تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الشخصية الانطوائية : كيف تفهم الشخصية الانطوائية ؟

الشخصية الانطوائية : كيف تفهم الشخصية الانطوائية ؟

الشخصية الانطوائية هي شخصية تفضل أن تبقى في الظل على الدوام، لا تحب المشاركة في الأحداث الاجتماعية، كما أنها لا تحب أن تتواجد بين عدد كبير من الأشخاص.

الشخصية الانطوائية

نقابل العديد من الشخصيات في حياتنا ونطلق عليها لفظ الشخصية الانطوائية ولكن، هل هذا صحيح ؟ هل هم حقا ينتمون إلى الشخصية الانطوائية ؟ في الحقيقة هناك عدة أنواع لهذه الشخصية، فهناك شخصية متحاشية تخاف من المجتمع وتتجنبه وهي فاشلة في إقامة العلاقات الاجتماعية وهناك شخصية مضادة للمجتمع وهي تكره المجتمع ولا تريد أن تكون علاقات مع أنها تستطيع وهناك شخصية فصامية لديها بعض المعتقدات الغريبة وهناك ما يسمّى بالشخصية شبه الفصامية. تابعوا القراءة لتعرفوا الفرق بين هؤلاء الشخصيات.

تعرف على كل ما يخص الشخصية الانطوائية

الشخصية المضادة للمجتمع

الإنسان الطبيعي اجتماعي بطبعه يحب التعامل مع الناس ويحب مشاركتهم أحاديثهم ومشاكلهم وأفراحهم، يخاف مما يخافون منه ويفرح لنفس الأسباب التي تجعلهم يشعرون بالفرح، أمّا هذه الشخصية المضادة للمجتمع فهي تكره الناس وتبغضهم ولديها عدوان داخلي نحو المجتمع وأفراده ومنشآته، وهذه الشخصية لا تشعر إلا بقليل من التعاطف مع الناس وربما لا تشعر إطلاقاً، وهي تجد سعادة في مخالفة القانون وإيذاء الناس والتعدي على حقوقهم وممتلكاتهم، وبعض العلماء سمّى هذه الشخصية بالسيكوباتية أو السوشيوباتية، وهي تتسم بالشر والعدوان والخداع وارتكاب الجرائم المختلفة كالسرقة والقتل والتجريد والتهديد والاغتصاب، ولكن ما يميز الشخصية المضادة للمجتمع أنها تكره المجتمع وعاداته وسلوكه الجمعي كرهاً شديداً وتتصرف كما لو أنها تود الانتقام من ذلك المجتمع الغبي الذي لا يعرف كيف يتصرف، وهناك بعض الشخصيات المضادة للمجتمع التي تكونت لديها هذه السلوكيات والمشاعر العدوانية بسبب رفضهم لفكرة ما يتبناها المجتمع، مثل الانتقام بسبب تبني المجتمع لفكرة الرأسمالية مثلاً أو بسبب مشاكل سياسية فيتربى شعور لدى هؤلاء الشخصيات بالحقد والكره للمجتمع ورفض التصرف مثل ما يتصرف.

وقد تشابه الشخصية المضادة للمجتمع الشخصية السيكوباتية في بعض السمات مثل المظهر الجيد المزيف الذي يخدع الآخرين، والكذب والخداع والتملق والتصرف من أجل المصلحة الذاتية فقط وعدم مراعاة مشاعر الآخرين والتلاعب بهم واستغلالهم، كما أنها شخصية أنانية كبقية الشخصيات المضطربة. وكل هذه الشخصيات قد تكون هي نفسها الشخصية الانطوائية أو أنها تشبهها في بعض الجوانب فقط.

سمات الشخصية الانطوائية

الشخصية الانطوائية هي شخصية لا تستطيع الاندماج في المجتمع وإقامة علاقات مثل باقي البشر وذلك لأنها لا تشعر أنها تحتاج أن تقيم علاقات، ليس لديها المشاعر التي تجعلها تتفاعل مع الناس فهي باردة وخاملة عاطفياً، وهي لا تستطيع أن تتفاعل بحب مع شخص ما إذا حاول الاقتراب منها، وهي تظل وحيدة بلا أصدقاء أو لديها أصدقاء من نفس النوع الانطوائي ونفس الاهتمامات الفردية، وهي شخصية غير مريضة فهي لا تخاف من المجتمع أو تكرهه ولكنها ببساطة لا تحب ولا تريد أن تحتك بالناس. ولا يجب أن يتم دفع الشخصية الانطوائية للتفاعل المجتمعي والاندماج لأن ذلك قد يسبب قلق وتوتر أو اكتئاب لهم.

الشخصية الفصامية أوشبه الفصامية

والشخصية الفصامية أوشبه الفصامية تعتبر من أنواع الشخصية الانطوائية أيضاً، والفرق بينهم هو أن الشخصية الفصامية هي التي لديها استعداد نفسي للإصابة بمرض الفصام وهو مرض عقلي يتمثل في الانفصال التام عن الواقع وسوء فهمه وسوء إدراكه. وهي شخصية غريبة المظهر غريبة الأسلوب والشخصية لديها معتقدات غريبة مثل الإيمان بأن الجن مسخر لخدمته وأنه يتواصل مع الأرواح وغيره من المعتقدات الشاذة..

سمات الشخصية الفصامية

1- لا يشعر برغبة في التواصل وإقامة علاقات اجتماعية حتى مع الأسرة.
2- لا يشعر بشئ إذا تم مدحه أو ذمّه.
3- يفضل الوحدة.
4- يبدو منفصلا عن الناس ويبدو بارد العواطف.
5- ليس لديه ميل للتواصل الجنسي.
6- لا يستمتع إلا بعدد قليل جداً من الأنشطة أو لا يستمتع بأي نشاط على الإطلاق.

وهذه الشخصية لا تسعى إلا العلاج إلا إذا بدأت الأعراض تصبح أكثر غرابة أو تؤثر على حياة شخص آخر.. والذي يشخص هذه الحالة هو الطبيب النفسي وليس أي شخص فهو يقارن بين الأعراض التي لدى الشخص ويعرف إذا كانت اضطراب شخصية أم لا.

والسبب في هذا الاضطراب ليس سبباً معيناً ولكنه مزيج من عدة أساب وراثية ونفسية واجتماعية وهي طريقة للتعبير عن سوء التوافق الناشئ عن سوء التربية والتعامل الغير سوي في مرحلة الطفولة كما أنه قد ينتقل وراثياً إلى الأبناء.

والشخصية شبه الفصامية لديها تشابه كبير مع الفصامية ولكن ليس إلى حد المرض.. فهو يؤمن بأشياء خرافية لا وجود لها وتتحكم فيه هذه المعتقدات وتؤثر على سير حياته وعلى علاقاته مع الآخرين، وهذه الشخصية تتميز بحساسية شديدة تجاه الآخرين فيشعر أن الكلام عليه وان النظرات مصوبة تجاهه وان الجميع يتهامسون عليه ويراقبونه وهذا يشبه الشخصية الاضطهادية البارانوية، وهي أحد أنواع الفصام وهو الفصام البارنوي، وقد يصاب بأعراض شبيهه بأعراض الفصام مثل الإدراك الخاطئ للواقع كأن يرى شيئاً يتحرك وهو ثابت لا يتحرك وهذا يسمّى بخداع الحواس.

وقد تمر عليه لحظات يشعر فيها أن هناك شيئاً غريبا في هذا العالم ربما يشعر أنه في حلم أو أن هذا ليس حقيقياً وقد يشعر بالغربة عن نفسه وذاته مما سبب له ارتباك كبير. وأحياناً عندما تتحدث إليه فإنك تلاحظ عدم الترابط في حديثه واللف والدوران حول نفس النقطة مراراً وتكراراً دون الوصول إلى نقطة أو هدف معين في حديثه ذاك، وأحياناً يستخدم ألفاظاً غريبة للتعبير عن الأمر ولكن لا يصل هذا إلى درجة اضطراب التفكير عند مرضى الفصام.

وهو مثل الشخصية الانطوائية الفصامية لا يشعر بعواطف تجاه الآخرين بل تجده بارد متبلد المشاعر لا يتأثر بما يحدث، وإذا حدثت مصيبة لا تجد منه أية استجابة وكأن الأمر لا يعنيه، وإذا حدث أمر مفرح لا يفرح بل ربما يعبّر بكلمة لا تعني شيئاً أو كلمة باردة.

والشخصية الانفصامية هي الشخصية الانطوائية ولكن بشكل مرضي وشكل أكثر غرابة، وهذا النوع من الشخصية الانطوائية ليس له علاج إلا إذا تطور إلى مرض الفصام.

أما الشخصية الانطوائية سليمة الإدراك والتفكير فلا خوف عليها، وهي ليست شخصية مريضة وإنما هي شخصية لديها قصور في جانب واحد وهو جانب التفاعل الاجتماعي، وهذا يختلف عن سوء التوافق الاجتماعي وهذا أمر مرضي مثل الشخصية المضادة للمجتمع والشخصية السيكوباتية والشخصية الهيستيرية والشخصية الحدية التي سنتحدث عنها في مقال آخر.

والحقيقة أن الفاصل بين اضطرابات الشخصية وبين المرض النفسي هو أحياناً فرق كبير ولكن قد يؤثر بشكل واضح على حياتنا ويعيق مجراها ويتحكم في سلوكياتنا بشكل غير محبب إلينا، ففي هذه الحالة يجب علينا أن نمارس العلاج السلوكي مع أنفسنا ونقوم بتقويض هذه الاضطرابات قدر المستطاع لأن عقولنا مرنة بما يسمح للقيام بذلك.. فمثلا صاحب الشخصية القهرية يستطيع أن يمرن نفسه على عدم الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والتغاضي عنها وصاحب الشخصية الهيستيرية مثلا يستطيع أن يمرن نفسه على عدم المبالغة والدرامية في المواقف والأحداث والمشاعر وصاحب الشخصية الضعيفة الاعتمادية يستطيع أن يمرن نفسه على عدم الاحتياج للآخرين بشكل مبالغ فيه وأن يقوي ثقته بنفسه ويعرف قدر نفسه..

نعمة إبراهيم

مهندسة، مهتمة بالأدب، والشعر، والتنمية البشرية، واللغة العربية.

أضف تعليق

تسعة − ثلاثة =