تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تعود جسمك على الاستيقاظ بسهولة ومن المرة الأولى؟

كيف تعود جسمك على الاستيقاظ بسهولة ومن المرة الأولى؟

الاستيقاظ بسهولة حلم بعيد المنال، عندما يدق جرس المنبه في الصباح تتضاعف حلاوة النوم تقريبا، فنشعر جميعا بالرغبة في المزيد من الراحة وتأجيل الاستيقاظ، إذ يحتاج الاستيقاظ بسهولة إلى العزيمة وأشياء أخرى، لكن يمكننا تحقيق ذلك بالحيلة.

الاستيقاظ بسهولة

الاستيقاظ بسهولة لا يعني مجرد النجاح في الوصول إلى العمل مبكرا، بل يؤدي الاستيقاظ بسهولة إلى النجاح في الحياة ككل، ذلك لما تعكسه تلك القدرة من أسلوب حياة منظمة ومنضبطة، وبشكل شخصي أرى الاستيقاظ بسهولة معجزة كبرى، ففي الماضي كان الاستيقاظ هو أصعب عمل يومي اضطر للقيام به كل صباح، وكنت أتعجب حينها من قدرة البعض على الاستيقاظ بسهولة من المرة الأولى، وأكاد أسألهم عما يشعرون به تجاه النوم، فالنوم يمثل لي أحد أهم متع الدنيا، ففيه من الراحة واللذة ما لا يوجد في كثير من الأمور، ولطالما عقدت التشبيه بين صعوبة فراق الحبيبة وفراق الفراش، ولا أرى أي مبالغة في هذا التشبيه، بل على العكس من ذلك قد تزيد صعوبة فراق الفراش على انتهاء العلاقات بأنواعها، أي أنني عزيزي القارئ أتحدث من نفس المعسكر الذي دفعك الانتماء إليه إلى قراءة هذا المقال، فأشعر بك تماما وأتفهم كافة الصعوبات التي تحول دون الأستيقاظ بسهولة من المرة الأولى، ولكني علمت السر.

أسباب عدم الاستيقاظ مبكرا

الاستيقاظ بسهولة أسباب عدم الاستيقاظ مبكرا

كي نتمكن من الأستيقاظ بسهولة نحتاج إلى فهم صعوبات ذلك، فلا يمكن حل أي مشكلة بدون فهم أسبابها الرئيسية والتعامل مع جذورها، وجذور صعوبات الاستيقاظ مبكرا كثيرة ومتشابكة، فأول ما يحول بينك وبين الأستيقاظ بسهولة هو تضارب مواعيد النوم، فعندما تذهب إلى الفراش في مواعيد مختلفة يكون الاستيقاظ بسهولة مستحيلا، فيختل اتزان جسدك ويحاول ضبط ساعتك البيولوجية عدة مرات في الأسبوع، وهو أمر شاق جدا، يجعلك لا تشعر بالراحة من ساعات النوم، ومن أسباب عدم الاستيقاظ أيضا قلة ساعات النوم، فيصعب الاستيقاظ قبل حصول جسدك على ما يكفيه من الراحة، وعندما نعمل فيما لا نحب، وتصبح حياتنا مأساة يومية مرهقة، لا يجب أن نتوقع الأستيقاظ بسهولة من المرة الأولى، فحين يدق جرس المنبه ويكون جسدك قد اكتفى من النوم تثقلك انعدام الرغبة، فيمثل لك الاستيقاظ في تلك اللحظة المزيد من المعاناة، فلا تجد لديك القدرة على النهوض بحماس واستقبال يومك الجديد بالابتسامة الواسعة والطاقة المتأججة المشتعلة.

ماذا تفعل عند الاستيقاظ من النوم؟

يعتمد الاستيقاظ بسهولة كليا على جدولك لليوم التالي، ولعلك تذكر كل المرات التي تمكنت فيها من الاستيقاظ بسهولة لأجل حضور مناسبات سعيدة، وبشكل شخصي ما زلت أذكر كيف مثل لي الاستيقاظ من النوم صعوبة كبرى، وحينها لم أكن استيقظ من نفسي في أي يوم، فكان كل الاعتماد على والدتي أطال الله عمرها، وفي يوم من الطفولة كان على الاستيقاظ مبكرا لحضور رحلة مدرسية انتظرتها طويلا، وقبل النوم مازحتني أمي بأنها لن توقظني في الغد، وأذكر ما شعرت به من خوف وقلق، ولعلني حلمت حينها بضياع الرحلة لعدم قدرتي على الأستيقاظ بسهولة من المرة الأولى، وإليك المعجزة عزيزي القارئ، في ذلك اليوم تمكنت من الأستيقاظ بسهولة وقبل الموعد المحدد، إذ يكمن السر في الأستيقاظ بسهولة في خطة اليوم التالي، لذا يمكنك تقليل الوقت الضائع في الأعمال المملة وتجهيزها من اليوم السابق، وأقصد هنا تجهيز الملابس واختيارها وتجهيز الحقيبة، ويمكنك استغلال وقت الصباح فيما يبهجك ويضاعف حماسك.

كيفية الاستيقاظ بسهولة

يظل بإمكاننا الاستيقاظ بسهولة من المرة الأولى، يحتاج الأمر فقط لإدراك صعوبات ذلك، ويحتاج أيضا إلى التعامل بذكاء مع نظام النوم والاستيقاظ، وقد تحدثنا عن صعوبات الاستيقاظ مبكرا، ويمكننا الأستيقاظ بسهولة بمعالجة تلك المشكلات، فأولا يجب تثبيت مواعيد الذهاب إلى النوم، فلا يعقل أن تتغير مواعيد نومك وتنتظر الاستيقاظ بسهولة في الصباح، فبذلك ترهق جسدك في محاولات التأقلم مع الأوضاع الجديدة كل فترة، كما يفضل الذهاب إلى النوم ليلا، إذ يمنحك النوم ليلا المزيد من الراحة والشعور بالسكينة والهدوء، فلا تستيقظ حينها شاعرا بالإرهاق الذي تشعر به عند النوم بالنهار، ويمكنك تثبيت مواعيد النوم عن طريق وجود روتين يومي ثابت، إذ يمنحك التخطيط ليومك فرصة لتحقيق أهدافك، كما يوفر لك الوقت اللازم للترفيه وتطوير نفسك، ويساعدك ذلك في سرعة إنجاز المهام وإتمامها دون تأجيل أو تأخير، وبذلك يسهل عليك الذهاب للنوم في موعدك المحدد، فلا تضطر إلى السهر ليلا لإنجاز ما تأخرت عنه، وبالتبعية يمكنك الأستيقاظ بسهولة.

لا يتحقق الاستيقاظ بسهولة بدون القدرة على النوم بسهولة، ويمكنك ذلك بعدة طرق، فأولا يجب تنظيف غرفتك وجعلها مريحة قدر الإمكان، وبعد ذلك يجب تقليل الضوضاء بكل الطرق في ساعات الليل، فلا يفضل ترك الأجهزة المنزلية تعمل ليلا مسببة الإزعاج، ويجب تجهيز النفس للنوم قبل موعده بوقت كافي، فيمكنك القراءة في الفراش قبل النوم بساعة، ويجب أيضا إبعاد كل عوامل التشتيت من غرفتك، فلا يفضل اصطحاب الهاتف ومتابعة فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي قبل النوم، فذلك مما يحرمك الأستيقاظ بسهولة لقدرته على حرمانك من النوم، وصدقني لن تكتفي بإلقاء نظرة واحدة كما تقول لنفسك في كل مرة، ستسرقك متابعة الأحداث والمنشورات لتجد الساعة الثالثة فجرا، كما أثبتت الدراسات الخطورة الصحية لوجود الهاتف بالقرب منك خلال النوم، وذلك لما يصدره من موجات تؤثر على جسدك، ويتحقق الاستيقاظ بسهولة أيضا عندما تعد الخطة لأنشطة مبهجة في الصباح، فيمكنك تجهيز طعامك المفضل والاستماع إلى الموسيقى، كما يمكنك ممارسة الرياضة واحتساء قهوتك على مهل.

حل صعوبة الاستيقاظ بسهولة

الاستيقاظ بسهولة حل صعوبة الاستيقاظ

لا يعتاد جسدك الأستيقاظ بسهولة بين عشية وضحاها، يحتاج الأمر إلى التدريب والصبر، فيصعب على الجسد اعتياد الأمور بسرعة، وما تفعله من أجل الأستيقاظ بسهولة هو إعادة هيكلة جذرية لنظام يومك، إذ لا يقتصر الأمر على مواقيت النوم والاستيقاظ فقط، بل يمتد ليشمل ما تفعله خلال يومك كليا، فلا يتأتى الأستيقاظ بسهولة لغير المنظمين، فيجب وجود روتين يومي ثابت، ويجب الالتزام به بدقة، فالتخطيط هو ما يضمن لك توفير الوقت، وهو ما يساعدك على النوم دون الشعور بالقلق والتوتر، فجوهر عملية الأستيقاظ بسهولة هو تنظيم الوقت والصبر والتعود، ويمكن حل صعوبة الاستيقاظ من خلال تحسين حياتك كليا، فيمكنك اختيار ما يناسبك من العمل وتفضله على سواه، فتستيقظ لرغبتك في الذهاب إليه وتحقيق النجاح فيه، ويمكنك حل صعوبة الاستيقاظ عبر ممارسة ما يمنحك القوة والنشاط في الصباح، ولا أجد ما هو أفضل لذلك من ممارسة الرياضة والإفطار جيدا، ويعقب ذلك احتساء فنجان القهوة مع الاستماع إلى الموسيقى بهدوء.

الاستيقاظ بسهولة هدف عظيم يستحق السعي لتحقيقه، وككل الأهداف العظيمة فهو يحتاج إلى الجهد والإرادة لتحقيقه، ولا نبالغ حين نعتبر الأستيقاظ بسهولة هدفا عظيما، وذلك لما له من عظيم النفع وكبير الفائدة، فيمنحنا هذا الأمر السلام النفسي والهدوء الذي نحتاج إليه، ولا يمكننا النجاح في العمل والعلاقات والحياة بدون هذا السلام النفسي، فعندما نستيقظ متأخرين نمارس حياتنا بتعجل مرهق، فنسارع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ونتعثر في الطريق، ويخفى علينا أثر ذلك في شعورنا بالقلق والتوتر وانعدام التركيز، وللتأخير مشاكل كثيرة، فيعرضنا للجزاءات في العمل، ويتبعها عادة الخصومات المالية وتأخير الترقيات، لذا يجب السعي نحو الأستيقاظ بسهولة من المرة الأولى، ويسهل ذلك بمعالجة أسباب المشكلة، وأهم أسبابها هو تغير مواعيد النوم وعدم انتظامها، فنحرص على الالتزام بموعد ثابت للنوم، ويفضل أن يكون في الليل لما لنوم الليل من فوائد، ولنتمكن من النوم بسهولة علينا تنظيف الغرفة وتوفير عناصر الراحة بها، وأخيرا يجب الحصول على ما يكفي من النوم، وبهذا نستيقظ بسهولة.

الكاتب: أحمد ياسر

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

ثلاثة عشر + 16 =