تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف يمكن التخلص من مشكلة عرق النسا وآلامها الموجعة؟

كيف يمكن التخلص من مشكلة عرق النسا وآلامها الموجعة؟

كثير منا يتعرض لآلام في أسفل الظهر، والتي قد تكون ناتجة عن عرق النسا ، لكن هناك طرق عديدة للوقاية منها وعلاجها أبرزها التدخل الجراحي أو ممارسة التمارين.

عرق النسا

عرق النسا هو اسم خاص بالآلام الناجمة عن تهيج العصب الوركي، فأي شيء يزعج هذا العصب يمكن أن يسبب الآلام المزعجة والتي تتراوح بين الخفيفة إلى شديدة، وعادة ما يتم الإصابة بعرق النسا عن طريق جذر العصب المضغوط في العمود الفقري القطني أو السفلي، وفي كثير من الأحيان، يتم الخلط بين مصطلح عرق النسا مع آلام الظهر العامة، ومع ذلك، فإن عرق النسا لا يقتصر فقط على آلام الظهر، التي يشعر بها الإنسان، فالعصب الوركي هو أطول وأوسع العصب في جسم الإنسان، وبالتالي فإنه يعمل من أسفل الظهر، من خلال الأرداف، وأسفل الساقين، والتي تنتهي تحت الركبة فقط، فهذا العصب يسيطر على عدة عضلات في الساقين وبالتحديد في المناطق السفلية ويزود الإحساس بجلد القدم، وغالبية الساق السفلى، لذا يمكن القول أن عرق النسا ليس شرطا لبعض الآلام التي يشعر بها كل منا، بل بالأحرى عرض مشكلة أخرى تشمل العصب الوركي، ويقدر بعض الخبراء من خلال كثير من الدراسات والأبحاث التي أجريت في هذا الإطار أن ما يصل إلى 40% من الأشخاص سوف يواجهون أعراض عرق النسا مرة واحدة على الأقل في حياتهم، وبالتالي فلابد عليهم أن يعلموا ويدركوا جيدًا أعراضه وكيفية الإصابة به، وصولا إلى مرحلة وطرق العلاج التي ينصح بها الأطباء دائمًا.

أسباب وطرق علاج عرق النسا

ما هو مرض عرق النسا

من المعلوم لنا جميعًا أن آلام الظهر تأتي في جميع الأشكال والأحجام، فيمكن أن تأتي تلك الآلام لسبب واضح لنا، وقد تأتي أيضًا دون أية مؤشرات واضحة أو لأسباب غامضة على الجميع، كما أنها قد تكون مفاجئة وقصيرة العمر، أو قد تكون حادة وطويلة الأمد، وفي كثير من الأحيان تكون الأدوية دون وصفة طبية لها دور في علاج بعض أنواع آلام الظهر، ولكن فقط الأدوية القوية والجراحة يتم اللجوء إليها في حالات إصلاح الأعراض شديدة الألم، وكما هو معلوم ففي بعض الأحيان يكون من الصعب تحديد مصدر آلام الظهر، ولكن في أوقات أخرى يمكنك تحديدها بسهولة، وعرق النسا هو واحد من تلك الأعراض البسيطة التي يتم تحديدها والتعرف عليها، لدرجة أن الاعتماد على العلاجات المنزلية يمكن أن يكون لها مفعولًا سريعًا، لذلك قد لا يكون لديك ضرورة لاستدعاء الطبيب، وعادة ما يظهر تأثير عرق النسا مع حدوث فتق في العمود الفقري السفلي، والذي يضغط على الأعصاب من حوله، وهذا يمكن أن يسبب الكثير من الألم عندما يحدث ذلك ليُكون العصب الوركي، حيث يعتبر أطول الأعصاب في جسم الإنسان، ويبدأ في أسفل الظهر مع حدوث انشقاقات من خلال الوركين والأرداف والساقين والقدمين على كلا الجانبين، وتعد أكثر علامات تمييز عرق النسا هي الألم الذي يشع من أسفل الظهر إلى الخلف أو الجانب أو ساقيك، ويمكن أن تتراوح آلامه من آلام خفيفة إلى حادة. والآن نبين كيف يمكن الوقاية من عرق النسا .

الطرق التقليدية

هناك مجموعة من الطرق التقليدية والبسيطة والتي من الممكن أن يتم الاعتماد والمواظبة عليها للوقاية من مرض عرق النسا، والقضاء على آلامه في حالة الإصابة به، وتتمثل إجمالي تلك العادات والطرق في المواظبة على إجراء مجموعة من التمارين بانتظام. وذلك للحفاظ على ظهرك بشكل مثالي وقوي، وإيلاء اهتمام خاص للعضلات الأساسية الخاصة بك خاصة العضلات الموجودة في البطن والظهر السفلي التي هي ضرورية للمواقف المفاجئة التي يتعرض لها كل منا في حياته اليومية، وقد يطلب منك طبيبك الخاص أن تمارس مجموعة من الأنشطة والتمارين الخاصة حتى تظل محافظًا على لياقتك ومرونة جسدك، بجانب ذلك فهناك ضرورة للحفاظ على الموقف السليم عند الجلوس، من خلال اختيار مقعد مريح للجسد، والذي قد تتوافر به مساند للذراعين وقاعدة مرنة، وقد تفكر في وضع وسادة وراء ظهرك للحفاظ على انحناء الجسد الطبيعي، يضاف إلى ذلك فهناك ضرورة للحفاظ على الركبتين ومستوى الوركين، عن طريق استخدام ميكانيكا الجسم بطريقة جيدة، فإذا كنت تقف لفترات طويلة، قد تريح قدم واحدة على المربع صغير الذي يوجد أسفل قدمك من وقت لآخر، وعند رفع شيء ثقيل فمن المهم أن تسمح للأطراف السفلية القيام بهذا العمل، فقط تحرك مباشرة صعودًا وهبوطًا، مع الحفاظ على ظهرك مستقيمًا وثني فقط الركبتين.

الوخز بالإبر وعلاج التدليك

من بين الطرق العديدة التي يتم اللجوء إليها لعلاج آلام الظهر ومنها آلام عرق النسا، هي الوخز بالإبر وعلاج التدليك، ولابد أن تكون على دراية إلى حد ما مع الوخز بالإبر، فالوخز بالإبر هو نوع من الممارسة الخاصة بالطب الصيني التقليدي الذي يقوم على تحقيق أو الحفاظ على صحة أفضل من خلال فتح تدفق الجسم الطبيعي للطاقة، ويستخدم إبر صغيرة جدا، خالية من الألم تقريبًا لاستهداف مسارات محددة في الجسم، وقد تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الأغذية والعقاقير لعلاج آلام الظهر، ويدعمها دراسات مختلفة لتخفيف الألم المزمن من جميع الأنواع، بما في ذلك عرق النسا، بجانب ذلك فهناك العلاج بالرفوف والتدليك، باعتبارهما نهجان آخران غير تقليديين، يفتحان عضلات وأنسجة وقنوات طاقة داخل الجسم، ويحسن تدفق الدم ويقاتل الألم، ويرتبط العلاج بالتدليك مع انخفاض في آلام الظهر، واسترخاء العضلات.

التدفئة المستمرة

كثير من الناس يجدون الإغاثة باستخدام كمدات التدفئة الغير مكلفة، بحيث يتم استخدام تلك الكمدات سواء كانت منخفضة أو متوسطة التدفئة، ووضعها أسفل الظهر لمدة 15 إلى 20 دقيقة كل يوم، بحيث يمكنك ممارسة هذا عدة مرات في اليوم، كل ساعتين أو ثلاث ساعات، وذلك أثناء تواجدك في المنزل، وهناك نهج آخر مماثل يعمل بشكل جيد وهو أخذ الحمامات الدافئة، لأن الحرارة تخفف العضلات الضيقة وتساعد على زيادة الدورة الدموية، وأفضل طريقة لتطبيق الحرارة على المنطقة المؤلمة هي شراء وسادة التدفئة القابلة لإعادة الاستخدام التي تتطلب تواجد الماء الساخن باستمرار، ولكن يمكنك أيضا شراء لفائف الحرارة ذات الاستخدام الواحد التي تستمر لعدة ساعات في وقت واحد، وبالرغم من كون الحرارة تستخدم في كثير من الأوقات لعلاج الآلام التي يتعرض لها الإنسان في منطقة الظهر، إلا أن البعض يجد أن هناك حلولا عكس ذلك تماما، فالبعض يجد أن تطبيق حزمة الجليد إلى الخلف لمدة 10 إلى 15 دقيقة كل 2-3 ساعات ليس خدعة وبالتالي قد يسهم في تقليل حدة الألم.

التدخل الطبي

بالرغم من مدى الفائدة التي يحصل عليها البعض من عملية الحصول على المسكنات لتقليل آلام الظهر ومنها عرض النسا، إلا أن بعض الأطباء يوصون بعدم أخذ المسكنات دون وصفة طبية حتى لا يتم التعرض لأية أعراض سيئة، لكن كما هو مستقر عليه فعندما يكون الألم شديدا أو لا يتم الحصول على نتائجه إيجابية من خلال الطريق البسيطة للعلاج فربما التدخل الجراحي يكون الخيار الأفضل حتى يتم تخفيف الألم ومنع أو تقليل الألم في المستقبل، لذا فاستشارة الطبيب تعد خطوة إيجابية للوقوف على مدى حاجتك للتدخل الجراحي وقد ينصحك الطبيب بممارسة التمارين الرياضية بانتظام قبل التدخل الجراحي باعتبارها تقطع شوطا طويلا نحو تخفيف الألم.

تقويم العمود الفقري

هناك عدد من أنواع أخصائي العناية بالعمود الفقري غير الجراحيين والمتخصصين في علاج أعراض عرق النسا، مثل أخصائي تقويم العمود الفقري والأطباء الفيزيائيين وأخصائي الطب البدني وإعادة التأهيل، وأخصائي إدارة الألم، وجميعهم قد يكون لديهم تدريب متخصص لتخفيف الألم والعمل على منع تكراره في المستقبل، ويفضل البعض علاج عرق النسا بدون عمليات جراحية لتخفيف الألم فهناك مجموعة واسعة من الخيارات المتاحة لعلاج عرق النسا، وعادة ما يوصى باستخدام واحد أو أكثر من العلاجات بالاقتران مع تمارين محددة.

ممارسة اليوجا

من بين العادات التي قد تؤدي في كثير من الأوقات إلى التعرض والإصابة بآلام الظهر ومنها آلام عرق النسا، هي الانتقال بطرق معينة وخاطئه والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الألم الوركي، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تساعد في الواقع على تخفيف الألم، فبعض الناس يجدون أن الجلوس، والوقوف لفترة طويلة والتحرك فجأة يميل إلى تحريك الألم، فأنواع الحركات التي تميل إلى جعل الألم أسوأ تنطوي على تقصير العمود الفقري، مثل رفع الساقين، وبذلك الركبتين نحو الصدر أو القرفصاء، من ناحية أخرى، فإطالة العمود الفقري من خلال التمدد، أو اليوجا يمكن أن تساعد في تطوير موقف جيد مع الحد من تصلب والتهاب وآلام الظهر بطريقة كبيرة، وقد وجدت الدراسات أن اليوجا هي آمنة وفعالة للأشخاص الذين يعانون من آلام العصب الوركي، حيث تعتبر اليوجا واحدة من أهم الحركات للوقاية من الألم الوركي الذي يستهدف الظهر، وبالتالي يكون لليوجا قدرة كبيرة على بناء القوة والاسترخاء للمناطق القاسية وشديدة الألم في منطقة أسفل الظهر، وبالتالي قد يتم استخدام تمارين لمنع آلام أسفل الظهر وتعزيز جوهرها حتى في مراحل إعادة التأهيل لمرضى العصب الوركي بعد الجراحة.

تجنب الجلوس لفترات طويلة والتحرك باستمرار

الجلوس لعدة ساعات، مثل العمل في مكتب أو مشاهدة التلفزيون خلال وقت الفراغ، يمكن أن يجعل الأمور أسوأ عندما يتعلق الأمر بآلام الظهر، فهناك العديد من خطط العلاج الوركي تدعو إلى مزيد من الحركة بشكل عام، جنبا إلى جنب مع التدريبات المستهدفة لتخفيف المناطق الملتهبة، بما في ذلك فهناك مجموعة من التمارين التي يمكنك القيام بها في يومك وأثناء تواجدك بالعمل والتي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم في العمود الفقري أو الساقين، يضاف إلى ذلك؛ حاول أن تبدأ بالتناوب بين الجلوس والمشي لمسافات قصيرة أثناء ساعات العمل، والتي يمكن أن تحفزك أن تكون أكثر نشاطا.

بالرغم من كثرة من ما يتعرض له كل منا من آلام وأعراض مرضية بشكل مستمر في حياتنا اليومية والتي قد يتم معالجتها بشكل سريع، إلا أن هناك بعض الآلام التي قد تؤثر على نشاط الإنسان في عمله ونشاطاته اليومية، ومن بين تلك الأعراض هي المتعلقة بآلام عرق النسا، التي تصيب ظهر الإنسان وقد تمتد إلى الأرداف، وأسفل الساقين، والتي تنتهي تحت الركبة، وقد تسيطر في بعض الأحيان على عضلات الساقين، وفي سبيل ذلك يكون اللجوء إلى أحد الأطباء لاستشارته حول أعراض آلام عرق النسا هو الحل للوقوف على ما إذا كانت حالتك تحتاج إلى تدخل جراحي أم أنها قد يتم تجاوزها ببعض العقاقير المسكنة والتمارين الرياضية أو من خلال تقويم العمود الفقري، لذا ينصح الأطباء باستمرار بعدم التخوف من أعراض عرق النسا باعتبار أنه يتم العامل معه بسهولة كبيرة في كثير من الحالات التي يتعرض لها الإنسان.

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.

أضف تعليق

عشرة + 12 =