تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » تجارة الأعضاء : كيف أصبحت المتاجرة في أعضاء البشر تجارة رائجة ؟

تجارة الأعضاء : كيف أصبحت المتاجرة في أعضاء البشر تجارة رائجة ؟

تجارة الأعضاء واحدة من أكثر الأعمال الإثارة للاشمئزاز، نستعرض في السطور المقبلة كيف أصبحت تجارة الأعضاء تجارة رائجة تحقق الربح الوفير لمن يعملون فيها.

تجارة الأعضاء

تجارة الأعضاء ظهرت على الواجهة في السنوات الأخيرة كتجارة غير شرعية مثيرة للجدل، للحياة قوانين ودائماً ما تكون هذه القوانين قاسية ليس بالضرورة أن تكون عادلة بل هي على العكس من ذلك في كثير من الأحيان، ومن ضمن هذه القوانين أن الأغنياء في هذا العالم يفعلون ما يحلو لهم وأن الفقراء لابد من أن يدفعوا الثمن دائماً. قديماً كان الفقراء يباعون ويشترون مثلهم مثل باقي السلع ظلماً وقهراً فقط لأنهم لا يملكون النقود التي يملكها أغنياء هذا العالم فكتب عليهم أن يعيشوا عبيداً لدى أسيادهم الأغنياء. أما اليوم وبعد كفاح طويل من الممكن أن نقول أن تجارة العبيد قد انحسرت وبدأ تجارة جديدة هي تجارة الأعضاء. يلجئون كثير من الفقراء مضطرين إلى اقتطاع أجزاء من أجسادهم ويعطوها للأغنياء ليهبونهم حياة جديد فقط لأن هناك من لا يجد قوت يومه ولأن هناك من يدفع المال الكثير في مقابل ذلك. إلى جانب هؤلاء الفقراء المضطرين لبيع أعضائهم لكافحوا من أجل البقاء على قيد الحياة، فإن هناك بالتوازي مع هذا عصابات متخصصة في الاتجار بالبشر من أجل الحصول على أعضائهم أو بمعنى آخر هم متخصصون في عمليات اختطاف الغرض منها الحصول على أعضاء البشر وبيعها بعد ذلك.

كيف وصلت تجارة الأعضاء إلى ما هي عليه الآن؟

السبب وراء ظهور تجارة الأعضاء البشرية

ازدهت تجارة الأعضاء بعد التقدم العلمي الكبير خلال العقود الماضية التي توصل خلالها الأطباء إلى طرق حديثة لتسهيل عمليات زراعة الأعضاء البشرية بداية من الكلية والقرنية ومرورا بالبنكرياس والكبد وانتهاء بالرئة والقلب، مهد هذا التقدم العلمي والتغلب على المشاكل التي كانت تواجه الأطباء في السابق أثناء عمليات نقل الأعضاء بالإضافة إلى ارتفاع نسب نجاح العمليات كل هذا أدى إلى وجود إقبال كبير من قبل المرضى على علميات زراعة الأعضاء وجدد لديهم الأمل في الحياة من جديد بعدما كاد أن يتسلل الإحباط إلى قلوبهم وفي ظل هذا الإقبال الضخم كان لابد من توفير أعضاء صالحة لأن تحل مكان الأعضاء التالفة في جسم المريض. ومن هنا ظهرت تجارة الأعضاء لتسد حاجة هؤلاء المرضى من الأعضاء البشرية.

التبرع ليس كافياً

غالباً ما يلجأ المريض إلى البحث عن متبرع يحصل منه على العضو بدلاً من اللجوء إلى سوق تجارة الأعضاء ولكن هذا ليس بالأمر السهل فهناك الكثير من العوائق التي تواجه المريض في عملية البحث أولها التماثل بين فصيلتي الدم بين المريض وبين المتبرع وألا يكون هناك أي خطر على حياة المتبرع وألا يكون مصاباً بأي مرض معد قد ينتقل إلى مستقبل العضو. ناهيك عن أن الأعضاء التي يمكن نقلها بين الأحياء هي أعضاء محدودة للغاية وباقي الأعضاء الأخرى تكون بين أحد المتوفين الذي يوصي بالتبرع للمريض بالقلب مثلاً، ومن هنا تظهر مشكلة أخرى وهي الوقت، فالمريض غالباً ما يكون في سباق مع الزمن فكل يوم يمر لا يعرف المريض إن كان سيبقى على قيد الحياة إلى أن يأتي اليوم التالي أم لا.

كل هذه الظروف فتحت الباب واسعاً أمام تجارة بالأعضاء. وظهر تبعاً لذلك كثير من المجرمين الذين يعملون كسماسرة يستغلون حاجة الفقراء وحاجة المرضى بل إن الإجرام وصل بكثير من الناس إلى سرقة الأعضاء البشرية سواء كان هؤلاء من الأطباء الذين لا ضمير لهم ولا يعرفون أي شيء عن الأخلاق أو الدين أو من العصابات التي تعمل على خطف الأطفال والصبيان ويستغلون المشردين ليحصلوا على أعضائهم.

موقف القانون من تجارة الأعضاء

أغلب التشريعات في كثير من الدول إن لم يكن جميعها بالإضافة إلى القوانين الدولة تبيح التبرع بالأعضاء البشرية ولكن يشترط أن يكون هذا التبرع دون أي مقابل مادي ليبقى هذا التبرع ضمن إطار القانون. وفي حالة إذا ما تحصل المتبرع على أي مبالغ مالية لقاء ما حصل عليه المريض فإن عملية نقل الأعضاء تسقط عنه صفة التبرع وتصنف على أنها جريمة تعرض كل من شارك فيها إلى المساءلة القانونية. ويقوم تجار الأعضاء بالتحايل على القانون عن طريق جعل المرضى يوقعون على أوراق يقرون فيها بأنهم يتبرعون بهذه الأعضاء ولا يتقاضون أي مبالغ مالية مقابل هذا التبرع. وفي بعض الدول التي تنص قوانينها على وجود كون المتبرع قريبا للمريض يقوم السماسرة بتزوير بطاقات هوية تفيد بأن المتبرع هو أحد أقارب المريض حتى يتمكنوا من نقل الأعضاء بينهم.

اللاجئون السوريون يعرضون أعضاءهم للبيع

وكما قلت حيثما وجد الفقر ووجد الحاجة إلى لقمة العيش ستجد من يستغل هذه الحاجة بأبشع الصور. فالمخيمات اللجوء السورية داخل سوريا وخارجها في الدول المختلفة أصبحت سوقاً تزدهر فيه تجارة الأعضاء البشرية. بعد كل ما عاناه السوريون من ويلات المعارك والحروب والخراب والدمار الذي لحق بالبلاد وتهجيرهم من منازلهم وأراضيهم لم يجدوا إلا حلاً واحدا للبقاء على قيد الحياة وهو عرض أعضائهم للبيع. بالطبع انتهزت العصابات والسماسرة هذه الفرصة ليمارسوا جرائمهم وليجنوا الأموال من وراء إجرامهم. تشير التقارير إلى أن عدد الذين أبدوا رغبتهم في بيع أعضائهم بلغ خلال عام واحد 150 ألف لاجئ سوري. هذا العدد المهول من البشر كلهم مستعدين لأن يضحوا بجزء من أجسادهم لإبقاء أطفالهم وأسرهم على قيد الحياة.

إسرائيل أكثر الأماكن شراءً للأعضاء

من بين كثير من دول العالم تأتي إسرائيل في مرتبة متقدمة في سوق تجارة الأعضاء البشرية حيث أن الإقبال على عمليات الشراء كبيرة للغاية ويجرع ذلك إلى الشريعة اليهودية التي تمنع التبرع بالأعضاء البشرية وبالتالي فقد لجأ جميع من يحتاج إلى زراعة الأعضاء البشرية إلى دفع مبالغ كبيرة لشراء الأعضاء البشرية. فيما تحتل البرازيل المركز الأول في تجارة الأعضاء بين دول أمريكا الجنوبية حتى أصبحت تعتبر سوقاً لتجارة الأعضاء البشرية بين دول العالم. بينما احتلت مصر المركز الثالث عالمياً.

أسعار الأعضاء البشرية

تتباين أسعار الأعضاء البشرية تبايناُ كبيراً بحسب اختلاف الأماكن والظروف وأيضاً براعة السمسار الذي يستطيع أن يقنع المشتري بالثمن الذي سيدفعه من أجل الحصول على ما يريده.ولكن بعض الأخبار تشير تتحدث أن سعر بيع الكلية وهي من أكثر العمليات انتشاراً تتراوح بين 5 آلاف دولار و 20 ألف ودولار للكلية الواحدة وهي بالتأكيد أسعار غير دقيقة إذ أن الظروف تؤثر بشكل كبير في التحكم بهذه الأسعار.

معاذ عبد الرحمن

طالب جامعي متخصص في دراسة المجال القانوني.

أضف تعليق

أربعة عشر + 12 =