تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » الاشمئزاز من الطعام : كيف نعالجه عند الأطفال بسهولة ؟

الاشمئزاز من الطعام : كيف نعالجه عند الأطفال بسهولة ؟

تعاني الكثير من الأمهات من مشكلة الاشمئزاز من الطعام لدى الأطفال، وهذه المشكلة تجعل الطفل لا يقبل على تناول أنواع كثيرة من الأطعمة لمجرد الاشمئزاز منها.

الاشمئزاز من الطعام

الاشمئزاز من الطعام يعرض صحة طفلك وبنيان جسمه وعقله يعتمدوا بشكل كبير جداً علي طعامه اليومي وكلما كان هذا الطعام مفيداً ومتوازن في المواد الأساسية المهمة كلما نمت صحة طفلك بشكل أفضل، ويواجه الآباء مشكلة كبيرة مع الأبناء وهي الاشمئزاز من الطعام حيث يرفض الطفل الأكل أو رفضه لنوع معين بل ويمكن أن تصل الحالة إلي الاستفراغ بعد الأكل بسبب ما يشعر به من قرف حقيقي بداخله ليس له مسبب حقيقي في شكل أو جودة الطعام المقدم، وقد تصل هذه المشكلة لأبعاد خطيرة فيها تبدأ ظهور علامات الهزل على الطفل نتيجة لفقدان عناصر مهمة من الصوديوم والبوتاسيوم والبروتينات اللازمة لجسد طفلك الصغير، حتى نحل هذه المعضلة علينا أن نتفهم أطفالنا ونفكر بعقول الأطفال البسيطة التي قد لا يستطيعون هم توصيل أفكارهم لنا لنفهم الأسباب ومن خلالها نستطيع حلها وإليك سيدي وسيدتي بعضاً من أهم أسباب الاشمئزاز من الطعام عند الأطفال الصغار وبعض الحلول المتاحة.

حل مشكلة الاشمئزاز من الطعام لدى الأطفال

عدم الجوع

عندما لا يكون الطفل جائعاً حقاً لن تستطيع أبداً تقبل الأكل حيث يتعمد بعض الأهل على فرض الطعام على الأبناء في مواعيد محددة وبكميات كبيرة. وأنا أعلم أنكم تحاولون تعليم الطفل أدب الطعام وكيف للأسرة أن تجتمع معاً على مائدة واحدة، وتجنب تعب الأم في تسخين الأكل مرة أخرى بعد هذا الوقت المحدد، ولكن عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن مشكلة الاشمئزاز من الطعام يجب أن تحل أولاً قبل فرض أدب الطعام فاترك الطفل حتى يشعر هو بالجوع، من ثم سترى كيف له أن يأتي ويطلب ويأكل بطريقة طبيعية تماماً، وهذا ينطبق علي الطفل الرضيع لأن كثرة اللبن ليست مفيدة كما تظن الأم إنما فقط الكمية التي يحتاجها ويحددها هو بالفطرة.

اضطراب الأكل القهري أو نهم الطعام

تخيل معي قارئي العزيز أن الطفل قد تكون مشكلته الأساسية هو أنه نهم في الأكل في الأساس، هذا الكلام لا يعقل! ولكن من الممكن لأن الدراسات أثبتت أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب الأكل القهري يميلون لأكل كميات كبيرة جداً من الأكل الغير صحي والذين يعجبون بطعمه من حلويات وطعام مليء بالكربوهيدرات التي تعمل على الشبع الوهمي والغير صحي فلا يقبلون بعدها الأكل الصحي المقدم لهم.

كيف لك أن تعلم أن طفلك يعاني من هذا المرض؟

يجب أن تلاحظ ما يأكله طفلك على مدار اليوم خاصة ما يأكله في المدرسة دون علمك، فإذا رأيت أنه يأكل كميات من الطعام الغير صحي دفعة واحدة بسرعة وفي أوقات غير طبيعية ويزيد في الوزن وينطوي على نفسه فإنها قد تكون إشارات وأعراض لهذا المرض فاسرع باستشارة طبيب مختص، نصيحة بسيطة لتجنب حدوث الموضوع من الأساس بأن ليس كل ما يطلبه الطفل من حلويات وأكل خارجي من المطاعم يجلب له بدافع إحساسك بأنه لم يأكل اليوم وعليك أن تسمح له بالأكل أياً كان نوعه، فهذا يضر أكثر بصحة طفلك ونفسيته وقدرته العقلية.

الخوف من السمنة سبب من أسباب الاشمئزاز من الطعام

هذا السبب يظهر أكثر عند الأطفال كبار السن حيث يصدر الإعلام وما يشاهدوه على التلفاز بالإضافة إلي زملاء المدرسة على أن الجميل والمقبول والشخص اللطيف هو فقط الشخص ذو القوام الرياضي فتتكون في نفسية الأطفال الصغيرة فوبيا من السمنة لاعتقادهم أن باقي الأصحاب لن يلعبوا معهم مجدداً ولن يصيروا مثل الممثلين في التلفاز ذو القوام الرائع فتتكون عندهم لا إرادياً شعور بالاشمئزاز من الطعام والنفور من الأكل كله، فكن منفتحاً مع طفلك وتعلم أن تسمعه وتراعي مشاعره وتعلمه أن ما يفكر فيه قد يكون حقيقي مهماً لصحته ولكن ليس بذلك الشكل الوهمي الكبير وتبدأ بأخذ الأمور علي محمل الجد وتتعلموا معاً كيفية الحفاظ علي المظهر والصحة ولكن مع الاستفادة بأكل البيت الصحي الذي يساعد على بناء عقله وجسمه.

الدلع الزائد

من يوم ولادة الطفل والأب والأم يريدوا أن يشعراه بالحنان في أثناء الأكل حتى حين يكبر يحاولوا أن يضعوا هم الأكل في فمه وما إلي ذلك، في بعض الأحيان يبدأ الطفل بالمحاولة على الاعتماد على النفس ليوقع الطعام علي الطاولة ويتطاير الأكل وفي نفس الوقت النفور من محاولة الأم لوضع الأكل في فمه بنفسها لإحساسه أنه لم يعد صغير، وتبدأ حينها معركة الطعام بينه وبين الأم وصراخ الأب ليفقد في الأخير الطفل شهيته تماماً وينفر الطعام من الأساس، تعلموا أن تعطوا الطفل مساحة كافية حتى يعتمد علي نفسه تدريجياً فيبدأ بتعلم كيفية الأكل ويحب أن يكون فرداً مستقلاً مثلكم وتجعلوا من المائدة مكان حميمي تجتمع إليه العائلة للاستمتاع بالأكل وستلاحظ بالتأكيد اختفاء مشكلة الاشمئزاز من الطعام مع مرور الوقت.

هو لا يحب هذا الصنف

يعتقد بعض الآباء والأمهات أن من أداب الطعام أنه لا يجب على الطفل الاشمئزاز من الطعام أو رفض أي نوع مما يقدم له غافلين تماماً عن فكرة بسيطة وهى أن هذا الطفل إنسان له مشاعر وأحاسيس مختلفة قد لا تكون مبررة حتى في بعض الأحيان وإنها فقط مسألة ذوق لا أكثر، لا تجبروا الطفل على أكل ما لا يحب وتقديم نوع مختلف يحتوي على نفس المواد الغذائية حتى يستفيد منها، أو ببساطة محاولة تقديم نفس الطبق بشكل أخر مثال على ذلك أن الطفل لا يقبل أكل الدجاج المشوي ولكن حين تقدم الأم الدجاج علي شكل قطع بانية يأكلها الطفل وتكون محببة لديه، فكن أنت واعي للطفل واحتياجه وتفاعل مع الأمر بكل بساطة وهدوء.

خبرة سيئة

سبب من أسباب الاشمئزاز من الطعام عند الأطفال هو الخبرة السيئة من هذا النوع من الطعام مثال على ذلك: تقدم الأم سمكاً مشوياً لذيذاً لكنها تغفل عن شوكة واحدة صغيرة في تقديمها للطفل فتجرح تلك الشوكة فم الطفل ليأخذ وقتها عقله الصغير دور دفاعي في شكل اشمئزازه من أكل السمك مرة أخرى وقيس على هذا المثال الكثير من الأحداث اليومية والمشاهد التلفزيونية أحياناً، بالتالي عليك محاولة فهم الطفل وسؤاله وحين تدرك الأمر، عالجه بحكمة باستخدام وسائل تفهم الطفل أن ما حدث كان مجرد حادثة وأن الطبق من السمك مثلاً سيكون خالي من الشوك أو على طريقة سمك الفيليه الخالية من الشوك.

شعور الطفل بالغثيان

قد يكون مشكلة الاشمئزاز من الطعام عند طفلك مصاحب لكونه كلما أكل وجبة يبدأ بالشعور بالغثيان والتقيؤ ما يجعله يقرف من الطعام بشكل عام، إذا تكرر هذا الأمر كثيراً فزيارة الطبيب مهمه جداً للتأكد من صحة الطفل ومعدته وإنما قبل ذلك فجربي أن تغيري من محتويات الطعام، عليكِ أن تدركِ سيدتي أن معدة الطفل ليست مثل الكبار فلا يستطيع هضم كل الأنواع خاصة في السن الصغير فوجبتك الغنية التي تحتوي علي جميع الأصناف من المالح والحلو والفواكه كلها تعمل على إحساس بالغثيان عند عدم القدرة على الهضم, حاولي أن تقللي الأصناف خاصة التي قد تحتوي على زيوت ومواد تصيب المعدة بالغثيان، أو عمل أطباق مهروسة أكثر ومناسبة لسن طفلك باستشارة خبير أغذية إن كنتِ لا تعملين هذه الأمور.

مشكلة نفسية

قد تكون الأسباب السالفة كلها ليست مشكلة حقيقة وإنما هي مشكلة نفسية مع الطفل، لأن الطفل يتأثر بكل من حوله وبالمشاكل العائلية وبمشاكل المدرسة والدراسة الصعبة أو حتى تعرضه لصدمة نفسية كبيرة لا يستطيع التعبير عنها لسنه الصغير وعدم وعيه الكامل لها ويخرج هذا العامل النفسي على صورة الاشمئزاز من الطعام, عليكم إذاً تفهم الوضع والانفتاح التام في التكلم مع الطفل ومصارحته حتى وإن استدعي الأمر لعرضه على دكتور نفسي يتفهم الوضع بشكل أفضل إذا فشلت كل المحاولات، عندها قد تتدارك المشكلة الأساسية ويختفي بذلك عرضها الجانبي بالنسبة إلي الطعام.

مشكلة طبية حقيقة

قد يكون لدى الطفل مشكلة طبية حقيقة تجعله يفقد الشهية من نقص معين في الغدة الدرقية أو مشاكل بالأمعاء والمعدة، وهناك الكثير من الأمراض من أعراضها فقدان الشهية، عندها يجب عرض الطفل على طبيب أطفال لمعالجة المشكلة ويمكن أن يصرف الطبيب فاتح للشهية ليرجع ويستعيد الطفل عافيته ووزنه الذي قد يكون خسره بالتدريج واتباع نصائح الطبيب في التغذية السليمة لأن جسد الطفل هش جداً ويجب أن يُعامل برفق.

بعض النصائح الأخيرة قد تساعدك في التغلب على الاشمئزاز من الطعام عند الأطفال

  • لا تغضب أبداً على الطفل ولا تدخل في دور العناد معه اجعل للطفل الحرية التامة في الأكل.
  • لا تستعجل الاستجابة ولا تسرع للطبيب حتى لا يشعر الطفل أن به علة كبيرة ويزيد النفور أكثر بالخوف.
  • لا ترغم الطفل على الأكل لأن مذاق كل شيء في الحياة يصير مراً بالإكراه، تعامل معه بهيئة الإنسان العاقل ذو المشاعر المرهفة لأنه يستحق تلك المعاملة.
  • حاولي أيتها الأم الابتكار في طرق تقديم الطعام بأطعمة مختلفة وشكل لطبق مختلف حتى ينجذب الطفل مثلما ينجذب للحلوى بشكلها المبهر وبذلك تكونين قد أصبتِ عصفورين بحجر واحد، عالجتِ مشكلة الاشمئزاز من الطعام بل وجعلت طفلك يحب الطعام من خلال التجديد.
  • اجعل من وقت الطعام وقت مهم في اليوم وممتع ولا تجعل عملك أو التلفزيون يلهونك عن الكلمة الطيبة
  • والسؤال عن أبنائك فذلك يساعد وينشط النفسية لتقبل الطعام.
  • لا تستعمل أبداً طريقة المكافأة (إذا أكلت كل الطعام سأعطيك الحلوى وأجعلك تسمع التلفاز) فأولاً سيأكل الطفل فقط ليرضيك ويحصل على ما يريد بإجبار نفسه من ثم سيدرك أنه سيأخذ ما يريد في كل الأحوال ويبدأ بالاشمئزاز من الطعام والنفور منه.
  • لا تفرضي نوعاً معيناً على سبيل المثال إصرار الأم على شرب اللبن، لا سيدتي هناك دائماً بدائل مثل الزبادي والبيض وحتى بإضافة اللبن إلى مشروب الشيكولاته وصنع الأيس كريم بدون إدراك الطفل تماماً على وجود اللبن.
  • مشكلة أكل “الساندوتشات” فالأم تعطي طفلها رغيف خبز يحتوي على حشو كثير فيأكل الطفل الحشو ويترك الخبز، قد يكون عليك سيدتي فقط تخفيف الحشو بعض الشيء لأن فم الطفل الصغير لا يتحمل قطمه مرة واحدة ولا يدرك أن هذا ما عليه فعله من الأساس فعلميه ودربيه على فهم الطريقة.
  • اجعل طفلك يختبر التذوق من خلالك أو من خلال أصدقائه، لأنه معروف عن الأطفال الغيرة فتارة يرى أمه وأباه أو صديقه لا يحب هذا النوع فلا يحبه هو، وتارة أخرى يرى استمتاع الآخرين بهذا الطعم فيطلب أن يجربه هو أيضاً، لا تقلل من ذكاء طفلك وإنما فقط اعمل على أثارة فضوله لتجربة الشيء الجديد.

نصيحة مهمة للأمهات الحوامل تخص بالموضوع

حيث أثبتت بعض الدراسات الأخيرة أن ما تأكله الأم الحامل أثناء الحمل وما تحبه وما تكره يتفاعل معه الجنين بشكل كبير ليصير فيما بعد يحب ويكره نفس الأطعمة دون أن يعرف حقاً لماذا، فيمكن الأم أن تتعلم هي أيضاً قبول الطعام الصحي والعادات الصحية أثناء فترة الحمل لأنها مفيدة لكِ ولطفلكِ دون أن تدري.

أخيراً عزيزي القارئ أحب أن أقول إن الأمر ليس كما تظن وطفلك في الأغلب لا يشكوا من شيء سوى أنه مجرد طفل يتعلم الحياة ويكتشفها بالتدريج، قد تفاجأ يوماً بنفور طفلك من الطعام أو نوع معين وبعده بمده تراه يطلب منك هذا النوع أو بأكله طبيعي، هذا لأنه طفل والأطفال يتغيرون سريعاً ويختبرون الحياة بشكل رائع في كل ساعة من اليوم فاترك له الحرية التامة وساعده فقط بالاحتضان والتقدير والفهم لشخصيته الكبيرة حتى تتخطى معه مرض الاشمئزاز من الطعام.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

أربعة × 2 =