلته عن جهل مع طفلك. ولكن لن نتركك دون حل، بل أخيرًا سنعطيك حل لكل مشكلة تواجها. ولكن عليك أن تمتلك النية في المعرفة والعمل على محبة أولادك. فلو كنت أنجبت أطفالك لتثبت فقط أنك رجل أو تثبتين لنفسك أنك أنثى وقادرة على الإنجاب فهذا لا يغتفر. بل إنجاب طفل معناه هو أن أولوياتك تبدأ من عند هذا الطفل دائمًا، وتتنازل عن كل ما هو لك له هو وحده. لذلك الكلام القادم عزيزي القارئ ضروري جدًا لتعرف وتتجنب التربية الخاطئة

القمع

هناك الكثير من الآباء يستخدمون أسلوب القمع مع الأطفال في التربية ولا يستخدمون أسلوب الصبر. بمعنى أوضح ومثال حي، هناك أطفال أشقياء ولذلك من المفروض كأب وأم أن تروضوا هذه الشقاوة لا أن تكبتوها وتقمعوها. ببساطة لأنه حتى لو نجحتم في قمعه سيخرج هذه الطاقة في شيء آخر ربما يكون أسوء. تجد الأب يزجر ابنه ويصرخ فيه، أو الأم تهدد الطفل أنها ستضربه أو ستقول لوالده الذي سيضربه، ومن الممكن أن يصل إلى مرحلة الضرب فعلًا ويقمع الولد على أن يصمت أو لا يتحرك أو لا يفعل ما يريد. المشكلة أنه ربما تستمر هذه المشكلة حتى عندما يكبر الطفل أو الطفلة ويصير شاب، حيث يتحكم فيه أبوه وأمه. حتى في الزواج، حتى في اختيار الكلية التي سيدخلها الفتى أو الفتاة ويكون أسلوب حياة هذا الإنسان هو القمع من الصغر إلى الكبر. ليفعل أشياء لا يريدها على الإطلاق بل أبيه وأمه هما الذي يجبرونه على فعل كل شيء في الحياة.

الأثر النفسي على الطفل

التربية الخاطئة للطفل مشكلتها في أثرها النفسي الممتد طول الحياة، فما يجب أن يعلمه الآباء هو أن ما يربون أطفالهم عليه يظل معهم وداخلهم طوال سنين حياتهم. فلو كان القمع هو التربية التي حفرتموها في نفوس هؤلاء الأطفال، إذًا أنت في مشكلة كبيرة لأنك ستحصد في النهاية نفسية مشوهة جدًا لا يستحقها هذا الطفل المسكين عندما يكبر ويصير رجلًا أو تكبر وتصير امرأة ناضجة.

الأثر النفسي الذي يخلفه القمع في الطفل هو أثر بشع يحول الطفل إلى شيء من الاثنين، إما طفل عنيد بطريقة غير طبيعية وليس لها علاج. إما طفل جبان جدًا بدون شخصية وضعيف لدرجة أنك لا تستطيع الاعتماد عليه في أي شيء. الاحتمال الأول أثره لا يقف عند الطفل بل يقف عند كل من يتعامل مع هذا الطفل الذي سيصبح رجل أو امرأة فيما بعد. فأنتم كأم وأم ستكونون قد صنعتم عقلية متحجرة تعاند أي شيء ليس على هواها. لمجرد أن هذا العناد يشعره أنه قوي ويقاوم أبيه وأمه الذي كانوا يحاولون أن يقمعوه وهو صغير. إنما الآن هو كبير ولا أحد يستطيع أن يجبره على شيء، وغالبًا يكون عنيف. أما الاحتمال الآخر فهو شخص هين وغير قوي ولا يُعتمد عليه ويكون الأب والأم لهم اللوم في هذا. وغالبًا ستكون حياته فقيرة وتعسه لأنه مقموع نفسيًا ولا يستطيع الخروج من هذا القمع.

حل مشكلة القمع

حلول التربية الخاطئة كامل مسئوليتها على الأب والأم وليس الأولاد. فالأولاد هم المتلقين أما الأب والأم هم مصدر التلقين، هم الذي يشكلون نفسيات أطفالهم. ولذلك قبل أن تقمع طفلك فكر في النتائج التي ذكرناها في الفقر ة السابقة. هل تحب أن ترى طفلك مسخ عنيد لا يوافق على شيء ولا يتعامل مع الناس بشكل اجتماعي، لأن أي شخص سيختلف معه سيعانده كالبهيم دون فصال؟ أو هل ستحب طفلك شخص تعس جبان الجميع يضربونه ويقمعونه؟ بالطبع لن تقبل، لأنهم امتدادك في هذه الحياة. ولذلك حاول أن تتعامل بصبر شديد جدًا مع أطفالك، ليس بصبر عادي بل صبر شديد. فما تفعله في توفير حاجيات الحياة من عمل لا يساوي أبدًا مقدار التشوه النفسي الذي تسببه لطفلك عندما تقمعه. هذا الصبر سيكون معه ملاحظة ونصح بطريقة طفولية، وليست طريقتك أنت ومحاولة تهذيب وتقويم لسلوك الطفل لو كان عنيد. عن طريق المكافأة والتحفيز، قل له أنه لو فعل هذا الشيء ستعطيه لعبة جميلة في المعاد الفلاني. ونفذ وعدك حتى ينفذ فيما بعد طلباتك وهو يعلم أنك تقدر هذه الطاعة.

القسوة في التعامل

ربما يختلط الأمر بين الناس، بين القسوة والقمع ولكن الأمر مختلف. في القسوة الأب والأم يتعاملون مع الأطفال عمومًا بانعدام العاطفة، أما القمع فهو في حالات تهذيب الأطفال فقط. ولذلك القسوة أشد خطرًا لأنه في الأخير سينتج إنسان ليس له رصيد داخلي من العاطفة. وسنعلم مدى كارثة هذا الأمر فيما يلي، ولكن قبلها سنتكلم عن الأمثلة الشهيرة في البيوت على القسوة. مثلًا عندما تترك الطفل وهو يصرخ لفترة طويلة دون الاهتمام به، أو لا تهتم بتغذية الطفل وبأكله وشربه، أو أن تضربه بقوة وتصرخ فيه بقوة دون سبب أو لمجرد أنه يفعل شيء طبيعي يفعله جميع الأطفال. كل هذا يعتبر تحت بند القسوة، ولكن أكثر أنواع القسوة هي عدم إعطاء المشاعر للأطفال، وبمعنى آخر أنتم كآباء واجب عليكم أن تمنحوا الأطفال أشياء مثل الحضن أو التقبيل على الوجنتين، أو اللعب معهم وإعطاءهم وقت من يومكم أو التفاعل معهم. كل هذا هي مشاعر يتبادلها الآباء مع الأبناء، لذلك إن حرم طفلك من كل هذه الأشياء فأنت هنا قاسي بطريقة شديدة الخطورة، في أنك لم تمنح طفلك المشاعر والعواطف التي يحتاجها في هذا العمر.

الأثر النفسي من القسوة

التربية الخاطئة الناتجة من القسوة في التعامل مع الأطفال تخلف أنواع شديدة جدًا من الأمراض النفسية. أولهم هو الشعور بالنقص، أو الشعور بالاحتياج الدائم وعدم الشبع، وهذا ناتج فعلًا من الاحتياج الغير مسدد من الوالدين بسبب قسوتهم عليه. مثلًا لو كانت فتاة ولم يعطيها أبيها وأمها المشاعر التي تحتاجها الفتيات الصغار في أن تشعر أنها محبوبة، بالطبع عندما ستصل إلى عمر المراهقة ستظل تبحث عن الشعور الذي يدعى الحب. ومن الممكن أن يأخذها هذا لتداعيات أخرى أكثر خطورة. في المقابل أيضًا الولد لو تعاملوا معه بقسوة، سيخرج شخص بليد المشاعر لا يقدر الآخرين وقاسي هو أيضًا على الناس ولا يهتم بأحد بل يهتم فقط بنفسه.

بعيدًا عن كل هذا سيتكون جحود ضد الأبوين، بمعنى أن القساوة التي أعطاها الوالدين لأطفالهم سترد فيهم عن طريق الجحود. فمثلما ترك الوالدين الطفل يبكي في الصغر سيتذكر الولد هذا وحين يأتي الزمن على الأبوين وهما هرمين وضعاف، لن يساعدهم بل بالعكس سيشعر بالانتقام. وهذا غير صحيح ولكن دعونا ننقل الحقيقة، أن التشوه الذي سكن الجحود في قلوب الابن، هو أساسه قسوة أبويه معه. ومن هنا نجد أن القسوة غالبًا تشوه الإنسان بصورة بشعة لتجعله شخص كاره وحقود وغير نقي وقاسي.

حل مشكلة القسوة

حتى تتلافي التربية الخاطئة للأطفال عن طريق القسوة يجب أن تفهم أن العنف لا يأتي بثمر مع الأطفال، إلا في حالات قليلة جدًا. لأن الإنسان كائن يميل إلى السلام والوداعة وخصوصًا الأطفال، ولذلك يجب أن تمتلك عقلية الذكاء التربوي وهي أنك لا يجب أن تلجأ للقسوة لأنها تريحك من المسئولية. بل قبل أن تنجب من الأساس هذا الطفل يجب أن تقتنع أنه عليك مسئولية احتماله وتربيته بكل عيوبه ومميزاته. ومن هنا تبدأ رحلتك في علاج علاقتك بطفلك وتبدأ في التعامل معه على أنه نعمة من الله وليس مسئولية. امنحه عاطفتك، امنحه صبرك، امنحه انتباهك، لا تقسوا عليه لمجرد أنك عصبي المزاج فلا ذنب للطفل بمزاجك، لا تدخله في مشاكلك الخاصة.

استفزاز الطفل نفسيًا

شخصيًا رأيت أباء يفعلون هذا النوع من التربية الخاطئة، وفيه يكون أحد الأبوين عنيد مع طفله لدرجة أنه يستفزه ويتعامل معه على أنه ند، وليس ابنه. ويبدأ الأب في إذلال الطفل وتهديده بحرمانه بكل ما يحبه، ويبدأ في تهديده بأنه سيقول للناس عما يفعله من أشياء خاطئة. ولو عاند الطفل يعاند الأب ويضربه ويقمعه، وتكون علاقة مريضة جدًا من الأب. حيث يتعامل مع طفله بطريقة تجعل الطفل يكره كونه طفل، ويكره كون هذا الرجل أبيه، ويكره الحياة نفسها. لأن الطفل يشعر يوميًا بالظلم من هذا الأب الذي يستفزه نفسيًا بطريقة يومية. أيضًا أحيانًا الأم تستفز طفلها عندما تأمره أن يفعل أشياء ليست من المفروض أن يفعلها في عمره، ولكن هي تقول له أن يساعدها. فكرة استفزاز الطفل نفسها من أسوء أنواع التربية الخاطئة، لأنك لا تجعل الطفل مستقر بل مستفز طوال الوقت وهذا ما سنرى تأثيره.

تأثير الاستفزاز النفسي للطفل

أن تستفز رجل كبير بالغ، فمن الممكن أن يتحكم في أعصابه ويعرف أنك تريد استفزازه لفعل شيء هو يريد من خلفه نتيجة معينة. ولكن الطفل الغير ناضج لن يعرف كيف يتحكم في أعصابه، مما سيؤدي في الأخير إلى أنه سينفجر غضبًا من والديه. أو سيكبت هذا الاستفزاز ليخرجه في شيء آخر من خلفهم. والكبت هو مشكلة كبيرة في حياة كل طفل. لأنه من ضمن الأمراض النفسية الخطيرة جدًا على الصحة النفسية للشخص العادي، هو الكبت، فما بالك بالطفل الصغير الذي يبدأ في كبت مشاعر الاستفزاز داخله؟ مما يجعله يشعر بالاكتئاب في مراحل عمرية صغيرة وهو معرض أيضًا للتحول الشخصي. والتحول الشخصي هو نوع غريب من التحولات النفسية السريعة، حيث يكون للشخص نمط حياة طبيعي، ولكنه بسرعة جدًا وبسبب موقف معين يتحول إلى شخصية أخرى بميول أخرى وعادات أخرى. لدرجة أن الذي يقابل هذا الشخص بعد وقبل التحول الشخصي، سيقول فورًا أنه من المستحيل أن يكون الشخصان واحد. ومن هنا نقدر أن نقول إن التربية الخاطئة كفيلة جدًا أن تصنع شخصيات مريضة نفسية كل يوم للمجتمع.

علاج استفزاز الأطفال

يجب عليكم كآباء أن تتجنبوا الدخول مع الأطفال في نطاح أو عناد من ناحيتكم أنت. فمن ضمن أساليب التربية الخاطئة هي التعسف مع الطفل واستفزازه، ولذلك حاولوا دومًا أن تحبون الطفل لا أن تعاندوه، احتضن طفلك ولا تمل منه، وليس فقط تحتضنه جسديًا أقصد نفسيًا أيضًا. فلا يجب عليك كشخص بالغ أن تتعامل مع طفلك على إنه بالغ وتظل تعانده، بالعكس عليك أن تعامله كطفل. اجعله يعيش مرحلته العمرية بهدوء وسكينة، فلو كان عنيد حاول أن تتعامل مع عناده بالصبر والنصح الذكي، وليس النصح عن طريق الوعظ، فالطفل لن يستمع لوعظ الأب والأم. بل هناك طرق نصح مثل قصص الأطفال، فأنت من الممكن أن تحكي قصة لطفلك مغزاها أن تعلمه حكمة لا تريد أن تقولها له مباشرة. ولكنك قلتها له من خلال بطل قصة أخرى. ولذلك هو سيجد نفسه يريد أن يصير البطل الذي في القصة. وهناك طرق كثيرة لكيفية التعامل مع الطفل ولكنها تحتاج فقط منك أن تفتح أنت عقلك وتبدأ في التخلي عن أساليب التربية الخاطئة والتعامل بالحب والود.

الإهمال

من أسوء أشكال التربية الخاطئة هو إهمال الأطفال وعدم الاهتمام بهم. فهذا الأمر ليس بسيط، لأن عدم الاهتمام لن يؤثر فقط على نفسية الطفل بل هو سيؤثر أيضًا على حياة الأطفال. فهناك بعض الآباء والأمهات الذي لا يبالون بأطفالهم من الأساس، لا من حيث النظافة، ولا من حيث النفسية، ولا من حيث الأكل، ولا من حيث أي شيء على الإطلاق. وهذا يظهر جليًا في الأماكن التي يكون فيها الأب والأم لديهم العديد من الأبناء. فهناك أسر يكون عدد الأطفال فيها أكثر من عشر أطفال والغريب أن غالبًا مثل هذا النوع من الأسر يكون فقير من الأساس. ولذلك يكون تقريبًا نمط التربية الخاطئة والإهمال هو شيء طبيعي في حياة هذه الأطفال، بل هو أسلوب حياة ينشئون عليه. فلا يوجد أكل كافي ولا يوجد عقل كافي لعشرة أطفال ولا يوجد مال كافي حتى يتعلم هؤلاء العشرة. الموضوع يعد كارثة بكل المقاييس لأنه في الأخير سينتج عشرة أشخاص دون تربية من الأساس. محرومين ويشعرون بكل أنواع الاحتياج والكبت على مدار سنين عمرهم، كل هذا غير الجهل الذي يجعلهم في الأخير أموات بالحياة.

الأثر النفسي الناتج من الإهمال

مشكلة الإهمال تجعل الطفل يبدأ في الاستعانة ببدائل طوال الوقت. فليس هناك عاطفة أبوية أو أمومية، لذلك سيبدأ الطفل في الانحدار نحو الشارع أو نحو الأصدقاء أو نحو الذهاب إلى مكان يجد فيه بديل لك وشيء هو محروم منه. ليس هذا فقط، فالإهمال يعطي الأطفال حرية ليست في وقتها أو معادها الطبيعي، بل الحرية يجب أن تكون بشكل أكثر رقابة. ولأن نمط التربية الخاطئة يكون نتيجة لوجود عدد كبير من الأطفال وعدم توافر الموارد المادية، فيبدأ الأبوين في ترك الأطفال دون رقابة ليفعل الأولاد ويعرف الأطفال أشياء ليست في موعدها ولا مكانها الصحيح. ولذلك الانحراف لدى الأطفال يبدأ من فكرة إهمال الأطفال.

التدليل

طريقة أخرى من طرق التربية الخاطئة هي التدليل. فمثلما التسلط والقسوة يشوهون النفسية الطفولية، أيضًا التدليل يفعل هذا وبصورة كبيرة أيضًا. تدليل الطفل يكون في الأسرة بطرق كثيرة جدًا ومختلفة أيضًا. مثلًا هناك تدليل معنوي بمعنى أن مهما فعل الطفل من أخطاء فلن يكون هناك عقاب له، بل سيكون هناك تدليل وعدم اهتمام بالخطأ. أيضًا هناك تدليل مادي وهو عبارة عن أن الطفل في عمر صغير يمتلك أشياء كثيرة على أن يمتلكها طفل مثله. ليس هذا فقط، أن كل ما يريده الطفل من أكل أو شرب أو حلوى أو ألعاب، أبيه وأمه يأتيان بها لأجله دون أن يبذل الطفل أي مجهود. بل فقط كل ما عليه أن يفعله هو أن يطلب هذا الشيء فقط وهما سيحضرانه له.

الأثر السلبي النفسي للتدليل

التربية الخاطئة لها أشكال كثيرة بالفعل، ولكن التدليل شكل غريب من أشكال التربية الخاطئة. حيث أنك في الظاهر لا تعرف أن تدين هذا الاهتمام الزائد أو تمدحه وتقول إن هذا جيد. الأمر غريب بعض الشيء، ولكن الفكرة الأساسية هي أن حكمك على مثل هذه الأمور يكون من النتائج التي تخلفها مثل هذه الأنماط من التربية الخاطئة. وهنا النتيجة غالبًا سلبية، لأن الطفل سيكبر دون أي شعور بالمسئولية. بل هو مجرد طفل يعيش بطريقة أبيه وأمه وعلى هذا الأساس سينضج الطفل على الأنانية المفرطة والرغبات التي لا ترد. ولذلك عندما يتعامل مع أشخاص مختلفين غير أبيه وأمه سينصدم بالواقع معهم، وأنهم لن يعطوه ما يريد. وسيكون هذا جليًا في الزواج، فهذا الرجل المدلل من أمه لن يجد زوجته تعطيه كل شيء دون مقابل، بل هي أيضًا تحتاج إلى مقابل. ونفس الفكرة بالنسبة للفتاة المدللة. ومن هنا نجد أن الفكرة نفسها مؤذية للطفل.

علاج التدليل الزائد

الاتزان هو علاج هذا النمط من التربية الخاطئة. حيث أنك لا يجب أن تبالغ في التدليل بطريقة مفرطة، ولكن أيضًا عليك بالاهتمام بالطفل. ولكن دون أن تجعل من الطفل شخص أناني.

التميز بين الأبناء

التميز بين الأبناء هو شيء يجعل الأطفال من الداخل ممزقين ويفتح عيون الأطفال في وقت مبكر على الحسد والحقد والكراهية. بسبب تميز الأب والأم لأحد الأخوة أو تميز الأب والأم للطفل الذكر عن الطفل الأنثى، أو الابن البكر عن بقية الأخوة. وهكذا هي العادات والتقاليد المبني عليها التمييز، وخصوصًا في بلادنا الشرقية حيث يكثر هذا النمط من التربية الخاطئة بناءً على عادات خاطئة جدًا تؤذي نفسية الأطفال.

التأثير النفسي بسبب التميز بين الأطفال

هذا الموضوع يجعل كل طفل يغير بشده من الطفل المميز، ويبدأ في كراهية أبيه وأمه اللذان لا يحبانه مثل أخيه. أو في حالات تفضيل أحد الجنسين على الأخر، ينشأ لك نفسية مشوهة لهذا الطفل بسبب جنسه. بمعنى أن لو الأب والأم يميزان الطفل الولد عن الفتاة، فستكبر الفتاة وهي تكره كونها فتاة وستشعر أن كونها فتاة لهو شيء خسيس وسيء. وربما ذلك يؤثر عليها في زواجها أيضًا في كونها تكره كونها أنثى. وأحيانًا تتسلط النساء على رجالهن بسبب أنها تريد أن تشعر أنها كسيدة أقوى من الرجل الذي يتميز عنها حسب ما هو موجود في عقلها الباطن. وهكذا مشاكل نفسية وتشوهات كثيرة تحدث بسبب أنماط التربية الخاطئة من الأب والأم.

في الأخير عزيزي القارئ، لابد أن تعطي موضوع التربية الخاطئة اهتمامًا كبيرًا في عقلك، خاصة لو كنت في انتظار طفل. الأمر ليس هينًا والتربية من أصعب المهام في العالم كله. ولا يجب أن تترك الأمر للصدفة.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

تسعة عشر − 2 =