تسعة
الرئيسية » العلاقات » مشاكل العلاقة » كيف تتخطى مرحلة فقدان الحبيب دون التأثير على حالتك النفسية؟

كيف تتخطى مرحلة فقدان الحبيب دون التأثير على حالتك النفسية؟

فقدان الحبيب شيء صعب جدًا مهما كانت نوعية تلك الحبيب، فالشخص التي تريد الارتباط به وصديقك وعائلتك، كل هؤلاء أحباء يقود فقدانهم إلى الكثير من المشاكل النفسية في المقام الأول، ولذلك سوف نتعرف معًا بالسطور المقبلة على طرق تحطي تلك المرحلة الصعبة بأفضل الطرق.

فقدان الحبيب

طبعًا لا أحد يختلف على كون فقدان الحبيب في أي زمان ومكان شيء لا يُمكن تعويضه بسهولة، خصوصًا وأن عملية الفقدان هذه تؤثر بالسلب على الحالة النفسية، وكلنا نعلم طبعًا أن تدمر الحالة نفسية يؤدي مع الوقت إلى فقدان الشغف للحياة، ولهذا كان من البديهي أن يتواجد من ينصح ويُرشد إلى طريقة تخطي هذه المرحلة على أفضل نحو ممكن، وقد وجدنا أنه من مهمتنا القيام بذلك من خلال تناول بعض الطرق العلمية والعملية التي ينصح بها الخبراء النفسيين وكذلك أولئك الذين تعرضوا من قبل لكارثة من هذا القبيل، وبالتأكيد لا يُعتبر وصف الكارثة وصف مُبالغًا فيه بالمرة، فإذا لم تكن الكارثة فقدان شخص تحبه فمتى يُمكننا إطلاق هذا الوصف يا تُرى؟ عمومًا، السطور المقبلة تحمل لنا الطرق التي نبحث عنها.

طرق التعامل مع فقدان الحبيب

ذكر بعض الطرق المناسبة للتعامل مع كارثة فقدان الحبيب لا يعني أبدًا أن الطرق سوف تنجح مئة بالمئة، فهذا الأمر يتوقف في البداية على درجة تأثر هذا الشخص ومكانة الحبيب الذي فقدانه، وهذا ما يأخذنا بالضرورة إلى تقسيم التعامل مع الفقدان حسب نوعية الحبيب، فهناك فقدان الحبيب من الأهل، وفقدان الحبيب من الأصدقاء، وأخيرًا فقدان الشخص الذي تود الارتباط به، فكل فئة من هذه له طرق تعامل خاصة بها.

فقدان الحبيب من الأهل

فقدان الحبيب فقدان الحبيب من الأهل

غالبًا ما يكون فقدان الحبيب من الأهل بسبب الموت، فالموت بلا شك هو الأمر الأكثر سوءًا في هذه الحياة، ولهذا هو من حيث المعنى النقيض الأول والأهم لها، على العموم، عند فقدان الحبيب التابع لفئة الأهل فالتعامل مع هذه الكارثة الصعبة سوف يبدأ من محاولة التأقلم مع الوضع.

محاولة التأقلم مع الوضع

في الحقيقة ليس هناك أي مناص من التراجع عن فكرة الموت وحتميته، لذا فإن الشخص العادي بعد فقدان الحبيب عليه أن يحاول جاهدًا التأقلم مع الوضع، ومع أن هذا الأمر يبدو صعبًا بالطبع لكنه يُصبح ضروري في هذا الوقت، إذ أن أفضل طرق المواجهة على الإطلاق هي التأقلم، وهذا بالطبع لا يجعلنا نبحث عن الضعف في كل شيء حولنا، وإنما الحديث فقط عن الأشياء الحتمية التي لا يُمكن تغييرها بأي شكل من الأشكال، ومن أبرز هذه الأشياء طبعًا الموت.

التقرب من المتصلين بهذا الشخص

من الأمور التي تُفيد أيضًا في مسألة التعامل مع فقدان الحبيب أن يتم التقرب أكثر من الأشخاص المُتصلين بهذا الحبيب، أو الذين كانوا متصلين، بفرض أنه لم يعد ثمة وجود لهذا الشخص المفقود، وبما أننا نتحدث عن الحبيب من الأهل فمن البديهي أن يكون الأشخاص المتصلين به من الأهل أيضًا، وهو ما يُطلق عليه صلة الأرحام بمعنى أدق، عليك أن تتعايش مع الوضع وتحاول التواصل مع المتألمين مثلك كي تجعلهم يتعيشوا مع الوضع أيضًا، عليك أن تُغير تمامًا من حالة الألم.

تذكر الموت وحتميته

أيضًا من الأشياء التي يُنصح بها خلال فترة فقدان الحبيب، وخصوصًا إذا كان من الأهل، أن يتم التعامل مع فكرة الموت وحتمية حدوثه للأشخاص، فالجميع سيموت في يوم من الأيام، هذه حقيقة سواء صدقتها أم لا، والواقع أن أفضل طرق التعاون مع الفقدان أن تؤمن تمامًا بهذه الحقيقة، الشخص الذي تحبه مات، وأنت ستموت، وهؤلاء الذين لا يزالون على قيد الحياة وتحبهم سيمتون كذلك، هذا هو الأمر ببساطة، وهذا ما يجب عليك الإيمان به لتجاوز ما تمر به.

فقدان الحبيب من الأصدقاء

فقدان الحبيب فقدان الحبيب من الأصدقاء

الآن نحن نتحدث عن الحبيب من نوع آخر مُختلف تمامًا، وهو نوع الأصدقاء، وذلك النوع قد لا ينتهي أو يُفقد من خلال الموت، وإنما فقط بمجرد قطع الصداقة، وتلك الحالة تستدعي أيضًا بعض الخطوات للتخطي، منها تذكر مساوئ الشخص.

تذكر مساوئ الشخص

فقدان الحبيب التابع لنوعية الصديق دون موت يعني ببساطة أنك قد تعرضت للغدر أو الخيانة من ذلك الصديق، وبالتالي فقد حدثت بعض الأمور التي يُمكن وضعها في خانة المساوئ الخاصة بذلك الشخص، وكل ما عليك لتتخطى هذه المرحلة أن تقوم بتذكر المساوئ التي ارتكبها وأدت بالتالي إلى تركك له، أيضًا دعونا لا نغفل كون هذه المساوئ قد تسببت في ألم لك، وما عليك لتخطي الشوق إليه إلا أن تقوم بتذكر ذلك الألم، هكذا سينتهي الأمر على نحو جيد بعض الشيء.

تكوين صداقات جديدة

أمر بديهي بعد فقدان الصديق، ولكي تكون قادرًا على تخطي مرحلة الفقدان هذه، أن تبدأ في تكوين مجموعة صداقات جديدة تكون بديلًا للصداقات المنصرمة، وفي هذه الحالة عليك ألا تبحث أبدًا عن أصدقاء يكونون ذو قرابة بالصديق القديم الذي فقدته حتى لا يذكرونك به، هذا في حالة كونك تحبه، أما إذا كنت مُحبًا للصديق وفقدته في حالة سوء تفاهم فهنا الأمر سيختلف، حيث أنك ستبحث عن صديق مشابه له في الصفات ويمتلك فعلًا ما يؤهله كي يحل محل صديقك السابق.

الانشغال بشيء جديد

هل تعرف لماذا قد تُفكر في فكرة فقدان الحبيب مهما كان نوعه؟ الأمر ببساطة عزيزي القارئ أنك تجلس متفرغًا لا تجد أي شيء لتفعله، وبالتالي تجد فيك الذكريات فريسة مثالية لها، ولهذا فإن طريقتك الأفضل من أجل التغلب على ذلك الأمر أن تنشغل بشيء جديد يُنسيك الصديق الذي فقدته، هذا إذا كنت متيقنًا من كونك فعلًا راغب في نسيان صديقك السابق تمامًا، وهذا الشيء الجديد يُمكن أن يكون بسيطًا للغاية كقراءة كتاب أو مشاهدة فيلم.

فقدان الشخص القابل للارتباط

الآن نأتي للنوع الثالث والأخير من أنواع فقدان الحبيب، والحديث هنا عن ذلك الحبيب الذي يُفقد بعد أن يكون قابلًا للارتباط، ويحدث ذلك من خلال التعرض لأي خلاف بأي شكل من الأشكال، والحقيقة أن أغلب الأحبة يبذلون الغالي والنفيس من أجل عدم تأثير هذا النوع تحديدًا عليهم لأنه يُعتبر الأشد تأثيرًا وخصوصًا على الحالة النفسية، على العموم، لكي يُمكن تجنب ذلك يجب تنفيذ كافة التعليمات والخطوات المذكورة مع كلا النوعين السابقين مع التركيز على أهمية بدء حياة جديدة سريعًا.

غالبًا يُعاني الإنسان من عدة علاقات متذبذبة في مرحلة المراهقة، وهي التي لا يمكن وصفها أبدًا بالحب، لذلك إذا قمت عزيزي القارئ بعد هذه المرحلة بإيجاد شخص آخر ومبادلته الحب فهذا يعني ببساطة أنك لم تفقد حبيبًا، بل لم تفقد أساسًا، أيضًا دعونا نؤكد على فكرة تذكر مساوئ الشخص والأضرار التي سببها لأنها من أكثر الأشياء التي تمنحنا القوة في مواجهة الفقدان، لكن يا تُرى لماذا أصلًا نقوم بمواجهة مسألة فقدان الحبيب بكل هذه الجدية؟ الإجابة تكمن في آثارها السلبية علينا.

الأعراض والآثار السلبية لفقدان الحبيب

فقدان الحبيب الأعراض والآثار السلبية لفقدان الحبيب

عملية الفقدان ليست سهلة بالمرة، وبالتأكيد عندما يتعرض لها شخص ما فإن بعض الآثار السلبية تطفو على السطح، ولا شك أننا الآن لا نبحث عن الآثار السلبية وإنما كيفية التعامل معها، لكن لا مانع بالطبع من ذكرها من باب العلم بها وتوقعها قبل حدوثها حتى يُصبح واقع الكارثة أقل، وأهم هذه الآثار الكره الشديد للحياة.

الكره الشديد للحياة

بعد فقدان الحبيب مباشرةً تتغير الحياة تمامًا، في الأساس لا تكون هناك حياة يطمح الإنسان فيها، وإنما يكون هناك كره شديد لها، وهذا ما يقود إلى التفكير في أمور سيئة للغاية مثل إيذاء النفس، وهذا طبعًا أمر يجعلنا نُفكر في كون هذا الوضع من الأعراض والآثار السلبية لفقدان الحبيب، والحقيقة أن الشخص إذا لم يقم بتطبيق ما سبق وتعرضنا له في السطور الماضية من نصائح وإرشادات فبكل تأكيد سوف ينتهي به الأمر بنهاية سيئة للغاية، ولكل هذا قلنا في البداية أنه من الضروري التعامل مع فكرة الفقدان بأفضل الطرق المتاحة لذلك، لكن هل هذا كل شيء؟ الإجابة بكل تأكيد لا.

الامتناع عن الطعام والشراب

بعدما تتوقف الحياة بفقدان الشخص الذي تحبه سوف تدخل عزيزي القارئ في مستوى آخر من التأثر، وهو يتعلق بالامتناع التام أو الجزئي عن الطعام والشراب، بمعنى أن يفقد الإنسان الشغف للاقتراب من الفائدة وتناول الأطباق التي ربما لم يكن يتمكن من قبل التوقف عن الأكل منها، إنه ببساطة التأثير السلبي الذي تحدثنا عنه، فبذلك الفقدان يُفقد الشغف للحياة، والطعام والشراب من الأشياء التي تُساعد على استمرار الحياة، وبالتالي فإن التوقف عنهما أمر بديهي تمامًا، ومن السيئ جدًا أن يتوقف الإنسان عنهما إثر تأثر سلبي من الفقدان، فهو الدمار بأبهى صورة متاحة له.

قلة ساعات النوم والراحة

كوضع غير اختياري بالمرة، وعقب فقدان الحبيب مباشرةً، تقل ساعات النوم لدى الشخص المتألم ويُصبح النوم أشبه بعيد له، فالإنسان أساسًا يرى في النوم راحة من الهموم وفقدان لجزء من هموم الحياة، لكنه عندما يفقد شخص يُحبه فهو بالطبع سيرغب بمحاربة ذلك الوضع من خلال الاستيقاظ والتفكير فيه لساعات طويلة، وبالتالي تُصبح من الأعراض الرئيسية التي تُصاحب الفقدان أن يلجأ الشخص للنوم لساعات طويلة للغاية، وهو أمر سيء بالتأكيد وعرض وأثر جانبي.

التفكير الخاطئ طوال الوقت

من الأشياء التي تُداهم الإنسان عقب فقدانه للشخص الذي يُحبه وتُعتبر من الأعراض السلبية طبعًا دخوله في حالة ودائرة مُغلقة من التفكير الخاطئ، فمثلًا، إذا كان من فقده شخص يريد الارتباط به وتم فقدانه في صورة انفصال فبالطبع سوف يكون هناك تفكير طوال الوقت في الطريقة التي يقضي بها هذا الشخص حياته، وكيف أنه يُعاني الآن يتمتع بحياته مع شخص آخر كان من المفترض أن يكون هو في مكانه، بلا شك هذا أمر جنوني يدفع الشخص محل الحديث إلى التفكير في أمور سيئة للغاية مثل إيذاء النفس أو الإقدام على أي فعل مجنون بشكل عام.

محاولة إيذاء النفس في حالات كثيرة

قلنا قبل قليل أن التفكير الخاطئ قد يدفعك إلى إدخال الأمور السيئة للغاية في ذهنك، وعلى رأس هذه الأمور طبعًا إيذاء النفس، فمجرد التفكير في هذا الأمر السيئ يُمكن اعتباره واحدة من أسوأ الأعراض والتأثيرات التي يمر بها الشخص الذي فقد شيء أو شخص يحبه، أما تنفيذ هذا التفكير بالفعل فهو أمر آخر يُمكننا وصفه بالكارثة، ولو كنا دقيقين فعلًا فهي أسوأ كارثة في هذا الكون على الإطلاق، وذلك لكونها ترتبط بالرغبة في إزهاق أثمن شيء لدى الإنسان، حياته.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

اثنا عشر + 5 =