تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » أصدقاء » رفقاء السوء : كيف تستطيعين حماية ابنك من خطر رفقاء السوء؟

رفقاء السوء : كيف تستطيعين حماية ابنك من خطر رفقاء السوء؟

الصديق الصالح يدفع صديقه نحو النجاح والتفوق والصلاح، ونفس الأمر مع رفقاء السوء ، فهم يدفعون الشخص تجاه الهاوية إذا لم يتم الحذر منهم، فكيف نتجنبهم؟

رفقاء السوء

إن الصداقة كنز لا يفنى ولكن تتوقف على أنواع الأصدقاء فقد يكونون من رفقاء السوء وبذلك لا تصبح الصداقة من الأشياء الجيدة بل بالعكس تؤثر سلباً على سلوكهم وحياتهم، وقد يكونون من الرفقاء الصالحين وبذلك يصبح معنى الصداقة من المعاني الجيدة التي تؤثر إيجابياً على سلوك هؤلاء الأشخاص وعلى حاضرهم ومستقبلهم، ولذلك يجب على كل أسرة أن تتوخى الحذر في اختيار أصدقاء أبناءهم منذ فترة الطفولة حتى تتجنب تعرض أبناءها للمشاكل نتيجة لمصاحبة رفقاء السوء، وأيضاً حتى لا تجد عائق يقف أمام تربية الأبناء تربية صحيحة وسليمة.

بعض النصائح لمساعدة الأبناء في كيفية الابتعاد عن رفقاء السوء

المشاركة بين الآباء

يجب على كلا الوالدين الأم والأب المشاركة في تربية أبناءهم التربية الصحيحة، كما يجب على الأب وضع بعض التعليمات والقواعد يلتزم بها الأبناء عند اختيارهم لأصدقائهم منذ الصغر، وأيضاً يجب على الأم أن تتعرف على أصدقاء أبناءها وتكوّن معرفة وصداقة بينها وبين أولياء أمورهم، فمن خلال ذلك تستطيع الأم معرفة البيئة التي عاش وتربى فيها أصدقاء أبناءها وأيضاً تنمي لدى أبناءها طرق تكوين العلاقات الاجتماعية الجيدة.

مراعاة المستوى الثقافي والاجتماعي

وأيضاً يجب على الأب مراعاة كل المستويات الثقافية والاجتماعية والتعليمية بين أبناءه وأصدقائهم، وأن يعود أبناءه على الصدق وعدم الكذب أبداً أثناء تعاملهم مع والديه وأصدقاءه، وأيضاً زرع أصول الاحترام داخل الأبناء أثناء تعاملهم مع الآخرين.

مراقبة الأبناء

لابد على كلا الوالدين أن يراقبوا كل أفعال وأقوال أبناءهم التي تصدر عنهم لأنه في الغالب يقوم الأصدقاء بتقليد بعضهم البعض، ولذلك لابد من مراقبة الوالدين جيداً لأبنائهم ورصد ومعالجة أي فعل أو لفظ سيء يصدر عنهم ومعرفة ممن تعلمه وإبعاد الابن عن هذا الصديق الذي تعلم منه هذا الفعل السيئ لأنه بذلك يكون رفيق من رفقاء السوء ولا يسمح بصداقته.

الحرص في معاملة الأبناء

يجب على الوالدين معاملة أبناءهم بكل حب وعطف وأن يمنحوهم الثقة ومساحة مناسبة من الحرية في الاختيار سواء في اختيار ما يحبون أو اختيار أصدقاءهم، ولكن أيضاً لابد من إعطائهم النصائح دائماً وتعليمهم أن رفقاء السوء يؤثرون على حياتهم سلبياً في الحاضر وفي المستقبل.

تربية الأبناء على الشجاعة

يجب على الوالدين تربية أبناءهم على الشجاعة والاعتماد على النفس ويجب على الأم أن لا تبالغ في قلقها على أبناءها وتعطي لهم حرية التصرف في بعض الأمور لتكون لديهم شخصية قوية وشجاعة يمكن الاعتماد عليها ولا تتأثر سلبياً بالآخرين، وأيضاً حتى يستطيعون التحكم في تصرفاتهم وأقوالهم ولا يستطيع أي أحد من أصدقائهم التحكم بهم أو فرض رأيهم عليهم.

عدم التدخل المباشر

إذا وجد الوالدين أن الابن متفوق في دراسته وأن علاقته بالأشخاص جيدة وفي المعدل الطبيعي ليس من الضرورة إلزامه بإنهاء صداقته مع شخص لا يحبونه، حيث أن مع مرور الوقت يحدث تغيرات في شخصية الابن ومزاجه وميوله وبالتالي لا تكون صداقاته نهائيه، ولكن لابد من مراقبة تصرفاته أولاً بأول مع إعطاءه النصائح، ولا يتم التدخل إلا في الوقت الملائم.

المناقشة مع الأبناء

كما لابد من كلا الوالدين القيام بالمناقشة مع أطفالهم في كل أمور الحياة بداية من أبسطها حتى الوصول إلى أهمها مع إعطاء النصائح في كلا الأمور بأسلوب جيد وشيق، كما يجب عليهم مشاركته كل اهتماماته وهواياته مع تحفيزه على عمل الجيد له منها.

الصداقة مع الأبناء

كونوا لأبنائكم أصدقاء قبل كونكم آباء وأمهات حتى يثقون بكم ويقومون بمشاركتكم كل لحظات حياتهم ويسردون عليكم كل ما يمرون به من مواقف وأفعال وأسرار خاصة بهم حتى تتمكنوا من إعطائهم النصيحة المناسبة لهم، وبذلك لا يضطرون للجوء إلى شخص آخر يسردون عليه ما يمرون به في حياتهم فمن الممكن أن يكون هذا الشخص من الرفقاء الجيدون الذين يعطون له نصائح جيدة وتدفعه نحو الطريق الصحيح، أو قد يكون هذا الشخص من رفقاء السوء الذين يعطون له النصائح السيئة ويدفعونه نحو الطريق الخاطئ.

لماذا يقوم الأبناء بالتعلم من أصدقائهم أكثر من تعلمهم من والديهم؟

يوجد الكثير من الأسباب التي تجعل الأبناء يفضلون التعلم من أصدقائهم عن التعلم من أمهاتهم وآبائهم مع اختلاف الآراء والقيم مثل:

تقارب المرحلة العمرية للأشخاص

يفضل الأبناء التعلم والتحدث إلى الأصدقاء عن الآباء والأمهات لأن أصدقائهم يكونون أقرب لهم بالنسبة للعمر ونفس مستوى الثقافة، ولذلك فإنه في بعض الأحيان يحدث أن يكون أسلوب كل من الأبناء وأصدقائهم واحد عن طريق اختلاطهم ببعض واشتراكهم في كل التصرفات والسلوكيات والآراء، ففي معظم الأحوال يحاول الآباء والأمهات تلقين ونصح الأبناء من خلال إتباع أسلوب الوعظ والإرشاد، أما الأصدقاء فيكون الأسلوب المتبع هو التجربة الحقيقية مع بعضهم البعض، ولذلك يكون الأصدقاء هم الأقرب للأبناء عن الوالدين.

العلاقة بين الأبناء وأصدقائهم، وبين الأبناء ووالديهم

تعتبر العلاقة بين الأصدقاء علاقة غير محددة ووقتية حيث يكون فيها كل شخص مسئول عن نفسه ولا توجد أي وصاية أو إجبار من أحد على الآخر، أما العلاقة بين الأب والأم والأبناء تكون صارمة نوعاً ما لأن الأب والأم لهم كامل الحق في الوصاية على أبنائهم، ولذلك تكون درجة تقبل الأبناء للأصدقاء والتأثر بهم أكثر منها تأثرهم بالوالدين.

العلاقة بين الأصدقاء علاقة مشاركة

يقوم الأصدقاء بالمشاركة في عمل بعض التصرفات أو السلوكيات في أي فعل يقومون به سوياً يشتركون في ثوابه أو عقابه، أما إذا كان هناك فعل يطلبه الآباء من أبنائهم للقيام به فإنهم وحدهم سينالون الثواب أو العقاب المقرر.

مبدأ القدوة

يعتبر الصديق مثال حقيقي للقدوة نحو صديقه، بينما يفتقد معظم الآباء والأمهات لمبدأ القدوة، فعلى سبيل المثال يقوم صديق بالطلب من صديقه الآخر القيام بأمر ما يكون هو قد جربه أو شاهده، كأن يطلب الصديق من صديقه تجربة شرب الدخان أو يروي له شيء سيء قد قام به وبذلك يكون قدوة سيئة ويعد من رفقاء السوء، ويوجد صديق آخر يطلب من صديقه قراءة كتاب مفيد قد قرأه من قبل ويعد ذلك الصديق قدوة حسنة لصديقه، أما في حالة الأهل يحدث أن يطلب الأب من ابنه عدم شرب السجائر على الرغم أنه يتناولها أمامه و بذلك فهو ينهي مبدأ القدوة لدى أبناءه.

الاختيار

عندما يقوم الابن باتخاذ صديق له يكون لديه منطلق الحرية في الاختيار ففي الغالب يختار الابن الصديق المحبب له والذي أعجبه شيء ما في شخصيته، أو قد تكون قد جمعتهم بعض الأساليب والأفكار المشتركة مثل القيام بممارسة هواية معينة أو اختيار رياضة مفضلة لدى كلاهما، وبالرغم من أن الوالدين يغمران أبنائهم بالمحبة الشديدة إلا أن الأبناء يكون ارتباطهم بأصدقائهم أكثر من ارتباطهم بوالديهم.

وفي النهاية يوجد الكثير من الأسباب الخاصة أو العامة تؤثر على الأبناء وسلوكياتهم مثل أن يقابل الابن صديق ذو شخصية قيادية قوية يتعلم منه الكثير من الأشياء الجيدة، أو يقابل رفيق من رفقاء السوء يقوم بالكثير من الأعمال السيئة مع انتمائه لبيئة تعلمه بعض العادات السيئة فتأثر عليه بالسلب، أو أن يقضي معظم وقته مع أصدقائه، أو أن يكون الأهل لا يقومون بتقديم الرعاية الصحيحة لأبنائهم ولا يقومون بإعطائهم النصائح والإرشادات التي تحفزهم نحو الأفضل.

منال محمد

كاتبة مقالات ومترجمة. لدي اكثر من 150 مقالة على موقع تسعة تغطي مواضيع الصحة والعافية والعناية الذاتية والغذاء والتغذية السليمة مثل العناية بالبشرة والشعر

أضف تعليق

11 − 9 =