تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » علم النفس البشري : ما هي مبادئ علم النفس البشري الأساسية ؟

علم النفس البشري : ما هي مبادئ علم النفس البشري الأساسية ؟

علم النفس البشري أحد العلوم الأساسية التي تحاول أن تفسر العلاقة بين الشخص وبين ما حوله، موضوعات علم النفس البشري كثيرة، نحاول هنا أن نستعرض أهمها.

علم النفس البشري

علم النفس البشري هو واحد من أهم العلوم في الفترة الحالية، يتيح علم النفس البشري فهم الطبيعة النفسية للإنسان، وتفسير تصرفاته بشكل صحيح ومتلائم مع الواقع. معظمنا إن لم يكن جميعنا لديه هذه الفكرة عن علم النفس البشري، حيث يساعد عالم النفس في حل الجرائم ويتقصى الأدلة، ويتنبأ بما سيفعله المجرم في الخطوة التالية، ونرى أحياناً عالم النفس جالساً على المكتب في عيادته يستمع إلى المريض النفسي ويكتب ملاحظات، على الأقل هذا ما نراه في الأفلام، ولكن هل هذا صحيح؟ نعم إنه جزئياً صحيح، ولكن ليس هذا كل ما يفعله علماء النفس، إن هناك تخصصات كثيرة وفروع أساسية وفروع ثانوية في علم النفس البشري. هل تعرف أن علم النفس البشري يستخدم في تنظيم الخدمة العسكرية؟ هل تعرف أن علم النفس البشري يستخدم في جعل مساحة العمل أكثر راحة للموظفين وأكثر إنتاجية ؟ هل تعرف أن علم النفس البشري يستخدم في العملية التعليمية؟ هل تعرف أن علم النفس البشري يستخدم في المجال السياسي للسيطرة على الشعوب من خلال وسائل الإعلام وغيره؟ هناك العديد من المجالات الحيوية التي يستخدم فيها علم النفس البشري. دعونا نتعرف على هذا العلم.
أولا دعونا نتعرف على هذا العلم

علم النفس البشري : تعرف عليه الآن

بدايات علم النفس

كان علم النفس البشري لفترة طويلة فرعاً من فروع من الفلسفة وتابعاً لها في طريقة البحث، وكانت موضوعات علم النفس البشري ذات طابع فلسفي، لذلك من الصعب أن نجد العلماء يجتمعون على تعريف ثابت لهذا العلم، حيث أنه لم يكن علماً مستقلاً بذاته، فتارة يعرّفونه بأنه دراسة الحالة النفسية للإنسان من انفعالات ومشاعر وأفكار وذكريات وغيره، وتارة يعرّفونه بأنه علم السلوك الظاهري من حركات وردود أفعال، وأخرى يعرّفونه بأنه دراسة كيفية تفاعل الإنسان مع بيئته وتكيّفه معها. ولكن هذه التعريفات رغم أنها تبدو متناقضة فيما بينها إلّا إنها في الحقيقة مكملة لبعضها البعض، فالإنسان في تفاعله مع بيئته يتعرض لعوامل شد وجذب ودائماً ما يكون في صراع مع البيئة فهناك الفعل ورد الفعل والأفكار وانفعالاتها، ويسعى الإنسان دائما لمجابهة التحديات التي تقدمها له البيئة، ويسعى لمحاربة الأفكار التي يكرهها والتقاليد التي لا تخدم وجوده، ولا تقف البيئة أمام هذه الأفعال ساكنة، بل تقاوم وتقوم بردود أفعال تجعل من الصراع مع البيئة مستمراّ لا ينقطع. فكل هذه الجوانب التي تمثل عملية بقاء الإنسان النفسي والاجتماعي والعاطفي هي ما يدرسه علم النفس البشري.

لذلك نستطيع أن نقول أن موضوع دراسة علم النفس البشري يتمثّل في ثلاثة جوانب؛ أولا، الجانب السلوكي وهو كل ما يفعله أو يقوله الإنسان ويسمى بالنشاط الموضوعي أي أنه يمكن للآخرين رؤيته ومناقشته، ثانيا، النشاط العقلي كالانتباه والتذكّر والإدراك والتعلّم، ثالثا، الجانب الشعوري أو الوجداني وهو كل الانفعالات والمشاعر التي يشعر بها الإنسان مثل الحب والخوف والغضب والرغبة وغيره، وهذان الجانبان يُطلق عليهما النشاط الذاتي لأنه لا يمكن إلا لصاحب الانفعال أن يعرفهم ويشعر بهم، أمّا الآخرون فلا يمكنهم الحُكم على هذه النشاطات. ويطلق العوام على النشاط الذاتي اسم النشاط النفسي، ولكن هل يقتصر النشاط النفسي على ما يشعر به الإنسان في داخله فحسب؟

غير صحيح، فإن كل نشاط عقلي يقوم به الإنسان لابد أن يتبعه بعض التغييرات الفسيولوجية داخل الجسم، فمثلاً عند التركيز على شئ ما فإن عضلات الجسم قد تتوتر وتنشط الحواس وتتغير إفرازات بعض الغدد وغيره من الأمثلة، وترافق هذه العمليات النفسية أيضاً بعض التغييرات السلوكية والحركية، فمثلاً عند الشعور بالغضب فإن وجه الإنسان يبدأ بالتغيير وقد يصبح كثير الحركة وقد يبدي بعض علامات التوتر. كما تحدث بعض التغيرات داخل الجسم، فترتفع نسبة بعض المواد الكيميائية في الدم ويزداد معدل ضربات القلب وبالتالي معدل التنفس. هذا يعني أن الإنسان وحدة متكاملة ولا يمكننا أن نتحدث عن النفسي والجسمي كنشاطين منفصلين.

موضوعات علم النفس البشري

فعلم النفس البشري هو العلم الذي يدرس السلوك، السلوك السوي والشاذ، الفطري والمكتسب، الذكي والغبي، وهو يصف عملية حدوث هذا السلوك كما يصف شروط حدوثه والأسباب والدوافع التي أدت إليه.

يدرس عملية التفكير. كيف يفكر الإنسان والحيوان ؟ ما هي المناطق الخاصة بالتفكير في المخ. كيف نتعلّم ؟ كيف نتذكر الماضي ؟ ما هي الإرادة ؟ وهل يمكن التحكم فيها ؟ ما هي الانفعالات؟ وما هي أثرها على العمليات العقلية والوظائف الجسمية ؟ ما هي الدوافع ؟ لماذا نحلم ؟ وعمّا تعبر هذه الأحلام ؟ لماذا تأتينا الكوابيس؟ وما معناها ؟

نستطيع أن نلخص موضوعات دراسة علم النفس البشري في بضعة نقاط:

1- ما يصدر عن الإنسان من نشاط ظاهر وباطن
2- كيف يحدث هذا النشاط ؟
3- لماذا يحدث هذا النشاط ؟

وهذا ما يجيب عنه علم النفس البشري

كان علم النفس البشري فيما مضى يوصف بأنه علم الشعور حيث يدرس الخبرات الشعورية والحالات كالتفكير والتذكر والانفعال ويحللها إلى صور ذهنية وإحساسات، وكان يعتمد في بحثه واستنتاجاته طريقة التأمل الباطن أو الاستبطان، وهي ملاحظة الفرد لما يحدث من انفعالات وعمليات عقلية داخلية لا يشعر بها سواه، وكان كل مالا يمكن دراسته عن طريق التأمل الباطن لا يدخل في نطاق هلم النفس، إلى أن قام فونت بتأسيس أول معمل تجريبي لعلم النفس البشري وكان يدرس فيه العمليات العقلية دراسة موضوعية بغير الحاجة إلى إلى ذكر الحالات الشعورية.
جاء داروين بنظرية التطور التي ما لبث أن غيرت الكثير من الخطوط العريضة التي كانت أساس لدراسة علم النفس البشري، فربطت بين الإنسان الماضي والحاضر، وربطت بين سلوك الإنسان والحيوان، فبدأ الاهتمام بدراسة سلوك الحيوان وغرائزها وذكائها.

بدأ الاهتمام أيضا بمراحل النمو النفسي عند الإنسان وتأثره بالبيئة والوراثة، والفروق الفردية بين السلالات، ومن هنا زاد الاهتمام بدراسة السلوك وقل الاهتمام بدراسة الشعور.
كان هذا إلى أن جاء العالم النمساوي فرويد وأطلق مصطلح جديد على علم النفس البشري يسمى باللاشعور، وهو أن كل سلوك أو لفظ أو حركة تصدر عن الإنسان لها أصل في اللاشعور أو اللاوعي، غير أن هذه الحالات والاستعدادات اللاشعورية لا يمكن معرفتها إلا إذا امكن التعبير عنها بالسلوك أو بالألفاظ لذا بدأ العلماء بتسمية علم النفس البشري بعلم السلوك بدلا من علم الشعور.

يساعدنا علم النفس البشري عن طريق دراسة وفعم السلوك إلى :

1- فهم الدوافع الحقيقية للأفعال التي تصدر منا أو من غيرنا
2- فهم نقاط القوة والضعف في الشخصية وتوجيه قدراتنا بالشكل الصحيح.
3- فهم سبب انحراف سلوكنا أو سلوك غيرنا في بعض الأحيان
إن عملية التنبؤ بالسلوك عموما هي عملية صعبة ولكن يمكننا بدراسة بعض السلوكيات والعمليات العقلية أن نتنبأ ببعض الأحداث أو السلوكيات على المدى الطويل فمثلا يمكننا الحكم على شخص من خلال معدل ذكائه أنه لن ينجح في هذه الدراسة. ويمكننا بدراسة مراحل نمو الإنسان أن نتنبأ بسلوكياته في مرحلة الطفولة مثلا فنحرص على وضعه في بيئة ملائمة لتلك السلوكيات.

فروع علم النفس البشري

الفروع النظرية

1- علم النفس البشري العام، وهو العلم الذي يدرس الصفات النفسية التي يشترك فيها جميع الناس كالتفكير والإدراك والتعلم وهو أساس جميع الفروع الأخرى.
2- علم النفس البشري الفارق، وهو العلم الذي يدرس الفوارق والاختلافات بين الأفراد والجماعات والسلالات، مثل الذكاء، فعلم النفس البشري العام يبين التشابه بين البشر وعلم النفس البشري الفارق يبين الاختلاف بين البشر.
3- علم النفس البشري الارتقائي، ويدرس مراحل نمو الإنسان والصفات السيكولوجية في كل مرحلة، فهناك سيكولوجية الطفولة وهناك سيكولوجية المراهقة وسيكولوجية مرحلة الرشد وأيضاً سيكولوجية الشيخوخة.
4- علم النفس البشري الاجتماعي، ويدرس سلوك الأفراد والجماعات في المواقف الاجتماعية المختلفة مثل علاقة رئيس الشركة بالموظفين وعلاقة الطبيب بالمرضى وعلاقة الآباء والأبناء وعلاقة عمال الشركة مع بعضهم البعض وغيره من صور التفاعل الاجتماعي البشري المعتاد. فهو يدرس علاقات الحب والكره والتعاون والشك والتحيز ومحاكاة الآخر وغيره.
5- علم نفس الشواذ، وهو يدرس سلوك العقل في الحالات غير الطبيعية مثل الاضطرابات العقلية بأنواعها، ويدرس تأثير ذلك على السلوك والتفكير وجميع العمليات العقلية والمشاعر المصاحبة واضطرابات الهوية وغيره من الأعراض المرضية.
6- علم نفس الحيوان، ويدرس العمليات العقلية للحيوانات مثل طرق التواصل مع بعضهم البعض وسلوك القطيع وسيكولوجية التزاوج وغيره من الصفات وما إذا كانت الحيوانات تتشابه مع البشر في بعض العمليات النفسية وإلى أي مدى؟.
7- علم النفس البشري المقارن، وسمي هكذا لأنه يقارن بين سلوك الإنسان وسلوك الحيوان، وسلوك الطفل وسلوك الإنسان الراشد، وسلوك الشخص الطبيعي بسلوك الشخص الشاذ.

الفروع التطبيقية

1- علم النفس البشري التربوي، ويطبق هذا العلم قواعد علم النفس البشري وقوانينه في المجال التعليمي لحل جميع أنواع المشكلات التي تواجه هذه العملية، ويصوغ هذا العلم ما يحتاج من طرق وعوامل للمساهمة في جعل العملية التعليمية ترتقي بشكل دائم.
2- علم النفس البشري الحربي، تستعين الكيانات الحربية والجيوش بعلماء النفس لوضع كل جندي في مكانه المناسب، ودراسة العوامل التي تؤثر على الجنود قبل وأثناء الحرب وبعدها، وتدرس كيفية الاستعداد للحروب، وكيفية التعافي منها.
3- علم النفس البشري القضائي، ويدرس جميع العوامل التي قد تؤثر على كل من يشارك في الدعوة الجنائية، كالمتهم وهيئة الدفاع والمحلفون والشاهد والجمهور والمتهم والضحية. ويدرس كيفية تقدير القاضي للأدلة وحكمه على المتهم بالبراءة أو الاتهام أو غيره، ويدرس عوامل وأسباب تخفيف العقوبة، وغيره.
4- علم النفس البشري الصناعي، يهدف هذا العلم إلى رفع الكفاءة الإنتاجية للعامل وللشركة، فهو يهيئ جميع الظروف والعوامل المادية والاجتماعية التي توفر للعامل الراحة التامة النفسية التي تجعله يعمل بأفضل ما لديه، وتعمل على حل المشكلات في هذا المجال بأسلوب إنساني يعمل بمبادئ علم النفس البشري للحفاظ على كرامة العمّال.
5- علم النفس البشري التجاري، ويدرس دوافع الشراء وحاجات المستهلكين، والطريقة الأفضل للإعلان عن سلعة ما عن طريق اللعب على حاجات المستهلك النفسية والعاطفية، ويدرس سيكولوجية عملية البيع واختيار البائعين المناسبين واقتناص الفرص المناسبة للضغط على العميل في اللحظة المناسبة لإتمام الصفقة التجارية.
6- علم النفس البشري الجنائي، وهو الفرع التطبيقي لعلم نفس الشواذ، وهو يدرس عوامل الجريمة وأسبابها وسيكولوجية المجرم، وسبب اختياره للضحية بذاتها، ويدرس أفضل الوسائل المقترحة لإصلاح المجرم أو عقابه بالطريقة المناسبة له وللمجتمع.
7- علم النفس البشري الكلينيكي، ويهدف إلى علاج الاضطرابات النفسية البسيطة مثل التأخر الدراسي والتأخر في النطق و الشعور بالإحباط والقلق والتردد وضعف الثقة بالنفس والاعتمادية والعديد من الصفات السلبية الأخرى.

دعونا نتعرّف على بعض المصطلحات

البيئة

هي كل ما يؤثر في نمو الكائن الحي النفسي والجسدي من بداية حياته إلى نهايتها، قد تكون مادية مثل ما يحيط بالكائن كالمكان والهواء ودرجة الحرارة، وهناك البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعاطفية وغيره.

التكيف

الطريقة التي يغير بها الكائن سلوكه حتى يتأقلم مع البيئة التي يعيش فيها, مثل أن ينتقل أحدهم إلى بيت جديد بسبب أنه ملائم لمكان العمل وغيره. ويأخذ التكيف بعض الأشكال عند الإنسان مثل:

1- أن يغير الإنسان من سلوكه ليتأقلم مع البيئة التي يعيش فيها
2- أن ينتقل الإنسان غلى سلوك مختلف حينما يعرف عدم فائدة السلوك الذي كان يقوم به.
3- أن يغير الفرد بيئته نفسها بما يعجبه.
البيئة الواقعية والبيئة السيكولوجية.

كل العوامل التي تؤثر في نشاط الكائن الحي وتحكمه وتتفاعل معه تسمى بالبيئة، ولكن قد تكون هناك عوامل لا يتفاعل معها الكائن ولا يستجيب لها. فمثلا المنظر الجميل قد يكون بيئة واقعية لشخص لا يبصر ولكنها ليست بيئة سيكولوجية لأنه لا يستطيع أن يتفاعل معها، والطفل الصغير لا يهتم إطلاقا بمكتبة مليئة بالكتب، فهي أيضا بيئة واقعية بالنسبة له ولكنها ليست بيئة سيكولوجية. فالبيئة السيكولوجية هي كل ما يؤثر على الإنسان أو الكائن فيتفاعل معها ويقوم باستجابة معينة. وتسمى البيئة السيكولوجية التي تختلف من شخص لآخر وتعتمد على شخصيته واهتماماته وسنه وجنسه، تسمى بالمجال أو المجال السيكولوجي.

المنبهات والاستجابات

يسمى كل ما يثير في الإنسان نوع معين من التأثير أو الإحساس أو يغير من حالته الشعورية أو يزود هذا الشعور أو ينقصه بالمنبه ، وهناك منبهات خارجية كدرجة الحرارة والضوء أو سماع شئ مؤثر أو رؤيته، ومنبهات داخلية مثل التغيرات الفسيولوجية التي تدث فالجسم، وإذا كانت هناك مجموعة مركبة ومعقدة من المنبهات فتسمى بالموقف ، مثل عملية فهم شئ معين أو دراسة مادة معينة، أما الاستجابة فهي كل ما يقوم به الإنسان كرد فعل على هذا المنبه. قد تكون الاستجابة على شكل سلوك أو إحساس أو تغيير في الحالة العقلية.

علاقة علم النفس البشري بالعلوم الأخرى

علم النفس البشري والعلوم البيولوجية

يرتبط علم النفس البشري بشكل كبير بالعلوم البيولوجية حيث كما ذكرنا سابقا كيف تؤثر الانفعالات والمشاعر على فسيولوجية الجسم من تغيير في درجة الحرارة وزيادة أو نقصان بعض المواد الكيميائية في الجسم مثل زيادة كمية الأدرينالين عند الشعور بالغضب أو الخوف. ويرتبط أيضا علم النفس البشري بالعلوم الاجتماعية حيث أنه يدرس تفاعل البيئة مع الإنسان وتكيفه معها كما يدرس تفاعل الأفراد مع بعضها في المجتمعات المختلفة والفروق بين السلالات وبعضها.

علم النفس البشري والفلسفة

بدأ علم النفس البشري كجزء من الفلسفة، ولكن كان هناك خلطا بين مفهوم الروح والنفس والعقل، إلى أن جاء أفلاطون ليقول أن الأفكار هو كيان مستقل بذاته عن جسم الإنسان وهي تتركه عند الموت، ثم تقدم علم النفس البشري خطوة عندما قال أرسطو أن الروح والنفس هي مجموعة الوظائف الحيوية وبدونها يصبح الإنسان جماد، ويعتبر أرسطو المؤسس الأول لعلم النفس البشري حيث صاغ قوانين ظلت تدرس لمدة عشرة قرون. وكان يرى ديكارت أن الجسد ما هو إلا امتداد للعقل وان وظيفته الأساسية هي أن يحمل العقل فقط وان الصلة بين الجسد والعقل هي صلة ميكانيكية فقط عن طريق تفاعل يحدث في الغدة الصنوبرية.

خصائص علم النفس البشري الحديث

1- دراسة السلوك بأسلوب علمي كالذي تتبعه العلوم الطبيعية كالكيمياء والفيزياء
2- لا يشغل نفسه بنشأة النفس أو مصيرها ولكنه يبحث السلوك فقط.
3- لا يهتم بالمواهب الروحانية والتخاطر عن بعد وغيره.
4- لا يدعي تحليل شخصية الناس عن طريق أشكال وجوههم بل يتبع تحليلا منطقيا موضوعيا لسلوكياتهم.
يهتم بعلم النفس البشري التطبيقي في شتى مجالات الحياة مثل علم النفس البشري الصناعي والتجاري وغيره.

مناهج البحث في علم النفس البشري

الاستبطان

وهو ملاحظة الفرد لما يحدث من حالات شعورية وعقلية داخلية، أبسط مثال للاستبطان هو أن تصف لصديقك ما تشعر به اليوم، أو أن تصف للطبيب ما نشغر به من الم، أما الاستبطان المستخدم في علم النفس البشري، فهو مثلا أن يسألك أحدهم عن شعورك أثناء حلم معين أو إحساسك عند فراءتك لكتاب ممل أو غيره، والاستبطان كمنهج بحث يحتاج إلى تدريب خصوصا إذا ما اردنا الحصول على معلومات مفيدة وقد استنتج الكثير من العلماء الكثير من القواعد والملاحظان عن طريق الاستبطان.

منهج التجريب

وهو أحداث موقف معين بشكل متعمد لملاحظة ودراسة ظاهرة نفسية معينة وتسمى التجربة وتكون تحت إشراف باحثين ومراقبين. ويكون أساس وجوهر التجربة هو ضبط العوامل التي تؤثر في الظاهرة، ويقصد بضبط العوامل تثبيت كل العوامل الأخرى ماعدا العامل المراد قياسه في التجربة. لا يكفي في كثير من الأحيان إجراء التجربة على مجموعة واحدة من الأفراد لذا يتم الاستعانة بمجموعة أخرى تسمى المجموعة الضابطة، وهناك ظروف كثيرة تمنع أحيانا من استخدام هذا المنهج لقياس ظواهر معينة ففي هذا للموقف تعتمد الملاحظة العلمية بدلا من التجربة.

الفرض

وهي الأفكار التي تدور في عقل الباحث عند قيامه بتجربة ما أو دراسة ما مما يدفعه للتحقق من صحه أفكاره أو فروضه. والفرض قد يكون حكم مبدئي لتخمين علاقة بين ظاهرتين أو قد يكون تفسير محتمل لأحد الظواهر النفسية وهو في النهاية ليس إلا مجرد تخمين.

القياس

القياس هو تقدير قيمة الشئ المادي أو المعنوي بوحدة معينة لمعرفة عدد ما يحتويه من هذه الوحدة، والقياس في علم النفس البشري لا يختلف كثيرا عن العلوم الطبيعية ولكن مقدرا الخطأ في القياسات السيكولوجية طفيف لا يرى بسهولة مثل أخطاء العلوم الطبيعية، كما أن الظواهر السيكولوجية معقدة ومتداخلة العوامل.
سابعاً: مدارس علم النفس البشري المعاصرة.

المدرسة السلوكية

أسسها واتسون وهي مدرسة تنظر إلى الإنسان نظرة ميكانيكية وتقصر دراسة علم النفس البشري على ملاحظة السلوك الظاهري الحركي فقط، وهي تنكر وجود استعدادات فطرية وغرائز أو ذكاء موروث بل إن الفرد يكتسب كل هذه السمات في حياته.

المدرسة السلوكية الجديدة

نظرا لتطرف المدارس السلوكية، ظهرت هذه المدرسة التي ترى بإمكانية دراسة الحالات الشعورية للشخص عن طريق الاستبطان بالتعبير اللفظي ولكنها لا تحكم على ذلك بل تدرس السلوك دراسة موضوعية.

المدرسة الغرضية

وترى أن كل سلوك يقوم به الإنسان له غرض معين سواء كان الشخص واعيا أو غير واعيا بهذا الغرض، وتضم مدرسة التحليل النفسي لفرويد ومدرسة العالم مكدوجل وبعض اتباع المدرسة السلوكية الجديدة.

مدرسة التحليل النفسي

أسس هذه المدرسة فرويد، وهو كان أول من أطلق مصطلح اللاشعور، أحدثت هذه المدرسة أثرا كبيرا في كثير من العلوم والفنون، واهتمت بنظام التحليل النفسي الذي كان يستخدم لدراسة الشخصية السوية والشاذة، وكانت تهتم اهتماما بالغا بدراسة الدوافع اللاشعورية للشخص وتأويل الأحلام ودراسة التطور الجنسي النفسي منذ الطفولة.

مدرسة التحليل النفسي الجديدة

ما زالت داخل الإطار العام لمدرسة التحليل النفسي ولكنها اختلفت عنها في أن أساس تكوين الشخصية هو النزعة الجنسية وقالت بأن هناك عوامل حضارية تساهم في تكوين الشخصية.

مدرسة الجشطلت

ظهرت هذه المدرسة لتؤكد بأن المنظومة النفسية هي وحدة متكاملة ولا يجب دراسة العوامل النفسية بشكل مستقل عن بعضها البعض.

مدرسة تحليل العوامل

تحاول هذه المدرسة الكشف عن أبسط العوامل المستقلة الأولية التي تتكون منها المركبات السيكولوجية كالذكاء، وتستخدم هذه المدرسة الاختبارات السيكولوجية المختلفة، وتعالج النتائج بطرق إحصائية معقدة أحيانا.

نعمة إبراهيم

مهندسة، مهتمة بالأدب، والشعر، والتنمية البشرية، واللغة العربية.

أضف تعليق

ستة عشر − تسعة =