تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أبوة وأمومة » كيف تتعامل كأب بصورة تربوية حكيمة مع الابن السارق ؟

كيف تتعامل كأب بصورة تربوية حكيمة مع الابن السارق ؟

الابن السارق هو واحد من أقسى الألقاب التي يمكن أن يحملها أي أب على ابنه، فالسرقة فعل مشين ولكنها ستكون أكثر خزيًا إن حدثت داخل المنزل نفسه وبين أفراد الأسرة الواحدة، قد تكون للسرقة دوافع من اللازم معرفتها حتى تصبح الأمور على ما يرام ويعود الابن لطبيعته.

الابن السارق

ليس من اللطيف أن يُسرق منك شيء ما، ولكن ماذا إذا كان من سرق هو أحد أبناءك؟، بالتأكيد الفكرة قاسية ولكن مع ذلك هناك الكثير من الآباء يتجاهلون الأمر وينسونه على أمل ألا يعود للسرقة مرة أخرى وللأسف لن يتم ذلك، علاج الابن السارق يتطلب مواجهته أولًا توعيته بخطورة فعلته وهذا الأمر سيكون شيء ثقيل بالتأكيد ولكن يجب على الأب معرفة سبب ذلك ودوافعه ويعاقب الابن السارق بطرق حكيمة حتى لا يكرر الفعلة مرة أخرى، ومن الأمور الضرورية واللازم معرفتها عن الأبناء خاصة في فترة المراهقة أن السرقة سلوك وارد ومحتمل الحدوث خاصة في فترة المراهقة الحرجة إن انجرف المراهق لأصدقاء السوء أو للقدوة السيئة، ولهذا يجب أن يحرص الآباء على معرفة أبنائهم وتوعيتهم بالشكل اللازم في كل مراحل الحياة، قبل أن يصدموا بما يتبادر منهم بدون إنذار، وهنا سنتحدث عن كيفية التعامل مع الابن السارق وما يجب أن يكون بعد اكتشاف السرقة:

تحدث إلى الابن السارق

بعد أن تكتشف سرقة شيء ما من المنزل من قبل أحد أبناءك وبعد أن تأكدت من هو بالضبط الابن السارق عليك كما اتفقنا أن تواجهه، ولكن قبل ذلك خذ قسط من الراحة ولا تذهب لتتحدث إليه مباشرة خاصة إن كان الأمر قد أغضبك بشدة، وفكر في الطريقة الملائمة للتحدث معه، إن لم تعرف ما الذي يمكنك قوله في هذه الحالة يمكنك أن تدون في ورقة ما تشعر به تجاهه وما تريد قوله ولا تريها له، ولكن تعال بعد ساعات قبل أن تحدثه وانظر إلى انطباعك عما كتبت فإن كان ملائم يمكنك أن تذهب وتخبره عن الأمر.

اجعل ابنك يشعر كم آذتك فعلته

من الأمور المهمة جدًا أن تعطي انطباعًا لابنك عما شعرت به، وبالتأكيد سيكون الأمر صادم ومخزي لك وعليك أن توصل هذه الأفكار إلى ابنك كما هي، دعه يشعر أنك تألمت من خيانته وأحبطك تصرفه، حاول ألا ترفع صوتك وابق هادئًا قدر الإمكان، قل له عبارات تشعره بالندم مثل “لم أتوقع في حياتي أن تفعل شيء مثل ذلك”، كن قاسي في كلماتك حتى وإن كانت مؤذيه لك، لأن ابنك إن لم يشعر بالندم سيكرر فعلته مرة أخرى.

تجنب قبول الأعذار

بالتأكيد سيدافع ابنك عن نفسه ويخبرك جمل مثل كنت فقط أجلب النقود لم أكن أسرقها، خاصة إن رأيته وهو يفعل ذلك، لا تدع هذه الكلمات تؤثر بك بالتأكيد هو يكذب وإن استطاع أن يقنعك بأنه لم يكن يسرق لن تجرى الأمور بما يرام بعد ذلك، كن قوي ولا تدع الأسلوب العاطفي يسيطر عليك، وبعد هذه الخطوة يجب أن تدع الابن السارق يعيد ما سرقه من أشياء ولا تستخدم العنف في ذلك، فمن الممكن جدًا أن يرفض الابن إرجاع ما سرقه في هذه الحالة يجب أن تهدده وتضع له عقاب يضايقه.

يمكنك الاستعانة بأحد أفراد الأسرة

في بعض الحالات قد تكون فكرة المواجهة والاعتراف بالمشكلة للابن فكرة صعبة ولا يستطيع شخص واحد أن يواجهها في هذه الحالات يمكن أن يدخل أحد أفراد الأسرة الحكيمين في الأمر، مثل الاستعانة بأحد الأبناء ليخبر أخوه بعبارة مثل “أنا رأيتك وأنت تفتح محفظة أبي أعدها له قبل أن يكتشف ذلك” وغيرها من الجمل، وإن لم يستجب الابن السارق وحل المشكلة ببساطة مع أخوه يمكن أن يستدعى الأب ليواجهه مباشرة ويتحدث معه كما سبق وذكرت ولابد أن تعرف ما السبب في ذلك.

اعرف الدوافع للسرقة

من يسرق بالتأكيد له دافع، وتختلف الدوافع حسب سن وطبيعة كل ابن والبيئة التي يعيش فيها، فإن كان الابن السارق طفل صغير لم ينضج بالقدر الكافي ليستوعب أثر فعلته يمكن أن يتم توعيته ونصحه بشكل مهذب وودود ويتفهم ذلك أما إن كان الابن السارق مراهق فإن الأسباب ستختلف هنا مثل أن يشتبه في تعاطي المخدرات أو إدمان أي شيء غير قانوني، يجب أن تعرف سبب السرقة وتحدث بهدوء مع ابنك حتى يمكن أن يستجيب لحديثك فالعنف لن يولد إلا العنف، وبعد أن تكتشف سبب السرقة مثل الإدمان عليك أن تعالج ابنك في المكان لصحيح.

علاج الابن السارق

لن يتم علاج أي مرض أو حل أي مشكلة إلا بمعرفة الأسباب التي دفعت الابن السارق إلى فعل ذلك، وبمعرفة الأسباب يمكن أن نبحث عن العلاج، لهذا يجب أن تعرف ما الدافع للسرقة هل هو أصدقاء السوء؟ أم الرغبة في شراء شيء ممنوع؟ أم هل ابنك مصاب بداء السرقة؟ بعد أن تعرف السبب الحقيقي يمكنك أن تعالجه كأن تبعده عن أصدقائه السيئين أو أن تعالج إدمانه أو غيرها من الأمور، كما يجدر بك أن تكون متوازن وهادئ أثناء التحدث في هذه الأمور مع ابنك لأن العنف لن يفضي بأي نتيجة.

عقاب الابن السارق

أي شيء يفعله المراهق ولا يعاقب عليه بالتأكيد سيكرره ثانية لهذا يجب ألا تدع المرة الأولى للسرقة تمر بدون عقاب، والأهم من العقاب أن يستشعر الابن السارق فعلته ويقتنع أنه أخطأ، فمثلًا بعد أن يعترف الابن بفعلته وينتهي الأمر يجب أن تحرمه من أي شيء يحبه مثل عدم الخروج مع أصدقائه هذا الأسبوع أو ألا يتناول الطعام مع الأسرة وغيرها من الأمور التي يحبها ويستشعر أنه قد خسر شيء كبير. أما إن لم يعترف الابن بفعلته وظل يصر على موقفه يجب أن يحرم من شيء أكبر وتكون عقوبته أقسى، ويختلف هذا الأمر من ابن إلى آخر فالآباء هم الأدرى بطبيعة أبنائهم، مثل عدم الخروج من المنزل لمدة شهر أو سحب الموبايل منه وغيرها من الأمور التي ستضمنون بها التأثير على الابن.

أمور على الآباء معرفتها

كل أسره تختلف في الطريقة التي تتعامل بها مع الأبناء ونظام حياتهم وكل أسرة لها منهج مختلف تتبعه في التربية، فكرة أن يكون هناك ابن سارق معناه أن هناك خللًا في التربية والسلوكيات التي من المفترض أن يعرفها الابن، بعد معاقبة الابن يجب معرفة ما إذا كان هناك طريقة تربوية خاطئة دفعت الابن لفعل ذلك، قد يكون الحرمان هو السبب أو القسوة فيقوم الابن بإجراء فعل برغبة الانتقام وليس للرغبة في الحصول على المال مثلًا لهذا يجب الانتباه لهذه السلوكيات. كما يجب أن يتم حفظ النقود وغيرها من الأشياء الهامة في أماكن بعيدة صعب الوصول لها إن قام أحد الأبناء بالسرقة المتكررة.

الابن السارق قد يكون ضحية أو مريض نفسي ولا يعلم لماذا يقوم بهذه السلوكيات، يجب أن يتم التعاون معه والاتفاق على الاعتراف لحل المشكلة، لذلك كن هادئًا ولا تتعامل بعنف في مثل هذه الأمور.

وفاء خيري

قارئة نهمة محبة للأدب وشغوفة بالكتابة والتدوين، أرغب في إثراء المحتوي العربي على الإنترنت للأفضل.

أضف تعليق

ثلاثة × 4 =