تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » كيف يتم عمل وجبة طائر الأورتولان الفرنسية ولما حرمت دوليًا؟

كيف يتم عمل وجبة طائر الأورتولان الفرنسية ولما حرمت دوليًا؟

تُعد وجبة طائر الأورتولان من الأشياء الغريبة التي تشتهر بها دول الغرب وبشكل خاص فرنسا، والتي ربما لم يسمع بها الكثير من الناس خاصة في دول الشرق الأوسط، لذا نقدم مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع ولماذا هي محرمة دوليًا.

طائر الأورتولان

هل سمعت من قبل عن وجبة طائر الأورتولان الفرنسية الشهيرة والمُحرمة دوليًا؟ إن لم تسمع بها من قبل فلتُكمل قراءة السطور التالية ربما وددت تزوقها يومًا. وجبة طائر الأورتولان هي وجبة فرنسية اشتهرت بين الطبقات الأرستقراطية والأغنياء، ولكنها تُعد أحد الوجبات الغريبة التي تثير اشمئزاز البعض سواءً في طريقة أكلها أو طهوها، سنتعرف الآن على طائر الأورتولان وكيف يتخذون من جسمه النحيل وجبة دسمة يتلذذون بطعمها، وطريقة عملها والسر وراء تحريمها دوليًا.

طائر الأورتولان

طائر الأورتولان طائر الأورتولان

هو طائر مُغرد حجمه صغير ووزنه خفيف يزن أقل من واحد أونصة، يعيش في قارة أوروبا ودول شرق آسيا، ليس كمثل باقي الطيور الأخرى التي تعيش في المناطق المرتفعة والأشجار العالية الكبيرة؛ فهو يعيش ويبني أعشاشه في الأماكن المُنخفضة عن سطح الأرض، تُعتبر فرنسا إحدى أكبر مواطن هذا النوع من الطيور، يتغذى هذا الطائر على حشائش الأرض والبذور والحبوب (بذور الدخن)، كما أن صغارها يتغذى على الخنافس والحشرات الأخرى الصغيرة، يتم صيده بشباك مُخصصة لمثل هذه الطيور تم وضعها لها من قبل الصيادين خلال رحلة هجرتها في فصل الخريف إلى أفريقيا في طريقهم من أوروبا الشرقية.

كيفية صيد طائر الأورتولان

انتشرت هذه الوجبة منذ العصر الروماني في وسط الطبقات الغنية والأرستقراطية العليا، من أكثر المناطق التي تنتشر فيها هذه الوجبة إلى الآن بحدٍ كبير في جنوب غرب فرنسا؛ حيث قدرت الحكومة الفرنسية أن حوالي 500 ألف طائر يتم صيدهم بشكلٍ غير قانوني، وجدير بالذكر أيضًا أن الصيادون يستهدفون العديد من الأنواع الأخرى المهاجرة مثل: الحسون الأوروبي والشرشور الجبلي ولكن المصير الذي ينتظر طائر الأورتولان هو أسوأ من مجرد الصيد بكثير؛ حيث أن طريقة تحضير هذه الوجبة تُعد من أبشع الجرائم التي تستنكرها البشرية والتي ترفضها الإنسانية لما فيها من قساوة واعتداء على الطائر بشكلٍ غير أدمي وتعذيبه حيًا.

فعندما يقوم الصيادون بصيد هذا الطائر المسكين يقومون بفقع عيونه ووضعه داخل صِندوق شديد الظلام حتى يتوهم الطائر أن الوقت لا زال ليلًا ويظل يأكل لمدة أسبوعًا كامل، بأن يتم وضع كميات كبيرة من الحبوب أمامه ويستمر في الأكل لكي يكبر حجمه ويزيد وزنه أضعافًا مُضاعفة، وحينما يلاحظ الصائد بأن حجمه قد امتلأ وأصبح جاهزًا للطبخ والأكل يقوم ببيعه لأحد أفراد الطبقات الأرستقراطية أو حتى يكون وجبة شهية للإمبراطور الروماني في العهد الروماني القديم، حيث تعتبر هذه الوجبة من أفضل الوجبات التي يطلبها الإمبراطور بشكلٍ خاص ويستمتع بطعمها كثيرًا.

كيفية تحضير وجبة طائر الأورتولان

بعد صيد الطائر وحبسه حتى يتضاعف حجمه يُؤخذ الطائر من القفص ويوضع في إناءٍ كبير به نبيذ من نوعٍ فاخر، والذي يُطلق عليه اسم (البراندي)، ويتم نقعه فيه لفترة وهو حي إلى أن يغرق ويموت تمامًا، يقوم الطاهي بتنظيفه جيدًا بنزع ريشه ومن ثم يوضع على نار هادئة في الزيت لتسويته لمدة قصيرة حوالي سبع دقائق مع إضافة بعض التوابل المتنوعة، ثم يُضاف إليه كمية من النبيذ أثناء تحميره حتى يضفي على لحمه الطراوة ويكون طعمه لذيذ عند الأكل.

طريقة أكل وجبة طائر الأورتولان

بعد تناولنا للطريقة الغريبة والمثيرة للدهشة التي يتم بها تحضير وطهي وجبه طائر الأورتولان الفرنسية فلا داعي للاستغراب عند سردنا لطريقة تناوله، حيث يقوم متناولو هذه الوجبة بتغطية رؤوسهم طوال فترة تناولهم للوجبة بقطعة من القماش لونها أبيض اعتقادًا منهم أن هذه الطريقة تمنع الإله من رؤيتهم؛ لأنهم يشعرون بالخجل والحياء منه، حيث أنه من المخجل والمخزي أن يعذب هذا الطائر الصغير جميل الشكل الذي يُعد من بديع صنع الله.

بعد تغطيه رؤوسهم بالقماش الأبيض يمسكون بالطائر من ناحية رأسه ويضعون أقدامه في الفم بشرط أن يتم أكله على مرة أو مرتين بالكثير، وغالبًا ما يتم نزع عظامه حتى يسهل أكله أو تناوله بالكامل بما يحتويه جسمه النحيل من عظامٍ لا تكاد تُذكر، ويتم تناول حتى منقاره برأسه، وعلى الرغم من الطريقة العنيفة والسادية بداية من تحضير هذا الطائر للأكل وصولًا للطريقة الغريبة والعجيبة التي يتم تناوله بها إلا أن دول أوروبا سجلت إقبالًا كبيرًا على تناولهم وجبة طائر الأورتولان وما زال السبب غير معروف هل لجمال طعمه أو فوائد لحمه أو لبديع شكله.

لم حرم تناول هذا الطائر دوليًا؟

طائر الأورتولان لم حرم تناول هذا الطائر دوليًا؟

قام الاتحاد الأوروبي بتحريم صيد هذا الطائر دوليًا، وذلك وفقًا لما أقرته جمعيات حقوق الإنسانية رحمة بهذا الطائر الصغير؛ نظرًا للطريقة البشعة في قتله وتعذيبه قبل موته، ومن بعده أصدرت الأمم المتحدة سنة 1999 قرارًا بتحريم تناول وجبة طائر الأورتولان بسبب أن هذا الطائر وبعض الطيور أو الحيوانات النادرة الأخرى مُهددة بالانقراض، علاوة على ذلك فقد أقرت الحكومات بأن طريقة صيد طائر الأورتولان تُعد غير قانونية ويجب أن تتوقف فورًا.

حيث أنها تُشكل خطرًا على بقاء الأنواع، في حين أن ثمة خطرًا آخر قد ظهر وهو أن البيئة الطبيعية لهذا الطائر تتعرض للتهديد بسبب تغير المناخ والتحضر الذي يُدمر بيئتها، وعلى الرغم من ذلك وبالرغم من قرارات الأمم المتحدة وقرارات جمعيات حقوق الإنسان المُتعددة إلا أن عملية صيد هذا الطائر ما زالت مُستمرة وبأعداد مهولة، وقد نص قانون حظر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للتعرض لهذا الطائر على ما يلي:

  • يحظر القتل العمد أو الاستيلاء على هذه الطيور بأي طريقة كانت.
  • يُمنع تدمير أو إلحاق أي أذى أو ضرر يتضمن إزالة أعشاشهم أو بيضهم.
  • حظر إحداث أي أضرار مُتعمد لهذه الطيور من أي نوع أيًا كان.
  • يحظر بيعهم وشرائهم ونقلهم من مكانٍ لآخر سواءً كانت هذه الطيور حية أو مميتة.

وجدير بالذكر أنه بعد فشل فرنسا في تحجيم أعداد قتل الطائر فقد أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستتخذ إجراءات فعلية ضد فرنسا في محكمة العدل الأوروبية لفشلها في معالجة الانتهاكات التي تحدث لمثل هذه الطيور مع فرض غرامة قدرت بمليون يورو. ولما ذكر من أسبابٍ سابقة أصبحت وجبة طائر الأورتولان من أكثر المأكولات إثارة للجدل على الإطلاق، إلا أن الطهاة الفرنسيين الرائدين في مجال الطبخ يعتبرونه اعتداء على حقوق الإنسان، ويعتبرون قرارات الاتحاد الأوروبي وجمعيات حقوق الحيوان ما هي إلا تشجيع للأسواق السوداء لتداول وشراء وبيع طائر الأورتولان بأسعارٍ باهظة، ويبلغ سعر طائر الأورتولان حاليًا حوالي 100 جنيه استرليني لمثل هؤلاء الذين هم على استعداد لكسر القانون.

كما قال أحد الطهاة الفرنسيين أن هُناك مأكولاتٍ أكثر بشاعة وقساوة من وجبة طائر الأورتولان فلما لا يكن هناك قرارات من قبل الاتحاد الأوروبي وجمعيات حقوق الحيوان بمنعها، ويُعتبر الطهاة الفرنسيين تناول وجبة طائر الأورتولان هي من العادات والتقاليد التي نشأ عليها المجتمع الأوروبي، جدير بالذكر أن من أشهر المعجبين بوجبة طائر الأورتولان هو الرئيس الاشتراكي ميتران الذي تناول وجبة غذائية ضخمة في ليلة رأس السنة في سنة 1995 وقد تم تداول خبر تناوله لإثنين من الأورتولان.

ياسمين أنور

حاصلة على ليسانس لغة عربية جامعة الإسكندرية، شغوفة بالقراءة والاطلاع وأحب عملي ككاتبة جدًا وما يدفعني للأمام هو تشجيكم لي.

أضف تعليق

9 − واحد =