تسعة
الرئيسية » لوح النصائح » كيف تفرّق بين الطريقة العلمية والطريقة العقلية في التفكير ؟

كيف تفرّق بين الطريقة العلمية والطريقة العقلية في التفكير ؟

تعرف ببساطة على تعريف الطريقة العلمية في التفكير وعلى تعريف الطريقة العقلية في التفكير وما هي النجاعة في التّفكير ولماذا ميزة الانسان هي التّفكير ؟

كيف تفرّق بين الطريقة العلمية والطريقة العقلية في التفكير

تختلف طرق التفكير باختلاف المادّة التّي تبحث وباختلاف المنطلقات ونحن في هذا الموضوع سوف نفرّق بين طريقتين في التفكير هما: الطريقة العلمية والطريقة العقلية وسنبحث كلى الطّريقتين بحثا مستفيضا كي نتمكّن من الاحاطة باستعمالاتهما وحتى يتسنى لنا توضيفهما في حياتنا اليوميّة بشكل صحيح.

تعريف الطريقة العلمية في التفكير

الطّريقة العلميّة في التفكير هي البحث العميق في الواقع المراد فهمه، فهو بحث في اصل الشّيء مع التّجرّد من كلّ معلومة سابقة والانطلاقة من الفراغ دون أحكام مسبقة أو مسلّمات وإنّما تؤخذ النتائج من الواقع نفسه من خلال اخضاعه للتجربة وللوضعيّات المختلفة التذي تخوّل للباحث الوصول إلى استنتاجات قطعيّة أو نظريّات ظنيّة لم يثب الواقع خلافها. مثال ذلك أن تأخذ انسانا وتتجرّد من كلّ معلومة متعلّقة بالانسان كالقول بأنّه مخلوق أو انّه مادّة وروح أو غير ذلك… ثمّ تخضع ذلك الانسان إلى التّجربة فتبحث في أصله وفصله وتستخرج الاستنتاجات فتقول مثلا الانسان يموت اذا أصيب برصاصة في صدره وسبب ذلك اختلال الدورة الدموية ما ينتج نقصا في الأكسجين ممّا يسبّب خللا في الدّماغ فينتج خلل في القلب فيتوقّف القلب ويموت الانسان. فلا يقال أنّ سبب الموت خروج الروح من الجسد لأنّ الرّوح لا تخضع للتجربة ولا تدرك بالحواس ولا يقال أنّ سبب الموت اقدامه على الدّفاع عن أرضه. هذه هي حقيقة الطريقة العلمية في التفكير وهذه هي النّتائج التّي يمكن أن تتوصّل إليها عن طريق البحث العلميّ.

تعريف الطريقة العقلية في التفكير

الطريقة العقليّة في التفكير هي البحث المستنير في الواقع المراد فهمه، فهو بحث في الشّيء ومتعلّقاته وفق المعلومات السّابقة المتعلقة بالواقع المراد بحثه. ويكون ذلك من خلال الاحساس بالواقع وربطه بالمعلومات في الدماغ. وهذه الطّريقة تخضع إلى عوامل عدّة ومنها وجهة النّظر في الحياة ومنها سرعة البديهة والقدرات العقليّة لدى الانسان ومنها توفّر المعلومات الكافية للحكم على الواقع المراد بحثه. مثال ذلك القول بأنّ الانسان يكيّف سلوكه وفق مفاهيمه فإن أقدم على الموت من أجل قضيّة معيّنة كالدفاع عن أرضه وقتل بسببها لا يقال أنّ سبب الموت دخول رصاصة إلى صدره وإنّما يقال سببب موته الدّفاع عن أرضه وبلده. وهنا يتجلّى الفرق بين الطّريقة العقليّة والطّريقة العلميّة في التّفكير.

النجاعة في التّفكير

لابدّ للانسان أن يستغّل طريق التفكير في محلّها حتّى لا يحصل ما لا يحمد عقباه من أحكام خاطئة على الواقع لأنّ استعمال الطّريقة العلميّة أو العقليّة في غير محلّها غير مأمون النّتيجة ويؤدّي في الغالب غلى الخطأ. لذا يجب التّفرقة وحصر كلّ طريقة في مجالها. فمثلا لا يبحث المجتمع اعتمادا على الطّريقة العلميّة في التفكير كما فعل الاشتراكيّون ولا يبحث الانسان وكيفيّة تسيير علاقاته اعتمادا على الطّريقة العقليّة لأنّها تؤدّي حتما غلى الكارثة ولنا في الواقع نماذج عدّة منها ضنك العيش والكبت والحرمان الذي عاشه الناس في الاتحاد السوفياتيّ سابقا حيث اعتمدت الطريقة العلميّة في بحث الانسان والمجتمع وخلص البحث أنّ الانسان والمجتمع مادّة ويجب أن يعاملوا على هذا الاساس.

كما أنّه لا يجوز بحال من الأحوال استعمال الطريقة العقلية في التّفكير أثناء اجراء البحوث وأثناء العمل من أجل تطوير التّكنولوجيات. أو أثناء البحوث القضائيّة أو الجنائيّة كأن يقال قتل فلان لأن أجله قد حان والله يحي ويميت لأنّه يحول دون البحث عن القاتل وبالتّالي ضياع الحقوق والدّماء… وإنّما يجب اعتماد الطريقة العلمية من خلال تتبع الأدلّة كالبصمات وأدوات الجريمة وغيرها…

ميزة الانسان هي التّفكير

لابدّ للإنسان أن يفكّر ويوضّف قدراته العقليّة وإلاّ فلا فرق بينه وبين سائر الكائنات الأخرى لذا على كلّ فرد أن يتمكّن من التّفريق بين طريقتي التفكير السّابق ذكرهم واستغلالهم في مجالاتهم حتى يحقّق الغرض من التّفكير.

‫سلمان الغرايري

ناشط سياسي وباحث في شؤون المجتمع ومهتم بالفكر السياسي، متابع للقضايا الدولية احب الكتابة في مواضيع تتعلق بالسياسة، الفكر السياسي، الفقه الاسلامي وأصوله، المجتمع والعلاقات والسياسة الدولية