تسعة
الرئيسية » الحيوانات » كيف تفرق بين أنواع القرود وتعرف صفاتها المتباينة؟

كيف تفرق بين أنواع القرود وتعرف صفاتها المتباينة؟

ثمة الكثير من أنواع القرود في هذا العالم، لدرجة أنها قد وصلت إلى 260 نوع، أو هذا هو العدد المعروف حتى الآن، والحقيقة أنها تُعتبر من أكثر الحيوانات انتشارًا.

أنواع القرود

تتشعب القرود إلى أكثر من 260 نوع، ولا يحمل ذلك التنوع اختلافًا طفيفًا للأنواع المُتشعبة، بل بالعكس تتفاوت هذه الأنواع تمامًا، لدرجة أنك قد تجد نوع من القرود يتخطى حجم الإنسان ونوع آخر لا يتخطى حجم القطة، لكن كل القرود في النهاية تمتاز بنفس الميزة، وهي أنها تُشبه كثيرًا الإنسان، وهذا ما دفع البعض إلى الزعم بأن الإنسان في الأصل مجرد قرد، وأن تلك القرود الموجودة الآن سوف تتحول فيما بعد إلى قردة طبقًا لنظرية التطور التي أثارت ضجة كبيرة فور ظهورها، عمومًا، كل هذا لا يعنينا، وإنما ما نُريد معرفته الآن هو أنواع القرود المختلفة وصفات كل نوع من هذه الأنواع، وهذا ما نحن بصدد تناوله بالفعل خلال السطور القادمة، لكن دعونا أولًا نُعرف القرود سريعًا كي نُدرك ما نتحدث عنه.

ما هي القرود؟

قبل أن نتعرف على أنواع القرود نحن بحاجة بالطبع إلى معرفة أنواع القرود، فليس هناك أحد تقريبًا لم يرى قرد في حياته أو يسمع به على الأقل، كيف لا ونحن نتحدث عن أشهر الثدييات بعد الإنسان، والذي يُقال إن الصفات الشكلية بينهما تتشابه بنسبة تزيد عن الستين بالمئة، وهو ما دفع البعض كما ذكرنا إلى الزعم بأن الإنسان في الأصل قرد وأنه وفقًا لنظرية التطور أخذ يتغير شيئًا فشيئًا حتى أصبح بالصورة الموجود عليها الآن.

ظهور القرود تباعًا لما سبق بدأ قبل ظهور الإنسان، حتى ولو لم يتم الاتفاق على إشكالية كون الإنسان في الأصل قرد، يبقى القرد في النهاية من أوائل الحيوانات التي عرفت الأرض، ولقد ظل القرد يحتفظ بمكانته الكبيرة وسط البشر ويتمتع بحبهم الشديد له منذ ظهوره وحتى الآن، وذلك لكونه في البداية من الحيوانات الأليفة بالرغم من صفاته الجسمانية التي تدل على عكس ذلك، وأيضًا لأنه يتمتع بخفة ظل تلقائية وبراءة ونقاء طبيعيين، ولذلك يُعتبر ضيفًا دائمًا على حدائق الحيوان التي يذهب إليها الإنسان في أوقات فراغه.

أنواع القرود وأسمائها

عندما نتحدث عن أنواع القرود فنحن هنا نعني ذلك الاختلاف الذي يكون في الأحجام والأسماء، فكما ذكرنا، ثمة أكثر من 260 نوع من القرون، يجمعهم في الحقيقة شيء واحد، وهو الشكل المُوحد، أما باقي تفاصيل القرود فهي تختلف، فقد تجد قرد ضخم وكبير جدًا يُثير الهلع فيك فور رؤيته، بالرغم من أن القرود أصلًا من الحيوانات الأليفة بطبيعتها، وقد تجد في نفس الوقت قرد صغير بحجم القطة، كي يجعلك تضحك سخريةً فور رؤيته، هذا هو الاختلاف الذي نعنيه إضافةً إلى الاختلاف في الأسماء، فكل نوع من الأنواع الكثيرة الموجودة سوف يحصل على اسم مختلف عن الآخر بالتأكيد، اسم يتناسب مع حجمه وصفاته وقدراته، والتي سوف تختلف بالتبعية أيضًا.

أشهر أنواع القرود

أنواع القرود كثيرة، كثيرة جدًا على وجه التحديد، فهي قد تصل بلا مبالغة إلى حوالي 260 نوع، هذا بخلاف أن ثمة أنواع لم يتم التوصل إليها أو معرفتها حتى الآن، وبالطبع إذا أردنا تناول أنواع القرود فلن يُمكننا تناول كل الأنواع الموجودة، وإنما سوف نكتفي بأشهرها وأكثرها انتشارًا، وسوف نبدأ بتقسيم كل الأنواع إلى قسمين رئيسيين، وهما قسم القرود الضخمة المتوحشة، وقسم القرود الصغيرة الغير متوحشة.

أنواع القرود المتوحشة

لا يتعارض كون القرود من الحيوانات الأليفة المُستأنسة مع وجود بعض الأنواع المتوحشة، وهي بالمناسبة أنواع قليلة، وهذا التوحش الذي تكون عليه يكون على الحيوانات فقط، وربما يكون نادرًا على الإنسان في حال إذا ما تمت مُهاجمتها أو تعرضت لأي أذى بشكل عام، وأشهر أنواع القرود المتوحشة بلا شك قرد الغوريلا الضخم.

قرد الغوريلا

بوزن يصل إلى مئتين وعشرين كيلو جرام وطول يبلغ المترين تطل الغوريلا علينا بوصفها أحد أشهر أنواع القرود المتوحشة، فهي ليست مجرد قرد عادي على الإطلاق، ولا تُجيد الحركات التي يُجيدها باقي القرود مثل القفز والمداعبة، وإنما يكفيها فقط أن تشعر مجرد شعور بأن ثمة خطر قادم، لتبدأ على الفور في الضرب على بطنها وصدرها بيدها مُعلنةً بذلك رفع حالة الاستعداد إلى الدرجة القصوى وبداية حماية نفسها ومواجهة عدو، والذي يكون غير محظوظ بالمرة.

تُعد قارة أفريقيا هي الحاضن الأول لقرد الغوريلا، حيث يتواجد فيها ما لا يقل عن ثلثي الأعداد الموجودة، كما أنها تحتوي على عدة أنواع منها الغوريلا الجبلية وتلك الغوريلا التي تستوطن المناطق المنخفضة، وكلا النوعين يتميزان بنفس الصفات ولا يميلان للغابات مثلما تفعل باقي القرود، والحقيقة أن الصيادين وكل من له علاقة بالقرود بشكل عام يُفضل الابتعاد تمامًا عن هذه الغوريلا وتجنب خطرها المُحدق.

قرد البابون

النوع الثاني من أنواع القرود المتوحشة هو قرد البابون، والذي يُقال إن ثمة 91% من الصفات الوراثية الموجودة به مُتشابهة مع الإنسان، كما أنه يُعد أكثر الكائنات انتشارًا بعده، لكنه في نفس الوقت يُعد من الحيوانات المفترسة من الدرجة الأولى، كما يمتاز بالعدوانية والقوة البدنية المفرطة، وإن كانت أُنثاه أقوى من ذكره بكثير.

يعيش البابون في أسيا وأفريقيا، وإن كانت أفريقيا صاحبة النصيب الأكبر أيضًا، وللبابون جيوب عند فمه يستخدمها في تخزين طعامه، إضافةٍ إلى الشعر الكثيف في رقبته، والذي يُميزه عن باقي القرود الأخرى، ولو كان للبابون ميزة عظمى عن باقي القرود فهي أنه من أقدم أنواع القرود تواجدًا، أي أن بقية الأنواع تعتبر حديثة عليه، ولهذا يحظى باحترام كبير بين معشر القرود، ولقد تم استخدام شكله وصفاته في بعض الأفلام التي تتحدث عن القرود كدلالة على أهميته.

قرد الماندريل

ينضم قرد المنادريل كذلك إلى أنواع القرود المتوحشة، وذلك بسبب حجمه الضخم وأنيابه البارزة بشكل مُخيف، كما أن أنفه كذلك تبرز من وجهه بما يجعله أشبه بالكلب، كلب كبير تحديدًا، لكنه يختلف عن الكلب في أنه حيوان مُفترس، بل ومن المرات النادرة التي تم فيها توثيق قرد يقوم بحالة افتراس كانت من نصيب قرد الماندريل، والحقيقة أن البعض يعتبر ذلك القرد خليفة البابون، بل إن البعض يقول إنه في الأصل نوع من أنواعه.

مثلما هو الحال مع كل القردة، يعيش قرد الماندريل في أفريقيا، والأغلب منه في الكاميرون، أما غذائه فيُعتبر نقطة الخلاف الكبيرة، فعلى الرغم من كونه حيوان مفترس متوحش إلا أنه يُفضل أكل الخضروات والحشرات، ولا يُكثر أبدًا من تناول الحيوات، وهو ما يُحير بعض العلماء والباحثين.

أنواع القرود الصغيرة

كل ما سبق ذكره كان يندرج تحت اسم أنواع القرود الضخمة المتوحشة، تلك القرود التي قد لا يرغب أي شخص في رؤيتها بيوم من الأيام، لكن، على الجانب الآخر، ثمة أنواع أخرى من الطيور تُعرف باسم القرود الصغيرة، أو الأليفة إن جاز التعبير، وهي التي على النقيض تمامًا من القرود الكبيرة من حيث الحجم والصفات، وعلى رأس قائمة هذا النوع من القرود يأتي قرد الأسد الذهبي الشهير.

قرد الأسد الذهبي

يُعتبر قرد الأسد الذهبي من أبرز أنواع القرود الصغيرة، فهو ذو حجم صغير مع شكل مُضحك إلى حدٍ ما، ولذلك يُصنف من ضمن القرود المُسالة، وربما لهذا السبب أصبح مطمعًا للصيادين، حيث أن أعداده بدأت تتناقص بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة حتى اقترب ذلك القرد من الانقراض، أو أنه قد انقراض بالفعل حسبما تقول بعض الإحصائيات.

قرد الأسد الذهبي كما هو يتضح من الاسم يُشبه الأسد كثيرًا، كما أنه يتواجد في البرازيل، وخاصةً الغابات الساحلية الموجودة به، وقد اكتسب اللون الذهبي بسبب كثرة تعرضه للشمس، وعلى الرغم من أنه يُصنف كقرد حديث الاكتشاف إلا أنه قد وُجد في الكثير من القصص والأساطير والخرافات، مما يدل على شهرته الكبيرة، أو ربما كان لندرة شكله وتفاصيل وجه يد في ذلك، عمومًا، يظل قرد الأسد الذهبي أحد أشهر أنواع القرود الصغيرة الموجودة على الأرض.

قرد العواء

قرد العواء أيضًا يُعتبر من أهم أنواع القرود الصغيرة، والحقيقة أنه بالرغم من كون قرد العواء من القرود الصغيرة إلا أنه كما يتضح من الاسم يمتلك أعلى صوت عواء، لا نقول بين القرود فقط، وإنما بين جميع الحيوانات بمختلف أنواعها، كما أن ثمة شيء آخر يُميز العواء عن كل القرود والحيوانات الأخرى، وهي أنها قادرة على رؤية الألوان كما هي، ولمن لا يعرف، أغلب الحيوانات لا يُمكنها مجرد التفكير في أمر كهذا.

ينتمي قرد العواء إلى قرود العالم الجديد ويعيش بصورة خاصة في أمريكا الشمالية، كما يمتلك زيل طويل بعض الشيء يساعده في عملية الطعام، حيث يقوم بالصيد من خلاله، وهو ما يجعلنا نضيف له ميزة أخرى لا تتواجد في بقية الحيوانات، وهي عدم استخدام المخالب والأسنان واستخدام شيء آخر مختلف تمامًا.

القرد السنجابي

بالطبع جميعنا يعرف قرد السنجابي الذي يُشبه كثيرًا السنجاب ويعرف أنه من أهم أنواع القرود الصغيرة وأكثرها تواجدًا في حدائق الحيوان، فهو قرد أليف جدًا ومسالم وفي نفس الوقت يمتلك وجه مضحك، أما موطنه الأساسي فهو فنزويلا وأمريكا الجنوبية عمومًا، كما يمتلك قدرة شديدة على التأقلم والتكيف مع أي وقت وجو، أما طعامه فهو يكون متكونًا على الأغلب من الفواكه والحشرات، والتي يجدها متوفرة بكثرة في الغابات التي يقطنها، وإذا لم يجدهما فإنه يأكل أي طعام آخر يجده.

هل الإنسان قرد؟

مجرد تساؤل قد يدور في أذهانكم بعد ما ذكرناه عن القرود وأنواعها وتشابهها في الشكل مع الإنسان، وهو ما يتعلق بكون الإنسان في الأصل قرد حسب نظرية التطور التي خرجت قبل فترة طويلة وما زالت تُثير ضجة حتى الآن، والحقيقة أن الإجابة على سؤال كهذا سوف تحتاج بشكل كبير إلى إرجاع الأمر برمته للخلفية الدينية لكل شخص.

فإذا قلنا إننا نسأل هذا السؤال لشخص مسلم عاقل فلن تكون إجابته سوى وصف صاحب السؤال بالمجنون، وذلك لأن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد تناولا كل شيء يتعلق بمراحل خلق الإنسان، وهي تلك التي تتناول قصة سيدنا آدم الشهير، وبالتالي فإن استبعد شيء مثل كون الإنسان أصلًا قرد أمر بديهي تمامًا، أما أولئك الذين يعملون عقولهم ولا يحكمهم وازع ديني معين فإنهم سوف يفكرون مرارًا وتكرارًا في هذا السؤال، وستجد شبه اتجاه قوي بالإجابة بنعم عليه.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة عشر + 13 =