تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » كيف تتخطى سنوات الزواج الأولى ولماذا تعتبر الأخطر على الإطلاق؟

كيف تتخطى سنوات الزواج الأولى ولماذا تعتبر الأخطر على الإطلاق؟

هل تعاني من ارتباك سنوات الزواج الأولى والمشكلات التي لا تنتهي؟ هل انهارت لديك تصورات الزواج المثالية وتريد أن ترجع لحياة الحرية القديمة؟

سنوات الزواج الأولى

سنوات الزواج الأولى تعتبر هي الأخطر على الإطلاق خصوصًا أن الزوجين المتزوجين حديثًا يكونان متعجلين جدا لضبط الأمور ويكونا مفتقدين للصبر اللازم وهم كانوا داخلين بتصورات مثالية عن الزواج من قبل فلما رأيا أن الأمر صعب قد ينفصلان بسبب عدم صبرهما لذلك من لا يعي لخطورة الأمر من البداية قد يقع فيما لا يحمد عقباه لذلك سنتحدث في هذا المقال عن سنوات الزواج الأولى ومشاكلها وكيف نتخطاها؟

مشاكل سنوات الزواج الأولى

قبل البدء في علاج مشاكل سنوات الزواج الأولى نحاول أن نستعرض هذه المشاكل بشيء من التفصيل حتى نتفهمها ونتفهم أسبابها:

المسئولية

لا ريب أن المسئولية إحدى أهم مشكلات سنوات الزواج الأولى ذلك أن الأشخاص المعتادين على العشوائية والفوضى قبل الزواج عندما تجبرهم على تحمل مسئولية بيت الزوجية فإنهم يأخذون فترة على التأقلم على هذه المسئولية بالتالي تأخذ الأمور منحى غير جيد إن لم يتم الوعي بالأزمة من البداية.

اختلاف الطباع

من أبرز ما يواجه الزوجين في سنوات الزواج الأولى اكتشافهما باختلاف طبائعهما، ومهما كنت تعرف الشخص الذي ستشاركه حياتك جيدًا فمعيشتك معه في منزل واحد تختلف تمامًا عن العاطفة المتدفقة أثناء الارتباط العاطفي ومهما كان الحب بينكما عظيم فإن اختلاف الطباع مشكلة لن تختبراها سوى بالزواج وفجأة تكتشف أن هناك شخصًا آخر أمامك غير الذي كنت انتويت الزواج به وبالتالي يجب التوفيق بين هذه الأمور وعدم الارتكان للعناد لأن العناد عواقبه وخيمة.

الشعور بالفتور

هذا أمر طبيعي ولا تظن أنك أخطأت بقرار الزواج لشعورك بالفتور، كل شيء إن استحوذت عليه ستشعر بالملل منه لا محالة وتذكر مثلا الهاتف الذي كنت مهووسا به كيف عندما اشتريته واستحوذت عليه وأصبح في يدك باستمرار فقدت انبهارك به، فما بالك بشخص كنت تحاول أن تقابله مرة في الأسبوع في مكان عام الآن أصبح في وجهك 24 ساعة نائمًا قائما آكلا شاربًا معك؟ الأمر يكاد يكون عسير التصور في الواقع.

تدخلات الأهل

أكثر ما يجلب المشاكل بين الزوجين في سنوات الزواج الأولى هو تدخلات الأهل، أمر سخيف وممل جدا والحقيقة من الأشياء التي لا يمكن حلها بسهولة لأنها ترتبط بأشخاص آخرين خارج منزل الزوجية، بالتالي تتطلب منا مجهودا مضاعفًا عن مجهود حل المشاكل الأخرى.

الغيرة

الغيرة هنا تدخل في نفق حب التملك المظلم، ليست الغيرة المتزنة المشوبة بالحب والعاطفة التي كانت في البداية، بل في سنوات الزواج الأولى نواجه الغيرة التي تعني “لقد تزوجتك لقد أصبحت لي وحدي ولا يمكن لأي شخص أن يشاركك في” والغيرة لا تكون من الجنس الآخر فحسب فربما يغير الرجل من صديقات زوجته أو العكس، لذلك هي مشكلة لا يستهان بها.

الصعوبات المادية

كشابين في مقتبل حياتهما العمرية وبداية زواجهما لا بد أن تكون الحالة المادية متعسرة بعض الشيء في سنوات الزواج الأولى وهذا أمر طبيعي ولا خلاف عليه ويجب أن تتحدثا فيه قبل الزواج حتى لا يحدث مشكلة أكبر بسببها وهذه الفترة لا تحتاج لمشكلات، يكفيها ما فيها بالفعل.

كيف تتخطى مشاكل سنوات الزواج الأولى ؟

بعد أن استعرضنا مشاكل سنوات الزواج الأولى الآن نعرض الحلول لتخطي هذه المشاكل:

الصبر

يجب أن يتحلى الإنسان بالصبر، إن صبرا الطرفين على بعضهما فبمقدار صبرهما سيستطيعان تخطي هذه المشكلات لأن التعجل هو ما سيؤدي بهما إلى العناد والعناد يؤدي إلى إغلاق كل سبل الحلول لهذه المشكلات لذلك يجب أن يعي الزوجان لهذه المسألة.

الحب والاحتواء

طالما كان الحب موجودًا قبل الزواج فالأولى أن يكون موجودا بعد الزواج بصورة مكثفة وذلك بسبب الحاجة الشديدة إليه، اعلم أن أي محاولة لحل مشكلات سنوات الزواج الأولى بدون الحب والاحتواء ستصبح محاولات لا قيمة لها لذلك الحب والاحتواء والعطاء بلا حدود السلاح الأقوى في أيدي الزوجين، وطالما هو موجود لدى طرف سيحفز به الطرف الآخر.

التنازلات

لابد أن تقدم تنازلات في سنوات الزواج الأولى، لا بد أن تقرب المسافة، لابد أن تلجأ للحلول الوسط، لا يمكنك أن تثبت على رأيك وتصمم عليه ثم تأمل في حل للمشاكل، معنى أنك أبديت استعدادًا للحل فهذا يعني أنك مستعد للتنازل وتقريب وجهات النظر.

عدم تدخل الأهل

هذه نقطة حاسمة ولا جدال عليها، عدم تدخل الأهل نهائيًا، وهذا ليس له علاقة بعقوق الوالدين، عقوق الوالدين هو ألا تبر والديك وألا تعاملهما بشكل جيد ولكن إن أصرا أن يخربا حياتك فهذا ليس من العقوق في شيء بل إنه صميم البر لأنك تنأى بهم من أن يتدخلا في حياة زوجين ويضعا أنفسهما في هذا الموقف السخيف.

الثقة

يجب أن يكون هناك ثقة عمياء بين الزوجين، ليس ثقة في إخلاص كل طرف للآخر فحسب، بل ثقة في خوف كل طرف على الآخر ورغبته في أن تسير الأمور بشكل جيد وثقته في وفائه وحبه ووقوف كل طرف بجوار الآخر حتى النهاية والتعاهد على البقاء سويًا في السراء والضراء.

تجديد الحب

لا مانع من تجديد الحب والرجوع لأيام الخطوبة في سنوات الزواج الأولى حتى يحظى كل طرف بعمل تنشيط لعاطفته وبالتالي تقضيان على الفتور في الحب وعلى الملل الذي ينتاب العلاقة الزوجية طالما كانت راكدة كبحيرة لا تجري مما يجعلها مملة بالفعل طالما كانت كذلك، يمكنكما الاتفاق على وسائل تجديد الحب هذه حسب حدود المسموح أو إعداد المفاجآت لبعضكما، حسب المناسب لكما.

ترك المساحة للطرف الآخر

ما يبعث على الملل أيضًا هو المحاصرة، محاصرة كل طرف للآخر وإشعاره أنه قدره، لا مانع من ترك كل شخص المساحة للآخر كي يمارس هوايته ويحافظ على علاقاته ويستمتع بالأشياء التي يحبها أيضا من حق كل شخص أن ينعزل لوحده ولو لساعات قليلة دون مضايقة لأحد، لذلك يجب احترام المساحة الشخصية لكل فرد حتى يشعر بحريته ولا يندم على قرار الزواج.

تقليل النفقات

لا بأس من أجل التغلب على المشاكل المادية أن نقلل النفقات قليلا وأن نتعلم فضيلة الادخار وأن نستغني عن بعض الرفاهيات من أجل أن تسير المركب ونستطيع دفعها للأمام، وهذا لن يتم سوى برغبة الطرفين في ذلك وخوف كل شخص على منزل الزوجية وعلى الآخر.

المشاركة والتعاون

من أجل حل مشكلة تحمل المسئولية في سنوات الزواج الأولى يجب المشاركة والتعاون في حمل هذه المسئولية وفي ذلك ستكون متعة عظيمة، ولا بأس من تقسيم المهام حسب طبيعة كل شخص والتعاون على أدائها على أكمل وجه ممكن.

خاتمة

سنوات الزواج الأولى قد تحتوي على الكثير من المشاكل الكفيلة بأن تؤدي بأي زيجة إلى نهايتها، ولكن بالصبر والتعاون والثقة والإخلاص والوفاء، نستطيع صنع أفضل علاقة تمتد حتى آخر لحظة في أعمارنا.

محمد رشوان

أضف تعليق

18 − ثمانية =