تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » عقاب الطفل : كيف تعاقب طفلك بدون كسره نفسيًا ؟

عقاب الطفل : كيف تعاقب طفلك بدون كسره نفسيًا ؟

عقاب الطفل أحد أساسيات التربية، لكن هناك طرق للعقاب تساعد على تقويم الخطأ، وفي نفس الوقت لا تؤذي الطفل نفسيًا، فهيا نتعرف على هذه الطرق معًا.

عقاب الطفل

عقاب الطفل من أكثر الأساليب التربوية المتبعة في تربية الأطفال بين الآباء والأمهات، وقد اختلفت مدارس التربية على مبدأ الثواب والعقاب حول أنواعه وأفضل الطرق لاتباعها في عقاب الطفل، وقد نجح بعضها والبعض الآخر ثبت فشله، إلا أن معظم الخبراء النفسيين أجمعوا على أن أفضل أساليب التربية هو عقاب الطفل وفقا للتعاليم الإسلامية التي حثنا عليها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وقد فسرها علماء الدين الأفاضل وأثنى عليها كبار الخبراء الاستشاريين في تربية الطفل.

ولهذا، تعتبر تربية الأطفال حمل ثقيل يقع على كاهل الآباء والأمهات، فهي مسئولية كبيرة يقوم على أساسها تنشئة جيل بأكمله، وتأدية هذه المهمة بكل تفاصيلها على أكمل وجه يعد إنجازا عظيما يحققه الآباء والأمهات، ويجب الاستعداد لهذه المرحلة الحرجة من حياة الأبناء وتربيتهم على أسس سليمة يرتكزون عليها في المستقبل. فكيف يعاقب الطفل من المنظور الإسلامي ؟ هذا ما سنعرفه تفصيلا في مقالنا.

الأسلوب الأمثل في عقاب الطفل بدون التسبب في الضرر له

تعريف عقاب الطفل على الطريقة الإسلامية

وفقا لعلماء التربية فإن العقاب بمفهومه العام، هو وسيلة من وسائل التربية التي يكمن الغرض منها تعديل السلوك الخاطئ وتقويمه، كما يضيف علماء التربية الإسلاميين إلى هذا المفهوم هو كيفية حماية الأشخاص الذين يتضررون من هذه السلوكيات الخاطئة وحمايتهم منها، كما أن عقاب الطفل المخطئ أمام غيره من الأطفال يعتبر وسيلة من وسائل الوقاية في سلوك الطفل، فإذا شاهد الأطفال كيفية عقاب الطفل المخطئ سيتجنبون الوقوع في ذات الخطأ حرصا منهم عدم التعرض إلى ما تعرض له الطفل المعاقب. ونستنتج من هذا التعريف أن عقاب الطفل وفقا للتربية الإسلامية فإنه يقوم على مبدأ التقويم والعلاج والحماية من عواقب السلوك المشين.

تعلم عقاب الطفل للأب والأم

بداية وقبل البدء في الخطوات التي يجب اتباعها لتطبيق عقاب الطفل على الطريقة الإسلامية، يجب على كل أب وأم أن يكونا على دراية بهذه الخطوات وكيفية تطبيقها، فالإسلام عادة يعتمد على مبدأ الوسطية في جميع المجالات الحياتية، بمعنى أنه يجب اتباع العديد من الوسائل الأخرى التي تكون أقل وطأة من عقاب الطفل، فعملية التدرج في التربية وتقويم السلوك هامة جدا وتحظى بنتائج مرضية، خاصة وأن عقاب الطفل في الإسلام يتم النصح به بعد فشل جميع الأساليب الأخرى، وهذا ما أثبته بالفعل خبراء التربية والاستشاريون من خلال الدراسات والأبحاث التي جرت مؤخرا والتي تفيد بأن عقاب الطفل مباشرة قبل التدرج فيه تأتي بنتائج عكسية قد تضر الطفل بالرغم من اتباع مختلف وسائل العقاب إلا أن الأب والأم هنا يفشلان فشلا ذريعا في تعديل سلوك أطفالهم.

ولهذا، لا بد على الأب والأم التعرف على الأسس السليمة لقواعد عقاب الطفل بشكل فعال، والابتعاد عن العنف الذي يؤدي إلى مشاكل نفسية قد تصيب الطفل وتجعله أكثر عدوانية وغالبا ما يكبر بها، فلا داعي إذا للقمع وفرض سلطة تعسفية على الطفل دون إدراك مدى خطورة هذا النوع من العقاب.

الثواب قبل العقاب

يفضل الإسلام اتباع مبدأ الثواب ثم العقاب في تربية الأطفال، فيجب على المربي أن يتحلى بالرحمة عند معاملة الطفل وتربية، وفلا لما أمرنا به الرسول عليه الصلاة والسلام حين أمرنا بالرفق واللين ونهانا عن العنف في أحاديثه النبوية الشريفة، وهناك العديد من الأمثلة على أفضلية الترغيب على الترهيب في تربية الأطفال.

نادية صالح

كاتبة مقالات ومدونة، عملت في عدة مواقع عربية، الكتابة هوايتي ومتنفسي.