تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » تحليل الدم : كيف يتم إجراء تحليلات الدم المختلفة للكشف عن الأمراض ؟

تحليل الدم : كيف يتم إجراء تحليلات الدم المختلفة للكشف عن الأمراض ؟

إجراء التحليلات الطبية أحد الأمور شديدة الأهمية في الكشف عن الأمراض قبل حدوثها، في السطور المقبلة نتعرف معًا على آلية إجراء تحليل الدم من الألف للياء.

تحليل الدم

هل ذهبت إلى الطبيب يوماً لإجراء تحليل الدم ؟ إن من مهمة الطبيب أن يقوم بتشخيص ذاك المرض الذي يسبب الألم وعدم الراحة لك ومن أجل إتمام تلك المهمة في أفضل صورة ممكنة وبدون أي خطأ أو خلط سو يطلب الطبيب دائماً عمل بعض التحاليل أو الأشعة لكي تتكون لديه صورة واضحة لما يدور داخل تلك المعجزة الإلهية التي تسمى بجسم الإنسان، ومن أكثر تلك التحاليل طلباً وأوسعها شيوعاً هو تحليل الدم ، الدم ذاك السائل ذو اللون الأحمر الذي يغزو تقريباً كل جزء من جسم الإنسان حاملاً معه العديد من الخلايا يصاحبهم البروتينات والمياه والعناصر المغذية التي يحتاجها جسم الإنسان، حية أن الدم هو أحد أهم عناصر الجسد البشري وأكثرهم روعة، تخيل أنك وعاء ينبض بالحياة بسبب سائل أحمر اللون يضخ بواسطة جهاز صغير يسمى القلب ويغزو كل أجزاء ذلك الوعاء حاملاً في طياته الحياة والحماية والأوكسجين والمواد المغذية، ورغم أن للدم العديد من أنواع التحليلات التي تكشف دلائل ما يحمله من مكونات وخلايا إلا أن هناك واحداً هو الأكثر روتينية من بين الآخرين نظراً لأنه يساعد على تغطية نطاق كبير من الأمراض التي تحدث بشكل شائع وذلك التحليل هو تحليل الدم الكامل أو صورة الدم الشاملة.

تحليل الدم : تعرف عليه من الألف إلى الياء

ما هو تحليل الدم الكامل؟

من المعروف أن الدم يتكون من العديد من الخلايا التي تختلف في تكوينها وشكلها وعددها لكي يستطيع كل نوع أن يقوم بالوظيفة المحددة التي خلق لكي يقوم بها، وبالتالي فإن معرفة عدد وشكل تلك الخلايا سوف يساعد الطبيب على التعرف على أي خلل أو مشكلة أصابت جسم الإنسان لأن لذاك العدد والشكل دلالات يتمكن الطبيب من استنباطها وتفسيرها، ورغم أن تحليل الدم يوجد منه بعض الأنواع التي تكون تفصيلية بشكل ما عن نوع معين من الخلايا مثلاً حينما يشك الطبيب في تشخيص محدد إلا أن هناك ذاك التحليل الشامل والذي غالباً ما يطلبه الأطباء نظراً لما يغطيه من صورة شاملة عن حالة الدم ومن ثم حالة جسم الإنسان بشكل عام، تحليل الدم العام أو عدد الدم الكامل أو اختبار الدم الشامل، ذلك هو أسم تحليل الدم الذي يطلب بواسطة الطبيب ويقوم ذلك التحليل بإعطاء معلومات حول خلايا الدم المتواجدة بدم المريض، ومثال على تلك المعلومات التي قد يفصح عنها ذلك التحليل هو عدد كل نوع من أنواع الخلايا الموجودة في دم المريض مثل خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء وصفائح الدم، بالإضافة إلى تلك المعلومات هناك أيضاً معلومات أخرى يستطيع الطبيب الحصول عليها من خلال ورقة ذلك التحليل مثل تركيزات بعض المعادن والأملاح في الجسم، أما عن تحليل الدم فإن الإنسان قد بدأ يستخدمه في أغراض طبية منذ القرن التاسع عشر، وبدأ استخدام الأجهزة للقيام بتلك العملية بين ١٩٥٠ و ١٩٦٠ حتى أصبح الأمر أكثر سهولة وانتشاراً.

ما هي الاستخدامات الطبية لتحليل الدم الشامل؟

من المعروف الآن أن الدم يتكون من عدة خلايا مختلفة ولكي يكون الفرد في صحة جيدة وذو جسد سليم يجب أن تظل تلك الخلايا في وسط حدود النسبة الطبيعية المتعارف عليها وأي زيادة أو نقصان عن المستوى الطبيعي يعد في تلك الحالة تلميحاً ودليلاً على وجود خلل ما يجب الانتباه إليه وسرعة التعامل معه، ومن النصائح المعطاة دائماً أن يحرص الفرد على القيام بعمل تحليل الدم بشكل دوري كنوع من الفحوص العامة كل فترة مثل كل ثلاث شهور مثلاً أو كل ستة أشهر لكي يطمئن على حالته العامة، حيث أن أي خلل قد يعكس العديد من الأمراض بداية من الأنيميا البسيطة ووصولاً إلى السرطان، أيضاً في حالات المرضى الذين يتطلبون نقلاً للدم قد يطلب منهم عمل تحليل الدم الشامل لكي يعطي تفاصيل تساعد في تخطيط كم العلاج، أيضاً هناك تحليل الدم الذي يعرف عن نوعه وإلى أي مجموعة ينتمي مما يساعد في عمليات نقل الدم وعمليات زراعة الأعضاء، ويتم عمل تحليل الدم عن طريق إعطاء حقنة ومن ثم يتم سحب عينة من دم المريض ومن ثم يتم إضافة مكون كيميائي إلى ذلك الدم لكي يمنعه من التجلط وبالتالي نتمكن من فحصه بعد ذلك تحت الميكروسكوب.

متي يتم طلب تحليل الدم الشامل؟

قد يقوم الطبيب بطلب تحليل الدم الشامل كنوع من التحاليل الروتينية التي يقوم بها الفرد لكي يطمئن على صحته بشكل عام من وقت إلى آخر، أو قد يطلب الطبيب تحليل الدم من أجل تفسير بعض الأعراض التي يشتكي منها المريض ولكنها تبدو أعراض غامضة بدون تفسير محدد مثل ظهور كدمات بدون سبب على عدة أجزاء من الجسم، أو وجود بقع باللون الأرجواني منثورة على الجلد أو هناك تلك الحالة التي يشتكي فيها المريض منها أنه كلما تعرض لأي جرح صغير جداً يظل ينزف لفترات طويلة أو ينزف دون توقف ويكون هذا دليلاً على وجود خلل ما في عدد خلايا الدم ولذلك يجب تفقده، أيضاً يكون ذلك مهماً لكي يتمكن الطبيب من تحديد نوع الأنيميا المصاب بها المريض وبالتالي يتعرف على سبب تلك الأنيميا ويتمكن من معالجتها بالشكل المناسب، أيضاً دور تحليل الدم لا يتوقف فقط على تشخيص أعراض غير مفهوم سببها أو للتأكد من تشخيص معين أو حتى للاطمئنان العامة على حالة الشخص الصحية مثل التحاليل التي يقام بها بشكل دوري، ولكنه أيضاً يستخدم لكي يستطيع الطبيب متابعة تأثير علاج ما على الفرد والتأكد ما إذا كان فعال ويؤدي للتحسن أم لا.

خلايا الدم الحمراء

تحليل الدم يعطي معلومات عن كل نوع من خلايا الدم وتستخدم تلك المعلومات لأسباب مختلفة ومن أكثرها شيوعاً أن يأتي الفرد شاعراً بالتعب والإرهاق الدائمين بدون سبب واضح، وقتها يبدأ الطبيب بالشك في الأنيميا خاصة إن أظهرت إجابات المريض بعض العادات غير السليمة حول نوع الطعام الذي يأكله مثل الاعتماد على الأطعمة السريعة والسكريات والدهون، ولكي نتعرف عما إذا كان يعاني هذا الشخص من الأنيميا أو لا ننظر دائما للمعلومات الخاصة بخلايا الدم الحمراء، تلك الخلايا التي يطلق عليها لفظ خلايا بشكل مجازي حيث أنها تخلو من العنصر الرئيسي لأي خلية ألا وهي النواة، وتفتقد خلايا الدم الحمراء للنواة من أجل أن يتسع المكان أكثر للوظيفة الأساسية التي تقوم بها، حية أن خلايا الدم الحمراء هي المسئولة عن حمل الأوكسجين ونقله إلى خلايا الجسم المختلفة، ثم أخذ ثاني أكسيد الكربون والذي يعتبر من مخلفات تلك الخلايا الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي ونقله إلى الرئة حيث تتخلص منه وتخرجه من الجسد من خلال عملية الزفير التي تطرده بها خارجاً، وانطلاقاً من أهمية خلايا الدم الحمراء ودورها المهم جداً في المحافظة على الحياة سوف نجد أن الله سبحانه وتعالى قد خلها بشكل وتصميم يناسب تلك الوظيفة فنجدها كرة مقعرة، ومن الأصح أن نطلق عليها كرة حيث أننا لا نستطيع أن نسميها خلية مكتملة نظراً لافتقادها للعنصر الهام المسمى بالنواة، أما كونها مقعرة من المنتصف فإن هذا ينتج عن افتقادها للنواة أيضاً.

كيف يؤثر شكل وتصميم كرات الدم الحمراء على وظيفتها؟

نجد أن التصميم الذي فطر الله كرات الدم الحمراء عليه مناسب جداً لكي تقوم بوظيفتها، فهي تخلو من النواة لتتسع للمزيد من بروتين الهيمجلوبين، والهيمجلوبين هو مادة تتكون من الحديد وبعض المكونات الأخرى مثل حلقات الكاربون والأوكسجين، والهيمجلوبين هو المسئول عن اللون الأحمر الذي تتميز به كرات الدم الحمراء وتأخذ اسمها منه بالطبع، أما الحديد الذي تستطيع أن نقول أنه يتواجد في قلب عنصر الهيمجلوبين يقوم هو بالارتباط بالأوكسجين وحمله، حيث يكون كل هيمجلوبين مسئول عن حمل ذرة أوكسجين واحدة، كما نجد أن تركيز الهيمجلوبين في خلايا الدم الحمراء يكون أكثر على حروف الخلية لكي يسهل من عملية الارتباط بذرات الأوكسجين ونقلهم بسرعة بين الخلايا لكي لا يؤثر ذلك بأي شكل من الأشكال على قدرة الخلايا على القيام بوظيفتهم بشكل صحيح، كما تتميز كرات الدم الحمراء بأن هيكلها يكون من مجموعة منسقة من الألياف والتي تمثل الهيكل لتلك الخلايا، وتلك الألياف لها دور شديد الأهمية في المحافظة على حياة خلايا الدم الحمراء حيث تمكنها من الانتقال بين العروق والأوردة الدموية مهما ضاقت بشكل لين وسهل دون أن يؤثر ذلك على الخلايا فيؤدي إلى تكسرها وبدون أن يؤثر أيضاً على مجرى الدم في الأوردة فيؤدي إلى إغلاقه.

ما هي المعلومات التي يعطيها تحليل الدم عن خلايا الدم الحمراء؟

تحليل الدم يعطي العديد من المعلومات على كل نوع من الخلايا، أول تلك المعلومات هو العد فنجد أن عدد خلايا الدم الحمراء يتراوح بين الأربع ملايين ونصف إلى الخمس ملايين في الذكور بينما يقل المعدل قليلاً في الإناث لنجده يتراوح بين الأربع ملايين والأربع ملايين ونصف، وبالطبع ذلك العدد الضخم نابع من الأهمية الكبيرة التي تقوم بها تلك الخلايا فهي التي تساعد باقي خلايا الجسم على التنفس واستكمال الحياة، أيضاً يتم قياس الحجم المتوسط لكرة الدم الحمراء من خلال تحليل الدم ويتم تحديد نوع الأنيميا أيضاً بناء على الحجم إذ كان أكبر أو أصغر من الحجم الطبيعي المتوقع للخلية، كما أنه هناك الهديد من العناصر التي قد تؤثر في الحجم الطبيعي للخلية مثل التعرض للعلاج الكيميائي، وإدمان الكحوليات، أو وجود نقص في فيتامين بي١٣ في الجسم، كما أنه من الضمن المعلومات التي تتعلق بخلايا الدم الحمراء التي يقوم تحليل الدم بعرضها هو متوسط كم الهيمجلوبين التي تحتوي عليه كل خلية.

لماذا قد تكون النتائج مرتفعة عن النسبة الطبيعية؟

إذا أظهر تحليل الدم الذي قمت به أنه يوجد لديك ارتفاع في عدد خلايا الدم الحمراء فوق المعدل الطبيعي فقد يكون هذا دليلاً على عدة أشياء، وعلى سبيل المثال وليس الحصر هناك تدخين السجائر، أو أمراض القلب، أو الجفاف، أو وجود نوع من أنواع سرطان الكلى الذي يصيب خلايا الكلى، أو التليف الرئوي، أو قد يكون هذا علامة لشيء أخطر مثل مرض أو خلل في النخاع الشوكي يؤدي إلى زيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء، في الواقع إن ورقة تحليل الدم سوف تحمل المعلومات والأرقام الخاصة بك بالإضافة إلى دليل به الأرقام التي يجب أن تحملها وفقاً للمعدلات الطبيعية وبالتالي فإن أي شخص يستطيع أن يقرأ تلك المعلومات ويترجمها بناءً على الحقائق التي نوضحها هنا، من الحاجات المميزة أيضاً أنه حينما ينتقل الفرد إلى بناء مرتفع أو إلى إحدى الطوابق الأكثر ارتفاعاً سوف يلاحظ زيادة في إنتاج عدد كرات الدم الحمراء لديه نظراً لانخفاض نسبة الأوكسجين في المرتفعات، ومن الأشياء التي تطلب الملاحظة المستمرة من الفرد هو أن العديد من الأدوية قد تؤثر على أعداد خلايا الدم الحمراء وبالتالي إلى زيادتها وبالتالي يجب أن تحرص على استشارة الطبيب الخاص بك قبل أن تقدم على أخذ أي دواء.

لماذا قد تكون النتائج منخفضة عن النسب الطبيعية؟

إذا أظهر تحليل الدم أن عدد خلايا الدم الحمراء أقل من المعدلات الطبيعية فذلك قد تكون له الكثير من الأسباب، مثل الأنيميا وحدوث خلل في النخاع الشوكي ووجود نقص في هرمون الإريثروبيوتين وهو أحد الهرمونات الهامة التي تعمل على تحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء من النخاع الشوكي ويكون ذلك الهرمون ناقصاً بشكل ملحوظ وضار عن الأفراد الذين يعانون من مرض مزمن في الكلى، أيضاً هناك حالات حيث تكون كرات الدم الحمراء سريعة التكسر ويكون ذلك ناتجاً عن عدة حالات منها نقل دم غير مطابق في المجموعة بين شخصين مختلفين مما يدي إلى تكسر كرات الدم الحمراء عند الشخص الذي تم نقل الدم إليه، النزيف، حالات اللوكيميا وهو سرطان الدم، أيضاً هناك حالات سوء التغذية التي تجعل الجسم يفتقد إلى العديد من البروتينات والعناصر اللازمة لصناعة كرات الدم الحمراء مما يجعل الأمر يتطور إلى الأنيميا إن لم يتم معالجته مبكراً، وبالطبع هناك الحمل الذي يعد مرحلة مميزة وحساسة جداً في حياة أي أمرأة تتطلب الاهتمام المضاعف لكي تمر تلك المرحلة بنجاح وبدون أي عواقب أو مضاعفات، هناك أيضاً بعض الأدوية التي قد تؤثر على عملية إنتاج كرات الدم الحمراء مما سوف ترى انعكاسه في ورقة تحليل الدم الذي قمت بعملها مسبقاً، مثل العلاج الكيميائي، والكلورامفينيكول وغيرهم من الأدوية.

خلايا الدم البيضاء

خلايا الدم البيضاء أطلق عليها هذا الاسم قديماً لأنه حين تم فحصها لم يكن لها أي لون مميز على عكس النوع الآخر من الخلايا التي انت تحمل اللون الأحمر، ولذلك تم إطلاق اسم خلايا الدم البيضاء عليها نظراً لافتقادها للمادة التي تعطي تلك الخلايا اللون وعدد خلايا الدم البيضاء في المجمل في جسم الإنسان يتراوح بين الأربعة آلاف والأحد عشر ألفاً، أما عن تلك الخلايا فهي تعبر عن مجموعة كبيرة من الخلايا لكل منهم وظيفة محددة تختلف عن الأخرى وكل تلك الخلايا تجمع بينهم صفة واحدة وهي مهمة الحماية حيث تشارك تلك الخلايا مع جهاز المناعة في حماية الجسم من هجوم أي فيروسات أو ميكروبات قد تسبب الأمراض، أما تلك الصفة الأخرى التي تشترك بين كل خلايا الدم البيضاء وتميزها عن خلايا الدم الحمراء هو امتلاكهم جميعاً للنواة، أما خلايا الدم البيضاء تنقسم إلى مجموعتين كبيرتين أحدهما تحتوى على حبيبات مميزة خاصة أما الأخرى فلا تحتوى على تلك الحبيبات.

مجموعة خلايا الدم البيضاء الأولى

هناك تحليل الدم المفصل والمخصص لكرات الدم البيضاء حية يقوم بإعطاء معلومات عن كل نوع من خلايا الدم البيضاء بالتفصيل نظراً إلى أن لكل منهم دليل يختلف عن الآخر وتعتبر كل منهم مؤشر لخلل ما أما المجموعة الأولى هنا هي المجموعة التي تحتوي على حبيبات مميزة لها، أولاً هناك خلايا النيوتروفيلز وتلك الخلايا لا تأخذ لوناً معيناً حينما يتم صبغها لكي ترى تحت الميكروسكوب، وتمثل خط الدفاع الأول في جسم الإنسان ولذلك فنجد أن نسبتها وسط الخلايا الأخرى كبيرة جدا ً تصل إلى أثنين وستون بالمائة، وتقوم تلك الخلايا بالتحديد في مهاجمة البكتيريا والفطريات وتقوم بهضمهم وتدميرهم تماما عن تلك المواد الكيميائية التي تحملها في داخل حبيباتها وبالتالي في تحليل الدم يجب أن تظهر أعداد تلك الخلايا ضمن النسب الطبيعية فيها وأي زيادة في عددها تشير إلى تعرض الجسم لمجموعة من البكتيريا والفطريات، أما حين يقل عدد تلك الخلايا في نتائج تحليل الدم عن المستوى الطبيعي فقد يكون ذلك بسبب الإنفلونزا أو الحصبة أو الدرن وهنا يجب الرجوع للطبيب لكي يضع لك خطة العلاج الملائمة لحالتك.

النوع الثاني

النوع الثاني من الخلايا التي تحتوي على نوع خاص من الحبيبات تسمى الإزينوفيلز، ويطلق عليها هذا الاسم نظراً إلى أنها تأخذ لون الصبغة الحمضية في أثناء تحضير عينتها لكي يتم فحصها أسفل جهاز الميكروسكوب، أما نسبتها فهي أثنين وثلاثة من عشرة في المائة، أما تلك الخلايا فإنها تتخصص في التعامل مع هجوم الطفيليات كما أن لها دوراً آخر على الهامش وهو أنها تنظم رد الفعل التحسسي أي الحساسية من خلال تقليل نسبة عنصر كيميائي داخل الجسم يلعب دوراً هاماً في موضوع الحساسية ألا وهو الهيستامين، أما عن زيادة عدد ذلك النوع من الخلايا فوق النسب الطبيعية وحينما نقرأ ذلك في تحليل الدم يجب أن نعلم أن ذلك قد يكون سببه عرض ناتج عن حساسية مثل الأرتيكريا والأزمة الصدرية أو عدوة طفيلية مثل ذاك المرض الذي ينتشر في ريف مصر والمعروف بالبلهارسيا، أما حين يقل عدد الإيزينوفيلز عن المستوى الطبيعي ونرى ذلك في تحليل الدم فإن تفسيره قد يكون تأثراً بنوع معين من العلاج الذي يؤخذ لفترات طويلة جداً وبالتالي يجب استشارة الطبيب على الفور.

النوع الثالث

النوع الثالث من خلايا الدم البيضاء الذي نستطيع رؤيته وتفسيره بأشكال مختلفة في ورقة تحليل الدم يسمى بالبازوفيلز، وذلك النوع من الخلايا يأخذ الصبغة القلوية في أثناء تحضيره لكي يتم فحصه بالميكروسكوب ويمثل من نصف وحتى واحد بالمائة من العدد الكلى لخلايا الدم البيضاء، وأيضاً ذلك النوع يحتوى على حبيبات مميزة له تحمل في داخلها عناصر كيميائية مهمة تتناسب مع وظيفة ذلك النوع من الخلايا مثل الهيستامين والهيبارين، وتلك المواد هي مواد كيميائية حينما يتم إفرازها في الجسم تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية مثل حدوث الأرتيكريا وضيق التنفس والأزمة الصدرية والطفح الجلدي ولذلك فإن ذلك النوع من الخلايا يتخصص للعمل والفعالية في حالات الحساسية الشديدة، ولكن عندما تقرأ تحليل الدم وتجد أنه يوجد ارتفاع كبير في أعداد تلك الخلايا فيمكنك تفسير الأمر على أنه بسبب حالات مثل العدوى الفيروسية، أي حينما يهاجم فيروس ما جسم الإنسان وهناك أيضاً حالات الجديري المائي.

المجموعة الثانية من خلايا الدم البيضاء

إن تحليل الدم المفصل يعطي معلومات عن كل نوع من أنواع خلايا الدم والتي حينما تتمكن من قراءتها وتحليلها سوف تستطيع تفسير العديد من الأعراض التي تمر بها وهذا دائماً ما يسعى إليه الطبيب وهو الوصول للتشخيص المناسب لكي يتمكن هو من جهته أن يحدد خطة العلاج الملائمة للتعامل مع هذا التشخيص ولكن هناك مجموعة أخرى من خلايا الدم البيضاء والتي لا تحتوى على أي نوع مميز من الحبيبات.

النوع الأول

النوع الأول من تلك المجموعة والذي سوف تقابله حين تقرأ تحليل الدم الخاص بك يسمى بالمونوسايتس، وذلك النوع من الخلايا يمثل نسبة تتراوح بين ثلاث وحتى ثمانية بالمائة من مجمل عدد خلايا الدم البيضاء، أما عن تلك الخلايا فهي نوع من الخلايا الذي يعد من أهم أسلحة جهاز المناعة بالجسم حيث تقوم تلك الخلايا بالدوران في الجسد حتى تصل إلى نظام معين ثم تبقى فيه وتتأقلم عليه وتصبح جزءًا خاصاً منه مسئولة عن حمايته ومناعته، وحينما نجد في تحليل الدم زيادة في عدد خلايا المونوسايتس فقد يكون ذلك مؤشراً على إصابة الشخص بالملاريا أو باللوكيميا أي سرطان الدم ولذك فإن عدد تلك الخلايا مهم جداً أن يظل في معدلاته الطبيعية كما أنه من الضروري أن يقوم الفرد بعمل تحليل الدم بشكل دوري لكي يتمكن من اكتشاف أي من تلك الأمراض الخطيرة في وقت مبكر سكون علاجها فيه أسهل بكثير.

النوع الثاني

ولا زال تحليل الدم لم ينتهي بعد، فإن الدم يتكون من العديد من الخلايا التي تؤدي أدواراً هامة وفي غاية الخطورة ولذلك مراقبة أعداد وأحجام تلك الخلايا من وقت إلى آخر بشكل دوري يعد من الأمور الوقائية التي تعتبر الأكثر أهمية على الإطلاق، أما النوع الثاني من المجموعة الثانية لخلايا الدم البيضاء التي لا تحتوي على نوع معين وخاص من الحبيبات يطلق عليها الخلايا الليمفاوية وتلك الخلايا تمثل نسبة كبيرة من مجمل عدد خلايا الدم البيضاء تتراوح بين العشرين والثلاثين بالمائة ولتلك الخلايا أيضاً دور هام ورئيسي في عملية المناعة والحماية لجسم الإنسان، أما الخلايا الليمفاوية فإن عددها يزيد في حالات مثل اللوكيميا الليمفاوية والعدوى المزمنة مثل الدرن والمرض الزهري أما حينما يقل عدد تلك الخلايا الليمفاوية فإنها حين تقل بشكل زائد عن الحد أو المستوى الطبيعي يكون ذلك مؤشراً على وجود خلل في النخاع الشوكي وفي عملية تصنيع خلايا الدم، وكل ذلك يظهر من خلال الأرقام التي توضحها ورقة تحليل الدم .

تحليل الدم والصفائح الدموية

صفائح الدم من أحد أهم الخلايا التي تتواجد في جسم الإنسان وتدور في الدم داخل الأوردة والعروق، وبالتالي فإننا نستطيع أن نرى عدد تلك الخلايا ظاهراً داخل تحليل الدم الخاص بك وبالتالي يجب أن تتعرف على تلك الخلايا أكثر لكي تتمكن من تحليل وقراءة ما تدل عليه أعداد الصفائح الدموية في جسدك، صفائح الدم تتشابه مع خلايا الدم الحمراء في أن كلاهما يخلو من النواة وتتراوح أعداد الصفائح الدموية بين مائتين وخمسون ألف وحتى النصف مليون خلية في جسم الإنسان، وهي خلايا صغيرة محدبة تحتوي على عناصر تساعدها على الحركة، أما عن وظيفة تلك الصفائح الدموية فهي تعمل على وقف النزيف من خلال عمل تجلط بسيط للدم في المنطقة التي حدث فيها الجرح لكي تمنع خسارة الدم بشكل مبالغ فيه خاصة في حالة الجروح البسيطة، وبالتالي فإن حدوث خلل أو نقص في عدد الصفائح الدموية يؤدي إلى زيادة وقت النزيف وحدوث كدمات على اليدين والرجلين والظهر.

ما الذي يعنيه تحليل الدم ؟

بعد أن تؤخذ منك العينة، ويجب أن تحرص على أن يكون كل شيء معقم وعلى أن تستخدم إبرة جديدة لأخذ عينة الدم منك، سوف يتم تحليلها وبيان عدد كل نوع من أنواع خلايا الدم بالإضافة إلى حجم خلايا الدم الحمراء وكم الهيمجلوبين وتركيزه بداخلها، وسوف تتسلم بيدك ورقة تحتوي على الأرقام الخاصة بك وبجانبها مجموعة المعدلات الطبيعية التي يجب أن تتراوح بينها تلك الأرقام تبعاً لسنك وجنسك، أما في حالة وجود زيادة أو نقصان عن المعدلات والأعداد الطبيعية فيكون ذلك مؤشراً لوجود خلل أو مرض ما قد يكون شيء بسيط كالأنيميا وقد يكون شيء خطير كالسرطان ولكن في كلتا الحالتين فإن تحليل الدم المبكر وتفسير النتائج بشكل صحيح يكون أول خطوة على طريق العلاج السريع وتجنب أي نوع من المضاعفات.

مريم علاء

طالبة في كلية الطب، برج الجدي، عضو اتحاد طلاب كلية الطب، أهوى الكتابة والقراءة الأدبية ناشطة وفي مجال العمل المدني، ورئيس مشروع كن مبدعاً بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية.

أضف تعليق

سبعة عشر + تسعة =