تسعة
الرئيسية » فن وموضة وجمال » أزياء وملابس » كيف تتم صناعة منتجات الجلد الطبيعي ولماذا هو باهظ الزمن؟

كيف تتم صناعة منتجات الجلد الطبيعي ولماذا هو باهظ الزمن؟

على مر التاريخ حاول الإنسان تسخير كل ما في الطبيعة ليقوم بخدمته، وتطور هذا التسخير بتطور التكنولوجيا، ويعتبر جلد الحيوانات من أهم الأشياء التي احتاجها الإنسان، حتى بعد تطور الحياة البدائية نجد منتجات الجلد الطبيعي في شتى المتاجر.

منتجات الجلد الطبيعي

تعد عملية صناعة منتجات الجلد الطبيعي من العمليات الصعبة، وذلك حيث تأخذ الكثير من الوقت والمجهود أثناء عملية الصنع، ويعتبر تعدد العمليات والمعالجات التي يمر بها الجلد هو السبب الرئيسي لجعل الصناعة تستغرق وقت كبير، وتعتبر عملية تحويل الجلد إلى منتجات أو الدباغة كما يطلق عليها هي عملية حفظ جلود الحيوانات من التعفن وإكسابها مرونة ومتانة لتصبح جاهزة لتحويلها إلى منتجات جلد طبيعي مثل: الأحذية، والحقائب، والقفازات، وغير ذلك من المنتجات، ومع تطور الصناعة والآلات التي تستعمل فيها، بدأ الصناع بالاتجاه إلى أنواع جديدة من الجلود بعيدا عن جلود الماشية، مثل جلود: القروش والتماسيح، كما دخلت هذه الصناعة في معظم الأدوات الرياضية، مثل: الغطاء الخارجي للكرة أو المضرب؛ وفي هذا المقال سنعرض لكم الملف الكامل عن صناعة منتجات الجلد الطبيعي، وكيف تتم دباغته؟

مرحلة الإعداد والتهيئة

منتجات الجلد الطبيعي مرحلة الإعداد والتهيئة

تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل التي تمر بها منتجات الجلد الطبيعي أثناء صناعته، وذلك حيث يتم إعداده للخطوات التالية، وكلما حسن الإعداد والتجهيز حسنت الصناعة، فلو لم يتم إعداده بالشكل المناسب اكتسب الجلد خواص غير مرغوب فيها، حيث يصبح سميكا أحيانا ورفيعا أحيانا أخرى بشكل يجعل من الصعب خروج المنتج بشكل جيد، وفي الأسطر القادمة سنتناول طرق وخطوات هذه الصناعة.

المعالجة

الهدف من عملية المعالجة هو الحفاظ على الجلد من التعفن، ويتم ذلك من خلال وضع الملح على الجلد، خصوصا من الأجزاء الخالية من الشعر، وبعد ذلك يتم نقع (وضع) الجلد في محلول ملحي ثم يتم تجفيف الجلد، ووضعه في أحواض مائية كبيرة وذلك لكي نزيل الدم والأملاح الزائدة ويتم ذلك في آلة تعرف بآلة الرص.

التخلص من اللحم الزائدة

قبل ذهاب الجلود إلى مصانع تصنيع منتجات الجلد الطبيعي ، ترسل إلى مصانع اللحم المجمد والتي تدخل الجلود على آلة مزودة بشفرات حادة تقوم بنزع كل الدهن واللحم من على الجلد.

نزع الشعر من الجلد

تقوم المصانع بإعداد أحواض كبيرة من ماء الجير المحتوية على كبريتيد الصوديوم والذي له قدرة كبيرة على إزالة الشعر من الجلد وتستغرق هذه العملية بضعة أيام، ثم يتم إرسال الجلد إلى آلات متخصصة في نزع ما تبقى من الشعر.

إعادة نزعة اللحم

بعد الانتهاء من نزع الشعر، ترسل الجلود مرة أخرى إلى الآلات لإزالة الدهن واللحم الذي ظهر أثناء عملية إزالة الشعر، لكن هذه المرة تتم هذه العملية في مصانع الدباغة.

الغسل والتنظيف

بعد الانتهاء من نزع كل الشوائب التي تصاحب الجلد، يدخل الجلد في مرحلة تنظيف ضخمة في أحواض غسيل كبيرة، باستخدام الماء

الضرب

بعد عملية إزالة الشعر تصبح الجلود قاعدية، لذلك في هذه المرحلة يتم وضعها في أحواض من الحوامض لمعادلة تأثير القلويات.

إضافة الإنزيمات

بعد الانتهاء من العمليات السابقة يتم إضافة بعض الإنزيمات إلى الجلود لتزيل بعض البروتينات والمواد التي قد تتداخل معا أثناء عملية الصناعة.

الطرق المختلفة لدباغة الجلود

بعد عمليات الإعداد التي يمر بها الجلد، والتأكد من أنه صالح للدخول في مرحلة الصناعة، يتم تجهيز المرحلة الصناعية التي تناسب الجلد، أحيانا يتم اختيار هذه المرحلة على أساس نوع الجلد الذي يتم العمل عليه، وأحيانا يتم على أساس المنتج النهائي وفي الأسطر التالية سنعرض الطرق المختلفة التي تتم عند صناعة منتجات الجلد الطبيعي :

الدباغة النباتية

تعتبر الدباغة النباتية من أكثر طرق الدباغة التي تحتاج إلى وقت، وذلك حيث تتراوح بين عدة شهور، وقد تصل إلى عام كامل في بعض الأحيان، ويتوقف الوقت الذي تحتاجه الدباغة النباتية على سمك الجلد الذي يدبغ، وتتم عملية الدباغة بوضع الجلد في أحواض ضخمة مليئة بالماء ومادة التانين، ويتم رفع تركيز هذا المحلول مع مرور الوقت إلى أن يصل إلى 25% قبل رفع الجلود من الأحواض، ومن المميزات الملحوظة لهذه الطريقة أنها تكسب الجلد قدرة عالية على مقاومة الماء، وتستخدم عادة مع جلود البقر والنعام ووحيد القرن.

الدباغة باستخدام الكروم

بالرغم من صعوبة دباغة الجلود باستخدام الكروم، إلا أنها من أكثر الطرق استعمالا ويرجع ذلك إلى أنها تتم بشكل كامل في عدة ساعات فقط، وتبدأ العملية بوضع الجلد في أحواض مليئة بحمض الكبريتيك والملح، وبعد تحميض الجلود بالحد المطلوب يتم غسلها جيدا، ثم تنقع مرة أخرى ولكن هذه المرة في المحلول الذي يقوم بالدباغة، وهو محلول كبريتات الماغنسيوم وبعدة ساعات تكون عملية الدبغ قد اكتملت ويكون الجلد قد اكتسب القدرة على مقاومة الحرارة والخدش، كما يكتسب الجلد مرونة عالية، ولذلك يستخدم هذا النوع من الجلود في صناعة منتجات الجلد الطبيعي الخاصة بالأحذية والمفروشات وغير ذلك من هذا القبيل، وبالطبع توجد بعض أنواع الجلود لا تصلح دباغتها بالكروم.

الدباغة المختلطة

أحيانا يحتاج الجلد الذي يستخدم في الصناعة مواصفات معينة من النعومة والملمس، خصوصا في الجلود التي تستعمل في صناعة الملابس ولذلك تكون دباغة هذه الجلود خليط من الدباغة النباتية ودباغة الكروم، وذلك ليكتسب الجلد الخصائص المطلوبة.

دباغة الزيوت

كلنا نعرف جلد الشمواه والذي يعد نوعا خاص من أنواع الجلود، ويمتاز بملمسه الفريد الذي يحبه الكثيرون، ولكي يتم صنع هذا النوع من الجلود، يحاول المصنعون أخذ الجزء القريب من الطبقة اللحمية للحيوان، ثم يتم وضع هذا الجزء في آلة التصنيع التي تضخ إليه زيت كبد الحوت، وبعد تشبع الجلد بهذا الزيت يتم فرد الجلد حتى يصبح لينا وبريا صوفي الشكل، وفي بعض الأحيان يتم دبغ هذه الجلود بالكروم قبل استعمال الزيت.

الخطوات النهائية في صناعة منتجات الجلد الطبيعي

منتجات الجلد الطبيعي الخطوات النهائية في صناعة منتجات الجلد الطبيعي

بعد إعداد الجلود ودباغتها تدخل في مرحلة التشطيب النهائي، وتهدف هذه المرحلة إلى الوصول بالمنتجات الجلدية إلى شكلها النهائي، وتمر الجلود في هذه المرحلة بعدة خطوات سنعرضها بالترتيب:

  1. الفصل: بعد الانتهاء من عملية الدبغ يتم شق الجلد إلى نصفين، نصف محبب ونصف ناعم، وفي هذه المرحلة أيضا يتم فرز الجلود على حسب المنطقة المأخوذ منها الجلد.
  2. الصباغة: في هذه المرحلة يتم صبغ الجلود بالألوان المختلفة، في أسطوانات كبيرة، ثم يضاف إليها بعض المواد كالزيت وغيره لإكساب منتجات الجلد الطبيعي النعومة اللازمة.
  3. الرص: تهدف هذه العملية على جعل الجلود طرية ومرنة، ويتم ذلك من خلال خطوات مختلفة كوضع نشارة خشب مبللة على الجلد، أو وضع الجلود في غرف ذات رطوبة مرتفعة، وأحيانا يتم وضع الجلود في آلات الرص التي تقوم بشد الجلد من أطرافه فتوصله إلى الهدف المطلوب.
  4. التشطيب: تتم في هذه الخطوة اللمسات النهائية، وذلك حيث نقوم برش الجلد بمواد كيميائية معينة، ونضيف إليه بعض المواد الملمع، ليظهر الجلد براقا مضيئا.

وهكذا يكون الجلد قد وصل إلى مراحله النهائية في المصانع، ويتم بعدها إرساله إلى المصانع التي تشكله مثلما تريد، ويخرج لنا في النهاية منتجات الجلد الطبيعي في أشكالها المختلفة، وتعتبر هذه الطرق الكثيرة والصعبة التي يمر بها الجلد في هذه الصناعة هي السبب في السعر الباهظ للمنتج، وفي بعض الأحيان يكون هناك بعض أنواع الجلود نادرة يصعب الحصول عليها، وعند الحصول عليها يلزمها معالجة تصل إلى شهور كثيرة، وأثناء هذه المدة يكون هناك عمل دائب على الجلد من أيدي عاملة كثيرة، وأحيانا يمر الجلد على ثلاث مصانع أو أكثر، ولذلك ترتفع قيمة بيع الجلد في النهاية، وتعتبر الخطوات المذكورة في المقال هي الخطوات الأساسية في أي عملية معالجة ودبغ للجلود.

محمد جاد الله

احب المطالعة واكتشاف كل جديد. لكتابة بالنسبة لي هي قوة ودافع للاستمرار.

أضف تعليق

عشرين − 5 =