تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » تقنيات التعلم » تلخيص الدروس : كيف تعلم ابنك تلخيص دروسه بنفسه ؟

تلخيص الدروس : كيف تعلم ابنك تلخيص دروسه بنفسه ؟

واحدة من أفضل أساليب الدراسة الحديثة هي تلخيص الدروس ، تساعد عملية تلخيص الدروس على الاستذكار بفعالية أكبر، وهذا ما سنشرحه هنا.

تلخيص الدروس

تلخيص الدروس من الأمور التي يحتاج إليها الابن دائمًا أثناء المذاكرة، فهي تفيده في أكثر من شيء، سواء مراجعة المعلومات الواردة في الدرس بسهولة لاحقًا، أو التأكد من فهمه للدرس الحالي، ولذلك فإن تلخيص الدروس من الأمور التي يسعى الآباء لتعليمها للأبناء طوال الوقت، ويظن بعض الآباء أن فعل هذا الأمر صعب، لكنه في الواقع قابل للتنفيذ بكل سهولة، ويعتمد فقط على إمكانية تطبيقه بناءً على قدرات الطفل، لذلك نتحدث في هذا المقال عن الوسائل التي يمكن للآباء استخدامها مع الأبناء، من أجل تعليمهم تلخيص الدروس بالشكل الصحيح.

تعرف على أسلوب تلخيص الدروس الصحيح

لماذا نحتاج إلى تلخيص الدروس؟

مثلما ذكرنا في مقدمة المقال فإن تلخيص الدروس يفيد الابن في أكثر من شيء، فإن نجحت في جعله يفعل ذلك بصورة سليمة، فإنه سيدرك كل هذه الفوائد. تبدأ أول فائدة من زيادة القدرة لدى الابن على التركيز في الدروس، وكذلك ستزداد مقدرته على التفكير، فحتى ينجح في تلخيص الدروس فإنه سيحتاج إلى التركيز في كل شيء موجود في الدرس، وكذلك سيفكر حتى يحدد الأشياء التي ينبغي عليه أن يكتبها، وما هي الأشياء التي لا ضرورة لها.

تلخيص الدروس يساعد في زيادة القدرة على تحديد المعلومات الهامة من أي درس موجود، فحتى يكتمل الملخص سيحتاج الابن إلى أن يضع به مجموعة من المعلومات، وهذه المعلومات ستكون هي أهم المعلومات الموجودة، وبالتالي ستتاح له فرصة أن يعرف ما هي النقاط الهامة في الدرس، وكذلك سيكون سهل عليه أن يتذكر هذه المعلومات والأفكار لاحقًا. كذلك فإن تلخيص الدروس يساعد في التحضير لعملية الامتحان، فعندما أعود بذاكرتي إلى الوراء قليلًا، أجد نفسي أتذكر موقفي قبل الامتحان وأنا أحتاج إلى مراجعة منهج كبير جدًا، ولكن عندما أكون قد سبق لي إعداد ملخص لدروس هذا المنهج، فإن عملية المراجعة تصبح أسهل تمامًا، وكذلك تصبح فعّالة لأنني سأركز على الأفكار الرئيسية والمهم من المعلومات.

بعيدًا عن الفوائد التي سيحصل عليها الابن في دراسته نفسها، فإن مهارة تلخيص الدروس هي مهارة هامة جدًا لمن يتقنها، لأنها تعلم الشخص كيف تصبح كتابته في صورة منظمة، ويمكن توظيف هذه المهارة في مجالات العمل أو الكتابة، مثل كتابة التقارير. وأيضًا يمكنها أن تساهم في تعليم كيفية البحث، لأن التلخيص يجعل الشخص قادرًا على إخراج مجموعة من الكلمات المفتاحية من كل درس، ويعتبر هذا جوهر عملية البحث الناجحة.

كيف يمكن تلخيص الدروس؟

يمكنك أن تعلم ابنك تلخيص الدروس من خلال وضع طريقة يمكنه أن يتّبعها في كل درس. وعمومًا فإن عملية التلخيص تبدأ من لحظة قراءة الدرس، فيكون على الابن أن يقرأ الدرس بتمعن، وأن يحاول فهم كل النقاط التي ذكرت في الدرس بشكل صحيح. في أثناء قراءة الدرس يمكن للابن أن يدون مجموعة المعلومات الهامة التي خرج بها من الدرس، كذلك يدون الكلمات المفتاحية الموجودة. بعد ذلك يبدأ في تسجيل الأفكار الموجودة في الدرس، بحيث يحدد ما هي الأفكار الرئيسية، وما هي الأفكار الثانوية.

تلخيص الدروس الناجح يعتمد على أن يفعل الابن ذلك بأسلوبه الشخصي، ولذلك بعد أن يقوم بتجميع كل البيانات يمكنه أن يحذف منها ما لا يراه هامًا في هذا الوقت، وبعدها يبدأ في كتابة الملخص بأسلوبه لأن ذلك سيسهل عليه تذكره لاحقًا، بالطبع توجد طرق مختلفة لتلخيص الدروس سنتحدث عنها في الفقرة التالية. من المهم أن يكون تلخيص الدروس حياديًا طوال الوقت، لا توجد فيه آراء شخصية، ويكون معتمد في الأساس على المعلومات الموجودة في الدروس دون أن يتخطاها، ولا يكون صغير أو غير شامل للدرس وأفكاره، حتى يمكن التعامل معه مستقبلًا على أنه مرجع يمكن العودة إليه لمعرفة فكرة عامة عن الدرس.

ما هي طرق تلخيص الدروس؟

توجد أنواع مختلفة يمكن من خلالها تلخيص الدروس وأنت تختار الوسيلة المناسبة بالنسبة لابنك. أول هذه الطرق هي الملخص التقليدي الذي يكتب على شكل مجموعة من الفقرات، ويفضل ألا يكون الملخص متكون من عدد كبير من الورقات. كذلك توجد طريقة أخرى هي طريقة الجداول، فيمكنك أن تجهز مع ابنك شكلًا لجدول يحتوي على مجموعة من البيانات التي يجب كتابتها من الدرس، مثلًا خانة للأفكار الرئيسية في الدرس، وخانة للأفكار الثانوية، وواحدة أخرى للألفاظ والكلمات المذكورة في الدرس، وهكذا على حسب البيانات التي ستضعها مع ابنك.

توجد طرق أخرى في تلخيص الدروس تتعلق باستخدام الرسم كوسيلة للتلخيص، ومن أمثلتها هي الخرائط الذهنية التي سنتحدث عنها في الفقرة التالية، لأنها تعتبر من أهم الطرق التي تستخدم في عملية التلخيص، ويعتمد عليها الكثير من الناس.

اختيار الطريقة الأفضل للتلخيص تعتمد على طبيعة الدرس، وكذلك كما ذكرنا في أول الفقرة أن تكون الطريقة مناسبة مع الابن، ويمكن استخدام أكثر من طريقة بالطبع، المهم أن يتحقق الهدف في النهاية من عملية التلخيص، وأن يجد الابن لديه تلخيص كامل للمنهج الدراسي.

الخرائط الذهنية

تعتبر الخرائط الذهنية من أهم وسائل تلخيص الدروس في الوقت الحالي، بل يمكن استخدامها في مجالات عديدة سواء في الدراسة أو التخطيط أو العمل أو أي مجالات أخرى. استخدام الخرائط الذهنية يعتمد على استخدام أكثر من عنصر بجانب الرسم، فيمكن للابن استخدام الكلمات المفتاحية كذلك، واستخدام الرموز في التعبير عن الدروس.

كذلك يمكن للخريطة أن تُرسم بحيث تأخذ شكل الدرس الذي يتم تلخيصه إن أمكن ذلك. تبدأ الخريطة بأن يختار الابن مركزًا لها، وليكن مثلًا في المنتصف، ويبدأ في رسم مجموعة من التفرعات التي يمكن ملأها بالأفكار الواردة في الدرس. كما ذكرنا في تلخيص الدروس أن الأمر يعتمد على ذكر الأفكار الرئيسية، والأفكار الثانوية، والكلمات المفتاحية بجانب الألفاظ الهامة، فإن الابن يمكنه أن يستخدم هذه البيانات في التفرعات.

يمكن كذلك أن تخرج من هذه التفرعات مجموعة من التفرعات الجانبية، وذلك في حالة احتاج الابن إلى توضيح شيء معين في الأفكار مثلًا. في النهاية سيجد الابن أنه كون ما يشبه بالخريطة أو الشجرة، والتي تبدأ من مركز ثم تخرج منها تفرعات فتفرعات أخرى حتى يتكون الشكل النهائي. من الأمور الهامة في استخدام الخرائط الذهنية كوسيلة من أجل تلخيص الدروس هي أن يعتمد الابن على نفسه في رسم الخريطة، ليس مطلوبًا منه أبدًا أن يرسم لوحة فنية متكاملة، بل المهم أن تكون واضحة ومفهومة، وكذلك يجب ألا يعتمد على استخدام خطوط مستقيمة في الرسم، بل يفضل الخطوط المنحنية والتي تصنع التفرعات بشكل صحيح.

كذلك ينصح بأن يستخدم الابن مجموعة من الألوان المختلفة، ويمكن أن يجعل كل لون يعبر عن جزء معين من البيانات، بحيث يسهل عليه تذكره فيما بعد. من مميزات الخرائط الذهنية أنه يمكن جمع المنهج كله فيها، وبشكل منظم جدًا، وكذلك يسهل تحقيق فوائد التلخيص منها لو نجح الابن في استخدامها بشكل صحيح. تلخيص الدروس من المهارات التي يحتاج إليها الابن دائمًا ويمكنه تعلمها بسهولة، كل ما عليك أن تساعده في الالتزام بالخطوات التي ذكرناها في المقال، والمهم أن يختار الوسيلة التي تناسبه حقًا، فإن فعل ذلك فإنك ستضمن نجاحك في تعليمه كيفية التلخيص كما هو مطلوب.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

7 − 1 =