تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » علاقة جديدة : كيف تدخل في علاقة جديدة بعد الفراق ؟

علاقة جديدة : كيف تدخل في علاقة جديدة بعد الفراق ؟

الدخول في علاقة جديدة بعد الفراق ليست أمرًا مستحيل الحدوث، فمع بعض المساعدة من هنا وهناك، يمكنك أن تبدأ علاقة جديدة بشكل سريع، في السطور المقبلة نرشدك لذلك.

علاقة جديدة

قد تبدو فكرة الدخول في علاقة جديدة بعد الفراق مخيفة. سواء أكان الفراق بعد علاقة قصيرة أو علاقة طويلة الأمد، الفراق بشكل عام يتركك وأنت تشعر بعد الأمان وفقدان الثقة والاكتئاب والخوف والتوتر من اقتراب أيّ شخص جديد منك. لكن مع التركيز على احتياجاتك وتحديد العلاقة المناسبة ومحاولة الوصول إليها، ستتمكن من الدخول في علاقة جديدة تحمل معالم استمرارية وأمان الخبرات المتراكمة.

الفراق، أيًّا يكن من طلبه، أنت أم شريكك، دائما ما يجرح ثقتك بنفسك. تواصل مُساءلة نفسك عن أين أخطأت وكيف، وهل تستطيع تجنب الخطأ في المرة القادمة أم ستكرره؟ وما السبيل إلى ذلك؟ وكيف تُذهب عنك الخوف من الآخرين الذين يحاولون الاقتراب منك ويحملون معهم احتمالات علاقات جديدة، أو كيف تتقرب أنت من آخرين طالبًا علاقة جديدة بحماسة بعد انكسار قريب؟ كيف تتوقف عن لوم نفسك والبدء في ممارسة الحياة من جديد بثقة وأمل في احتمالات سعادة قادمة؟

بالتأكيد بعد الفراق تكون محمّلاً بكل أسباب فشل العلاقة السابقة، ومعها حزن جديد وعمر إضافي وزمن يهرب من بين أصابعك، وإن لم يكن الخوف من الآخر ما يمنعك، فهو خوف من نفسك ومن فشلك أنت ومن شعورك بالوضاعة والعجز. فتتسلح –كميكانيزم نفسي دفاعي-بكل الطرق التي تمنعك من الدخول في علاقات جديدة، الخوف أسوار تبنيها حولك وتبقى سجينًا بداخلها. لكن الحياة تمضي خارجنا وبداخلنا، وهي لن تسمح لك بالبقاء وحيدًا لوقت طويل، بتحمل البقاء وحيدًا لوقت طويل، عاجلاً أو آجلاً ستضعف الأسوار تدريجيًا وتكون جاهزة لمن يدفعها برفق فتسقط، ويراك من خلفها، احتمالاً جميلاً لحياة رائعة. في هذه اللحظة عليك أن تكون جاهزًا بأمل أكبر واستعدادات حقيقية لعلاقة جديدة ومعها عالم جديد.

كيف تنجح إذن في الدخول في علاقة جديدة بعد الفراق ؟

انتقِ الوقت المناسب

من الهام أن تختار الوقت المناسب لنفسك، أن تكون قد منحتها وقتًا كافيًا للوحدة والتأمل في العلاقة السابقة وتقدير ما حدث وأين كان الخطأ، وفوق كل هذا وقتًا كافيًا للخروج من أيّ ارتباطات عاطفية –إيجابية أم سلبية-بشريكك السابق. أن تكون في اللحظة الملائمة تمامًا للدخول في علاقة جديدة ، باستعداد نفسي يكفيك لتحمل مزيج الأمل والتطلع مع مساحةِ تقبّلٍ مريحةٍ لشخص جديد بمميزاته وعيوبه دون أن تُسقط عليه مشاكل علاقتك السابقة.

تعلّم من أخطائك السابقة

وحتى لو انتهت علاقتك السابقة بشكل سيء، فهي لا تزال درسًا قيّمًا لك. يساعدك التفكير في أسباب فشل العلاقة السابقة في تحديد ما تريد من العلاقة الجديدة وما الجوانب التي تحتاج لإصلاحها في نفسك. لا يعني هذا تحطيم نفسك محاولا الوصول إلى أساس الخطأ الذي حدث، احذر من هذا، فقد تسقط في هوة شعور بالذنب أو تنفجر في شعور بالغضب المرضيّ. عوضًا عن ذلك، استخدم التجربة بشكل عمليّ كي تنضج أكثر وكي تحصل على علاقة جديدة صحية وأكثر سعادة.

المجهول جميل أحيانًا

حاول التعرف على أناس جدد بطرق تختلف عن طرقك السابقة، زر أماكن جديدة وجرب طرقًا مختلفة للكلام وارتداء الملابس وتناول الطعام والحياة. فلتكن حياة جديدة حقًا لا محاولة للحصول على علاقة جديدة فحسب. تمسّك بالتفاؤل، ولا تستسلم للرغبة في الوحدة والاكتئاب التي تأتيك كل حين. الحياة أكبر من حدود منزلك أو غرفتك، وحتى لو لم يكن أمر حصول على علاقة جديدة ، فالحياة تستحق أن تراها وتجرّبها بكل أوجهها، وأنت تستحق فرصًا جديدة وحيوات جديدة كثيرة.

لا تعرف متى ولا أين ستقابل شريكك القادم، عند أيّ منعطف ولا على أيَة ضفة لنهر ولا في أيَة حديقة بجوار أيّ نوع من الزهور. لا تحبس نفسك إذن وعانق الحياة كأنك تولد من جديد.

لا تخفض من سقف توقعاتك

لا يعني فشلك في علاقة سابقة أن تحاول الارتباط بأيّ شكل، ولا يعني هذا أن تحاول الحصول على شريك بأيّ ثمن حتى لو لم يكن مناسبا لك. بعض الناس يخفضون سقف توقعاتهم بشكل سيء ويقبلون بأقل مما يتوقعون لأنهم يقيمون أنفسهم بعمر أكبر وخسارات أكبر، فيرون في الرضا بالقليل اتجاهًا مناسبًا لحياتهم الجديدة. عليكَ أن تواصل بحثك حتى تجد حبًا حقيقيًا هذه المرة. لست أقل من السابق، وما مر من عمر يعطيك الحق في أن تأمل عاليًا، فالباقي يستحق أن تعيشه على أكمل وجه. وسارع بالابتعاد عمن لا تشعر بارتياح كامل معه، وفي هذا استغل خبراتك السابقة كي تحدد طريقك بشكل صحيح وملائم.
كن أمينًا.

كن صادقًا

الصدق في التعبير عن نفسك من أهم ضمانات الحصول على علاقة جديدة صحية. سيساعدك ويساعد من تحاول الارتباط به أن تكون صادقًا تمامًا في التعبير عن صفاتك وفي إيضاح متطلباتك. لا تحاول تجميل نفسك، فلست قبيحًا أبدًا. ولست في حاجة لمخادعة أيّ شخص كي تحصل على علاقة جديدة ، عليك أن تكون أنت وأن تثق في أنكَ تستحق الحب على ما أنت عليه.
كن منفتحًا.

هذه علاقة جديدة

أعرف أنك مللت الكلام عن نفسك ومحاولة شرح نفسك. وبذلت مجهودًا كبيرًا لكل هذا في علاقة سابقة، وظننت أنك صرت أخيرًا مفهومًا وقريبًا من شخص آخر يراك كما أنت ويحبك. يأتيك يأس الآن حين تفكر في اضطرارك لخوض كل هذا من جديد، لحكي وإيضاح كل شيء من جديد، تعبت ومللت وتخاف نكأ جراح قديمة لو تكلمت أكثر. لكن الأمل الجديد والحياة الجديدة يتطلبان شرحًا جديدًا لنفسك. أنت لا تعرض نفسك وتفتح أبوابها أمام شخص جديد وحسب، أنت تغيرت، وأنت بحاجة لأن تحكي نفسك الجديدة بصوت عالٍ أمام شخص آخر كي تسمعها معه وتراها وتفهمها معه. وبهذا تقترب منه وتحبك وتحبه في الوقت نفسه.
استمتع بوقتك

كلما استمتعت بوقتك وكنت على سجيتك أكثر كلما اقتربت من مقابلة شخص مناسب لك أكثر، فهذا هو الدليل على كونك تتبع الدرب الصحيح. وحتى إذا لم تجد بطل علاقتك الجديدة، فقد استمتعت بأماكن وأشخاص وتجارب جديدة.

لا تيأس

لا تفقد الأمل وتيأس مع فشل محاولاتك الأولى، أو إذا مضى وقت قبل أن تحصل على علاقة جديدة مناسبة. اليأس هو الفشل الحقيقي. تذكّر، السعادة في الطريق أيضًا كما هي السعادة في الوصول.

في النهاية، عليك أن تؤمن باستحقاقك الحصول على حياة جديدة وعلاقة جديدة أفضل، لست أقل ولست فاشلاً لأنك دخلت علاقة لم تنجح، الطبيعي هو أن نجرب أكثر من مكان في الحياة قبل أن نستقر تمامًا ونجد مكاننا الملائم، والتجارب توسّع المدى، وتجعلك تحيا حيوات متعددة. وبوجهة نظر مغايرة قليلاً، سترى أن التجارب تجعلنا أقوى لا أضعف، وبالتالي أقرب للسعادة والأمل وتحقيق حلم قديم يتجدد كل حين ولا يموت حتى يجد كيانا كاملاً يتجسد فيه، في علاقة جديدة سعيدة ومناسبة لك. وكل هذا لا يتحقق إلا بالسعي، بالمحاولة، بأن تعمل على تحسين نفسك وفهمها والاقتراب منها. وأن تفتح قلبك وتملأه بالأمل والاستعداد للعلاقة الجديدة القادمة. لا شيء يمنع أن يكون القادم أجمل وأحلى.

سارة إبراهيم

طبيبة وكاتبة ومترجمة من مصر

أضف تعليق

واحد × 2 =