تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كيف يتم تصنيع الخشب بدءًا من قطع الأشجار المكونة له؟

كيف يتم تصنيع الخشب بدءًا من قطع الأشجار المكونة له؟

الخشب من المواد شائعة الانتشار في جميع دول العالم، ولا غنى عنه في أي مكان، لذلك نخبرك في هذا المقال عن مراحل تصنيع الخشب وأنواعه واستخداماته المختلفة.

تصنيع الخشب

تصنيع الخشب من الصناعات المهمة في كل البلاد حيث يعد الخشب أحد الموارد الطبيعية المهمة التي تشغل حيزا كبيرا في حياتنا ولا يمكن الاستغناء عنها، في القرى والمدن الصغيرة والكبيرة وتتعدد استخدامات الخشب بشكل كبير حيث يتم استغلاله في صناعة الآلات الموسيقية والورق ويعد مادة عازلة جيدة، ويتم استغلاله في البناء وفي الأثاث المنزلي والديكورات الداخلية وغيرها، ويتم الحصول على الخشب طبيعيا من الغابات والأشجار فهو مادة صلبة جامدة، توجد تحت قلف الأشجار والشجيرات، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن صناعة الخشب وأنواعه لنساعدك في الحصول على بعض المعلومات عن هذه المادة المنتشرة حولنا.

مراحل صناعة الخشب

يمر تصنيع الخشب بثلاث مراحل مختلفة، تبدأ بقطع الأشجار ثم التجفيف ثم التخزين.

مرحلة قطع الأشجار تمر بعمليتين على النحو التالي:

  • نزع القشرة الخارجية للخشب: يحدث ذلك بوضع جذع الشجرة داخل اسطوانه مخصصة لذلك، وتدفع المياه نحوه بقوة كبيرة مما ينتج عنه نزع قشرته.
  • عملية القطع: تعتمد هذه العملية على مواصفات الجذع حيث نوع الخشب وقطره وطريقة النمو، فيقطع بطريقتين إما الإشعاعي أو المماسي.

مرحلة التجفيف

تهدف هذه المرحلة إلى تخليص الخشب من الماء بداخله للحصول على نسبة رطوبة معادلة للجو الخارجي؛ مما يزيد من صلابته وتماسكه ويرفع مقاومته للالتواء. وتحدث هذه العملية بطريقة من اثنتين:

  • طريقة التجفيف الطبيعية: تستمر هذه العملية لفترة طويلة، وتحدث ببطء حيث يتم قطع الخشب وترك مسافات بينه للسماح للهواء الدخول بين مساماته وتجفيفها.
  • طريقة التجفيف باستخدام البخار: تحدث هذه الطريقة بسرعة فلا تحتاج سوى عدة أسابيع، تتم عن طريق وضع الخشب داخل فرن بخاري فيقوم بتسخينه وامتصاص رطوبته وتجفيفه.

مرحلة التخزين

تحتاج هذه العملية لعدة احتياطات واجبة فيجب أن يتصف المكان الذي سيخزن به الخشب بعدة معايير، وضعت خصيصا لحفظ الأخشاب، ومنها: أن يكون جيد التهوية، ألا يكون المكان معرضا لحرارة الشمس المباشرة أو لمياه الأمطار، ألا يتعرض للرياح أو لتيارات الهواء الشديدة.

تصنيع الخشب الصناعي

تلجأ الدول فقيرة الغابات والأشجار، أو تلك التي تريد الحفاظ على أراضيها الخضراء، إلى إنتاج الخشب صناعيا، لتوفير أموال الاستيراد والوصول إلى الاكتفاء الذاتي وأيضا لاستغلال المواد الأخرى وإعادة تدويرها للحفاظ على البيئة. ومن أنواع الخشب الصناعي: الخشب الحبيبي، الخشب المضغوط، الخشب المغطى بالميلامين والألواح الليفية متوسطة الكثافة والأبلكاش. ومن المواد الأولية المستخدمة للحصول على الخشب صناعيا: قش الأرز، جريد النخل، التبن، قش الذرة، نشارة الخشب.

تصنيع الخشب الحبيبي

عبارة عن ألواح على شكل حبيبات يتم لصقها ببعضها البعض عن طريق اللدائن الصناعية أو غيرها من المواد اللاصقة لتكون كتلة خشبية قابلة للاستعمال في الأثاث والصناعات الخشبية المختلفة.

يتميز الخشب الحبيبي برخص سعره مقارنة بأسعار الخشب الآخر، وهو خفيف الوزن سهل نقله والتعامل معه، لا يتأثر هذا النوع من الأخشاب بدرجات الحرارة. يتم تصنيع الخشب الحبيبي من أي مصدر طبيعي للخشب، مثل نشارة الخشب وجذوع الأشجار.

خطوات تصنيع الخشب الحبيبي

يتم تفتيت الخشب إلى الحجم المطلوب ثم تصنيفه تبعا لحجم الحبيبات، يمر بعد ذلك الخشب بمرحلة التجفيف، بعد ذلك يتم إضافة الغراء والشمع والإضافات الأخرى مع الخلط المستمر وتشكيله وكبسه بشكل مبدئي ثم كبسه بشكل نهائي عند ضغط ودرجة حرارة عالية، يمر الخشب بعد ذلك بمرحلة التبريد يليها التشذيب ثم الصنفرة وأخيرا الطلاء.

تصنيع الخشب المضغوط

أصبح الخشب المضغوط يستخدم مؤخرا على نطاق واسع في التجارة والصناعة، بدأت فكرة صناعة هذا النوع من الخشب عندما وجد الصانعون كمية كبيرة من زوائد الأخشاب ونشارتها يتم التعامل معها كمخلفات ولا يستفاد منها ففكروا في آلية تمكنهم من إعادة تدوير تلك المخلفات إلى خشب جديد، فنجحوا في ذلك لينتج الخشب المضغوط.

صناعة الخشب المضغوط من نشارة الخشب

يتطلب تصنيع الخشب المضغوط تجميع كل أنواع الزوائد الخشبية والشظايا والنشارة من كافة أنواع الخشب وإدخالها في ماكينة تقوم ببرشها في صورة شظايا دقيقة جدا، ثم إضافة غراء سائل من نوع قوي جدا مخصص لتلك العملية فتنتج عجينة مرنة يتم صبها في قوالب على هيئة ألواح كبيرة ثم تترك لتجف، وبعد جفافها نحصل على الخشب المضغوط ويتم بيعه كمادة خام للصناعة، لكن هذا النوع من الخشب له شكل رديء؛ لذلك يمكن تلبيس الخشب المضغوط من الناحيتين بطبقة من خشب البلوط لتحسين مظهره ولزيادة متانته، ويمكن أيضا تغليفه بالفورمايكا، أو دهنه بالطلاء.

تصنيع الخشب البلاستيكي

يستخدم هذا النوع كبديل عن الخشب العادي فهو يشبهه ومثله في الشكل لكنه مصنوع من البلاستيك، أو البلاستيك المعاد تدويره مع مسحوق الخشب، لتستفاد المادة الناتجة من مميزات المكونين، فيحمي البلاستيك الخشب من الرطوبة والحشرات والمياه، بينما يعطي الخشب للبلاستيك الصلابة والمتانة، ويعد هذا النوع أكثر صلابة من الخشب العادي بخمس مرات بجانب خلوه من عيوب الخشب كالعقدة والتقوس.

يتطلب تصنيع الخشب البلاستيكي خلط بودرة الخشب أو مواد عضوية أخرى مثل القش أو بقايا الحصاد مع بودرة بلاستيكية تختلف حسب الاستعمال النهائي للمنتج، وقد تكون من النوع الأول أو مجددة ثم تحويلها لحبيبات يتم استخدامها كخشب بلاستيكي، وتنتشر صناعته في الصين وتايوان وتركيا وأوروبا، وتعتبر السويد هي رائدة هذه الصناعة فظهرت فيها أول مرة عام 1977 ولكن تأخر التطور في هذا المجال حتى التسعينات في القرن العشرين، وساعد على نموه تطور المعدات والتكنولوجيا الحديثة.

تصنيع الخشب من جريد النخل

تعتمد الدول الخالية من الغابات على جريد النخل كمصدر لصناعة الخشب، لتقليل استيراده ولاستغلال جريد النخل استغلالا مثاليا. يتم استخدام الجريد للحصول على أنواع مختلفة من الخشب المصنوع مثل: خشب الأبلكاج والحبيبي والكونتر ويتم ذلك بتكلفة قليلة لا تشكل عبئا على ميزانية الدولة. أثبتت التجارب أن الخشب المصنوع من جريد النخل يقارب الخشب الآخر في الخواص الميكانيكية، وهي قوة التحمل والانحناء والصلابة، ويتفوق عليها في مقاومته للحريق وفي المظهر الخارجي.

تبدأ صناعة هذا النوع من الخشب بمرحلة تجميع الجريد وهي مرحلة موسمية تحدث أثناء موسم تقليم النخيل، يليها مرحلة التخزين في مخازن بها احتياطات أمنية لمجابهة أخطار الحريق والاشتعال الذاتي، كما يجب توفر رشاشات مياه موزعة على كافة أرجاء المخزن لترطيب المواد المخزنة، بعد ذلك تأتي المرحلة الفنية التي تشمل الطحن وإضافة المادة اللاصقة ثم الكبس ثم تبريد الألواح.

تصنيع الخشب من قش الأرز

تتميز هذه العملية بالتحكم التام في وزن الخشب المنتج بدرجات كبيرة، وتتيح إنتاج أخشاب ذات ألوان متعددة مما يرفع القيمة التسويقية لهذا النوع من الأخشاب، كما أنها تكون عالية النقاء وخالية من العيوب الموجودة في الأخشاب الطبيعية.

يتم تجميع قش الأرز وفرزه ووزنه، ثم تخزينه بطريقة آمنة وتبعا للمواصفات المحددة للحفاظ عليه، وبمعدات معينة يتم نقل قش الأرز إلى مجففة ميكانيكية معدة خصيصا لهذا الغرض حتى تصل لدرجة جفاف معينة لضمان الجودة المطلوبة، ثم تنقل مرة أخرى إلى مفرمة خاصة ثم إعادة فرزها والفرم مرة أخرى حتى تصل إلى درجة معينة من النعومة والتجانس، وبعد ذلك يتم نقل المواد المفرومة ووضعها داخل خلاط ميكانيكي يضاف إليه مواد مبتكرة بتقنية معينة وترتيب معين ونسب محسوبة مع استمرار الخلط الجيد وذلك لإكساب المواد الخام الرئيسية العديد من الخصائص الفريدة لتتيح إنتاج بودرة الأخشاب ويعاد فرمها مرة أخرى لتصل إلى مرحلة الكبس التي تعتمد بشكل كبير على تأثير الحرارة لإنتاج الخشب بالمواصفات المرغوبة.

صناعة خشب السويد

يمتاز خشب السويد بالمظهر الجذاب وطول عمره ومقاومته للتعفن وملمسه الناعم، ويعتبر ملائما بشدة لصناعة المقاعد والديكورات الداخلية. يسهل التعامل مع خشب السويد ويسهل استعمال المسامير والبراغي فيه، يستخدم بشكل كبير في البناء الداخلي والخارجي للأثاث فهو رخيص ومتوافر بالأسواق. ويعرف أيضا باسم الشوح الأصفر أو الموسكي.

تقوم عدة دول بتصدير هذا الخشب مثل السويد وروسيا والنرويج ويوغسلافيا وكندا لانتشار الأشجار بها، حيث أنه خشب طبيعي تماما لا يدخل به أي تأثيرات صناعية.

تصنيع الخشب الخام

الخشب الخام هو المادة الخام التي تستعمل لصناعة الأثاث أو المواد الأخرى، وينقسم إلى نوعين: الخشب اللين والخشب الصلب، نسبة لنوع الأشجار التي حصلنا منها على الخشب ولا يعبر ذلك عن متانة الخشب، فنحصل على الخشب اللين من الأشجار المخروطية المعروفة باسم الصنوبر المخروطي وتتميز بأوراقها المدببة دائمة الخضرة ومن أهم أنواع الخشب اللين: الصنوبر الاسكتلندي، الأرز، اللاركس الأوروبي، وهذه الأخشاب يسهل نشرها ونحتها وثقبها فتعد مناسبة لأعمال البناء، كما يمكن الحصول منها على لب الخشب الذي يستخدم في صناعة المنتجات الورقية، أما الخشب الصلب فنحصل عليه من الأشجار ذات الأوراق العريضة وهي من النوع النفضي أي أنها تنفض أوراقها كل خريف، ومن أشهر أنواع هذا الخشب: البتولا، الماهوجني، الكستناء، الدردار، البلوط، ويتم استخدام هذا النوع في أعمال الأثاث والديكورات نظرا لشكلها الجميل.

صناعة الأخشاب وأعمال النجارة

تنقسم النجارة لثلاثة أنواع:

  • نجارة الأثاث: تشمل صناعة الأثاث بشكل عام كأثاث غرف النوم وغرف الاستقبال وغيرها.
  • نجارة العمارة: تشمل الأعمال الخشبية الظاهرة في العمارة والبناء كالسلالم وتغليف الجدران والسقوف والأبواب والشبابيك.
  • نجارة النماذج: هي عبارة عن مثال يختم عليه القالب يصب فيه المعدن المنصهر ويراعى في هذا النوع من النجارة نوع الخشب وقابليته للتشغيل وخلوه من العقد.

ويستخدم في النجارة نوعي الخشب، الطبيعي والصناعي. وتعد النجارة من الأعمال اليدوية التي تتطلب المهارة والتركيز وتطبيق قواعد السلامة الصناعية لمنع وقوع الحوادث بأنواعها.

يستخدم خشب الصاج في صناعة الأثاث لجمال أليافها ومقاومتها للرطوبة والحشرات، ويستخدم خشب البلوط في صناعة بعض أنواع الأثاث مثل غرف الطعام والاستقبال لصلابة أليافها ولونها الأبيض المائل للاصفرار ويستخدم خشب المهوجني في صناعة مناضد العمل والأشغال الثقيلة لقوته وعدم وجود الألياف به ويمتاز بلونه الأحمر الداكن، أما خشب الزان فيستعمل في صناعة الكراسي، ويستخدم خشب الأرز في صناعة الأبواب والشبابيك.

الخشب موجود على الأرض منذ آلاف السنين، ويجب علينا الحفاظ عليه حتى لا يختل النظام البيئي، لذلك يزدهر إنتاج الأخشاب بشكل صناعي للحفاظ على الأشجار والنباتات في الغابات وبالتالي الحفاظ على الحيوانات المعتمدة عليها كمصدر للغذاء أو كمأوى لها، كما ينبغي تطبيق العلم والأبحاث من أجل تطوير سبل تصنيع الخشب فلا يمكن الاستغناء عنه بكل حال من الأحوال، ولكن يمكن العمل على تقليل استهلاكه.

رنا السعدني

أدرس في كلية العلوم جامعة المنصورة، عضوة في مبادرة الباحثون المصريون، أحب القراءة والسينما، وأهوى الكتابة.