تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » الشخص الغبي : كيف تتعامل مع شخصٍ غبي تصادفه ؟

الشخص الغبي : كيف تتعامل مع شخصٍ غبي تصادفه ؟

مصادفة الشخص الغبي في حياتنا هو أمر وارد بكل تأكيد، في هذه السطور نقدم لك الوصفة الصحيحة من أجل التعامل مع الشخص الغبي إذا ما اضطررت لذلك في وقت ما.

الشخص الغبي

الشخص الغبي أين تكمن المشكلة في التعامل معه؟ هل هو الغباء الذي يضع حاجزًا بينك وبينه؟ أم عجز الشخص
الغبي عن رؤية غبائه؟! تبدو تلك فعلًا المشكلة الأكبر أثناء تعاملك مع الغبي، أنه شديد الثقة في نفسه وفي أفكاره ومعتقداته وما يريده ويؤمن به وليس على استعدادٍ لسماعك أو تقبلك أو محاولة التفكير في أن يكون رأيك صحيحًا، كما أنه لا يشك في نفسه أبدًا ولا يوجه اصبع الاتهام نحو ذاته مهما حدث، دائمًا الآخرون يخطئون وهو على صواب، هم أغبياء وهو الذكي! هل تعرف شخصًا من هؤلاء قابلته في حياتك؟ أظنك ابتليت به فتقبل منّا العزاء.

الشخص الغبي : نصائح من أجل التعامل معه

الغبي جاني أم ضحية

بالطبع فالغباء حين توضع في أحد مواقفه يصبح في رأيك جريمةً لا تغتفر تود أن تفعل أي شيءٍ للتخلص منها، لكن الحقيقة أن الغبي واقعٌ تحت وهم وبلاء الغباء الذي لديه ولربما هو أكثر المبتلين أو الضحايا سعادةً في هذا العالم لأنه الضحية الوحيدة التي لا تدرك أنها ضحية، يا للسخرية! يصبح هو ضحيةً ندفع نحن ثمنها غاليًا، لكن كيف يكون الشخص الغبي ضحية؟

في البداية فإن جزءًا من الذكاء أو الغباء ينتقل عبر الوراثة من أبوين ذكيين لابنهما أو أبوين غبيين لابنهما، ليس بالضرورة بالطبع فقد يحصل الذكيان على طفلٍ غبيٍ أو عادي الذكاء أو الغبيان على طفلٍ هو أشبه بالطلاسم بالنسبة لهما من ذكائه، لعبة علم الوراثة المفضلة.. احتماليات انتقال الجينات.

بيئة الشخص من صغره

وكما ذكرت فجزءٌ وحسب من الذكاء والغباء هو جيناتٌ ووراثة، أما الجزء الآخر وهو ليس بهينٍ ولا قليل هو جزء البيئة والتربية والتعامل والتأقلم واستخدام العقل وإعماله أو ركوده وإهماله، القدوة أمرٌ مؤثرٌ كذلك فتعامل الطفل مع مظاهر الغباء ستجعله غبيًا أو مع مظاهر الذكاء ستجعل عقله أكثر نضوجًا وتدربًا وأسرع بديهةً وأكثر ذكاءً، كما أن طريقة التعامل التي يتلقاها الطفل خلال طفولته سواءً من أبويه أو إخوته أو معلميه تؤثر في اتجاهاته العقلية ونتائج ذلك فالطفل الذي يُحترم عقله ويُقدر ويُعطى مساحةً لن يكون أبدًا كالآخر الذي يُمحى عقله وفكره وشخصيته من حسابات الآخرين ويتعاملون معه على أنه آلةٌ لا يجب أن يفكر وإنما أن يتلقى وينفذ فحسب، ومن شب على شيءٍ شاب عليه فالطفل الذي يخضع ويركد عقله لتلك البيئة وتلك المعاملة يعتادها ما تبقى من عمره وغالبًا لن يجد طريقًا صحيحًا يسلكه مع عقله.

كيف تتعامل مع الشخص الغبي ؟

لربما قد يثير أعصاب الآخرين بغبائه وثقته الغير مبررة في نفسه وإصراره على آرائه وأقواله مهما بدت غبيةً أو سخيفة وعدم رؤيته لحقيقته خاصةً لو كنت مضطرًا للتعاون معه كزميل عملٍ أو دراسة، لكنك تحتاج دومًا للتذكر أن الغباء الذي يعانيه ليست غلطته كاملةً وإنما تذكر أنك ربما حصلت على جيناتٍ أفضل أو تربيت في بيئةٍ وحصلت على معاملةٍ وتربيةٍ أفضل لم يجدها ولم يستطع أن يعرفها هو في صغره، كن حليمًا وصبورًا في التعامل معه واجعل خلقك أفضل من أن تهبط بنفسك لمستوى ضحل من الكراهية أو الاتهامات أو تحاول مجاراة غبائه بالغباء لأنه سيتفوق عليك بفارق الخبرة! كن متفهمًا ولطيفًا أثناء تعاملك معه واستوعب فكرة أنك مهما فعلت وبذلت من جهدٍ لن تغيره، الإقرار بتلك الحقيقة سيصل بك لحالةٍ من التسليم بالواقع والانتقال لمرحلة التعامل والتأقلم معه، حاول أن تتفهمه وتظهر له ذلك التفهم وأنكما في نفس الدرجة ولا تحاول أن تظهر له أنه غبيٌ وأنك أذكى منه لأنه لن يرى ذلك ولن يعترف به أبدًا ولن ينتج من ذلك إلا أنك تبني جدارًا عازلًا من اللا تفاهم بينك وبينه.

بعض الشخصيات كالشخصيات الغبية أو محدودة الذكاء تلك قد تبدو ابتلاءً لنا لن يأتي من ورائهم سوى المتاعب، لكن الحقيقة هي أنهم يساعدونك على الرقي بنفسك وأن تصبح شخصًا أكثر تفهمًا وتسامحًا وأكثر تقبلًا للآخر والمختلف أيًا كان ذلك الآخر ومهما اختلف.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

1 × واحد =