تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » تقنيات التعلم » يوسي ماس : هل يعتبر برنامج يوسي ماس للحساب مفيدًا لأطفالنا حقًا ؟

يوسي ماس : هل يعتبر برنامج يوسي ماس للحساب مفيدًا لأطفالنا حقًا ؟

يوسي ماس هو برنامج لتعليم الأطفال العمليات الحسابية يقال إنه يساعد على زيادة الذكاء وتوسيع المدارك، لكن هل فعالية هذا البرنامج مثبتة فعلاُ؟

يوسي ماس

انتشر منذ فترة برنامج الحساب الذهني يوسي ماس في أرجاء الوطن العربي، وقد حظي البرنامج على اهتمام واسع من قبل الأسر العربية وبالأخص في مصر، حيث ظهرت العديد من الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية حول معاهد مختصة في تعليم وتطبيق برنامج يوسي ماس، إلا أنه في الآونة الأخيرة واجه العديد من الجدل والانتقادات ما بين إيجابياته وسلبياته، والكثيرين يبحثون عن معرفة المزيد حول برنامج يوسي ماس، ومن هنا نضع بين أيدي قرائنا الكرام التفاصيل الشاملة حول البرنامج وأثره على الأطفال.

يوسي ماس بين الحقيقة والادعاء

ما هو برنامج يوسي ماس ؟

برنامج يوسي ماس وفقا للمعايير العالمية فهو أحد أنظمة الحساب الذهني التي تعمل على تنمية المهارات العقلية والذهنية لدى الأطفال في الفئة العمرية ما بين 4-12 سنة، وتقوم فكرة البرنامج على مبدأ الجمع وفقا للمفهوم الصيني القديم من خلال إجراء العملية الحسابية بطريقة سريعة جدا باستخدام أداة العداد ” اباكوس “.

تاريخ

بدأ تطبيق برنامج يوسي ماس لأول مرة في ماليزيا سنة 1993 من قبل منهجية زهوزوان، وقد حقق منذ انطلاقه نجاح كبير ثم انتشر بعد ذلك في آسيا ودول الخليج العربي وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وأستراليا وأخيرا في مصر.

أهداف يوسي ماس ومزاياه

  • يساعد يوسي ماس على تنمية المهارات العقلية والذهنية لدى الطفل كما يعمل على زيادة نسبة ذكائه وقدرته الاستيعابية بشكل أكبر وفي مرحلة مبكرة من عمره.
  • يسعى برنامج يوسي ماس إلى تدريب الأطفال على التركيز الجيد والقدرة على الانتباه بشكل افضل.
  • يساعد يوسي ماس على تدريب الأطفال على سرعة الفهم والإدراك من خلال استخدام أداة العداد والتي هي من أساسيات التعليم في يوسي ماس.
  • يعمل يوسي ماس بشكل أساسي على تحسين استيعاب الطالب لمادة الرياضيات بكل تفاصيلها لتجعله متميزا عن غيره من الطلبة.
  • يتدرب الأطفال من خلال يوسي ماس على سرعة الأداء والدقة في إتمام العمليات الحسابية والأداء بشكل عام، من خلال كثرة التمرينات على إجابة العمليات الحسابية.
  • يعمل يوسي ماس على تقوية مهارة الاستعمال لدى الأطفال من خلال التمرينات المستمرة التي يتلقاها من قبل المعلم لاكتساب مهارة السرعة والدقة.
  • يساعد يوسي ماس على تحفيز الطفل أو المتدرب على تقوية مهارات التخيل وذلك في المرحلة التي يبدأ بها حساب العمليات الحسابية دون استخدام العداد.
  • عند انتهاء التدريب على برنامج يوسي ماس يصبح الطفل قادرا على الإبداع والابتكار بشكل أفضل وتميز أكبر.
    سرعة البديهة وتنمية الذكاء وأداء العمليات الحسابية بكثرة دون أخطاء من شأنها أن تقوي ثقة الطالب بنفسه فتزول رهبة مادة الرياضيات وبالتالي أية عوائق قد تصادفه مستقبلا عندما يكبر.
  • من أهم أهداف برنامج يوسي ماس هو الاعتماد على الطفل نفسه في أداء العمليات الحسابية والتخلي تماما عن الآلات الحاسبة أو أية أجهزة إلكترونية تقوم بحساب العمليات الحسابية عوضا عنه، كما أنه يصبح قادرا على حل العمليات الحسابية في وقت قياسي قد يكون أسرع وأدق من الآلات الحاسبة مما يجعله يشعر بالمتعة والتسلية في أدائها.

كيف تتعلم يوسي ماس ؟

قبل أن ننتقل إلى الشرح المفصل للتعلم من خلال برنامج يوسي ماس علينا أولا توضيح مفهوم الأداء التي يتم استخدامها في أداء العمليات الحسابية عبر يوسي ماس ألا وهي ” العداد “.

فالعداد بالأصل يعود إلى الصينيين الذين يستخدمونه منذ قرون في الحسابات بالمحلات التجارية والأعمال المكتبية التي تتطلب المحاسبة، إلا أنه بدأ بالاختفاء بشكل تدريجي بعد اختراع الآلات الحاسبة والماكينات الخاصة بالنقود، ثم عاد بعد ذلك وبقوة عند استخدامه في برنامج يوسي ماس واعتباره الأداة الأساسية في تعليم الأطفال اليوسي ماس وتنمية قدراتهم الذهنية والعقلية في أداء العمليات الحسابية.

الجدير بالذكر، أن للعداد أحجام مختلفة ومتنوعة، وهو عبارة عن آلة خشبية الصنع أو بلاستيكية، مزودة بخرزات تستخدم في العد، حيث يتم إجراء العملية الحسابية باستخدام أصبعي الإبهام والسبابة وذلك لأنهما – أي الأصبعين – يتصلان بالمخ مباشرة من خلال الأعصاب، وفي البداية يستخدم الطفل كلا اليدين حيث ترتبط اليد اليمنى بالجانب الأيسر للمخ المسئول عن تنمية القدرات العقلية والذهنية لدى الإنسان.

تفصيلا، يقوم الطفل بتحريك الخرزات بأصابعه مع الأخذ بعين الاعتبار استخدام الإصبع الصحيح للوصول إلى الهدف المنشود من السرعة والتركيز والدقة في الأداء.

بعد التدريب على تنمية القدرات العقلية لدى الطفل من خلال استخدام العداد وتحقيق الأداء المتميز في سرعة البديهة وحل المسائل الرياضية، ننتقل إلى مرحلة تنمية القدرات الذهنية وذلك من خلال تدريب الطفل على أداء العمليات الحسابية وحسابها عن طريق التخيل، حيث يتخيل الطفل العداد في عقله ويتخيل الأرقام على أنها خرزات في العداد، ثم يبدأ بإجراء العملية الحسابية بذهنه بسرعة وسهولة.

يمر برنامج يوسي ماس بعشر مستويات ينتقل خلالها الطفل من الأسهل إلى الأصعب، بحيث يصبح قادرا في نهاية الدورة على أداء عمليات الطرح والجمع أو الضرب والقسمة لعشرة أرقام دفعة واحدة بعشر خطوات في غضون دقيقة أو أقل، وهذا هو الهدف الرئيسي من برنامج يوسي ماس.

العمر المناسب لتعلم يوسي ماس

أفضل عمر لتعلم اليوسي ماس هو سن الأطفال ما بين 4 إلى 12 عاما، وذلك لأن الأطفال في هذه المرحلة السنية تحدث فيها مراح النمو الجسدية والعقلية لدى الطفل، وبالتالي يكون لديه القدرة على التعلم بشكل أفضل، كما يستطيع اكتساب عدة مهارات في التنمية الذهنية والجسدية، وإذا تم تأسيس الطفل في هذه السن وتنمية قدراته بشكل سليم سيكون لديه مستقبل حافل بالنجاحات والتميز يستمر معه حتى الكبر.

جدل حول يوسي ماس

على الرغم من انتشار برنامج يوسي ماس عالميا وإثبات فاعليته في تحسين أداء الأطفال عقليا وذهنيا وجسديا، وبالرغم من حصوله على شهادة الجودة العالمية “أيزو” إلا أنه واجه العديد من الجدل والانتقادات حول ما إذا كان يفيد الأطفال بالفعل عقليا وذهنيا أم أنه يعمل على تشتيتهم ذهنيا ويجعلهم أكثر تخبطا مما كانوا عليه.

وقد حذرت بعض المؤسسات والجمعيات المصرية من تعلم برنامج يوسي ماس، وقد أوضحت تلك المؤسسات بأن البرنامج يضم كافة الأطفال في دورة واحدة مع العلم بأن قدرة الأطفال العقلية والذهنية تختلف من شخص إلى آخر وذلك لأن وفقا لما يطلق عليه في علم النفس بمنحنى جاوس فإن السمة العقلية بين الأشخاص تختلف نسبها ما بين مرتفع ومتوسط ومنخفض، ولا يمكن تدريب أطفال بمختلف السمات العقلية في دورة تدريبية واحدة، وهذا يعد تدميرا للتكوين العقلي لدى الأطفال.

خاتمة

برنامج يوسي ماس وفقا للتقارير والأبحاث يعتبر من برامج الحساب الذهني الناجحة بالرغم من الانتقادات، إلا أنه يجب على كل أسرة أن تبحث جيدا عن أماكن تعليمها ضمن مؤسسات ومعاهد تعليمية موثوقة تتبع الأساليب التربوية والتنموية الحديثة والصحية للأطفال، خاصة أنه انتشر العديد من المعاهد الخاصة التي تدرس يوسي ماس وقد تكون تلك المعاهد معظمها تجارية وبالتالي تؤثر سلبا على أداء الطفل وقد تعيق تنمية مهاراته الذهنية العقلية ويفشل في أدائه، لذا الحذر ثم الحذر قبل إلحاق الطفل في أي من تلك المعاهد.

نادية صالح

كاتبة مقالات ومدونة، عملت في عدة مواقع عربية، الكتابة هوايتي ومتنفسي.

أضف تعليق

3 + 12 =