تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » كيف تنقذك قصة الحب من حوادث كارثية دون أن تدري؟

كيف تنقذك قصة الحب من حوادث كارثية دون أن تدري؟

يُقال إن الحب يصنع المعجزات وهذا بالفعل ما ستراه في هذا المقال، حين تستطيع قصة الحب أن تنقذ الأحباء من كوارث وقد يتغير التاريخ بسبب قرار نابع عن الحب.

قصة الحب

بعض أهم القرارات يتم اتخاذها بطريقة عاطفية نابعة عن الحب، ولهذا قد تغير قصة الحب مجرى الأمور. سندلل على رأينا ببعض القصص من التاريخ، التي أثبت فيها الحب قدرته على حماية الأحباء من كوارث مؤكدة. وقدرته أيضًا على تغير مجرى التاريخ بالكامل، لأن بعض القرارات السياسية بُنيت على المشاعر والعاطفة لا على العقل. ومنها من كان في الصالح العام، والأخرى في صالح أفراد معينين فقط.

قصة الحب تنجي من الموت

في عام 1937، كان الزوجان مارتن غودمان وجان ديفيس، قد انتهيا من شهر العسل لتوه. وفي طريق العودة إلى المنزل في نيويورك، وقررا تجربة السفر عبر المناطيد من هيندنبرغ. حين اتجه مارتن لشراء التذاكر، لم يجد تذاكر زوجية، بل هناك عدة تذاكر منفردة في أماكن متفرقة فقط. فقررا أنهما لن يركبان سوى بجانب بعضهما واعتدلا عن الفكرة برمتها.

عند وصولهما إلى نيويورك بأمان، فرأوا خبر حادث منطاد هيندنبرغ الذي اشتعل في الهواء قبل الهبوط ومات كل من كان فيه في ثواني معدودة. وهو ذاته المنطاد الذي حاولا تجربته. الجدير بالذكر أن مارتن غودمان هو المؤسس لشركة “مارفل كوميكيس”، الشركة الأشهر في إنتاج أفلام الأبطال الخارقين مثل الرجل العنكبوت والرجل الحديدي وغيرهم. ولولا قصة الحب لما تغير قرارهم، ولما كانوا قد نجوا، ولما كنا نحن لنستمتع بالأفلام الرائعة لمارفل.

قصة الحب تنقذ مدينة بأكملها من الدمار

ستظل مدينة هيروشيما مرتبطة إلى الأبد بالحادث المأسوي الأكبر في التاريخ، بعد القنبلة النووية في الحرب العالمية الثانية. ولكن ما لا يعرفه العالم أنها لم تكن المدينة الأولى على قائمة المدن المحتملة للإلقاء القنبلة عند الرئيس الأمريكي ترومان. بل كانت كيوتو، العاصمة القديمة لليابان ومركز الثقافة الفنية والكنوز التاريخية للحضارة. لأن وقع أثر القنبلة على مدينة بذلك الحجم والتاريخ، سيؤثر على اليابان ويثبط من العزيمة إلى الأبد.

قبل الحرب بعدة أعوام في العشرينيات، ذهب هنري ستيمسون وزوجته في شهر العسل إلى كيوتو، وهناك انبهر بالمدينة ومعالمها وبنى علاقة حب قوية مع زوجته. كان هنري آنذاك رجل سياسي والحاكم العام للفلبين المستعمرة. وفي وقت الحرب في الأربعينيات شغل منصب وزير الحرب في الولايات المتحدة. وحين تلقى خبر احتمالية ضرب كيوتو بالقنبلة النووية أخذ يعمل على الاحتجاج وتغير رأي الرئيس ترومان. وبدلًا من كيوتو تم اختيار هيروشيما. لم يكن ليرضى بتدمير المدينة المحببة إلى قلبه وقلب زوجته.

قصة الحب تلك لم تخفف من مأساة مدينة هيروشيما التي راح ضحيتها قرابة المئة ألف إنسان. ولكنها على الأقل أنقذت سكان مدينة كيوتو وتاريخ حضارتها.

قصة الحب تدعم الحقوق المدنية

واتيس وارينج هو ابن أحد المحاربين القدماء الكونفدراليين، وقاضي في مدينة تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية. وهو أبعد ما يكون عن مناصر للحقوق المدنية وإلغاء التميز العنصري، في الأربعينيات من القرن الماضي. إلى إن التقى بإليزابيث أفيري هوفمان، في إحدى الحفلات، ووقعا في علاقة عاطفية غير شرعية لأنه متزوج. بعد شهور من الخيانة قرر أخيرًا الطلاق من زوجته، والزواج من إليزابيث. فغضب عليه المجتمع، ليس من أجل الخيانة، بل لكون إليزابيث ناشطة في الحقوق المدنية، الأمر الذي لا يطيقه شعب تشارلستون.

بدأ المجتمع الغاضب في توجيه الإساءات له، ووصل الأمر إلى تهديد حياته وحياة زوجته الجديدة. فتحول واتيس إلى ناقد للعنصرية وناشط في الحقوق المدنية. وهو أول قاضي فيدرالي عام 1896 ينادي بالمساواة. وناشد بالعدالة ضد العنصرية حتى وصلت إلى المحكمة العليا في 1954. بسبب حبه لإليزابيث أصبح رمز للحقوق المدنية، وتحققت على يده أهم الأحداث التي أدت إلى انتهاء العنصرية.

قصة الحب التي أحاطت بقانون عنصري

بعض القصص تدل على مدى قوة الحب إن قرر أطرافها التمسك بحبهما إلى المنتهى. ميلدريد جيتر فتاة سمراء البشرة تعرفت على ريتشارد لوفينغ الشاب الأبيض. بسبب سكنهم في ولاية فرجينيا اضطرا الاثنين على التزام السرية التامة في علاقتهما. ولكن تطورت العلاقة إلى حب وغرام، ثم انتظار طفل. وبسبب القوانين العنصرية الصارمة في الولاية التي تمنع الزواج بين الأعراق المختلفة، ذهبا إلى واشطن وتزوجا هناك عام 1958.

عندما عاد الاثنان إلى بيتهما في فرجينيا كشفت الشرطة المحلية أمرهما. فتم الحكم عليهما بالسجن مدة عام، على أن تعلق العقوبة في حالة سفر الزوجين إلى خارج الولاية وعدم العودة مرة أخرى لمدة 25 عام. فوفقا الزوجان واتجها للعيش في واشنطن ولم يرضخان للمجتمع القاسي. ثم بدئوا حملة ضد القانون الظالم، إلى أن حكمت المحكمة العليا ببطلان القانون 12 يونيو 1967، وعاد الزوجان أخيرًا إلى موطنهم الأصلي.

قصة الحب تهيئ المساحة للإبداع في العلم

قد تنقذك قصة الحب بطرق غريبة جدًا، في حالة ماري وبيير كوري قد تكون أنقذت العالم. إنهما عالميان الكيمياء والفيزياء والحاصلان على جائزة نوبل، مرة مع بعض ومرة لماري بمفردها. بعد الزواج عن قصة حب بدأ الثنائي عملهما الخاص في معامل الكيمياء. وبفضل التعاون بينهما، أثمرت مجهوداتهما في اكتشاف النشاط الإشعاعي.

وبعد وفاة بيير، كرست ماري حياتها للعلم واكتشفت تأثير الراديوم المشع. وأفتحت معهد للبحوث في بولندا. حتى ابنتهما أكملت مسيرة العائلة وحصلت هي وزوجها على جائزة نوبل في النشاط الإشعاعي الصناعي. إن الحب يصنع طاقة إيجابية تشجع على العمل والحياة الناجحة.

قصة الحب تنعش الحياة السياسية

في قصة أخرى لقدرة الحب على صنع العديد من المعجزات في الحياة العملية، نجد قصة إيفيتا وخوان بيرون. إنهما يستحقان لقب الزوجين الأقوى في الأرجنتين. عاشت إيفيتا حياة فقيرة منذ طفولتها، وكبرت لتصبح ممثلة ومغنية في لوس تولدوس. ولكنها التقت بخوان بيرون وتزوجا عام 1945. والذي أصبح بمساعدتها رئيس للأرجنتين عام 1946.

استغلت إيفيتا منصبها كسيدة أولى لتنادي بحقوق المرأة وحقوق الفقراء. وبالفعل تم السماح للمرأة لأول مرة بحرية التصويب في الانتخابات، ليفوز خوان بأغلبية ساحقة في فترة انتخابات ثانية. ومن حب الشعب في إيفيتا وعمل الزوجان المتناسق، دُعيت إيفيتا للترشح بجانب زوجها في الانتخابات كنائب للرئيس. على الرغم من عدم تحقيق هذا الترشح بسبب خوف السياسيين من احتمالية تنصيب إيفيتا رئيسة على الأرجنتين، إلا إن الحب حقق العديد من المستحيلات في الأرجنتين. وهو الذي مهد الطريق لحرية المرأة وقيام الاقتصاد الأرجنتيني، وتنصيب أول رئيسة للأرجنتين بالفعل بعد وقت قصير. وماتت إيفيتا عن عمر يناهز 33، بسبب سرطان الرحم، قبل انتهاء الفترة الثانية لحكم خوان. إلا إنها ظلت بطلة قومية في عيون الشعب الأرجنتيني.

خاتمة

بعد كل قصص الحب التي عُرضت أمامك، لابد أن تثق في قدرة الحب على صنع المستحيل. إنه ينجي من الموت في بعض الأحيان، وقد ينقذ الآلاف البشر من خلال السياسة أو العلم. إنه يحمل في معانيه قوة عجيبة عليك باستغلالها في صالحك. والمرة القادمة التي تقف أمام قرار عاطفي قد تقرر اختيار القرار الداعم للحب، وقد يعمل هذا القرار على تغير مجرى حياتك إلى الأبد.

أيمن سليمان

كاتب وروائي، يعشق منهج التجريب في الكتابة الروائية، فاز ببعض الجوائز المحلية في القصة القصيرة، له ثلاث كتب منشورة، هُم "ألم النبي (رواية)، وإنها أنثى ولا تقتل (رواية)، والكلاب لا تموت (مجموعة قصص)".

أضف تعليق

20 + إحدى عشر =