تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تعالج نقص كريات الدم البيضاء وما المخاطر المحتملة لنقصها؟

كيف تعالج نقص كريات الدم البيضاء وما المخاطر المحتملة لنقصها؟

هُناك عدة عوامل تعمل على خفض مُعدلات المناعة في جسم الإنسان من خلال القضاء على كريات الدم البيضاء نتعرف عليها وما هي وظائف كريات الدم البيضاء في الجسم وأهم أسباب ومخاطر نقص كريات الدم البيضاء وأبرز أعراضه بالإضافة لكيفية علاج تلك المخاطر المُحتملة.

نقص كريات الدم البيضاء

تشتهر كريات الدم البيضاء بيننا منذ أن كُنا أطفالًا صغار بأنها الدرع الواقي الأول الذي يُحارب الإنسان من خلاله أي مرض أو عدوى تنوي اختراق جسده فتقضي عليها في معركة ضروس تاركة صاحبها خلفها في صحة وعافية. ولكن ماذا إن كان جيشك الأول والوحيد رغمًا عنه يُعاني من نقص في عدته وعتاده وليس على قدرٍ كافٍ من القوة ليُحارب أعدائك ومُستهدفيك؟ ماذا عليك أن تفعل؟ لا شيء أكثر من زيارة الطبيب مع مُتابعة المقال التالي لتعرف الكثير عن نقص كريات الدم البيضاء وأفضل طرق علاجه.

وظائف كريات الدم البيضاء في الجسم

يتكون الدم من 4 عناصر رئيسية هي الصفائح الدموية، البلازما، كريات الدم الحمراء، كريات الدم البيضاء، ولكلٍ منها وظائفه وأدواره في تسيير العمليات الحيوية بالجسم.

أما عن الكريات البيضاء، فهي منتوج الخلايا الجذعية بالنخاع الشوكي بجسم الإنسان التي تُكوّن ما يُعرف بجهاز المناعة خط الدفاع الأول للجسم ضد أشكال وأنواع الميكروبات المُختلفة التي تُصيبه بالأمراض والالتهابات، ويتراوح عددها في جسم الإنسان البالغ من 4 إلى 11 ألف خلية في كل ملي لتر من الدم بما يُعادل 1% من بنيته الأساسية تفنى خلال عدة ساعات وحتى 3 أيام على أقصى تقدير من لحظة تكوينها، لذا فالنخاع العظمي سُرعان ما يُنتج كميات مهولة منها وبصفة مُستمرة لا تتوقف.

وبالطبع يكون عدد كريات الدم البيضاء في دم الأطفال والحوامل أقل مما هي عليه لدى البالغين، ولكن هل من المُمكن أن يقل عدد كريات الدم البيضاء لدى الإنسان بشكل مرضي يُهدد ويُعرض حياته للخطر المُباشر أو غير المُباشر؟ هذا ما سنعرفه.

ما هو نقص كريات الدم البيضاء وأهم مخاطره؟

نقص كريات الدم البيضاء ما هو نقص كريات الدم البيضاء وأهم مخاطره؟

هو عرض ثانوي غالبًا ما ينتج عن الإصابة بمرض خطير أو ظروف حياة قاسية تقل فيه كريات الدم البيضاء عن حدودها الدنيا في جسم الإنسان فتصل لما هو أدنى من 4 آلاف خلية في كل ملي لتر من الدم، مما يؤدي لسوء الحالة المرضية التي قد تكون موجودة بالفعل مع زيادة فرص الإصابة بالعدوى والالتهابات وأمراضٍ أخرى خاصةً مع صعوبة التئام الجروح الناتجة عن هذا النقص.

أسباب نقص كريات الدم البيضاء

هُناك مجموعة من الأسباب تعمل على خفض مُعدلات المناعة في الجسم من خلال القضاء على كريات الدم البيضاء أهمها:

بعض أشكال السرطانات

مثل: سرطان العظام أو الدم أو سرطان الغدد الليمفاوية، الإصابة بخلل التنسّج النقوي الذي يؤدي لإنتاج كريات دم بيضاء مُشوهة وغير ناضجة سهلة الانفجار مُنذرة باحتمالات تحوّلها لسرطان دم. العلاج الإشعاعي والكيميائي لمرض السرطان والذي يقتل الخلايا السرطانية والدفاعية على حد سواء. ويزداد الأمر سوءًا حينما ينتمي المرض لفصيلة ساركوما العظام أو اللوكيميا حيث يستهدف العلاج النخاع العظمي مصنع إنتاج كريات الدم البيضاء.

العدوى

العدوى الشديدة التي تستهلك كميات كبيرة من الكريات المناعية أو تقضي عليها، خاصةً مع وجود إشكالية في إنتاجها أو كان الميكروب أقوى من قدراتها على المقاومة، أمراض المناعة الذاتية التي تستهلك وتقضي على مخزون كريات الدم البيضاء كما تستهدف وتُدمر منشأها أيضًا في حروب تخوضها ضد خلايا الجسم بدلًا مما يُصيبه من اضطرابات خارجية، ومن أمثلة هذه الأمراض الحساسية بأشكالها والالتهابات الروماتيزمية بالمفاصل والذئبة الحمراء.

الأمراض المناعية

الإصابة بالأمراض القاتلة التي يكون تدمير الجهاز المناعة أحد تأثيراتها مثل: السُل والملاريا والتيفوئيد، الإيدز، التهابات وأمراض الكبد، زيادة نشاط الطحال، فقر الدم اللاتنسجي، مُتلازمة كوستمان، خلل خِلقي أو مُكتسب يُدمر نخاع العظام. حالات النزيف الشديدة التي ينتج عنها فقدان كميت كبيرة من الدم بأشكاله المُختلفة كما يحدث في حالات الحوادث والولادات وفرط الطمث.

التدخين وبعض الأدوية

التدخين وبعض أنواع الأدوية مثل: أدوية التصلب اللويحي المُتعدد والصرع والصداع النصفي وإدرار البول، وكذلك تناول المُضادات الحيوية بكثرة أو لفترات طويلة من الزمن، ظروف الحياة القاسية كما هو الحال في المجاعات والجفاف التي ينتج عنها الإصابة بسوء تغذية ونقص شديد في الفيتامينات المُحفّزة لإنتاج خلايا الدم.

أعراض نقص كريات الدم البيضاء

إلى جانب الأسباب والعوامل التي تُنذر باحتمالات الإصابة بنقص مرضي في كريات الدم البيضاء يُمكنك إدراك إصابتك بهذا العرض من خلال مجموعة من العلامات والأعراض مثل: التعرُّض لالتهابات مُزمنة مُتعاقبة أو لا تنتهي ولا تستجيب للعلاج مع بطء التئام الجروح، نزيف وخلل في تجلط الدم بعد الجروح القطعية قد يصل إلى نزف من اللثة أو الأنف، خسارة وزن غير مُبررة، سهولة التعرض للأمراض مع الخمول والضعف والإعياء الدائم، ضيق تنفس.

كيف يُشخّص نقص الكريات البيضاء؟

في حال إصابتك بأي مرض من الأمراض الوارد ذكرها خلال المقال والتي ترفع من احتمالات نقص كرات الدم البيضاء لديك أو شك الطبيب في ذلك من خلال مُراجعة سيرتك المرضية أو الفحص السريري، فمن المُحتمل أن يطلب منك إجراء تحاليل صورة الدم الكاملة “CBC” للتأكد والاطمئنان على عدد الكرات في دمك ومُعدل حياتها أو نموها.

علاج نقص كريات الدم البيضاء

نقص كريات الدم البيضاء علاج نقص كريات الدم البيضاء

هُناك 3 طرق لعلاج نقص كريات الدم البيضاء هي:

العلاج الطبي

من خلال وصف بعض الأدوية السترويدية والفيتامينات التي تعمل على تحفيز إنتاج كريات الدم البيضاء وتقوية النخاع الشوكي، مع العلاج الكيميائي والبيولوجي “الحقن بالغلوبيولين المناعي في الوريد” والإقامة في المستشفى للحصول على الرعاية الطبية اللازمة ومنع التعرض لأي عدوى في حالات النقص الشديد. وتُمنح مُضادات البكتيريا والفيروسات الحيوية في حال وجود عدوى ما لمنع انتشارها وإيذاء الجسم لحين ضبط مُعدلات الخلايا المناعية البيضاء، وقد يصل الأمر لنقل الدم في الحالات الخطيرة بالفعل.

أما في الحالات التي يتم علاجها منزليًا فلا بد من الانتباه عند استخدام الآلات الحادة أو الاستعاضة عنها بأدوات آمنة مثل استبدال أمواس وماكينات الحلاقة بالماكينات الكهربية، وارتداء قفازات واقية عند التعامل مع أدوات المطبخ والحرص على طهي الطعام بشكل جيد لمنع التعرض للعدوى المعوية، تجنب الاتصال المُباشر مع شخص مريض أو مع أدواته الشخصية لمنع تلقي العدوى واستخدام غسول مُناسب مُضاد لبكتيريا الفم والأسنان.

العلاج الطبيعي

يتم من خلال تناول الأطعمة المُحفّزة لإنتاج كريات الدم البيضاء مثل: الخضروات والفواكه وتحديدًا الخضراء الداكنة لاحتوائها على قدر عالي من فيتامين ج، البقوليات واللحوم والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان لغناها بالبروتين والأوميجا 3 وحمض الفوليك، المكسرات لغناها بفيتامين هـ، الفاصوليا والديك الرومي والمحار لغناها بالزنك، الثوم والعسل كمُنشط طبيعي معروف بدوره الفعّال في تقوية وتحفيز عمل جهاز المناعة بالجسم، الشاي الأخضر المشهور بدوره كمُضاد للأكسدة وبالتالي تحفيز إنتاج وعمل خلايا وأنسجة الجسم.

تغيير نظام الحياة

ذلك من خلال الحصول على قسط كافي من الراحة والنوم “المعدل الطبيعي من 6 إلى 8 ساعات يوميًا” للعمل على إصلاح تلف الأنسجة والخلايا بما فيها خلايا الدم، مع تناول الأطعمة التي تُساعد على زيادة إنتاج كريات الدم البيضاء.

قد يبدو المرض أقوى منك بسبب نقص كريات الدم البيضاء لديك ولكن هذا لا يُعني أنه ليس بإمكانك المُقاومة بعد لتعود تدريجيًا كما كنت سابقًا بكامل صحتك.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

كاريمان أنور

حاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق، كاتبة مُحتوى عربي في جميع المجالات، أعشق القراءة والاطلاع، شغوفة بقصص الخيال العلمي.

أضف تعليق

واحد + ثلاثة =