تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » أضرار القمع : كيف يؤدي القمع إلى مشاكل نفسية للأولاد ؟

أضرار القمع : كيف يؤدي القمع إلى مشاكل نفسية للأولاد ؟

القمع ليس طريقة صحيحة للتربية على الإطلاق، فهو في الغالب يؤدي إلى الكثير من المشاكل النفسية، تعرف على أضرار القمع في السطور المقبلة.

أضرار القمع تقريباً ليس لها حصر إذ في الأساس أن القمع في حد ذاته ضرر فتاك في حياة البشر ولا سيما يكون جباراً إذا كان من نصيب الطفل حيث تتحول حياة الطفل إلى نوع غير مفهوم من التساؤلات الوجودية لعقلية صغيرة وغضة مثل عقلية الأطفال، لهذا السبب هذا المقال يعد أساس في قراءتك عن أضرار القمع مع الأطفال حيث سنوضح لك جلياً كيف من الممكن أن تصنع وحوشاً أو مسوخاً أو سفاحين أو منتحرين أو شعب غبي من خلال القمع في العموم وليس الأطفال فقط.

الطفل عزيزي القارئ هو كائن بشري بعقلية غير ناضجة ومشاعر غير ناضجة وللعلم بالشيء أن نضوج البشر العقلي هو أكثر وقتاً من باقي الكائنات الحية، وذلك لسبب بسيط لأنه كلما ذاد التعقيد العقلي والذكاء للكائن الحي زادت معه مرحلة النضوج التي من خلالها يتحكم الكائن الحي بها في كامل إمكانياته من حيث الحركة والتفكير والشعور، لذلك ولكمية التعقيد التي توجد في تلافيف أمخاخ البشر ينتج أيضاً نفسية ومشاعر معقدة بنفس الدرجة للبشر ولا سيما الأطفال لذلك عندما يتعرض احد الأطفال لدرجة ما من درجات القمع فإن ذلك يغدو مشروع نفسية مشوهة قد تنتج في المستقبل شخصاً من الممكن أن يقلب زمام العالم مثل هتلر مثلاً الذي تسبب بحرب عالمية قتل فيها ما يزيد عن 40 مليون شخص حول العالم.

تعرف على أضرار القمع على تربية الأطفال

القمع الجسدي

ويعد من أسوء أنواع القمع على الإطلاق وأضرار القمع الجسدي على الأطفال خصوصاً يسبب الكثير من المشاكل سنذكرها فيما بعد ولكن سأسرد لك عزيزي القارئ بعضاً مما يسمى القمع الجسدي حيث يوجد الكثير من الأشخاص الذين يستحوذون على حياة طفل أي كان صلة القرابة معه، فتجده يعنف الطفل بضراوة قد تؤدي أحياناً إلى الموت عن طريق الضرب المبرح وأحياناً أخرى عن طريق الحرق والجلد والأساليب تختلف حسب جنون وخبل الذي يقمع الأخر.

القمع النفسي

وهو أسهل أنواع القمع وغالباً يستخدمه الأسوياء ضد أطفالهم وغالباً الطفل الذي سيعاني من مثل هذه النوع من القمع سيكون طفل مشوه نفسياً وليس جسدياً وهو خطر أكبر من التشوه الجسدي فقط ويحدث هذا النوع من القمع عن طريق الأسرة في أغلب الأحيان بكلمة “لا” على أي شيء يفعله الطفل وليس ذلك فقط بل يعقب ذلك النهر والصراخ والتهديد والعقاب الذي في الأخير ينتج لك طفل مُعاق نفسياً من الممكن أن يكون كارثة في حياة الآخرين بسبب أضرار القمع.

الجبن من أضرار القمع

تخيل معي عزيزي القارئ طفل أو طفلة كل ما يفعله في الحياة هو أن يستمع لأبيه أو أمه وهما ينهيانه على فعل أي شيء طبيعي يحب الطفل أن يفعله مثل اللعب أو النزول إلى الشارع أو ضرب الكرة بقدمة أو أي شيء طفولي، في الأخير سينتج لك طفلاً متردداً كل ما يشعر به عندما يفعل أي شيء حتى في عدم وجود أمه وأبيه هو أن يسمع في خياله صراخهم في أذنه وهم يقمعونه وينهونه عن فعل أي شيء هو يريد فعله كطفل عادي، هنا نفسياً يحدث رسوخ للعقاب في عقل الطفل ويظل من صغره يخاف العواقب جميعاً ومن هنا سيغدو طفلاً متردداً لا يعتمد على ذاته لأنه لا يثق بها أبداً، لأنه وهو صغير أبيه وأمه كانوا دائماً يقولون له أنه خطـأ وكما تعلم أن التعليم في الصغر هو عماد الحياة فيما بعد، لذلك كل ما ستدخله في عقل طفلك سينقش على حجر عقله ولن يستطيع أحد أن يمسحه بعد ذلك لدرجة أنه سيصبح طفل جبان متردد منعزل لا يحب الآخرين ولا يثق في نفسه.

الخيانة

من أضرار القمع القميئة هي الخيانة حيث هناك قانون كوني معروف اسمه الضغط يولد الانفجار وهذا ينطبق حرفياً على الضغط النفسي الذي يسببه القمع والقيد للإنسان، الإنسان كائن حر معتد بذاته، الله خلقه هكذا فهذه هي الطبيعة لذلك ممارسة القمع على البشر هو بمثابة الغير طبيعي لذلك يحاول الإنسان جاهداً أن يتحرر من مصدر القمع هذا بأي صورة حتى وإن كان الذي يقمع يفعل ذلك بحسن نية أو بغرض المحافظة على حياته، ولكن الحقيقة أن الإنسان كائن حر ويسعى نحو هذا الشعور مثلما يسعى نحو الأكل والشرب لذلك أحياناً كثيرة تكون الخيانة هي الحل الوحيد لكثرة القيود والقمع فيترسخ داخل الطفل أو الرجل أو المرأة أو أي كان من يتعرض للقمع أن الوسيلة الوحيدة للوصول إلى التحرر هي التخلص من مصدر القمع لذلك يبدأ العقل المقموع في التفكير في التخلص من هذا الشخص أي كانت الوسيلة وهنا أيضاً نجد أن القمع قد أنتج لنا شريراً جديداً.

الانتقام

وهو من ضمن أضرار القمع ولكن بصورة فعلية وعملية حيث أن الجبن والخيانة هي مراحل نفسية ولكن الانتقام ليس مجرد تفكير ولكن يتحول الطفل المقموع وبعد فترة من حياته إلى شخصية انتقامية وانهزامية حيث لا يثابر بل يحاول فقط أن يعرقل غيره انتقاماً من أبيه وأمه في جميع الناس. نعم فهذا حقيقي هناك أشخاص ينتقمون من جميع الناس بسبب شخص واحد قد كان سبب قمع في حياتهم، ونسمع كثيراً عن قصص السفاحين الذين لا يقتلون سوى النساء العجائز مثلاً وعندما تتم المراجعة خلفية هذا السفاح تجد أن امرأة عجوز عنفته وهو صغير بصورة مقيتة لدرجة أنه ينتقم من جميع النساء العجائز في العالم. وهكذا الأمر برمته يصبح عبارة عن هدف حياة هذا الشخص الذي تعرض للقمع في يوم من الأيام أي كان شكل هذا القمع جسدي أو نفسي ولكن ما نستطيع أن نقوله هو أن الشخص الذي يستخدم القمع هو يبني سلاح بشري من الكراهية.

الانتحار

وهذا ليس مجرد ضرر من أضرار القمع ولكن هو عبارة عن نهاية الحياة بأكملها لهذا الشخص الذي تعرض لمثل هذه الفاجعة ونجده جلياً ومنتشراً في بيئات متشابهة وأحداث متشابهة ولكن الأكثر انتشاراً هو بين النساء والمسجونين حيث وجه التشابه بين الاثنين هو الشعور التام بالعجز في التحرر من القمع والقيود المتبوعة له، ونجده مثلاً في قصة حياة طفلة كان أبوها يعنفها لأنها فتاة ولم تكن ولد، ضرب وشتم وتقليل من القيمة وهي مجرد طفلة لا تفهم الفرق بين الولد والبنت ومن ثم كبرت الفتاة وتزوجت وكان من حظها أن زوجها سيء لدرجة القمع والضرب والتعنيف وأنه لا يريدها سوى عبدة فيكون مخرج الفتاة الوحيد من هذا الشعور الدائم بالعذاب ليس الهرب، لأن في نفسيتها جميع الرجال هكذا وأنها أينما ذهبت ستجد رجلاً، فالعالم لا يختلي من الرجال، لذلك تستقر على الرأي الأرجح وهو الانسحاب من لعبة الرجال حيث يكون الانتحار والموت هما الوسيلة لهذا الانسحاب النفسي. من الممكن عزيزي القارئ أن تقول أن هذا ليس حقيقياً ولكن دعني أقول لك اقرأ صفحة الحوادث في أي جريدة وستجد هذا المشهد مكرراً كل فترة فهذه هي الحياة، أما المسجونين والمأثورين فهو أمر مفرغ منه ونجده يومياً في التلفاز في أخبار عن مسجون انتحر أو أضرب عن الطعام حتى مات لشعوره بالظلم والقهر من القمع الذي يُمارس عليه يومياً من السجان أي كان وكما يعلم الجميع أن السجون هي الجحيم على الأرض فليس هناك مفر منه. خاصة بالنسبة لطفل يتيم كان نصيبه أن يقع بين يدي شخص صارم رباه على القمع وعندما تحرر سُجن لأجل سرقة ما وواجه الحياة البائسة في السجن حيث لم يجد لذاته مفر سوى الموت.

المرض النفسي

أضرار القمع جميعاً من الممكن أن نلخصها على أنها مجموعة من الأمراض النفسية المكتسبة من البيئة المحيطة والأمر بالطبع له علاج ولكن ليس هذا الوقت في الكلام عن العلاج بل نحن يجب أن نفرد الحقيقة حتى ينكشف الخطر والأذى الذي يسببه لنا القمع في جميع الأحوال، كثير من الأمراض النفسية يكون سببها القمع ومن أشهرها الانطوائية الزائدة والتي يكون من أعراضها أن الطفل لا يحب الاختلاط بأحد أو أصدقاء ويكون خجول بشكل مفرط ولا يتكلم كثيراً ولا يلعب كثيراً ولا يعيش أي مرحلة حياتية يمر بها كما يجب أن تكون، ومن ضمن الأمراض الأخرى الوسواس القهري حيث يكون لدى الشخص عادة مفرطة يفعلها باستمرار وتكرار قد يؤدي إلى جعل الحياة ما يشبه الجحيم، حيث جاء اسم الوسواس القهري من فكرة الوسوسة في الأذن، ومرض أخر هو الفصام الشخصي ويحدث هذا كثيراً وهو من ضمن أضرار القمع الأكثر شهرة لأن الأطفال يختلق شخصيات أخرى يكلمونها ويعتبرونها أصداء تحميهم فعلاً من البطش والقمع الذين يتعرضون له وينموا داخلهم هذا الشخص الخيالي لدرجة أنه يصير حياً فعلاً في واقعهم مع الوقت، ولا يتخلون عنه ويرونه ويسمعونه كأنه حقيقي فعلاً وهو ليس إلا وهم وخيال. ويوجد من الأضرار النفسية الكثير والكثير تسببه أضرار القمع وهذا ليس سوى البعض منها.

التمرد من أضرار القمع

ماذا ينتظر الجميع من شخص مقموع ومقيد على الدوام سوى انه سيأتي يوماً ويتمرد على وضعه هذا ولا سيما الأطفال حيث أن كثرة القمع تخلق داخل الطفل أحياناً نوع من أنواع المواجهة والصدام حيث تخلق لديه مناعة ضد العقاب فكلما يعاقب يعاند وكلما يعاند أكثر يعاقب أكثر فلا يعد يشعر بالعقاب من الأساس ويتحول إلى شخص متمرد على كل شيء ولا يحترم شيء بل كل ما يريده هو أن يكسر القوانين والعقبات والقمع ويختل المقياس في عقله ما بين القانون والقمع حيث يعتبر أن القانون هو نوع من أنواع القمع الغير مباشر فيبدأ فيما بعد يكسر القوانين كنوع من أنواع الشهوة داخله ليثبت لنفسه والآخرين أنه حر وليس مقموعاً كما كان صغيراً.

أخيراً عزيزي القارئ لابد لك أن تعلم أن القمع والضرب والشتم والإهانة هي ليست الوسيلة المناسبة تماماً للتربية حتى وإن كنت تعتقد أنك تربيت بهذه الطريقة وأنت صغير ولكن الحقيقة أن هذه الطريقة لا تصنع جيل سليم نفسياً وأنت بالطبع لا تريد أن ترى أطفالك أو أخوك الأصغر أو أحد أقاربك بهذه الكيفية التي تحدثنا عنها كنتائج لأضرار القمع في المجتمع وللطفل، فالموضوع لا يستحق أبداً أن تجعل الطفل للحظة أن يشعر فيها أنه مجبوراً بالعكس حاول دائماً أن تجعل طفلك ذو شخصية قوية وادعمه، لا تنهيه على الدوام، بالطبع يجب أن تكون لك شخصية لتربية طفلك ولكني لا أتكلم عن أنك ستتركه يفعل ما يشاء لكن ما أقوله هو أنك يجب أن تتحاور معه وتقنعه بطريقته هو التي يريد أن يقتنع بها وليس الإقناع بالضرب والعنف.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.