تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » البيتزا : كيف نشأت فكرة البيتزا ؟ ولماذا أصبحت بهذه الشهرة ؟

البيتزا : كيف نشأت فكرة البيتزا ؟ ولماذا أصبحت بهذه الشهرة ؟

البيتزا أحد أشهر المأكولات على مستوى العالم، تقريبًا لا يوجد شخص لم يتناولها، أو لم يسمع بها على الأقل، هنا نقدم معلومات عن بداية اختراع البيتزا.

البيتزا

ما هي أنواع البيتزا وكيف نشأت فكرتها؟ فبعض الأشخاص يحبون تناول الخضروات والبعض الآخر يحب الشطائر، وهناك من يفضل تناول اللحوم وآخرون يفضلون أكل الدواجن وكثيرون من يميلون لتناول البحريات المختلفة، ولكن هناك شيء واحد لا يختلف عليه الجميع وهو تناول البيتزا. بالتأكيد قد خطر إلى بال الكثير كيف نشأت فكرة البيتزا؟ ومن المؤكد أن الإجابات والروايات المختلفة كثيرة ومتعددة عن منشأ البيتزا وتطورها؛ وعلى هذا الأساس سنحاول معرفة تاريخ إعداد البيتزا حول العالم وما هي أشهر الأنواع المعروفة منها.

ملف كامل عن البيتزا

كيف نشأت فكرة البيتزا؟

يمكننا القول بأن نشأة فكرة البيتزا كانت في إيطاليا أو اليونان أو حتى في مصر!! فهناك الكثير من الروايات والحكايات عن البيتزا وكيف نشأت فكرتها، وقد تعد كلها حقيقية وحدثت بالفعل ولكنها تختلف تبعاً لتعريفنا الدقيق للبيتزا.

فطوال قرون كانت هناك محاولات طبخ عديدة لأصناف طعام شبيهة إلى حد ما بالبيتزا، فمثلاً في القرن الأول قبل الميلاد كتب أحد المؤرخين الرومان عن أن الطعام المفضل لهم والشائع في ذلك الحين كان إعداد عجين باستخدام الدقيق والماء وتشكيله على هيئة صحن مستدير يتم ملؤه لما يحلو لهم وهي فكرة شبيهة بدرجة وإن كانت بسيطة بفكرة البيتزا.

وفي عصور أخرى عرف عن الجنود الإيرانيين أنهم كانوا أثناء تجوالهم في الصحراء يشعلون النار مستخدمين الحطب ثم يقومون بتحميص الخبز عليه وإضافة الجبن فوقه وأحياناً بعض أنواع الخضروات، كذلك قدماء المصريين والهنود كانوا يعتادون دوماً على خبز العجائن على هيئة قرص كبير فكلها أفكار حتى وإن لم ترقى لفكرة البيتزا المعهودة فقد كانت بذرة بداية ناجحة.

دوماً ما يتصارع اليونانيون والإيطاليون حول أحقية كل منهم في إثبات نسب فكرة البيتزا لموطنه، فمن المعروف أن منبع فكرة وطريقة عمل البيتزا كان من مدينة نابولي بإيطاليا ولكنها قديماً كانت جزءاً من الإمبراطورية اليونانية والتي أطلقت عليها اسم نابوليوس، كما أن فكرة البيتزا عندما نشأت في نابولي في ذلك الوقت لم تكن على الصورة المعروفة الآن عنها بل إنه يقال بأن كريستوفر كولومبس- والذي أتى من إيطاليا- قد قام بنقل فكرة البيتزا من بلده الأم إلى القارة الأمريكية بعد اكتشافها حيث تولى المهاجرون هناك تطوير الفكرة وتحديثها واستخراج أنواع عدة من النوع البدائي لها؛ لذا يمكننا القول مجازاً بأن البيتزا قديمة العهد كانت من صنع اليونانيين والفكرة الأحدث للبيتزا من ابتكار الأمريكيين وبين هذه وتلك نوع وسط قام بطهيه الإيطاليون.

ومع منتصف القرن الثامن عشر لم تكن البيتزا كطعام محبوبة من قبل فقراء الشعب أو السياح الأجانب الذين يميلون لتجربة أنواع جديدة عليهم من الطعام في كل بلد وحسب بل نجحت البيتزا في أن تستحوذ على إعجاب كافة الطبقات الاجتماعية لمدينة نابولي آنذاك، حتى أن ماريا كارولينا زوجة حاكم المدينة كانت من أشد محبي البيتزا لدرجة أنها قامت بإنشاء فرن خاص في منزلها حتى يتمكن الطاهي من تحضير البيتزا لها كل يوم.

المطعم الأول المتخصص في تقديم البيتزا

كان مطعم “أنتيكا بيزاري” في مدينة نابولي بإيطاليا هو الأول في عهده حيث كان مطعماً مخصصاً فقط لتقديم البيتزا لزبائنه دون أي طعام آخر، وقد تم افتتاحه في القرن الثامن عشر الميلادي وما زال مفتوحاً حتى الآن.

كيف كانت نشأة الفكرة الحديثة للبيتزا؟

إن البيتزا بالصورة المتعارف عليها هي مزيج ما بين النموذج الإيطالي والنموذج الأمريكي، ففي عام 1889 قدمت مارجريتا ملكة إيطاليا بصحبة الملك لقضاء عطلتها الخاصة في مدينة نابولي وكانت قد سمعت عن أحد الطباخين البارعين الذي اشتهر في المدينة بأسرها بجودة البيتزا التي يحضرها، فقامت بدعوته لمنزلها وطلبت منه إعداد بيتزا خاصة لها عندها قام الطباخ بوضع الطماطم بلونها الأحمر والريحان بلونه الأخضر والجبن باللون الأبيض فشكل الثلاثة معاً شكل علم إيطاليا. أعجبت الملكة للغاية بتلك الفكرة لذلك قام الطباخ باعتمادها كنوع خاص وأسماه مارجريتا تشريفاً للملكة في ذلك الحين.

ومع بداية القرن العشرين وزيادة معدلات الهجرة بشكل واسع إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تم نقل فكرة البيتزا من إيطاليا إلى هناك حيث ابتكر الأمريكيون هناك فكرة إضافة مسحوق الطماطم على كامل سطح البيتزا من الأعلى ثم وضع الإضافات المختلفة.

أنواع البيتزا المختلفة

تختلف أنواع البيتزا باختلاف مذاق سكان البلاد المختلفة ونظرتهم للأكل بشكل عام، فكل شعب تنتقل إليه فكرة البيتزا يقوم بتطويرها قليلاً ووضع بعض الإضافات التي يفضلها أو التي يراها- من وجهة نظره- مناسبة لمفهوم البيتزا، وعلى العكس يتجنب بعض الإضافات التي لا يستسيغها حتى وإن كانت شائعة الاستخدام في دول أخرى.

الطراز الشامي

وهو المعهود في دول الشام كلبنان وسوريا ولكن لا يطلق عليه هناك لقب بيتزا بل يسمى (لحم بعجين) أي أنه يتكون من قرص من العجين يتم تغطيته بمسحوق الطماطم ومن ثم وضع اللحم المفروم من فوقه وطهيه داخل الفرن، ويتم عمل ذلك النوع من البيتزا بمقاسات صغيرة بحيث تكفي الواحدة منها فرداً واحداً فقط.

المارجريتا

وكما تم توضيحها من قبل فقد نشأت فكرة تلك البيتزا في إيطاليا وسميت بذلك الاسم نسبة إلى ملكة إيطاليا في ذلك الوقت، وتعتمد فكرة إعدادها على المكونات النباتية الخالية من اللحوم أو المنتجات الحيوانية، فقط يتم وضع الطماطم مع الجبن والخضار والذي يجعل ألوان تلك البيتزا تمثل علم إيطاليا.

الكاليزون

وهي كلمة إيطالية تعني محبوس أو مقيد، وسميت بذلك الاسم لأنه في ذلك النوع من البيتزا يتم وضع الحشو على نصف دائرة من العجين فقط ثم يغطى بالنصف الآخر منها فيصبح الأمر أشبه بإعداد شطيرة.

المارينارا

سميت بذلك الاسم نسبة إلى كلمة (ماريناري) وتعني رجال البحرية أو البحارة باللغة الإيطالية، حيث اعتاد البحارة قديماً في إيطاليا إلى عمل كمية كبيرة من ذلك النوع وحملها معهم في رحلات الإبحار من سواحل إيطاليا. تعتمد طريقة إعدادها على وضع مسحوق الطماطم والثوم والتوابل فقط دون أية إضافات أخرى؛ فبسبب سهولة إعدادها تلك وتوافر مكوناتها أصبحت منتشرة بين الإيطاليين أثناء رحلاتهم الطويلة.

البيتزا النابولية

وهي الأقرب للشكل الحديث من البيتزا والمنتشر حالياً، ونشأ ذلك النوع من البيتزا من مدينة نابولي في إيطاليا وتم طهيها أيضاً كنوع من التكريم لأحد الملوك في عام 1889 حيث تم إعدادها على نفس النحو الذي تطهى به بيتزا المارجريتا ولكن تمتاز عنها بإضافة الجبن فوق العجين وإدخالها للفرن قليلاً حتى تذوب الجبن على السطح وتغطي كامل الحشو المضاف.

الطبق العميق

على عكس بقية الأنواع فيعد ذلك النوع من البيتزا هو الوحيد الذي يمتاز بطريقة تناوله وهي باستخدام الشوكة والسكين وليس باليدين كما هو الحال مع بقية أنواع البيتزا، ونشأت فكرة ذلك النوع في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية حيث يعود أصل القصة إلى قيام صديقين بافتتاح مطعم أرادوا منه في البداية تقديم الطعام المكسيكي ولكنه أصاب أحدهما بمرض في المعدة مما جعل الآخر يقترح طهي البيتزا- والتي كان قد تعلم طريقتها أثناء الحرب العالمية الثانية- وعندما قدمها لصديقه لم يقتنع بها لسببين: أولاً لأنه اعتبرها كمقبلات أو طبق جانبي وليست وجبة رئيسية وثانياً أنها تتشابه إلى حد كبير مع تلك التي تقدم في المطاعم الموجودة بالحي الإيطالي بالمدينة، ولذلك قاما بتطويرها وزيادة كمية الحشو المضاف إليها حتى يشكل طبقة سميكة تفوق سمك العجين بكثير.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

أربعة × ثلاثة =