تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » مشاريع وشركات » كيف تبدأ مشروع تربية دودة القز وتربح من إنتاج الحرير؟

كيف تبدأ مشروع تربية دودة القز وتربح من إنتاج الحرير؟

تربية دودة القز من المشروعات البسيطة ذات العائد المادي الوفير، ولا يحتاج إلى مساحة كبيرة أو رأس مال ضخم أو أيدي عاملة كثيرة لتنفيذه، كما أن ربحه سريع لسرعة دورته التي لا تزيد عن خمسة أسابيع فقط.

تربية دودة القز

مشروع تربية دودة القز أو دودة الحرير يعتبر واحدا من المشروعات سهلة التنفيذ، حيث إن جميع الإمكانيات المطلوبة لتنفيذه متوفرة في البيئة، ويمكن الحصول عليها بسهولة، كما أن الحاجة إلى المشاريع البسيطة في العصر الحالي أصبحت أشد إلحاحا؛ لأنها توفر لنا دخلا يمكن الاعتماد عليه في تدبير شؤون الحياة خاصة مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة على مستوى العالم، والحرير الطبيعي الذي تنتجه دودة القز من أجود أنواع الحرير، ولا يمكن الاستغناء عنه بحال من الأحوال، بل يتزايد الطلب عليه كل عام عن سابقه، وسوف يتعرض هذا المقال لبحث شامل عن دودة القز وفوائدها، أين تعيش دودة القز؟ أهم الدول المنتجة والمستهلكة للحرير عالميا، ماذا تحتاج لتربية دودة القز في المنزل؟ تربية دودة القز ودورة نموها، ما هي أبرز المخاطر التي تواجه مشروع تربية دودة القز؟ وأخيرا التسويق لمشروع تربية دودة القز لإنتاج الحرير.

بحث شامل عن دودة القز وفوائدها

لقد لاقت الصناعات القائمة على الحرير الطبيعي رواجًا كبيرا منذ فترة طويلة، فنجد بعض الدول تهتم بتربية ديدان القز المنتجة للحرير، كما تشجع المزارعين وأصحاب المشاريع الصغيرة كما تفعل منظمة البحوث الزراعية والثروة الحيوانية في دولة كينيا (كالرو)، حيث تقوم بإنتاج الديدان والبيض وتشجيع المزارعين على تربية دودة القز لإنتاج الحرير منذ سبعينيات القرن الماضي على نطاق ضيق، كما عملت على مساعدة المزارعين في تسويق المنتجات الحريرية تحت إشراف وزارة الزراعة، وذلك بخلاف دول أخرى عديدة تعتمد فيها هذه الصناعة على المجهود الفردي للمستثمرين دون اهتمام من الدولة، وهذا بحث شامل عن دودة القز وفوائدها:

ما هي ديدان القز؟

هي يرقات العثة المعروفة باسم (بومبيكس موري)، وهناك أنواع أخرى كثيرة مثل: (تشاو- كوكونينغ- تاسار- إيري- موغا- أنف- كوان) وغيرها، وقد عرفت منذ القدم في الصين وشرق آسيا الذي يعتبر المنشأ الأصلي لها، حيث يستخدمها الصينيون منذ القدم في إنتاج الحرير، وقد زود الله هذه الديدان بزوج من الغدد اللعابية داخل الفم، تفرز هذه الغدد (المغازل) سائلا لامعًا أبيض اللون، وعندما يتعرض للهواء الخارجي فإنه يتجمد ويصير قويا، وتمر دودة القز مثل باقي الحشرات بأربع مراحل أثناء النمو وهي: (البيض- اليرقة- الخادرة- الفراشة البالغة)، وكل مرحلة من هذه المراحل لها طرق العناية الخاصة بها، ويمكن الربح من إنتاج البيض وبيعه أو إنتاج الديدان وبيعها، أو تربية دودة القز وإنتاج الحرير والربح من بيعه أيضا.

فوائد تربية دودة القز

إن أعظم المنافع التي يجنيها الإنسان من تربية دودة القز هو إنتاج الحريري الطبيعي أو التجاري، وخيوط الحرير التي تنسجها وتغزلها ديدان القز هي أقوى وأجود أنواع الحرير، وتعتبر مادة خام تعتمد عليها كثير من الصناعات في كثير من الدول خاصة صناعات الغزل والنسيج وبعض الصناعات الطبية، وتعتبر الصين هي أكبر دول العالم إنتاجا للحرير؛ حيث تستحوذ على 65% من الإنتاج العالمي للحرير التجاري، والعجيب في الأمر أن كثيرا من الدول العربية لا تهتم بهذه التجارة والاستثمار الرابح رغم ارتفاع نسبة استهلاكها منه، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن ما تنتجه مصر من الحرير لا يصل إلى نسبة 2% من استهلاكها السنوي منه، كما أن هذا المشروع من المشروعات الصغيرة المربحة التي تقضي على البطالة وترفع مستوى دخل الأسرة وتحسن المستوى الاقتصادي لها.

أين تعيش دودة القز؟

تعيش ديدان القز أو اليرقات المنتجة للحرير في غرفة مجهزة جيدة التهوية، خالية من الحشرات، محكمة الغلق، مع تأمين فتحات التهوية بالسلك الناعم الذي يمنع مرور الفئران أو الحشرات أو العصافير، ثم توضع الديدان في الصواني المصنوعة من البلاستيك أو الخشب، وترفع عن الأرض بواسطة حوامل وأرجل خشبية، والأفضل أن تعلق بالحبال القوية في سقف الغرفة؛ حتى لا تصل إليها الحشرات أو يهاجمها النمل من أرضية الغرفة.

الدول المنتجة والمستهلكة للحرير عالميا

على الصعيد العالمي تعد الصين والهند وأفغانستان وبنغلاديش والبرازيل وكوريا وفرنسا واليونان وإندونيسيا وإيران واليابان ورومانيا وتايلاند وأوزباكستان وفيتنام وكولومبيا وبلغاريا وماليزيا وبوتسوانا ومصر وإثيوبيا وغانا ونيجيريا ورواندا وجنوب أفريقيا وتونس وزامبيا من أهم الدول المنتجة للحرير الخام المستخرج من تربية دودة القز كمشروع إنتاجي، أما الدول المستهلكة للحرير فنجد على رأس القائمة عالميا الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا واليابان والهند وفرنسا والصين وإنجلترا وسويسرا وألمانيا والإمارات العربية المتحدة وكوريا.

ماذا تحتاج لتربية دودة القز في المنزل؟

إذا كنت مبتدئًا في هذا المجال فهناك بعض التجهيزات والإعدادات المطلوبة التي يجب أن تلمَّ بها قبل البدء في المشروع، وأهم تلك الاحتياجات ما يلي:

تدريب على المشروع

يفضل أن يحصل الشخص الراغب في تربية دودة القز كمشروع ربحي على دورة تدريبية تؤهله للعمل في هذا المشروع، أو التواصل مع أحد مراكز البحوث لأخذ فكرة شاملة عن المشروع، وكيفية التعامل مع العقبات والمشاكل التي قد تعترضه، وكذلك معرفة طرق وأماكن شراء المواد الخام كالبيض أو الديدان أو الصواني أو غير ذلك، وكذلك معرفة طرق وأماكن تسويق الحرير، وكيفية التعامل مع المشروع واستخراج الحرير من الشرانق.

غرفة مجهزة

من أساسيات المشروع تجهيز غرفة مناسبة للبدء في مشروع تربية دودة القز والربح من الحرير، ويجب ألا تقل مساحة الغرفة عن تسعة أمتار مربعة لتربية علبة واحدة من البيض، ويجب أن تكون درجة حرارة الغرفة حوالي 25 درجة مئوية، وكذلك درجة الرطوبة لا تقل عن 70%.

غذاء الديدان

لا بد من توفير كمية من أوراق التوت لضمان التغذية المناسبة لإنتاج الحرير الجيد، فعلبة البيض الواحدة تحتاج في الدورة إلى حوالي نصف طن من ورق التوت الأخضر، ويمكن الاحتفاظ بالورق طازجا في الثلاجة لمدة أسبوع.

الحوامل والصواني

من التجهيزات المطلوبة الصواني البلاستيكية أو الخشبية لوضع الديدان فيها، وترفع تلك الصواني عن الأرض بحوامل خشبية متينة، ويجب ترك مسافة مناسبة بين الصواني رأسيا وأفقيا لا تقل عن 40 سم.

مطهر

يجب توافر بعض المطهرات القاتلة للبكتريا والميكروبات، لتطهير الصواني والأدوات كل فترة؛ وذلك لضمان نظافة المكان، وعدم إصابة الديدان بالأمراض، وقتل الحشرات الضارة بها.

تربية دودة القز ودورة نموها

يتم شراء البيض بالعلبة، والعلبة الواحدة وزنها 12 جراما، وتحتوي على ما يقرب من 18 ألف بيضة، وبعد وضع علبة البيض في درجة الحرارة المناسبة، وتتم عملية الفقس خلال أربعة أيام، وبعد اليوم الثاني من بدء الفقس تصل نسبة الفقس إلى 90%، وهنا يتم فتح علبة البيض ووضع بعض أوراق التوت الطازجة المقطعة إلى قطع صغيرة بداخلها، وبعد قليل من الوقت تنقل هذه الأوراق بما حملت من ديدان إلى صواني تربية دودة القز المجهزة مسبقا، وتتغذى هذه اليرقات على التوت يوميا لمدة تصل إلى أربعة أو خمسة أسابيع، وخلال الأسبوع الأول يقدم الغذاء (أوراق التوت) للديدان أو اليرقات مقطعا إلى شرائح أو قطع صغيرة أربع مرات على مدار اليوم، وبدءًا من الأسبوع الثالث تقدم الأوراق كاملة نظيفة، مع الاهتمام بنظافة الصناديق التي تعيش فيها الديدان، وعند صيام اليرقات لا يقدم لها الطعام؛ لأنها تغير جلدها ويزداد حجمها خلال يومين، وذلك عند ملاحظة دخول 90% من اليرقات مرحلة الصوم، وفي نهاية الأسبوع الرابع يتم وضع بعض أعواد الحطب أو الكازورين أو قوالب البلاستيك الجاهزة عند حواف صواني تربية دودة القز استعدادا للتشرنق، حيث تصعد عليها الديدان وتبدأ في الشرنقة وغزل الحرير على مدى أربعة أيام متواصلة، ويصل طول خيط الشرنقة الواحدة إلى أكثر من 1000 متر، وبعد خمسة أيام يتم جمع الشرانق والتخلص من المعطوب وغير المناسب منها، وبعد ذلك يتم قتل العذارى داخل الشرانق عن طريق تعريضها لدرجة حرارة 70 درجة مئوية، ويتم بعد ذلك حفظها في أكياس معقمة ببعض المبيدات الحشرية للحفاظ عليها من الحشرات والنمل، ثم يتم بيعها أو فك الحرير وهي مرحلة أخرى قد تزيد من ربحية المشروع.

ما هي أبرز المخاطر التي تواجه مشروع تربية دودة القز ؟

التعرض للأمراض

قد تتعرض يرقات ديدان القز أو إنتاج الحرير للإصابة ببعض الأمراض التي تهدد المشروع، ومن أشهر تلك الأمراض الببرين، وهو من الأوبئة التي تدمر أغلب يرقات أو شرانق المشروع، وللتغلب على مثل تلك الأمراض يجب الحفاظ على درجة الحرارة والرطوبة الموصى به، وكذلك المواظبة على تنظيف الصواني وتعقيم أو تطهير المكان بصورة دورية، مع تنظيف مخلفات الديدان، وقبل كل شيء يجب عند تربية دودة القز الحصول على بيض ديدان القز من مصادر مضمونة، كما يحسن تطهير البيض قبل تجهيزه للفقس في محلول كلوريد الخليك ربع ساعة، ثم تطهيره بالماء النقي بعد ذلك.

الحشرات

تعتبر الحشرات والفئران والنمل والعصافير والخنافس من أشد الأعداء التي تدمر مشروع تربية دودة القز عامة، ويمكن التغلب على تلك المشكلة بسد جميع فتحات الغرفة بإحكام، ووضع سلك ناعم على فتحات التهوية، وفرش أرضية الغرفة بالجير الحي وخاصة حول حوامل الصواني.

التغذية

قد يمثل الحصول على أوراق التوت بهذه الكمية الضخمة عائقا لدى بعض المنتجين؛ لذلك يبحث عن بدائل لها، والبديل كما يرى البعض هو أوراق البرتقال أو أوراق الخس البلدي، ولكن يجب العلم أن تغذية أو تربية دودة القز على أوراق التوت يجعل خامة الحرير جيدة يتم تسويقها بسرعة وبسعر أعلى.

التسويق لمشروع تربية دودة القز لإنتاج الحرير

بعد انتهاء الدورة وتجهيز الشرانق الحريرية تكون أمام أمرين:

  • الأول: أن تبيع الشرانق كما هي دون فك الحرير عنها، وهذا الأمر وإن كان أيسر وأسرع ولكنه أقل ربحا من الأمر الآخر.
  • الثاني: أن تقوم بحل شرانق الحرير وفصل الخيوط عن الشرنقة عن طريق جهاز حل الحرير أو دولاب حل الحرير، وهذا الأمر يزيد من نسبة الربحية للمشروع.

ويتم التسويق للمنتجات وبيعها عن طريق:

  • معاهد البحوث الزراعية: وهي التي تقوم بجمع الحريد وتصديره إلى الشركات والمصانع المحلية أو الأجنبية.
  • مصانع السجاد: يمكنك التعرف إلى أحد أصحاب المصانع وتوريد الحرير إليهم مباشرة، وهنا يكون سعر البيع أعلى ونسبة الربح أكبر.

إن مشروع تربية دودة القز لا يتوقف نجاحه على أنواع البيض الجيدة ونظافة المكان فحسب بل يعتمد أيضًا على التدريب الجيد على التعامل مع دورة حياة دودة القز بكل دقة وحذر حتى مرحلة إنتاج وحل الحرير، والمثير أن أرباح هذا المشروع تصل إلى 400%، وقد أبرز هذا المقال: بحثا شاملا عن دودة القز وفوائدها، أين تعيش دودة القز؟ أهم الدول المنتجة والمستهلكة للحرير عالميا، ماذا تحتاج لتربية دودة القز في المنزل؟ تربية دودة القز ودورة نموها، ما هي أبرز المخاطر التي تواجه مشروع تربية دودة القز؟ وأخيرا التسويق لمشروع تربية دودة القز لإنتاج الحرير.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

خمسة عشر + 12 =