تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كيف أدخلت أفلام فريد شوقي فن الأكشن إلى السينما المصرية؟

كيف أدخلت أفلام فريد شوقي فن الأكشن إلى السينما المصرية؟

أفلام فريد شوقي هي في الحقيقة مجموعة من الأفلام المميزة التي تنتمي بشكل مُباشر إلى نوعية الحركة، وتعد تلك الأفلام نقلة كبيرة في هذا المجال، ودائمًا ما يجد المشاهدين المتعة في مشاهدتها، فكيف يُمكن يا تُرى تحقيق الاستمتاع منها؟

أفلام فريد شوقي

طبعًا عزيزي القارئ لا خلاف على كون أفلام فريد شوقي التي صدرت خلال النصف الثاني من القرن المنصرم أحد أبرز مجموعات الأفلام التي صدرت على مدار تاريخ كامل النجوم، فبكل تأكيد ثمة العديد من الممثلين الكبار الذين كان لهم أفلام هامة، لكن فريد على وجه التحديد كان شيء مختلف وعلامة فارقة إن جاز التعبير، وربما الدليل الأكبر على ذلك أنه بالرغم من مرور كل هذه السنوات وتقدم سينما الحركة بكل هذه الإمكانيات إلا أن أفلام هذا الرجل لا تزال تحتفظ بالجرعات الأكبر من الإبداع والواقعية في استخدام فن قد يكون فريد على مصر مثل فن الحركة، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نقترب أكثر من عالم أفلام فريد شوفي ونعرف كيفية اعتبار هذا الرجل مبتدع فن الحركة في مصر وما هي يا تُرى أهم وأفضل الأفلام التي شارك بها وتُثبت ذلك، فهل أنتم مستعدون للقيام بهذا الأمر؟ حسنًا لنبدأ.

فريد شوقي والسينما

أفلام فريد شوقي فريد شوقي والسينما

على عكس ما قد يتصوره البعض فإن فريد شوقي لم يكن مجرد شخص يؤدي حركات قتال في الأفلام ويعتمد على جسده، بل إن الرجل لم يكتفي فقط بالتمثيل وإنما شارك كذلك في عمليات التأليف للكثير من الأفلام لدرجة أن عدد الأعمال التي شارك بها وصلت إلى حوالي أربعمائة فيلم، وهو رقم كبير طبعًا لكن شوقي لم يكتفي بكبر الرقم وإنما صنع نجاحه الخاص داخل هذه الأفلام وفرض أسلوبه وشكل تمثيله الذي لم يكن موجودًا في ذلك التوقيت، فالرجل ظهر في وقت كانت أعمال الحركة فيه مُجرد أفلام نمطية يُستخدم فيها أشياء بدائية تقول بوضوح أن تلك المشاهد ليست حقيقية، على العموم، علاقة فريد شوقي بالسينما كانت طوال الوقت علاقة حب متبادل، فهو قد أخلص لها وهي جعلته نجمًا لفترة طويلة من الوقت، بل والنجم الأول دون وجود أي منافسين له، خصوصًا بالمجال الذي يبرع فيه.

كيف نجحت أفلام فريد شوقي ؟

أفلام فريد شوقي كيف نجحت أفلام فريد شوقي ؟

بالطبع عزيزي القارئ أنت تعي جيدًا أن أفلام فريد شوقي كانت الأكثر نجاحًا خلال القرن الماضي وتمكنت من إدخال فن الحركة إلى مصر وجعلته نوع سينمائي يحظى بالتقليد لاحقًا مع محاولات شبه مستحيلة للوصول إلى نفس المستوى الذي كان يُقدمه هذا النجم، أما عن حالة النجاح التي طالت هذه الأعمال فقد جاءت لعدة أسباب أهمها وضع الأكشن بسمات البطل.

زرع الأكشن في سمات البطل السينمائي

البطل السينمائي في مصر هو الشخص الذي يُمكنه أن يؤدي دور البطولة من حيث حب الخير ومساعدة الآخرين والسعي لحل مشاكلهم وأن يحظى بالحب الخاص منهم، لكن هذا الأمر ليس نمطيًا للدرجة التي تجعله موجودًا في أفلام فريد شوقي التي سعت بكل جدية إلى كسر هذه الفكرة، فقد أدخل شوقي الأكشن ومشاهد الحركة في أعماله بحيث يُمكن أن يُميز العمل الخاص بهذا الرجل بكل سهولة، فأنت تعرف أنك ستجد بطل يُمكنه الشجار مع مئة شخص والخروج منتصرًا، وفي الحقيقة مثل هذه النوعية من الأبطال هي المحبوبة لدى المُشاهد، ومما يُحسب لشوقي أنه لم يُغير من نهجه في أفلامه حتى الفيلم الأخير له، فقط كان يُغير في نوعية الأكشن المقدمة ويجعله مواكبة للعصر الموجود فيه، والحديث في كل ما مضى عن الأفلام التي كانت مُصنفة أكشن في الأساس وليست أفلام الكوميديا النادرة ضمن مشوار فريد شوقي.

نجاح أفلام فريد شوقي بسبب مخاطبة جمهور البسطاء

منذ اللحظة الأولى في أفلام فريد شوقي كان من الواضح تمامًا أن هذا الرجل يُخاطب البسطاء والمهمشين ويعتمد عليهم في تكوين قاعدة كبيرة من الجمهور المستعد لدفع ثمن التذكرة من ثمن قوته من أجل مشاهدة شوقي، أيضًا تلك المخاطبة كانت واضحة للغاية من خلال الأدوار التي كان يؤديها، فقد كان بطلًا لكن بطلًا بسيطًا ومهمشًا من الناس، وكأنك ترى نفسك على الشاشة وليس فريد شوقي النجم الشهير المحبوب، وفي الواقع كل من كسب حب الجماهير والشعبية الكبيرة كان بالأساس متبعًا لذلك النهج في الجذب، وفريد الأستاذ الأول بهذا الأمر.

الولوج لأرضية سينمائية جديدة

لا أحد يختلف طبعًا على أن ما قدمته أفلام فريد شوقي مع بداية تلك المرحلة السينمائية المميزة كان أشبه بالولوج إلى أرضية سينمائية مُختلفة وليست مُتداولة بأي شكل من الأشكال، فالناس في هذه الفترة كانوا معتادون بشكل كبير على أفلام الكوميديا أو حتى الدراما الطفيفة، حتى أفلام الحركة كانت تخرج في شكل كوميدي بسبب استخدام أساليب وطرق ليست منطقية في تنفيذها، في النهاية كان البعض يعتقد أن هذا المستوى هو أقصى ما يُمكن أن تصل إليه السينما المصرية، لكن أفلام فريد شوقي جاءت وغيرت كل ذلك من خلال عرض الأكشن في صورة تبدو حقيقية له وتجسيد أفلام كاملة تدور في صراع يعتمد على ذلك العنصر، وقد كانت تلك النقطة نقلة حقيقية في عالم أفلام الحركة بمصر والوطن العربي.

الاعتماد على الواقعية في التنفيذ

واقعية فريد شوقي كانت كذلك سببًا من أسباب نجاحه، واقعية أفلام فريد شوقي على وجه التحديد، فالرجل لم يكن أبدًا يستخدم التقنيات والمشاهد المُقلدة من أجل إظهار تميزه في هذا المجال، هو فقط كان يستخدم جسده بالإضافة إلى بعض الحركات التي تعلمها، والتي بالمناسبة لم تكن حركات مُتداولة أو شائعة في ذلك التوقيت، لا في مصر ولا في أي مكان آخر، أيضًا كان لا يلجأ إلى المبالغة في تنفيذ المشاهد بحيث يجلس المُتلقي ويجذم بأن الأمر مجرد مسرحية هزلية، بل كان كل شيء يسير وفق الواقع وكأنك عزيزي المشاهد ترى أمامك بالفعل مجموعة من الأشخاص يتشاجرون فيما بينهم على أمر ما حقيقي وليس مجرد تمثيل كُتب بطريقة مُعينة، وبمناسبة الكتابة، كان شوقي هو من يكتب مشاهد الأكشن لنفسه.

وجود كاريزما مميزة لفريدة شوقي

طبعًا الكاريزما المميزة التي يمتلكها النجم فريد شوقي كانت كذلك سببًا في النجاح الكبير الذي حققه هذا الرجل في هذا المجال الهام، فجميعنا يُدرك أن فريد شوقي كان شبيهًا بالبطل الشعبي الذي يرد ذكره دائمًا في الحكايات، وذلك من خلال الصفات التي يمتلكها وعلى رأسها الصفات الجسدية، أيضًا فريد شوقي كان يتحدث بلهجة مُعينة ويضرب بطريقة مُعينة ويمشي بطريقة مُعينة، كل ذلك في النهاية جعله يقترب أكثر وأكثر من فكرة التميز التي نتحدث عنها لدرجة أن البعض يرى بأنه لم يكن من الوارد جدًا العثور على أي شخص آخر يُمكنه أن يكون نجم أفلام فريد شوقي ذات الطابع الحركي في ذلك التوقيت بخلاف فريد شوقي، والذي استمر في تأدية ذلك لأكثر من ثلاثة عقود.

اختفاء فن الحركة بذلك التوقيت

يقال دائمًا جزء كبير من نجاحك يأتي أساسًا بسبب فشل الآخرين، وهذا بالضبط ما حدث فيما يتعلق بالنجم فريد شوقي وأفلام التي حققت نجاحًا كبيرًا في النصف الثاني من القرن المنصرم، فمن المؤكد أن شوقي كان ممثل متميز ويستحق فعلًا القدر والمكانة التي وصل إليها، لكن في نفس التوقيت لا يُمكننا إغفال إخفاق الآخرين وكونه جزء كبير من ذلك الفشل الذي نتحدث عنه، إذ أنه في تلك المرحلة لم يكن هناك أي بطل شعبي يُمكن أن يُصبح نجمًا سينمائيًا بمجرد أن يظهر على الشاشة حتى يبدأ في إثارة حماس الآخرين واهتمامهم، فقط كل ما هُنالك تواجد بعض النجوم الذين يُحاولون من بعيد ويجدون أنفسهم أكثر في الكوميديا و الإثارة والغموض ومثل هذه المناطق التي من السهل تمامًا الولوج إليها، أما الحركة فكانت بعيدة عن الجميع.

الاستمرار حتى سن كبير

ما العمر الذي يُمكننا القول عند وصوله أن ذلك النجم قد قدم كل ما كان يملكه في مجال الحركة على وجه التحديد ولم يعد ذلك الدور مناسبًا بالنسبة له؟ سن الثلاثين؟ الأربعين؟ حسنًا، قد فريد شوقي أفلام الحركة حتى سن الستين، بل ربما تجاوز ذلك السن بأفلامه، وهو أمر قد لا يكون قابلًا للتصديق في البداية لأنه وببساطة شديدة لا يُمكن الاعتماد في هذا الفن سوى على الطاقة الجسدية والقوة، وهو ما لا يكون حاضرًا في الغالب في مثل هذا السن، لكن بالنسبة لفريد شوقي فإن الوضع كأن أشبه بمعضلة صغيرة نجح في التفوق عليها بسهولة وقدم بالفعل أفلام في سن كبير تبدو معجزة بالنسبة لمن شاهدها، ولهذا فإنه عندما يوصف بكونه ملك الحركة في مصر لا تكون هناك أي مُبالغة في ذلك.

أهم أفلام فريد شوقي

أفلام فريد شوقي أهم أفلام فريد شوقي

طبعًا لا يُمكن الحديث عن فريد شوقي دون أن نلج إلى أهم شيء يُمكن أن يمثل هوية هذا الرجل، والحديث هنا عن أفلامه بكل تأكيد، إذ أنه خلال فترة ليست بالقليلة، تتجاوز الثلاثة عقود، شارك في الكثير من الأفلام المميزة التي حُفرت في أذهان جميع المشاهدين في أكثر من جيل، وربما أهم هذه الأفلام جعلوني مجرمًا.

أفلام فريد شوقي جعلوني مجرمًا 1955

يدخل فيلم جعلوني مجرمًا ضمن الأفضل في ذاكرة السينما المصرية، حيث أنه ثمة قائمة تجمع المئة فيلم الأكثر تميزًا حسب أراء النقاد وهذا الفيلم يتواجد ضمنها، وهو يُعتبر كذلك الفيلم الذي شهد تفجر نجومية فريد شوقي ليُصبح ذلك الاسم الكبير في عالم السينما المصرية، على العموم، صدر الفيلم في عام 1955 وكان من بطولة فريد شوقي وهدى سلطان، لكن المفاجأة هنا أن الفيلم أيضًا كان من تأليف وإنتاج فريد شوقي، حيث أن الفيلم كان عبارة عن قصة حقيقية عرف بها فريد من خلال شقيقه الضابط الذي كان مُشرفًا على أحد الملاجئ، والقصة باختصار حول سلطان الذي يُقرر الانتقام من جميع من ظلموه، فمن هم الذين ظلموه يا تُرى وكيف حدث ذلك الظلم؟ هذا هو الموضوع الذي يدور حوله الفيلم.

عنتر بن شداد 1961

لا يُمكنك عزيزي القارئ بالتأكيد أن تكون جلست أمام التلفاز كثيرًا خلال طفولتك ولم تُشاهد أحد أهم وأبرز الأفلام على الإطلاق في تاريخ السينما، فبغض النظر عن جودة الفيلم هو أيضًا يُعتبر الأشهر بين كل أفلام القرن المنصرم، على العموم الفيلم تدور قصته حول البطل الشهير عنتر بن شداد وحكايته مع عبلة التي كان يُحبها وكيف جرى الأمر وما هي الطلبات التي طُلبت من عنتر وكيف تمكن من تحقيقها وقبل كل ذلك ما هي أشكال البطولة التي ظهر بها عنتر وجعلته يُخلد في الأذهان وتتناقل سيرته بين الناس، الفيلم رائع حقًا وشهر طفرة في حروب السيوف بالسينما المصرية، ولا يخفى على أحد أن الفيلم صدر في شكل عدة أجزاء وانبثقت منه عدة أفلام مميزة تدور في نفس القالب.

كلمة شرف 1973

من أفلام فريد شوقي الهامة التي تشارك فيها مع عدد كبير من النجوم فيلم كلمة شرف الذي صدر عام 1973 وكان من بطولة فريد شوقي بالإضافة إلى أحمد مظهر ورشدي أباظة ونور الشريف وهند رستم والكثير الكثير من النجوم الهامين في هذه المرحلة، بينما كان الإخراج من نصيب حسام الدين مصطفى والتأليف من نصيب فاروق صبري بالتشارك مع بطل العمل فريد شوقي الذي قلنا قبل قليل إنه كان يُشارك في كتابة الكثير من الأعمال التي يُشارك بها، على العموم، الفيلم كان يتحدث عن شخص يتعرض للظلم بشكل أو بآخر ويبدأ في السعي من أجل جلب حقه ممن قام بظلمه، فما الذي سيحدث في نهاية المطاف وهل سينتصر الخير في ذلك الصراع؟ هذا هو السؤال الذي يُحاول هذا الفيلم المميز الإجابة عليه.

تجار الموت 1957

من كتابة على الزرقاني وإخراج كمال الشيخ خاض فريد شوقي بطولة واحدة من أفضل أفلامه في عام 1957، هذا الفيلم كان فيلم تجار الموت الذي جاء من بطولة فريد شوقي وإيمان ورشدي أباظة ومحمود المليجي، والقصة باختصار تدور حول طبيب يفقد الرحمة ويستغل ظروف شاب من أجل إقناعه بالزواج من فتاة ثم بعد ذلك قتلها واقتسام مبلغ التأمين الموضوع على حياتها، وبالفعل يوافق الشاب على هذا الأمر في البداية لكن مع الوقت يكتشف أنه غارق في حب هذه الفتاة ويرفض تنفيذ الاتفاق ويُساعد الشرطة في الوصول إلى ذلك الطبيب الشرير.

30 يوم في السجن 1966 من أشهر أفلام فريد شوقي

في الحقيقة لا يزال فيلم 30 يوم في السجن محفور بأذهان كل عشاق السينما المصرية وليس فقط عشاق فريد شوقي، فالفيلم تدور قصته حول أمشير الفتوة الذي يعمل في أحد الأماكن التي تُشبه البار ويقوم صديقه بارتكاب واحدة من الجرائم الخفيفة التي يكون الحكم فيها السجن لمدة شهر واحد، ثم يطلب صديق أمشير منه السجن بدلًا منه مقابل مبلغ من المال وهو ما يوافق عليه أمشير لتبدأ بعد ذلك شلالات من الكوميديا والإثارة والحركة في خلطة مميزة للغاية أمتعت المشاهدين طوال فترة عرض الفيلم، أما فيما يتعلق بفريق العمل فقد كان الفيلم من بطولة فريد شوقي وأبو بكر عزت ونوال أبو الفتوح، بينما الإخراج من نصيب نيازي مصطفي والتأليف من نصيب بديع خيري ونجيب الريحاني.

صاحب الجلالة 1963

من أبرز أفلام فريد شوقي وأكثرها نجاحًا وانتشارًا وعرضًا على التلفاز حتى وقتنا الحالي فيلم صاحب الجلالة الذي عُرض عام 1963 وكان من بطولة فريد شوقي بالإضافة إلى سميرة أحمد وفؤاد المهندس، بينما التأليف من نصيب السيد بدير والإخراج من نصيب المُخرج المميز الذي كان يتصدر قائمة أهم المخرجين في ذلك العصر فطين عبد الوهاب، على العموم، الفيلم كان يتناول قصة أحد الملوك الذين يأتوا لزيارة مصر ويُصبح معرض للقتل بسبب مشاكل على السلطة والحكم في بلاده، لكن تحدث المفاجأة عندما يُكتشف أن أحد العاملين في الفندق، حسن، والذي يؤدي شخصيته فريد شوقي بالإضافة إلى شخصية الملك، يُشبه تمامًا الملك، وهو ما يجعل مُساعده يستغل ذلك لحماية الملك ووضع ذلك العامل مكانه مُقابل مبلغ ألف جنيه مكافأة له، وتستمر الأحداث بعد ذلك وتتفجر الكثير من المفاجآت.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × 1 =