تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » كيف تتعرف على فوائد حبة البركة الكبيرة ؟

كيف تتعرف على فوائد حبة البركة الكبيرة ؟

حبة البركة هي إحدى العشبات الأكثر نفعًا في الطبيعة، ولها العديد من الاستخدامات الطبية وغير الطبية، وفي هذه السطور نستعرض بعضًا من منافع حبة البركة .

حبة البركة

إن المتأمل في الطبيعة وأحوال الخلق وما آلت إليه مصائرهم والتقدم الذي يعمر مجالاتهم وعلومهم كلها بما فيها العلوم الطبية يرى أثر الطبيعة ويدها في كثيرٍ مما وصل إليه الإنسان وحققه، عالم النبات عالمٌ واسعٌ وجميلٌ موجودٌ ما وُجدنا نؤثر عليه ويؤثر فينا، قديمًا كان للنبات اليد العليا في اسم الطب العلاجي بل إن الطب والأدوية خرجا من عمق الغابة الخضراء المنبسطة أمامنا وكانت أوائل العلاجات المستحدثة ماهي إلا وصفاتٌ عشبيةٌ أو أدويةٌ مستخلصةٌ من بواطن النبات، كان للنبات الفضل في بداية إيجادنا طريق العلاج لكثيرٍ من الأمراض التي نجدها اليوم بسيطةً لتوافر علمنا بدوائها لكنها قديمًا كانت مميتةً وأحيانًا مبيدة!

حبة البركة : المنافع والفوائد العديدة

رواية البحث عن الكنز

جميعنا قرأنا أو سمعنا عن رواية البحث عن الكنز المشهورة حيث أصاب القراصنة مرضٌ بدؤوا يصابون بالحمى الشديدة والهذيان ثم يتساقطون معه واحدًا تلو الآخر حتى فني معظمهم، كانت تلك هي الملاريا التي وقع ضحيتها مئات وربما آلاف الأشخاص بين جهل الدواء والمعرفة، لكن ماذا لو عرفنا أن علاج الملاريا هو المادة الفعالة في لحاء شجرة السنكونا!

العلاج بالطبيعة

الأمراض التي تأتي من الطبيعة نعود إليها لنجد فيها علاجها أو نجد في أغلبها حتى، النبات علمٌ طبيٌّ كاملٌ وصيدليةٌ أهدتها لنا الطبيعة لنجيد استخدامها، ينقسم النبات إلى أجزاءٍ عدةٍ وأنواعٍ مختلفةٍ من الجذور وحتى البذور والثمار، وكل نباتٍ قائمٌ بذاته ويحتوي على مواده الفعالة والمغذية الخاصة به، وأيضًا السامة والضارة، لكن النبات لا يعبق بمادته الفعالة من جذره لثمره وإنما لكل نباتٍ جزءٌ خاصٌ فيه بتلك المادة الفعالة، وقد يحتوي جزءٌ من النبات على مادةٍ مفيدةٍ وجزءٌ آخرٌ من نفس النبات على مادةٍ سامة! ذلك قانون الطبيعة.

حبة البركة

حبة البركة أو الحبة السوداء أو الكمون الأسود أوNigella Sativa كما هو الاسم العلمي المعروفة به في الكتب العلمية هي بذور لنباتٍ عشبيٍّ مسنن البذور أزرق الزهور، تنمو في أماكن كثيرةٍ في العالم ومن أنحاء آسيا وحوض البحر المتوسط، وكان من تاريخها أنها وُجدت في قبر توت عنخ آمون.

محتويات حبة البركة

هذه البذور الصغيرة قد تدهشك بما تحويه وتقدر على فعله كما أدهشت العلماء وكما جُعلت علاجًا لكل داء، تحتوي حبة البركة على كمية من الزيوت الطبيعية وكذلك الزيوت الطيارة وهي سبب رائحتها العطرة التي نشمها من تلك البذور، كذلك فهي تحتوي على مضادات أكسدة والأحماض الدهنية المفيدة للجسم والبروتين والفيتامين والكالسيوم والحديد والفسفور، وتستخرج تلك المواد الفعالة من البذور بعدة طرقٍ لإضافتها لبعض العلاجات لكن أحيانًا كثيرة تصبح هي علاجًا في حد ذاتها يستخدم بلا استخراجٍ ولا استخلاص.

زيادة مناعة الجسم

تعمل حبة البركة بما تحتويه من موادٍ على زيادة مناعة الجسم وتقويته وجعله مضادًا للعدوى والأمراض بشكلٍ عام، كما أنها تتخصص في العلاج والمناعة ضد بعض الأمراض بشكلٍ خاص، وينقسم استخدامها ما بين استخدامٍ طبيٍّ واستخدامٍ في مستحضرات الشعر والبشرة أو استخدامٍ مطبخيٍّ حيث تضاف إلى الطعام أو المخبوزات وتضفي عليها طعمًا ورائحةً شهية.

الاستخدامات الطبية

في استخدامها الطبي فقد شاعت كمقوية ومغذية ولزيادة المناعة وفي الصداع وآلام الرأس والأسنان وعجينةٍ على الجروح والقروح والأورام ومن البرد والزكام وقاتلةٍ للديدان وفي علاج حصوات الكلى وفي اللدغات ومنشطة للأعصاب وتعالج آلام الجهاز الهضمي ومغصه وتشنجاته وانتفاخه، كما استخدمت في علاج الملاريا والوقاية منها، وبكونها مطهرةً فهي تحمي من الجراثيم وتقي من الإصابة بالعدوى منها وتمنعها من التكاثر داخل الجسم إن دخلته.

فائدتها للكبد

كذلك فهي مفيدةٌ للكبد وللوقاية من أمراضه أو الحد منها لتأثيرها على مسممات الكبد حيث أجريت تجاربٌ على تأثير الحبة السوداء على الكبد فظهر كونها تحد من تأثير المواد السامة وتقلل من أنزيمات الكبد كذلك، كما أن الدراسات تثبت أنه في المستقبل قد تجد حبة البركة علاجًا لسرطان الكبد نزولًا عند تأثيرها على تقليله عند الذين يتناولونها نسبةً إلى الذين لم يتناولوها.

فائدتها لمرضى السكري

وفي مرض السكري وُجد تأثير حبة البركة في خفض السكر وزيادة الأنسولين في الدم كما أدت إلى تنشيط وتكاثر خلايا بيتا في البنكرياس وهي الخلايا المسئولة عن إفراز الأنسولين، كما شاركت في علاج الأمراض التحسسية كالربو والتهاب الأنف التحسسي ولوحظ الانخفاض في أعراض تلك الأمراض، وساعدت في علاج الزكام والربو منذ قديم الزمان حتى قبل أن يكتشف الإنسان آلية فعلها ذلك وظهر أنها باسطةٌ أو مرخيةٌ للعضلات بمنع أيونات الكالسيوم أو حبسها مما يزيد من اتساع القصبة الهوائية فيعالج الزكام والربو والإسهال أيضًا، فما الإسهال إلا زيادةٌ في حركة وانقباض الأمعاء وتراخيها وانبساطها يقلل تلك الحركة ويقلل معه الإسهال. أيضًا ساعدت حبة البركة في علاج تضررات الغشاء المبطن للمعدة ومداواته والتقليل من ضرره وأذاه، وتعمل على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم كذلك.

التأثير المضاد للأكسدة

وتحتوي على تأثيرٍ مضادٍ للأكسدة كما تزيد من نشاط الجسم المضاد للأكسدة وتزيد مضادات الأكسدة من وقاية الجسم من تلف الأنسجة وتصلب الشرايين والسرطان والخرف وغيرها من الأمراض. في أمراض القلب وتصلب الشرايين يكون الكوليسترول عاملًا من العوامل وقد ذكرنا دور الحبة السوداء في الحد من الكوليسترول وتقليل نسبته في الدم، ولكن توجد مادةٌ أخرى تدعى هوموسيستين وكلما زادت نسبتها في الدم زادت فرصة تصلب الشرايين ومشاكل القلب، ثم وُجد تأثير حبة البركة على تلك المادة ودورها في تقليل نسبتها في الدم عند أخذها بانتظامٍ وما يرافقها من دهونٍ في الدم.

علاج ارتفاع ضغط الدم

تساهم أيضًا في علاج ارتفاع ضغط الدم ومدرة للبول وتحمل تأثيرًا قويًا في تخفيف الالتهابات ولذلك تكون مفيدةً في علاج التهابات المفاصل والروماتيزم وتأثيرها المسكن يعطيها مساحةً واسعةً للعمل على تسكين الآلام المختلفة بمسبباتها وبالطبع في معقولية ومساحة بذورٍ طبيعيةٍ يداوم على استعمالها وتناولها فهي ليست كالأدوية المسكنة مثلًا ما إن تتناولها فإن الألم يختفي وليست علاجًا قائمًا بذاته خاصةً في الحالات الحرجة بل تحتاج شخصًا يتناولها باستمرارٍ ولنتخيل أن عملها كعمل الفيتامينات المختلفة، ليست علاجًا وحلًا سحريًا سريع المفعول وإنما المداومة والاعتياد هما من يفسحان لها مساحة التأثير والوقاية.

العناية بالجسم

من ضمن ما ذكرناه من فوائدها واستخداماتها كانت في مستحضرات الشعر والعناية بالبشرة، فكما ذكرنا فإن احتواءها على الفيتامينات والزيوت الطبيعية يجعلها مصدر علاجٍ ونضارةٍ للشعر والبشرة حيث تساعد الشعر التالف والمجهد والشائب على استعادة نضارته وزيوته ومواده الغذائية وتعمل كعلاجٍ طبيعيٍّ له تحميه من إجهاد الكيماويات أو تلوث البيئة وعواملها اللذان يؤثران عليه. وبالمثل تفعل في البشرة فتعيد إليها حيويتها ومرونتها وترطبها وتحول دون جفافها وتقشفها، كما أن تأثيرها المطهر ينظف البشرة وينقيها ويقلل من حبوبها ومن إصابتها بأي عدوى جلدية.

وكل ما ذكر هنا ربما لم يكفِ ولم يحط بكل فوائدها وإن من إعجاز الله أن وضع كل تلك المعجزات في حبةٍ صغيرةٍ تكاد لا تشعر بها إن حملتها ولا تعي إن سقطت منك، إن شيئًا بهذا الحجم وبكل تلك القدرة لباب دهشةٍ وعجبٍ يُفتح بيننا وبين عالمٍ لا نعطيه حقه من التأمل والتفكر ولا نعطي خالقه وخالقنا حقه من الشكر والحمد.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

1 تعليق

12 + 15 =

  • شكرا على هذا شكرًا جزيلا
    أرجو منك ، و أنت أهل الإختصاص أن تبحث و تأكد لي أن هذه الحبة تسمى عندنا في بلدي. تونس تسمى السينوج Sinouje
    و شكرًا