تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الذكاء الحركي : كيف يمكنك اكتساب الذكاء الحركي في حياتك؟

الذكاء الحركي : كيف يمكنك اكتساب الذكاء الحركي في حياتك؟

الذكاء الحركي المقصود به اكتساب المهارة عند القيام بالحركات المختلفة، وهو مهم جدًا لقطاع عريض من الأشخاص، ندلك على أفضل أساليب اكتساب الذكاء الحركي هنا.

الذكاء الحركي

الذكاء الحركي من الأشياء التي نحتاج إليها في حياتنا، فأن تكون لدينا القدرة على استخدام القدرات البدنية والحركية يعتبر شيئًا عظيمًا، وفي حالة الذكاء الحركي فإننا نفعل ذلك بمهارة شديدة، وهذا أمر أفضل بالتأكيد. بالطبع الذكاء الحركي مثل بقية أنواع الذكاء، يمكننا العمل على اكتسابه من خلال الكثير من الوسائل، كممارسة التدريبات الرياضية أو غيره. في هذا المقال، سوف نتحدث أكثر عن الذكاء الحركي في حياتنا، وما هي الوظائف التي تعتمد على الذكاء الحركي أكثر من أي شيء آخر، وسوف نختتم الحديث بذكر كيفية اكتساب الذكاء الحركي من خلال طرق متعددة.

الذكاء الحركي وطرق اكتسابه المختلفة

ما هو الذكاء الحركي بالتحديد؟

يمكننا أن نبدأ بمحاولة وضع تعريف محدد، بحيث من خلاله نصف الذكاء الحركي بالضبط. مثلما وضحنا في المقدمة، فإن الذكاء الحركي يعني قدرة الشخص على استخدام قدراته البدنية والحركية بأفضل صورة ممكنة. مثلًا الشخص الذي يقوم بالبناء، فإنه يستخدم قدراته البدنية والعضلية هنا بقدر كبير جدًا، ونجاحه في العمل يتوقف على مدى القوة الموجودة لديه.

أما القدرات الحركية، فهي التي يمكننا أن نصفها باختصار في وجود لاعبين كرة قدم مثلًا يمارسون اللعبة بصورة أفضل كثيرًا من أقرانهم. حيث يمكننا أن نقول أن الموهبة الموجودة لدى هؤلاء، ترتبط في جزء أساسي منها بمسألة الذكاء الحركي التي نتحدث عنها هنا.

وسنتحدث الآن عن مجموعة من أبرز الوظائف التي تعتمد في الأساس على الذكاء الحركي من أجل النجاح بها، لكن في البداية يجب أن نقول أن مسألة الذكاء الحركي لا ترتبط فقط بهذه الوظائف، بل إننا يمكن أن ننظر إلى تطبيقات الذكاء الحركي في حياتنا، ونسعى إلى اكتسابه حتى إن لم نكن نمارس هذه الوظائف.

أبرز الوظائف التي تعتمد على الذكاء الحركي

إذا نظرنا من حولنا سوف نجد أن هناك العديد من الوظائف التي تعتمد على الذكاء الحركي اعتمادًا كليًا. هذا الأمر يرجع في الأساس إلى طبيعة هذه المهام، وهي أن اعتمادها الأساس يختص بالقدرات العضلية للأشخاص.

وفي الغالب، هذا الأمر منطقي جدًا، وهي أنه هناك عنصر معين هو ما يصنع الفارق بين شخص وآخر في وظيفة معينة، وهو نسبة الذكاء الحركي الموجود لديه.

على سبيل المثال، عندما كنت تفكر في اختيار طبيبك الخاص الذي سوف تذهب إليه، بالتأكيد راودك الكثير من التفكير قبل الاختيار النهائي.

مثال آخر، عندما تنظر إلى الرياضة وتجد أن هناك لاعب أفضل من غيره، بالتأكيد هذا يرتبط بسبب معين، وقد لا يكون السبب فقط اختلاف الموهبة الموجودة لدى الشخص، بل قد تكون هناك عوامل أخرى.

كل هذه الأشياء لو فحصناها جيدًا، سوف نجد أنها ترتبط ارتباطًا أساسيًا بدرجة الذكاء الحركي الموجودة لدى هؤلاء، بجانب عوامل أخرى بالتأكيد. وبالتالي يمكننا الآن الحديث عن أهم الوظائف التي تعتمد على الذكاء الحركي من أجل تأديتها بالشكل المطلوب.

الأطباء

عندما ننظر إلى الطب، سوف نجد أن هذه المهنة تحتاج إلى مهارة من الشخص الذي يمارسها من أجل تنفيذها بأفضل شكل ممكن. هذا الأمر لا ينطبق على الكل، لكن النسبة الأكبر كذلك.

مثلًا الطبيب الذي يُطلب منه إجراء عمليات جراحية، سوف يستخدم الأدوات اللازمة من أجل تنفيذ الجراحة، ونجاح العملية يعتمد على قدراته في التنفيذ. هنا يظهر الذكاء الحركي لدى الطبيب في استخدام يده لتنفيذ العملية.

من الأمثلة البسيطة التي توضح لنا ذلك، هي إعطاء الحقن، فالكثير من الناس خاض تجربة أن يُعطيه الحقنة طبيب متمكن، مما جعله لا يشعر بأي شيء على الإطلاق. وكذلك خاض تجربة أن يُعطيه الحقنة طبيب غير متمكن، مما جعله يشعر بأن هذه هي أصعب لحظاته في الحياة.

النجاح في الطب لا يعتمد فقط على الذكاء الحركي بالتأكيد، فهناك العديد من الأشياء الأخرى، مثل الخبرة الطبية والمعلومات والإمكانيات العقلية، لكن يظل الذكاء الحركي من العناصر الهامة من أجل أداء وظيفة الطبيب بأفضل شكل ممكن.

الرياضيون

في رأيي أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة كوظيفة أساسية بالنسبة لهم، هم أكثر الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الحركي في فعل ذلك.

توجد أنواع كثيرة جدًا من الرياضة يمكن للإنسان أن يمارسها، سواءً كانت رياضات جماعية أو رياضات فردية، وكل شخص يحدد النوع الذي يرغب في ممارسته طبقًا للمهارات الموجودة لديه.

فلاعب كرة القدم على سبيل المثال، يستخدم الذكاء الحركي في تحريك قدميه بالطريقة المناسبة لممارسة اللعبة، في حين أنه في داخل هذه الرياضة نفسها، نجد أن هناك دور معين، وهو دور حارس المرمى، فهو يستخدم القدمين واليدين في نفس الوقت.

يقوم الرياضيون بممارسة تدريبات بشكل مستمر، ولذلك هم أكبر دليل على أن الذكاء الحركي شيء يمكن تطويره باستمرار، ونحن نرى الناتج بالفعل على هؤلاء. بل إنه حاليًا أصبحت كرة القدم لا تعتمد فقط على الموهبة، وإنما على القدرات والإمكانيات البدنية والحركية للاعبين، ومدى نجاحهم في استغلالها.

العمال

العمّال الموجودين في كل مكان يحتاجون إلى استخدام قدراتهم البدنية للنجاح في العمل.

مثلًا، العامل الذي يمارس وظيفته الأساسية في البناء، فإنه يستخدم قدراته لتنفيذ هذا العمل، حتى يكون مصدرًا للرزق بالنسبة له. وبالتالي فالأمر يرتبط بهذه الإمكانيات الموجود لديه، أي يرتبط بمسألة الذكاء الحركي ونسبة وجودها لديه.

في الوقت الحالي أصبحت التكنولوجيا تقدم لنا آلات يمكنها أن تقوم بأداء بعض الأدوار التي يقوم بها العمال، وبالتالي تقل الممارسات اليدوية التي يقوم بها العمال. لكن هذا الأمر غير موجود في جميع الأماكن، ولا يزال هناك الكثير من العمال الذي يستخدم يده كوسيلة أساسية لكسب الرزق. بجانب أنه وجود العنصر البشري سيظل مطلوبًا طوال الوقت.

ضباط الشرطة

من الوظائف أيضًا التي تعتمد على الذكاء الحركي بشكل أساسي هي وظيفة ضابط الشرطة. والأمر في هذه الحالة يأخذ أكثر من طابع، فالضابط يحتاج إلى مهارته في استخدام الأسلحة بأنواعها المختلفة، وكذلك الدقة في إطلاق الرصاص من خلال هذه الأسلحة. وقد يحتاج إلى المهارة من أجل استخدامها في المطاردات المختلفة التي تحدث مع المجرمين. وأيضًا يستخدم ضابط الشرطة قدراته البدنية في الاحتكاك مع المجرمين في أوقات عديدة.

لذلك من الضروري دائمًا أن يحصل ضباط الشرطة على تدريبات متنوعة، تعمل على تنمية القدرات الموجودة لديهم، ومن ثم تزداد نسبة الذكاء الحركي الموجودة لديهم.

وغالبًا فإن كل المهن الحربية والتي تعتمد على القتال يحدث بها نفس الأمر، فنجد أن هناك تدريبات مكثّفة يتم تحضيرها للملتحقين، حتى يتقنوا المطلوب منهم بالضبط.

الفنانون

آخر مجموعة من الوظائف سنتحدث عن ارتباطها الشديد بمسألة الذكاء الحركي هي الوظائف الخاصة بالفن. تحديدًا وظائف مثل الرسم والتمثيل والنحت والعزف.

فمثلًا الرسم والنحت والعزف، هذه الأشياء تحتاج إلى استخدام اليدين بصورة كبيرة جدًا، بل إننا نجد أن مستوى الشخص يرتبط أساسًا بإمكانية استخدام اليد بالشكل الصحيح.

بالطبع نحن نعرف أن الأساس في الفن هو وجود الموهبة لدى الشخص، لكن الموهبة تحتاج إلى جهد وعمل وتطوير دائمًا، وكل هذه الأشياء يمكن لنا أن نتعلمها إن أردنا ذلك.

الوظيفة التي لم أذكرها مع الرسم والنحت والعزف، وذكرتها في مقدمة الفقرة، هي التمثيل. وذلك لأن التمثيل يحتاج إلى استخدام أوسع للأطراف والإمكانيات الجسدية. فالممثل يعتمد على كل الأطراف عندما يقوم بتأدية أي دور. ولا يعني هذا أن الممثل يجب أن يملك قدرًا من الذكاء الحركي أكبر من البقية، لكن عليه أن يستخدم هذا الذكاء بالشكل المطلوب لاستخدامه على كل الأطراف.

كيف يمكنك اكتساب الذكاء الحركي في حياتك؟

في أغلب الوظائف التي ذكرتها بالأعلى، كنت أصمم على التأكيد على فكرة أن الشخص يمكنه أن يعمل على تطوير الذكاء الحركي الموجود لديه، سواءً من خلال تدريبات معينة يحصل عليها، أو من خلال ممارسات اعتيادية يمكن له تنفيذها في حياته اليومية.

فالشخص أحيانًا قد لا يملك الموهبة في شكلها المعتاد، لكنه يملك المقومات التي تمكنه من ممارسة الشيء، ومن ثم كل ما يحتاج إليه هو التدريب. على سبيل المثال، لاعب كرة لا يملك مهارة، لكنه يملك سرعة وجسد جيد، وبالتالي يمكنه أن يصير لاعبًا جيدًا في كرة القدم. لذلك نتحدث في هذه الفقرة عن كيف يمكن لنا العمل على اكتساب الذكاء الحركي وتطويره.

التعوّد على استخدام الأطراف.

من أكثر الوسائل التي يمكنك استخدامها لحمل الأشياء الثقيلة، هو تعودك على فعل ذلك تدريجيًا. وبالتالي، كلما بدأت في حمل الأشياء، كلما زادت قدرتك على فعل ذلك، وسوف تجد نفسك تتدرج في هذا الأمر، وفي النهاية يمكنك أن تحمل أي شيء.

تخيل مثلًا أنك طوال الوقت تعودت على نقل الأثاث، سوف تجدها مهمة سهلة في المستقبل، على العكس من شخص لم يفعل ذلك في حياته أبدًا.

ممارسة التمارين الرياضية.

من الأمور التي يمكنها أن تساعد كثيرًا على اكتساب الذكاء الحركي هي ممارسة التمارين الرياضية. وهذا الأمر مفيد جدًا للإنسان وصحته، ويمكن أن يساعده للعلاج أو الوقاية من أمراض عدة.

ممارسة التمارين لا ترتبط بكونك تحتاج إليها في وظيفة معينة تؤديها، بل إنها ترتبط فقط بالرغبة. وهذه التمارين ليست صعبة، بعضها يمكنك أن تمارسه في المنزل، والبعض الآخر يتعلق أساسًا بوظائف تُمارس في المنزل، وتحتوي على فائدة كبيرة.

من أبسط الأشياء مثلًا التي يمكننا أن نمارسها هي المشي، فالمشي يفيد الإنسان كثيرًا.

الانضمام إلى الأندية.

النقطة السابقة التي تحدثنا عنها ترتبط في الأساس بفكرة أن الشخص يحتاج إلى ممارسة الرياضة، لكنه لا يملك وقتًا كبيرًا لفعل ذلك. أما في حالة كان الشخص يملك الوقت، أو يرغب في أداء وظيفة معينة، تتعلق في طبيعتها بمسألة الذكاء الحركي ومن ثم يحتاج الشخص إلى اكتسابه وتطويره. فهنا يمكن للشخص أن يلتحق بأحد الأندية الرياضية.

بعض هذه الأندية يوفر للشخص تدريبات جماعية، مثل تدريبات كرة القدم، وكذلك تدريبات فردية، مثل التدريبات التي يتم ممارستها في صالة الحديد.

هذه الأندية يمكنها أن تساهم في اكتسابك المهارات الحركية والبدنية مثلما ترغب تمامًا، لذلك في رأيي يمكننا أن نعتبرها من أفضل الوسائل التي يمكننا اللجوء إليها عندما نتحدث عن الذكاء الحركي وإمكانية تطويره لدينا.

الذكاء الحركي سيظل من أنواع الذكاء التي تحتوي على فائدة كبيرة للإنسان، سواءً لمساعدته في أداء وظيفة معينة في حياته، ويمكنه من خلالها أن يحقق رزقًا. أو حتى إن كان ذلك سوف يوفر له قدر من الطاقة، يساعده في حياته اليومية، ويكون بمثابة علاج ووقاية له من الأمراض. لذلك يمكنك أن تبدأ من الآن بالتفكير في الذكاء الحركي بشكل مختلف، وأن تعمل على اكتسابه وتطويره بشكل صحيح.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

13 − 7 =