تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الإصابات والحوادث » كيف تحتمي من خطر الصواعق أثناء العواصف الرعدية؟

كيف تحتمي من خطر الصواعق أثناء العواصف الرعدية؟

هناك عوامل عديدة تتسبب في حدوث الصواعق، سوف نتعرف في مقالنا هذا على خطر الصواعق وكيفية تلافيها واتقاء أخطارها، والاحتياطات التي يجب أن يراعيها الناس حال حدوثها، ودور الدولة في هذا الموضوع.

خطر الصواعق

عادة ما يتوقع الناس حدوث الصواعق خصوصا في فصل الشتاء، وقد يسبب التعرض للصواعق أضرارا جسيمة ، لذلك نتعرض اليوم لهذا الموضوع بالشرح والتوضيح، ونشرح للناس أسبابه وأخطاره، والمحاذير التي يجب العناية بها لتجنب خطر الصواعق المحتمل حيث تنشأ الصاعقة من اصطدام كتلتين من السحب، إحداهما محملة بشحنة سالبة، والأخرى محملة بشحنة موجبة، ومع ازدياد سرعة الرياح يحدث اصطدام بين الكتلتين فتحدث الصاعقة، ويرى العلماء أن اختلاف درجات الحرارة في طبقات الجو العليا لها دخل مباشر في حدوث الصواعق، وإن كانت الدراسات ما زالت مستمرة للوقوف على المزيد من الأسباب لحدوث الصواعق.

ويتعرف الناس على الصواعق من خلال البرق والرعد، حيث يتسبب اصطدام السحاب المحمل بشحنة موجبة مع السحاب المحمل بشحنة سالبة في حدوث ضوء باهر يشق السماء وهو ما يعرف بالبرق، يعقبه صوت عنيف هو ما يعرف بالرعد.

خطر الصواعق الرعدية

عندما تحدث الصواعق الرعدية تنتج عنها شرارة كهربائية كبيرة كفيلة بحدوث أضرار بالغة سواء للأفراد أو الممتلكات، فقد تحترق غابات بأكملها نتيجة حدوث الصاعقة الرعدية، أيضا من الممكن أن تحترق السيارات والمباني الغير محمية، وأيضا الأفراد سواء في الأماكن المكشوفة، أو المحتمين بالأشجار فإن ذلك يمثل خطرا كبيرا عليهم، فالأشجار تكون محملة بالشحنات الكهربائية في طريقها للأرض فتصعق من يقف تحتها أو بالقرب منها، أيضا من يحتمي بمبان غير محمية بمانع الصواعق.

ومانعات الصواعق عبارة عن كتلة من النحاس ذات طرف مدبب يثبت في أعلى المباني العالية، يتصل بها سلك معدني سميك وتنتهي بلوح معدني يدفن في باطن الأرض، وبذلك تسري فيه الكهرباء وتصرف في باطن الأرض فلا يتأذى منها أحد.

لذلك كان من الضروري توعية المواطنين بالوسائل الكفيلة بتوفير الحماية لهم، والاحتياطات التي يجب اتباعها حال حدوث صاعقة ومحاولة تجنب خطر الصواعق بكل الأساليب الممكنة، وأن عدم المبالاة والتراخي في هذا الأمر يتسبب في حدوث كوارث لا سمح الله الجميع في غنى عنها.

الوقاية من خطر الصواعق

تهتم مديريات الدفاع المدني في جميع الدول العربية بالقيام بدورها الرئيسي في توعية المواطنين من خطر الصواعق، وذلك بإصدار النشرات الدورية التي تقدم النصح والإرشاد للمواطنين عن وسائل الحماية التي يجب اتخاذها حال حدوث صاعقة، كما تلزم أصحاب البنايات العالية بتركيب مانعات الصواعق لأنها تكون الوسيلة الفعالة لامتصاص الطاقة الكهربائية وتصريفها في أعماق الأرض، فتكون وسيلة فعالة للحماية من خطر الصواعق.

ومن التنبيهات الهامة التي يجب أن توضع في الاعتبار لتجنب خطر الصواعق عدة أمور هي:

  • عند حدوث العواصف الرعدية، أو العلم باقتراب حدوثها، يجب اختيار مكان آمن للاحتماء به مثل السيارة، أو المباني المؤمنة.
  • عدم الاحتماء بالأشجار على التلال المرتفعة، أو داخل مباني غير مؤمنة بمانعة الصواعق، حيث تكون الأشجار على التلال عامل جذب للصواعق والشحنات الكهربية سارية في جذعها وهي في طريقها للأرض، فتصيب الشخص الذي يحتمي بها.
  • أيضا تجنب الاحتماء بالخيام والابتعاد عن الأسلاك الشائكة، وأيضا البعد عن الأماكن المبتلة أو برك المياه لأنها كلها موصل جيد للكهرباء تصيب من يقترب منها بالرجفة والموت المحقق.
  • يفضل عدم مغادرة المنزل في حال حدوث عواصف رعدية تجنبا للتعرض لخطر الصواعق.
  • يجب على الآباء توعية الأبناء لكل ما ذكر من تنبيهات، والعمل على حمايتهم وتوفير عوامل الأمان لهم.
  • الابتعاد عن أعمدة الهاتف أو استخدام الهواتف المحمولة والبعد عن كافة الأجسام المعدنية والسكك الحديدية والأنابيب أثناء حدوث الصاعقة.
  • ضرورة متابعة نشرات أحوال الطقس والحالة الجوية لاتخاذ التدابير اللازمة حال توقع حدوث الصاعقة.
  • أيضا تدعو مديريات الدفاع المدني ملاك المصانع أخذ الاحتياطات اللازمة من أجل الحفاظ على حياة العاملين لديهم من خطر الصواعق حال حدوثها وذلك بتوفير وسائل الحماية اللازمة من أسقف معالجة ضد الصواعق، وتوعية العاملين بالوسائل الواجب اتباعها إذا فاجأتهم الصاعقة.

أضرار العواصف الرعدية

تتسبب العواصف الرعدية في حدوث أخطار جمة سواء على الأفراد أو المنشئات أو حتى الطبيعة والبيئة لم تسلم من خطر الصواعق، وتتعرض لأخطار تصل إلى حد الإبادة لمناطق كاملة، كأن تحدث الحرائق الهائلة في الغابات، فتؤدي إلى أخطار عظيمة وخسائر كبيرة، حيث يمكن أن تمتد النيران المشتعلة في الغابات للانتقال إلى مدن أو قرى قريبة فتحدث بها خسائر كبيرة سواء في الأرواح أو في المباني والمنشئات، وحرائق الغابات تؤثر على ثروة الأخشاب الموجودة بها وتقضي على صور الحياة فيها من طيور وحيوانات ونباتات، فعند حدوث الرعد يتم تفريغ شحنة كهربائية عالية من سحابة إلى الأرض أو إلى سحابة أخرى، وينتج عن ذلك شرارات البرق التي تكون شديدة الحرارة، ونتيجة لتلك الحرارة يحدث تمدد في الهواء مما يتسبب في إحداث موجات من التضاغط والتخلخل تتسبب في الأصوات العالية للرعد.

طرق الحماية من الصواعق

لقد تم اعتماد طريقتين من أجل تجنب خطر الصواعق، أولهما الطريقة السلبية، وهي الطريقة التقليدية التي تعتمد على تزويد المباني العالية بمانعات الصواعق، واستخدام مواد معينة لعمل الأسقف، أما النظام الآخر فيعرف بالنظام النشط، ويكون مسئولا عن الحماية من الصواعق الفعالة؛ أي صواعق البرق التي تنتج من تأين الهواء من حول البرق، حيث يتم منع تفريغ البرق للعناصر الباقية من الشحنة الكهربية. وهو نظام الحماية من الصواعق والتي تنشط ذاتيا؛ ويصل مداها إلى مسافة نصف قطرها 100 متر، وبذلك يتم توفير الحماية ليس فقط للمنازل ولكن أيضا للمباني المجاورة، وما زالت الدراسات تتم على كافة المستويات المحلية والدولية من أجل الوصول لتقنيات جديدة أكثر فاعلية للحماية من خطر الصواعق، والحد من الخسائر الناجمة عنها.

وبذلك نكون قد تعرفنا على مفهوم الصواعق، والأخطار التي تمثلها سواء على البشر أو على البيئة، وأيضا على الثروات الطبيعية من مزروعات وأشجار، أيضا تعرفنا على كيفية توفير الحماية سواء للناس أو العمال بالمناطق الزراعية، والتي تكون أكثر عرضة لخطر الصواعق، ودور مديريات الدفاع المدني، في نشر الوعي بخطر الصواعق وإصدار النشرات الدورية الخاصة بتوعية المواطنين والإشراف على الإجراءات الفنية للأبنية الحكومية والخاصة بتوفير مظلة حماية من خطر الصواعق بكل السبل التي تحدثنا عنها سواء النظام السلبي الذي يعتمد الأساليب التقليدية من إنشاء مانعات الصواعق، وتوفير الأسقف من مواد مضادة للصواعق، وأيضا النظام النشط الذي يعتمد طريقة تأين الهواء حول مانعات الصواعق فيمنع انتقالها من مكان للآخر، وتحدثنا عن ضرورة الاهتمام بالنشرات الجوية وحالة الطقس وتوقعات حدوث الصواعق ومواعيدها، حتى يتم أخذ الاحتياطات اللازمة في الوقت المناسب، مثل بقاء الأطفال بالمنازل وعدم الذهاب إلى المدرسة، إلى جانب الالتزام بكافة الاحتياطات حتى يتم تجنب أخطار الصواعق وما يترتب عليها من خسائر في الأرواح والأموال.

شهناز شوقي

خريجة كلية التربية جامعة الإسكندرية، أهوى الموسيقى والأدب والقراءة، أهتم بالعمل المجتمعي، أكتب في الفن والرياضة والصحة ومجالات الكتابة المختلفة.