تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » زراعة الكلى : كيف تجري عمليات زراعة الكلى في الجسم ؟

زراعة الكلى : كيف تجري عمليات زراعة الكلى في الجسم ؟

الكلى من الأعضاء الحيوية في الجسم، قديمًا كان المصابون بالفشل الكلوي معرضون للموت، أما اليوم فإن عمليات زراعة الكلى تمنح أملاً كبيرًا للكثيرين.

زراعة الكلى

تجرى عمليات زراعة الكلى اليوم بدون الكثير من المشاكل الطبية، الكلى من أهم الأعضاء الموجودة في جسم الإنسان وهي المسئولة عن تخليصه من كل ما يوجد به من سمومٍ ومخلفاتٍ والزائد عن حاجته من المياه والأملاح، لكن عضوًا بهذه الأهمية عندما يمرض أو يفشل قد يؤدي لموت الإنسان بسبب ارتفاع نسبة السموم والمخلفات في دمه وعدم وجود أي عضوٍ آخر قادر على تصفية الدم وإنقاذ الجسد، وتلك المهمة كانت نعمةً للإنسان ولعنةً على الكلى لأن كونها أهم عضوٍ لإخراج السموم من الجسد سيعني أنها ستقابل كل تلك السموم وتتعامل معها بل إنها تقوم بتركيزها فيها من الجسم كله حتى تطردها، ومع تكرار ذلك تبدأ الكلى بالتعرض للضرر وتبدأ خلاياه في الموت واحدةً تلو الأخرى، لكن المشكلة الكبرى التي تواجه الفشل الكلوي هو كونه متأخر التشخيص وذلك بسبب خاصيةٍ للكلى تساعدها على تعويض الفاقد منها فعندما تموت خلايا تستطيع الخلايا الأخرى أن تقوم بدورها، وبذلك تظل الخلايا في دمارٍ والشخص لا يشعر لأن الخلايا الأخرى تبذل جهدها لللقيام بالعمل بنفس الكثافة حتى تصل الكلى إلى لحظةٍ معينة تنهار فيها وتعجز عن المواصلة ويصبح الضرر غير محدودٍ وفي أحيانٍ كثيرة لا يمكن إنقاذها ويكون الحل هو عملية زراعة الكلى كبديلٍ عن التي فقدها الجسم.

كيف تجرى عمليات زراعة الكلى ؟

عن عمليات زراعة الكلى

تتضمن العملية ببساطة إعادة زراعة كلى صحيحة وسليمة في جسد شخصٍ أصاب الفشل كلا الكليتين لديه، يمكن أن يكون المتبرع ميتًا فيتم أخذ كليته وإعادة زراعتها، وقد يكون على قيد الحياة كليتاه سليمتان وقرر التبرع بإحداهما وهو قرارٌ يقدم عليه الكثيرون خاصةً أن الكلى من الأعضاء التي تحقق المعجزات، فالكلية الواحدة تكبر في الحجم وتكون قادرةً على أداء وظيفة الكليتين معًا، لذك لا يحتاج أحدهم لإجراء زراعة الكلى إلا لو فشلت كلا كليتاه، والمتبرع يمكنه العيش بكليةٍ واحدةٍ فقط بسهولة.

يتم إجراء مجموعةٍ من الاختبارات والتحاليل للتأكد من أن الكلية المتبرع بها سليمة ومن ثم التأكد من أن الكلية مطابقةٌ لجسد الشخص، يبحث الأطباء عن أكثر المواصفات مطابقةً لتجنيب المريض المرور بحالة رفض جسده للكلية الجديدة وهو أثرٌ شائعٌ جدًا، غالبًا ما يتم البحث بين الأقارب من الدرجة الأولى أو الثانية عن شخصٍ يطابق المواصفات المطلوبة ويكون مستعدًا للتبرع، لأنه بذلك يرفع من نسبة نجاح العملية.

بعد فصل الكلية من جسم المتبرع وحفظها يتم تجهيز الشخص المريض الذي يحتاج التبرع له وإدخاله لغرفة العمليات، تُزال الكلى القديمة وتُزرع الكلى الجديدة في الجسد، يقوم الطبيب بتوصيل الأوردة والشرايين اللازمة وتوصيل الحالب بالمثانة، في بعض الأحيان لا يزيل الطبيب الكلى القديمة الفاشلة طالما أنها غير مصابة بعدوى أو بفشلٍ تام أو بورمٍ أو سرطان وإنما يتركها ويقال أنه في بعض الأحيان تساعد الكلية الجديدة الكلية القديمة على استعادة وظيفتها وصحتها تدريجيًا، تستغرق عملية زراعة الكلى ثلاث ساعاتٍ وحسب.

ما قبل وبعد العملية

قبل العملية سيتم إجراء الفحوصات على جسد المريض بالطبع والتأكد من أنه سليمٌ من الأمراض الأخرى المجاورة لفشل الكلى أو التحقق منها على الأقل، خلال فترة الفشل الكلوي التي تسبق العملية يخضع المريض لعملية الغسيل الكلوي وهي عملية أو إجراء بمعنى أدق يتم فيه غسل دم المريض من السموم والأملاح والفضلات خلال جهازٍ خارجي يمر فيه الدم ويُفلتر ثم يعود ثانيةً.

يستمر المريض على غسيل الكلى حتى تتوفر له كليةٌ مناسبةٌ من متبرع، عندها يبدأ الأطباء بإعطائه أدويةً مثبطةً للمناعة لتساعده على تقليل مناعة جسمه وبالتالي تمنع جهاز المناعة من مهاجمة الكلية الجديدة عند زراعتها وتقليل نسبة فشل عملية الزراعة.

بعد الانتهاء من العملية يبقى المريض لعدة أيامٍ في المشفى يتناول الأدوية المثبطة للمناعة ويراقب الأطباء وظائف كليته الجديدة وعملها في الجسم وكيف يتأقلم الجسم معها، فور الزرع ستبدأ الدورة الدموية في المرور خلال الكلى إلا أن القيام بكامل الوظائف قد يستغرق عدة أيامٍ حتى تنجح الكلى في أداء عملها الكامل الطبيعي، وخلال تلك الفترة يستمر المريض على غسيل الكلى حتى تعمل كليته بكفاءة فيستغني عنه.

يستمر خطر التعرض للرفض من الجسم لفترةٍ طويلة وربما طوال الوقت فقد سجلت حالات زراعة الأعضاء رفضًا حدث من الجسد بعد مرور سنواتٍ من عملية زراعة الكلى أو أي عضوٍ آخر إلا أن نسبة الفشل والرفض في هذه العملية أقل من 20% بشكلٍ عام، لكن الأطباء يركزون انتباههم على فترة الأسابيع أو الأشهر الأولى بعد الزراعة للتأكد من أن الجسد لن يرفض الكلى أو للتدخل وتثبيط المناعة في حالة ظهور بوادر الرفض.

بعض المعلومات عن عملية زراعة الكلى

قد يظن البعض أن عملية زراعة الكلى مكلفة كثيرًا وأن الشخص قد يستغني عنها بالخضوع لغسيل الكلى الدوري والذي لا يقل عن ثلاثة مراتٍ أسبوعيًا، لكن الحقيقة أن تكلفة زراعة الكلى أقل من عمليات غسيل الكلى المستمرة على المدى الطويل، كما أنها ستمنح الشخص حياةً طبيعيةً مرةً أخرى وتجنب آلام غسيل الكلى.

للأسف فشل الكلى شائعٌ ومنتشر وله العديد من الأسباب لذلك إن كنت من المحتاجين لزراعة الكلى ستجد نفسك في قائمة انتظارٍ طويلة لفتراتٍ أطول حتى تحصل على كليةٍ مناسبةٍ لك، بالطبع ما لم يكن لديك متبرعٌ خاصٌ من الدرجة الأولى، كما أنك لن تحصل على أي ضماناتٍ بنجاح العملية فبرغم ارتفاع نسبة النجاح إلا أن الرفض ما يزال واردًا ومحتملًا، كما أن الكثيرين لا يكونون مناسبين للخضوع لعملية زراعة الكلى من الأساس بسبب حالاتٍ صحيةٍ مختلفة.

بعد عملية الزراعة ستكون مضطرًا لتناول الأدوية المثبطة للمناعة والبعض يستمرون عليها بنسبٍ قليلة لإضعاف أجهزتهم المناعية ومنعها من رفض الكلى الجديدة، لكن عليك أن تدرك أن الأدوية المثبطة لجهاز المناعة تجعل الجسد عرضةً للعديد من الأمراض ومجالًا متاحًا للعدوى بكل الفيروسات والبكتيريا، كما أن الإصابة بعدوى بسيطة يكون جهاز مناعة الشخص الطبيعي قادرًا على التصدي لها قد تتحول لعدوى مهددة لحياة الشخص الذي يتناول تلك الأدوية، وبرغم تناوله لها ما يزال احتمال الرفض المفاجئ قائمًا.

الممنوعون من زراعة الكلى

يوجد العديد من الأشخاص الذين ليس بإمكانهم الدخول إلى عملية زراعة الكلى مثل المصابين بعدوى قوية أو المصابين بالكانسر أو أصحاب الأمراض القلبية ومشاكل الشريان التاجي أو أصحاب الفشل الكبدي والذين يكونون أحيانًا مرشحين لإجراء عمليات زراعة الكبد والكلى معًا.

بعض المرضى لا يمكن إعطاؤهم أدوية مثبطة للمناعة وهو ما سيعني فشلًا محققًا لعملية الزراعة لذلك لا يجب إدخالهم للعملية من البداية، أولئك الأشخاص مثل الذين يعانون من الجلطات أو ارتفاع ضغط الدم أو المصابين بالسكري لأن ذلك يعرضهم لزيادة مخاطر أمراض القلب وهو سبب وفاةٍ شائع في أصحاب الكلى المزروعة.

لا يتم زراعة الكلى للأشخاص الذين تشير حالتهم بتكرار حدوث المرض أو العدوى ثانيةً مسببًا تلف الكلية الجديدة التي تم زراعتها، لكن في كثيرٍ من الأحيان في مناطق كثيرة من العالم بعد فحص المريض يتم السماح له بالزراعة ومحاولة التأكد من ألا يعاوده المرض ثانيةً.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

1 × 5 =