تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » التدخين والمخدرات » إدمان الإلكترونيات : كيف يمكنك التغلب على إدمانك للمنتجات الرقمية ؟

إدمان الإلكترونيات : كيف يمكنك التغلب على إدمانك للمنتجات الرقمية ؟

إدمان الإلكترونيات أحد أنواع الإدمان التي وجدت طريقها نحو الكثير منا في السنوات الأخيرة، فكيف يحدث إدمان الإلكترونيات ؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟

إدمان الإلكترونيات

أصبح الأمر مخيفاً في الآونة الأخيرة حيث أصبح إدمان الإلكترونيات يتزايد يوماً بعد يوم وأصبح الإنسان يرتبط بشكل تام بكل ما يعمل بالكهرباء من حوله وأصبح من شبه المستحيل الاستغناء عن أي جهاز من هذه الإلكترونيات التي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية. يبدأ الأمر باعتبار هذه الأجهزة أجهزة ترفيهية ولكن سريعاً ما تتحول هذه الإلكترونيات إلى ضرورة ملحة. فالتلفاز والحاسب الآلي والهاتف المحمول والأجهزة اللوحية كلها كانت في البداية أشياء ترفيهية ولكن اليوم هي أجهزة أساسية لابد من وجودها ومع مرور الوقت يزداد إدمان الناس لها حتى أنها تؤثر على صحة الإنسان وحياته الاجتماعية تأثيراً سلبياً. فإدمان ألعاب الفيديو والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التلفاز من أفلام ومسلسلات وغيرها كلها لها تأثير خطير على حياتنا اليومية. فكيف إذاً يمكن التغلب على إدمان الإلكترونيات وتنظيم حياتنا بحيث يمكن الاستفادة من الإلكترونيات دون الوصول إلى درجة الإدمان؟

إدمان الإلكترونيات : المشكلة والعلاج

علامات إدمان الإلكترونيات

بداية لابد من أن تسأل نفسك هل أنت حقاً مدمن للإلكترونيات أم لا؟ حيث أن إدمان الإلكترونيات وبخاصة الإنترنت له علامات إذا توافرت معظمها فلابد أن تتخذ بعض القرارات التي تجعلك تخرج من هذه الحالة وهذه العلامات هي:

1- شعورك بعد الارتياح والتوتر نتيجة انقطاع الإنترنت أو عدم قدرتك على استخدام جهازك اللوحي

عند ارتباط الإنسان بالأجهزة الإلكترونية بشكل كبير يجد صعوبة في الاستغناء عنها ويجد نفسه دائماً في حالة من التوتر والقلق وعد الارتياح نتيجة ابتعاده عن استخدام مثل هذه الأجهزة. فعلى سبيل المثال عند انقطاع خدمة الإنترنت بالمنزل ستجد نفسك في حالة من الغضب والتوتر بسبب عدم قدرتك على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي.

2- انعكاس ما تشاهده على حياتك الواقعية

أقصد بذلك أنك بسبب كثرة مشاهدتك للتلفاز أو بسبب استخدامك المستمر للحاسب الآلي أصبحت تردد بعض الألفاظ والاختصارات التي تستخدم غالبا على مواقع التواصل الاجتماعي أو تعرض في برامج التلفاز. أو أن شخصيتك وتصرفاتك تغيرت بشكل يعكس ويدل على تأثرك بهذه الإلكترونيات التي تستخدمها.

3- تفقدك المستمر لهاتفك أو لبريدك الإلكتروني أو لصفحات التواصل الاجتماعي رغم عدم وجود أي إشعارات

يقوم الكثيرون من الذين يعانون من إدمان الإلكترونيات بشكل لا إرادي في بعض الأحيان بتفقد إن كان قد وصل إليهم أي رسائل جديدة أو تعليقات أو غير ذلك بشكل مبالغ فيه ورغم عدم وجود أي تنبيهات أو إشعارات بذلك. وهؤلاء الناس غالباً ما يجدون صعوبة في الابتعاد عن الأجهزة اللوحية أو ترك هواتفهم في أي مكان، دائما ما تجد الهاتف بيده حتى لو كان مشغولاً بأي شيء آخر كالأكل مثلاً.

4- التواصل مع الآخرين عن طريق الهاتف رغم تواجدهم في نفس المكان

عندما يصل إدمان الإلكترونيات إلى أعلى درجاته فإنه ربما يفضل البعض إرسال رسائل إلى من يقيمون معهم في نفس المكان بدلاً من التواصل بشكل مباشر. وهذا يعتبر أعلى درجات الإدمان إذ أنه وصل به الأمر إلى عدم القدرة على التخلي عن الهاتف المحمول لبضع ثوان ليتواصل مع شخص آخر يجلس معه في نفس المكان ويفضل التواصل معه عبر الإنترنت.
كانت هذه أهم العلامات التي تدل على إدمانك للإلكترونيات وأن وصولك إلى هذه المرحلة يجعلك تدرك بأن عليك التوقف عن استخدام هذه الأجهزة وأخذ قسط من الراحة بعيداً عن كل ما يؤذيك بدنياً أو نفسياً أو اجتماعياً. ويبقى السؤال كيف يمكن التغلب على إدمان الإلكترونيات؟

علاج مشكلة إدمان الإلكترونيات

1- استخدم الطرق القديمة

حاول قدر الإمكان تنحية الإلكترونيات جانباً والاعتماد على الطرق القديمة قدر المستطاع، فاستخدام القلم والورقة في الكتابة بدلاً من استخدام الحاسب الآلي أو استخدام الكتاب الورقي للقراءة بدلا من الجهاز اللوحي وكتابة الملاحظات على الورق واستخدام المنبه التقليدي لمعرفة الوقت وللاستيقاظ كل هذه الأشياء ربما تبدوا بسطة ولكنها بالفعل تقلل اتصالك بالأجهزة الإلكترونية وتحافظ على صحة جسدك من الإنهاك والتعب.

2- إيقاف التنبيهات الصوتية

أكثر ما يجعل الشخص يتعلق بالهاتف هو كثرة التنبيهات الواردة، ففضوله دائماً يدفعه إلى استكشاف ماذا يحدث وما الجديد. فيمكنك التغلب على هذا الفضول بإيقاف التنبيهات الصوتية وحصر ذلك في الأشياء المهمة فقط التي ربما تتعلق بالعمل أو خلافه. هذه الطريقة ستقلل من إدمان الإلكترونيات لديك بشكل كبير جداً.

3- قلل من مشاركاتك

كثير ممن أدمنوا مواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا يشاركون كل لحظات حياتهم على الإنترنت، حتى وصل بهم الأمر إلى وجود حياة موازية على مواقع التواصل الاجتماعي. إذاً فالقليل من مثل هذه المشاركات ووضع حد أقصى لعدد المشاركات اليومية سيقلل في المقابل عدد التعليقات والرسائل التي تصل إليك وبالتالي تقل عدد ساعات استخدامك للأجهزة الإلكترونية مما يسهل عليك التغلب على إدمان الإلكترونيات عموماً.

4- اشغل وقتك بأشياء أخرى تهمك

حاول أن تجلس مع نفسك قليلاً وتفكر في أشياء أخرى تستمتع بها وخصص لها جزءاً كبيراً من وقتك. على سبيل المثال ضع لنفسك قائمة بالكتب التي ترغب بقراءتها أو خصص وقتاً لممارسة هواية أو رياضة تحبها.

5- حاول الابتعاد عن الإلكترونيات أكبر وقت ممكن

في أوقات الفراغ تحديداً حاول أن تبتعد عن الإلكترونيات. اخرج لتتمشى قليلاً واترك هاتفك في المنزل. حاول مقابلة أصدقاءك والتحدث معهم وجهاً لوجه وقضاء بعض الوقت معاً بدلاً من التحدث عبر الهاتف أو عبر الإنترنت سيساعدك هذا كثرا في التغلب على إدمان الإلكترونيات.

6- اكسب التحدي

اجعل لنفسك كل يوم تحدياً جديداً. حدد مدة معينة تبتعد فيها عن استخدام أي أجهزة إلكترونية. ولا تجعل الأمر صعباً، بل ابدأ بالتدريج فإن التغلب على هذا الإدمان لن يأتي في يوم وليلة بل بالتدريج ستجد الأمر سهلاً ، فقط واظب على ما تفعله كل يوم حتى وإن كان قليلاً.

هذه بعض النصائح السريع وفي النهاية فإن إرادتك وحدها هي التي ستحدد مدى نجاحك في التغلب على إدمان الإلكترونيات. حاول أن تتدارك الأمر قبل فوات الأوان فأضرار الأجهزة الإلكترونية لا تعد ولا تحصى. ففي إحدى الدراسات الأمريكية وجد أن إدمان الإلكترونيات يتسبب في اضطرابات في النوم نتيجة الوميض الناتج من شاشات الهواتف والحاسب الآلي والأجهزة اللوحية الذي يؤثر على الجهاز العصبي للإنسان ويجعله في حالة استيقاظ مستمرة. وكذلك فإن إدمان الإلكترونيات يتسبب في الشعور الدائم بالكسل والخمول والإجهاد المستمر الذي يصيب الجسد كله.

وفي دراسة أخرى لمجموعة من الباحثين في جامعة ساني في نيويورك وجد الباحثون أن الأجهزة اللوحية لها تأثير سلبي على العين لأن الأشخاص الذين يقومون بالقراءة على الأجهزة الإلكترونية يقومون بتقريب الجهاز اللوحي أكثر إلى أعينهم من القراءة الورقية مما يجعل تركيز العين كبيراً، وهو ما يتسبب في أضرار للعين.

أما من الناحية الاجتماعية فإن مواقع التواصل الاجتماعي لا تغني بأي شكل من الأشكال عن التواصل الحقيقي بين الأشخاص، فالمواقع الإلكترونية تخلوا من التعبير عن العواطف والمشاعر وما هي إلا كلمات صماء مكتوبة أمامنا على الشاشات. فكل هذه الأضرار تجعلنا نوقن بأن إدمان الإلكترونيات أمر لابد من التغلب عليه وأن حياتنا فيها ما هو أهم بكثير من استنزافها على مواقع التواصل الاجتماعي وأمام التلفاز. فلا الأجهزة الإلكترونية صنعت لتدمير الحياة ولا نحن خلقنا لنعيش في عالم افتراضي.

معاذ عبد الرحمن

طالب جامعي متخصص في دراسة المجال القانوني.

أضف تعليق

3 × 5 =