تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » كيف تستغل الإجازة الصيفية وما الأنشطة التي يمكن ممارستها خلالها؟

كيف تستغل الإجازة الصيفية وما الأنشطة التي يمكن ممارستها خلالها؟

للطلاب والطالبات تعتبر الإجازة الصيفية بالنسبة لهم وقت طويل من الفراغ يمكن قضاءه بأفضل صورة ممكنة لولا الكسل وانعدام الخطة لاستغلال هذا الفراغ والاستفادة بالأنشطة المفيدة، فكيف يمكن استغلال هذا الوقت والخروج منه باستفادة؟

الإجازة الصيفية

يقع الكثير من الطلاب خصوصًا للمراحل الجامعية والثانوية في فخ الإجازة الصيفية وعدم الاستعداد لها وبالتالي قضاءها بين النوم والتسكع ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي رغم أن الكثير من الأشياء يمكن ممارستها خلال هذه الفترة حتى تستفيد منها بأفضل صورة ممكنة وهذه الأشياء ليست مكلفة بل على العكس بعضها يمكن أن يدر عليك الدخل الوفير المناسب لخبراتك ومهاراتك البسيطة في هذه الفترة فكيف يمكنك الاستفادة من فترة الإجازة الصيفية وعدم تركها تضيع من بين يديك؟

ما الذي تريده من الإجازة الصيفية ؟

قبل أن تقدم على الحديث عن الإجازة الصيفية اسأل نفسك ما الذي تريده منها؟ الحقيقة أنك لا زلت في المرحلة التي يتشكل فيها وعيك وتتكون شخصيتك خصوصًا إن كنت في المرحلة الثانوية أو الجامعية وبالتالي تريد أن تصقل وعيك وخبراتك ومهاراتك بشيئين هما: الخبرة الحياتية والخبرة المعرفية، وما سنتحدث عنه في السطور التالية يحقق الناحيتين، خصوصًا أن هذه النشاطات ستخبرك عما يجب أن تفعله في المستقبل أو المجال الذي يناسبك، ولن يأتيك المجال الذي تحبه راكعا تحت قدميك ما لم تختبر الحياة وترى طريقك الذي يجب أن تسلكه ولن تجد أفضل من فترة المراهقة وما تلاها من أجل اكتساب الخبرات واختبار الحياة والتنقيب عما يستهويك.

القراءة

هذه النصيحة ليست للطلاب خلال الإجازة الصيفية فحسب ولكن لكافة البشر في كل السنين، القراءة هي المساحة الوحيدة التي توفر لك كما كبيرا من المعارف والثراء العقلي والوجداني وتوسع مداركك وتجعلك أكثر تفهما للحياة وإدراك للواقع ووعي بذاتك ومحيطك، من الممكن في هذه المرحلة أن تقرأ أشياءً لا تفهمها ومن الممكن أيضًا أن تطلع على أشياء لا تهتم بها كثيرا ولكن كل حرف تقرأه سيعود عليك بالنفع في المستقبل وستتذكره لاحقا، أكثر شيء ندمت عليه أنني لم أقرأ كثيرا في الوقت الذي كانت فيه شهيتي مفتوحة لقراءة أي شيء خصوصًا خلال مرحلة الثانوية والجامعة قبل أن تأخذني دوامات الحياة، لذلك ضع لنفسك خطة خلال الإجازة الصيفية ولا تضغط على نفسك، لو قرأت عشرة كتب فقط خلال هذه الفترة فهذا ربح كبير جدا لك.

مشاهدة الأفلام الوثائقية

معرفة ذاتك تبدأ من معرفة الواقع والواقع لا يمكن أن يكون يوما في الفضاء بل هو عنصر مكون من عناصر فترات زمنية متصلة ومتلاحقة وبالتالي العلوم والتاريخ والسير ومعرفة البلدان والنقاط المفصلية في عمر الشعوب كل هذا سيكون هاما لك جدا وهذا توفره مشاهدة الأفلام الوثائقية المتواجدة بوفرة على الإنترنت وهي أكثر سهولة من القراءة حيث ما عليك سوى الجلوس أمام حاسوبك أو حتى التمدد والإمساك بهاتفك لمشاهدة العديد من الأفلام الوثائقية التي تمدك بعدد لا نهائي من المعلومات والمعارف، وأنت في مرحلة يجب عليك فيها التزود بالعلم والمعرفة حتى تستطيع مواجهة العالم المتوتر من حولك وفهمه حتى تفك تعقيداته، لذلك ضع خطة أيضًا خلال الإجازة الصيفية لمشاهدة الأفلام الوثائقية، ابدأ بأكثر شيء يشغلك أو تريد أن تعرف عنه، يمكنك مشاهدة فيلما كل يوم أو حتى كل أسبوع، لا يهم.. حسب قدرتك ولكن ضع لها مكانا بارزا في جدولك.

العمل التطوعي

لا يمكن لإنسان أن يكون نافعا لنفسه ما لم يكن نافعا لغيره، بالتالي يجب عليك التطوع خلال الإجازة الصيفية لتحقيق النفع للناس وأيضًا النفع لنفسك حيث سيعلمك العمل التطوعي الاعتماد على نفسك وحل مشاكل الآخرين ومساعدتهم وهذا سيجعلك شخصا أفضل على جميع المستويات حيث سينزع الأنانية من نفسك ويجعلك أكثر مرونة وحساسية ورهافة وقدرة على التعامل مع الناس والإحساس بمعاناتهم والرفق بهم، كما أنه سيجعلك تحتك بالآخرين والذهاب لأماكن لم تكن تتخيل حتى مجرد وجودها ورؤية نماذج لم تكن تدري بها، العمل التطوعي له أهمية كبيرة جدا لا تجعلها تفلت منك.

أخذ دورات على الإنترنت

الإنترنت الآن أصبح باحة واسعة لاكتشاف مجالك وشغفك وبدلا من تضييع الوقت على منصات التواصل الاجتماعي بلا فائدة طوال اليوم يمكنك أخذ دورات مجانية في الأشياء الأساسية سواء التسجيل في مساق من المساقات المجانية أو مشاهدة الفيديوهات التي تبسط المجالات والمواد المعرفية المختلفة، وهذا هو أضعف الإيمان حيث هناك منح طوال الوقت للمتدربين يمكنك التقديم بها مجانا أيضًا، ولذلك أخذ دورات في أساسيات الأشياء يجب أن يكون العمود الفقري لبرنامج الإجازة الصيفية لأنك ستحتاجه سواء في تحديد مجال دراستك الجامعية أو المجال الذي تود اقتحامه في حياتك المهنية.

تنظيم رحلات للأماكن الأثرية

لا يجب علينا أن ننسى الجانب التاريخي من الأمر والأماكن الأثرية أكبر شاهد متجسد على وجود تاريخ وحضارة لذلك لا تبخل على نفسك بالاستمتاع بمثل هذه الأشياء لأنها بالفعل رائعة وتعطيك فكرة عن الحقب الزمنية المختلفة وتربط لديك الماضي بالحاضر وتمنحك رؤية أكثر توسعا وشمولية للواقع، وبلادنا دائما عامرة بتلك الأماكن وزيارتها لا يكلفك الكثير على الإطلاق ويمكننا اعتبارها رحلة ترفيهية تثقيفية في الوقت ذاته، يمكن أن تقرأ عن المكان الذي تود الذهاب إليه على الإنترنت ويمكنك أن تنظم رحلة إليه سواء مع أصدقائك أو مع أسرتك، هناك دائما متسع عند الجميع لمثل هذه النشاطات.

العمل في مهن مهما كانت بسيطة

كيف يمكنني العمل في مهن بسيطة وأنا في هذه المرحلة؟ عادة يكون العمل هنا لمجرد الاحتكاك بالآخرين وإثراء تجربتك في الحياة واكتشاف المجال الذي يمكن أن يستهويك، هناك الكثير من الوظائف تقبل الطلاب وهي عادة تكون بأجور زهيدة نوعا ما ولكن ليس الهدف هنا هو جني المال وإنما تعلم الاعتماد على النفس وإدارة ميزانيتك على حسب دخلك وأيضا كما قلنا وهو الأهم إثراء تجربتك والخبرات والمهارات التي ستحملها بعد إنهاءك هذا العمل بدلا من أن تقتحم الحياة العملية بعد الجامعة حيث تكون محبطا وغير مرنا لاعتيادك على حياة الجامعة المرفهة دون أدنى شعور بالمسئولية أو الاعتماد على النفس خصوصًا وأنت الآن لعدم اعتيادك على العمل بلا خبرات أو مهارات، لذلك اجعل الإجازة الصيفية تدريب على العمل والاعتماد على النفس.

المرح والمصيف والسفر

لا يمكن أن نغفل الجانب الترفيهي أيضًا في الإجازة الصيفية لأنها اسمها إجازة أي مسموح بها فعل ما تريد بالتالي لا تتباطأ في الشبع من أصدقائك والجلوس معهم والمرح وتبادل الدعابات والمزاح والتسكع معهم والسفر لأن هذا مهم أيضًا في مرحلتك العمرية هذه ولكن يكون الأمر باعتدال أيضًا فلا تولي التسكع والمرح كل الوقت أو يطغى على معظم وقتك بل اجعله فترة محددة والباقي اصنع منه الخبرات والمهارات والمعارف والاستفادة.

اجعل الإجازة الصيفية وقتا رائعا تستفيد منه أكثر حتى من المدرسة والجامعة أو اجعلها مكملا للمدرسة والجامعة، تحرر من الصورة النمطية عن الإجازة كفترة للمرح والتسكع، نريد أن نخرج من هذه الفترة وأنت شخصا آخر تماما.

محمد رشوان

أضف تعليق

17 − اثنان =