تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » جامعة وكلية » المحاسبة التجارية : كيف تدرس المحاسبة وتصبح محاسبًا ماهرًا ؟

المحاسبة التجارية : كيف تدرس المحاسبة وتصبح محاسبًا ماهرًا ؟

المحاسبة التجارية دراسة تهتم بإعداد الطلاب ليكونوا مدققي حسابات أو محاسبين تجاريين، اجتذبت هذه النوعية من الدراسة الكثير من الطلاب في السنوات الأخيرة.

المحاسبة التجارية

لقد أصبحت المحاسبة التجارية بأنواعها المختلفة علماً له دارسوه وطلابه خاصة بعد تطور النظم التجارية والصناعية وتزايد المعاملات والمبادلات التجارية بين الأفراد أو الشركات والدول؛ ومن هنا فقد أصبحت المحاسبة من المهن المطلوبة التي احتلت مكانة متميزة لا تقل أهمية عن المهن الأخرى كالطب والهندسة والصيدلة والتعليم وغير ذلك؛ لذلك نجد اهتماما ملحوظا بهذا المجال في العصر الحديث من خلال إنشاء المعاهد والجامعات الخاصة لدراسة هذا التخصص بمجالاته المختلفة ليكون خادماً للتجارة أو الصناعة أو عملاء البنوك والشركات الكبرى، ويتناول هذا المقال تعريف علم المحاسبة ونشأته، وكذلك أهمية علم المحاسبة التجارية، وأيضاً كيفية دراسة علم المحاسبة التجارية.

دليلك إلى دراسة المحاسبة التجارية

تعريف علم المحاسبة

يعرف علم المحاسبة التجارية بأنه العلم الذي يهتم بتسجيل وتصنيف وتحليل المعاملات المالية والاقتصادية معتمدا على مجموعة من القواعد الخاصة لإعداد التقارير المالية التي تخدم أهداف استثمارية أخرى سواء للتجارة أو الصناعة للوقوف على الموقف المالي للمؤسسة.

من خلال هذا التعريف يتبين لنا أن علم المحاسبة التجارية هو الذي يختص بكشف المركز المالي للمؤسسة ورصد الحركة المالية لرأس المال مع تنظيم تلك الأنشطة المالية سواء بهدف التشغيل أو الإنتاج؛ لذلك فهو يعمل على ضبط تلك العمليات لكشف موقف المؤسسة المالي من ناحية الحقوق الخارجية أو الديون المستحقة؛ حيث يتم استخدام تلك البيانات والمعلومات من قِبَل المديرين أو المستثمرين أو المسئولين في الجهات الضريبية أو متخذي القرار على الأصعدة المختلفة لخدمة أهداف المؤسسة أو الدولة بصفة أعم وأشمل.

نشأة علم المحاسبة

لقد عُرِف علم المحاسبة التجارية منذ عهود قديمة جداً وقد يعود تاريخ هذا العلم إلى عهد الفراعنة والرومان وكذلك الإغريق؛ حيث أثبتت الآثار والنقوش أن السامرائيين عرفوا مهنة المحاسب منذ 2300 قبل الميلاد، وكانوا يسجلون البيانات الحسابية على أقراص من الطين وتجفيفها تحت أشعة الشمس بعد ذلك، وقد استخدمت الأخشاب أو أوراق البردي ثم القماش والجلد بعد ذلك، أما استخدام الورق في الكتابة وتسجيل الحسابات فكان في القرن الثاني عشر الميلادي، وقد كان المحاسب في تلك العصور يعمل لدى أصحاب المال والأغنياء لإدارة الموارد الزراعية أو الصناعية وتسجيلها في الدفاتر الخاصة بذلك للوقوف على حجم الموارد والمصروفات، ومنذ أن اخترع العرب رقم الصفر وأضافوه إلى الأرقام مما أدى إلى تطور علم المحاسبة التجارية على مر العصور السابقة؛ حيث يُعزى لعلماء العرب الفضل في تطوير هذا العلم منذ القدم، أما تطوير علم المحاسبة في العصر الحديث ووضع نظام القيد المزدوج الذي يتم استخدامه في المحاسبة حديثا فقد وضعه العالم الإيطالي لوقا باشتيلو، وقد أصبحت المحاسبة التجارية حديثا علما له قوانينه ومؤلفاته التي تدرس في الجامعات والمعاهد مثلها مثل باقي التخصصات والعلوم الأخرى.

أهمية المحاسبة التجارية

للمحاسبة التجارية أهمية كبيرة تنبع من أهدافها التي تستخدم من أجلها ودورها في خدمة الاقتصاد الفردي من رجال الأعمال والمستثمرين في الشركات والمصانع وغير ذلك أو الاقتصاد القومي من البنوك المركزية أو البورصة أو وزارة المالية ومصلحة الضرائب والحسابات العامة للدول وغير ذلك، وفيما يلي نلخص أهمية المحاسبة التجارية بجميع صورها في خدمة المجالات المختلفة كما يلي:

  • خدمة المؤسسات التجارية: من خلال توضيح حركة رأس المال في المؤسسة من النفقات والمصروفات والعائد وصافي الربح بعد دورة رأس المال أو الديون المستحقة الدفع أو التحصيل وغير ذلك من المعاملات.
  • خدمة الأفراد: تقدم المحاسبة التجارية خدمات جليلة للأفراد والمتعاملين مع المؤسسات المختلفة كالموردين أو المساهمين من خلال تزويدهم بالمعلومات المالية اللازمة لمعرفة طبيعة تعاملهم مع المؤسسة وكذلك موقف المؤسسة المالي، ومن أهم ما يقدمه علم المحاسبة (تحديد المركز المالي للمؤسسة- تحديد موقف المؤسسة من الربح والخسارة- توفير البيانات والمعلومات اللازمة لرسم سياسات المؤسسة- توفير البيانات والمعلومات اللازمة لضمان الرقابة على أعمال المؤسسة- تسجيل البيانات والمعلومات اللازمة في سجلات خاصة للرجوع إليها وقت الحاجة فيما بعد).
  • خدمة الدولة: حيث يمكن للدولة من خلال المحاسبة التجارية والعامة معرفة المعلومات اللازمة لتحديد نفقات الدولة وميزانيتها ومقدار المتحصلات من الدخول المختلفة ومدى مساهمة مؤسسات الدولة في خدمة الاقتصاد الوطني، كما أنها تفيد في جمع معلومات كافية من دفاتر وسجلات المحاسبة للمؤسسات والشركات المختلفة لحساب الضرائب المستحقة وتحديد الوعاء الضريبي؛ وبالتالي تبرز أهمية المحاسبة بصفة عامة في قياس الأداء الاقتصادي والاجتماعي للدولة ومدى فاعلية الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في الدولة وقدرتها على تحقيق الأهداف المنوطة بها والتي وضعت لتتحقق من خلال سياسات محددة لذلك؛ ومن خلال توافر تلك المعلومات المالية يمكن اتخاذ القرارات الاقتصادية المناسبة التي تلبي احتياجات الدولة وفقا للنظام الاقتصادي والقانوني بها.

دراسة علم المحاسبة التجارية

كما أسلفنا سابقا من أهمية علم المحاسبة التجارية بأنواعه المختلفة؛ لذلك أصبح عصب الحياة الذي يقوم عليه النظام الاقتصادي لأي منشأة أو مؤسسة تجارية كانت أو صناعية أو حتى زراعية يعتمد على النظام المحاسبي الجيد، وتعتبر دراسة المحاسبة من الدراسات المتميزة التي تفتح أمام دارسيها الكثير من الآفاق الوظيفية سواء في كبرى الشركات والقطاعات الخاصة أو الحكومية، وتتنوع المجالات التي يقوم دارس المحاسبة بالتعرض لها سواء على المستوى التعليمي المتوسط أو العالي أو الدراسات العليا؛ حيث يجب أن يتعلم دارسها كيفية تدقيق الحسابات ومراجعتها بصورة دقيقة، وكذلك يحتاج دارس المحاسبة التجارية إلى التعرف على طريقة تنظيم واستخراج البيانات المالية الصادرة من المؤسسة والواردة إليها وحساب التكاليف ودراسات الجدوى والتمويل وحسابات الأرباح والخسارة ومراقبة الحسابات وغير ذلك من المجالات التي تهم دارس المحاسبة، وفيما يلي أهم الفروع التي يجب أن يُلمَّ بها دارس المحاسبة التجارية:

  • المحاسبة المالية: ويتمكن الدارس من خلالها أن يتعرف الموقف المالي للمؤسسة وكذلك مصادر تمويل المؤسسة ومستوى أدائها المالي.
  • المحاسبة الإدارية: ومن خلال دراسة هذا القسم يتمكن المحاسب من الحصول على المعلومات السرية للمؤسسة التي تهم صناع القرار بها، ويتم من خلال تلك المعلومات تأمين سبل التمويل المطلوبة للمؤسسة مع ضبط نفقات الشركة لتتوافق مع أهدافها والخطة الموضوعة لها.
  • المحاسبة الضريبية: وهنا يستطيع دارس المحاسبة التجارية أن يعد جميع السجلات المالية للمؤسسة والتي تحصل الجهات الحكومية على المعلومات المالية عن المؤسسة من خلالها سواء من ناحية الإيرادات أو النفقات أو مستويات الدخل للأفراد داخلها.
  • المحاسبة الحكومية: ودراسة هذا الفرع تمكن المحاسب من إعداد التقارير المحاسبية عن أنشطة المؤسسات الحكومية من خلال الرقابة على الإيرادات والمصروفات، وقد يطلق على هذا النوع من المحاسبة اسم (الموازنة العامة للدولة).
  • محاسبة التكاليف: وهي تهتم بتسجيل البيانات الخاصة بالتكاليف من أجل استخدامها لإعداد الخطط والرقابة على المؤسسات واتخاذ القرارات المناسبة سواء للأسعار أو ضبط السوق أو غير ذلك.

مما سبق يتبين لنا أن المحاسبة التجارية تهتم بجمع ومعالجة البيانات عن الأحداث الاقتصادية في الدولة صغيرة كانت أو كبيرة وذلك من أجل الوصول إلى القرار المناسب بعد تحليل تلك البيانات، ومن المعلوم أن تلك البيانات الإحصائية لها أهمية كبيرة عند التخطيط لمرحلة زمنية معينة أو التنبؤ بمستقبل المؤسسة أو إعداد التقارير المحاسبة أو الضريبية؛ لذلك فمهنة المحاسب تُعدُّ من أهم المهن المطلوبة في المؤسسة وذلك للأهمية القصوى للبيانات التي يقدمها والتقارير التي يجهزها، وقد تناول هذا المقال تعريف المحاسبة التجارية ونشأة هذا العلم، وأهم فوائد علم المحاسبة، وأخيرا كيفية دراسة علم المحاسبة التجارية.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

عشرة − 6 =